بسر بن أبي أرطاة واسم أبي ارطاة عمير له صحبة، القرشي الشامي ويكنى أبا عبد الرحمن روى عنه جنادة بن أبي أمية وأيوب بن ميسرة بن حلبس الجبلاني سمعت أبي يقول ذلك.
حدثنا عبد الرحمن سمعت أبا زرعة يقول سمعت بكار بن عبد الله الدمشقي من ولد بسر ابن أبي أرطاة يقول: اسم أبي ارطاة عمير وكنية بسر أبو عبد الرحمن وهو من قريش من بني عامر بن لؤي.
[حدثنا عبد الرحمن قال قرئ
على العباس بن محمد الدوري قال سمعت يحيى بن معين قال: بسر بن أبي أرطاة رجل سوء - ] .
حدثنا عبد الرحمن سمعت أبا زرعة يقول سمعت بكار بن عبد الله الدمشقي من ولد بسر ابن أبي أرطاة يقول: اسم أبي ارطاة عمير وكنية بسر أبو عبد الرحمن وهو من قريش من بني عامر بن لؤي.
[حدثنا عبد الرحمن قال قرئ
على العباس بن محمد الدوري قال سمعت يحيى بن معين قال: بسر بن أبي أرطاة رجل سوء - ] .
بسر بن أبي أرطأة
وهو ابن عمير بن عويمر بن عمران بن الحليس بن سيار بن نزار بن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب يكنى أبا عبد الرحمن.
توفى بالمدينة في أيام معاوية، ويقال: بقي إلى خلافة عبد الملك، قاله محمد بن سعد الواقدي.
عداده في أهل الشام.
روى عنه: جنادة بن أمية، وأيوب، ويونس ابنا ميسرة بن حلبس.
أخبرنا عبد الله بن محمد بن الحارث، قال: حدثنا محمد بن منصور، قال: حدثنا محمد بن سعد الواقدي، قال: وبسر بن أبي أرطأة من بني عامر بن لؤي، قال الواقدي: ولد قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين.
وغيره يقول: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه.
وهو ابن عمير بن عويمر بن عمران بن الحليس بن سيار بن نزار بن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب يكنى أبا عبد الرحمن.
توفى بالمدينة في أيام معاوية، ويقال: بقي إلى خلافة عبد الملك، قاله محمد بن سعد الواقدي.
عداده في أهل الشام.
روى عنه: جنادة بن أمية، وأيوب، ويونس ابنا ميسرة بن حلبس.
أخبرنا عبد الله بن محمد بن الحارث، قال: حدثنا محمد بن منصور، قال: حدثنا محمد بن سعد الواقدي، قال: وبسر بن أبي أرطأة من بني عامر بن لؤي، قال الواقدي: ولد قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين.
وغيره يقول: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه.
بُسْرُ بْنُ أَبِي أَرْطَاةَ وَهُوَ عُمَيْرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عِمْرَانَ بْنِ الْحُلَيْسِ بْنِ سِنَانِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ لَابِي بْنِ مُعَيْصِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَىِّ بْنِ غَالِبٍ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ أَخُو خَطَّابٍ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَا: نا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ بُسْرِ بْنِ أَبِي أَرْطَاةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُوا: «اللَّهُمَّ أَحْسِنْ عَاقِبَتِي فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا وَأَجِرْنِي مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْآخِرَةِ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْمُؤَدِّبُ، نا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، نا الْوَلِيدُ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ جُنَادَةَ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ بُسْرَ بْنَ أَبِي أَرْطَاةَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا تُقْطَعُ الْأَيْدِي فِي الْغَزْوِ»
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَسَّانَ نا دُحَيْمٌ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسِ عَنْ شِيَيْمِ بْنِ بَيْتَانَ وَيَزِيدَ بْنِ صُبْحٍ الْأَصْبَحِيِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ بُسْرَ بْنَ أَبِي أَرْطَاةَ وَنَحْنُ فِي الْبَحْرِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا تُقْطَعُ الْأَيْدِي فِي السَّفَرِ» وَقَدْ أُتِيَ بِسَارِقٍ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ أَخُو خَطَّابٍ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَا: نا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ بُسْرِ بْنِ أَبِي أَرْطَاةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُوا: «اللَّهُمَّ أَحْسِنْ عَاقِبَتِي فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا وَأَجِرْنِي مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْآخِرَةِ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْمُؤَدِّبُ، نا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، نا الْوَلِيدُ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ جُنَادَةَ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ بُسْرَ بْنَ أَبِي أَرْطَاةَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا تُقْطَعُ الْأَيْدِي فِي الْغَزْوِ»
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَسَّانَ نا دُحَيْمٌ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسِ عَنْ شِيَيْمِ بْنِ بَيْتَانَ وَيَزِيدَ بْنِ صُبْحٍ الْأَصْبَحِيِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ بُسْرَ بْنَ أَبِي أَرْطَاةَ وَنَحْنُ فِي الْبَحْرِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا تُقْطَعُ الْأَيْدِي فِي السَّفَرِ» وَقَدْ أُتِيَ بِسَارِقٍ
بسر بن أبى أرطاة : اسمه عمير بن عويمر بن عمران بن الحليس بن سيّار بن نزار بن معيص بن عامر بن لؤىّ بن غالب القرشى العامرى. يكنى أبا عبد الرحمن . كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وروى عنه . شهد فتح مصر،
واختط بها، وله بمصر دار بسر، وحمّام بسر»
. وكان من شيعة معاوية بن أبى سفيان، وشهد مع معاوية صفّين. وكان معاوية وجّهه إلى الحجاز واليمن فى أول سنة أربعين، وأمره أن ينظر من كان فى طاعة علىّ فيوقع بهم. ففعل بمكة والمدينة واليمن أفعالا قبيحة . وقد ولى البحر لمعاوية، وكان قد وسوس فى آخر أيامه ، فكان إذا لقى إنسانا، قال: أين شيخى؟ أين عثمان؟ ويسلّ سيفه. فلما رأوا ذلك، جعلوا له فى جفنه سيفا من خشب، فكان إذا ضرب به لم يضرّ. حدّث عنه أهل مصر، وأهل الشام، وتوفى بالشام فى آخر أيام معاوية. وله عقب ببغداد، والشام .
حدثنا أسامة بن أحمد بن أسامة التجيبى، قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن الوزير، قال: حدثنا عبد الحميد بن الوليد، قال: حدثنى الهيثم بن عدىّ، عن عبد الله بن عيّاش، عن الشّعبىّ: أن معاوية بن أبى سفيان أرسل «بسر بن أبى أرطاة القرشى، ثم العامرى» فى جيش من الشام، فسار حتى قدم المدينة، وعليها- يومئذ- أبو أيوب «خالد ابن زيد الأنصارى» صاحب النبي صلى الله عليه وسلم. فهرب منه أبو أيوب إلى علىّ بالكوفة. فصعد بسر منبر المدينة، ولم يقاتله بها أحد، فجعل ينادى: يا دينار، يا رزيق، يا نجار. شيخ
سمح عهدته- ها هنا- بالأمس (يعنى: عثمان رضى الله عنه) ، وجعل يقول: يأهل المدينة، والله لولا ما عهد إلىّ أمير المؤمنين، ما تركت بها محتلما إلا قتلته.
بايع أهل المدينة لمعاوية، وأرسل «أى: بسر» إلى بنى سلمة، فقال: لا والله، ما لكم عندى من أمان ولا مبايعة، حتى تأتونى ب «جابر بن عبد الله» صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج جابر بن عبد الله، حتى دخل على أم سلمة خفيّا، فقال لها: يا أمّه، إنى قد خشيت على دينى، وهذه بيعة ضلالة، فقالت له: أرى أن تبايع، فقد أمرت ابنى «عمر ابن أبى سلمة» أن يبايع. فخرج جابر بن عبد الله، فبايع بسر بن أبى أرطاة لمعاوية.
وهدم بسر دورا كثيرة بالمدينة، ثم خرج إلى مكة، فخافه أبو موسى الأشعرى، وهو- يومئذ- بمكة، فتنحى عنه. فبلغ ذلك بسرا، فقال: ما كنت لأوذى أبا موسى. ما أعرفنى بحقه وفضله!
مضى بسر إلى اليمن، وعليها- يومئذ- عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب عاملا ل «علىّ بن أبى طالب» . فلما بلغ عبيد الله أن بسرا قد توجّه إليه، هرب إلى علىّ، واستخلف عبد الله بن عبد المدان المرادىّ. وكانت عائشة بنت عبد الله بن عبد المدان قد ولدت من عبيد الله غلامين من أحسن صبيان الناس «أوضئه، وأنظفه» ، فذبحهما.
وكانت تنشدهما فى الموسم فى كل عام، تقول:
ها من أحسّ بنيّىّ اللّذين هما
... كالدّرّتين تخلّى عنهما الصّدف
ها من أحسّ بنيّىّ اللّذين هما
... سمعى وقلبى فقلبى- اليوم- مختطف
ها من أحسّ بنيّىّ اللّذين هما
... مخّ العظام، فمخّى- اليوم- مزدهف
حدّثت بسرا، وما صدّقت ما زعموا
... من قولهم ومن الإفك الذي وصفوا
أنحى على ودجى ابنىّ مرهفة
... مشحوذة، وكذاك الإثم يقترف
من ذا لوالهة حرّى مفجّعة
... على صبيّين ضلّا إذ غدا السّلف «»
قال: فلما بلغ عليّا (رضى الله عنه) مسير بسر، وما صنع، بعث فى عقب بسر- بعد
منصرفه من الشام- جارية بن قدامة السّعدىّ ، فجعل لا يلقى أحدا خلع عليّا إلا قتله، وأحرقه بالنار، حتى انتهى إلى اليمن. فلذلك سمّت العرب «جارية بن قدامة» محرّقا .
ويقال: إن أم عبد الرحمن، وقثم ابنى «عبيد الله بن العباس» جويرية بنت قارظ الكنانيّة «وآل قارظ حلفاء لبنى زهرة بن كلاب» . وكان عبيد الله بن العباس قد جعل ابنيه هذين «عبد الرحمن، وقثم» عند رجل من بنى كنانة، وكانا صغيرين. فلما انتهى «أى: بسر» إلى بنى كنانة، بعث إليهما؛ ليقتلهما. فلما رأى ذلك الكنانىّ، دخل بيته، وأخذ السيف، ثم خرج يشد عليهم بسيفه حاسرا، وهو يقول:
الليث من يمنع حافات الدار
... ولا يزال مصلتا دون الجار
إلا فتى أورع غير غدّار
فقال له بسر: ثكلتك أمك. والله، ما أردنا قتلك، فلم عرّضت نفسك للقتل؟! فقال: أقتل دون جارى، فعسى أعذر عند الله، وعند الناس. فضرب بسيفه حتى قتل، وقدّم بسر الغلامين، فذبحهما ذبحا. فخرجت نسوة من بنى كنانة، فقالت منهن قائلة:
يا هذا ، هؤلاء الرجال قتلت، فعلام يقتل الولدان؟! والله، ما كانوا يقتلون فى جاهلية ولا إسلام. والله، إن سلطانا لا يقوم إلا بقتل الضّرع الصغير، والمدره الكبير، وبرفع الرحمة، وعقوق الأرحام لسلطان سوء. فقال لها بسر: والله، لهممت أن أضع فيكن السيف. فقالت له: تالله، إنها لأخت التى صنعت، وما أنا لها منك بآمنة. ثم قالت للنساء اللاتى حولها: ويحكنّ، تفرّقن. فقالت جويرية «أم الغلامين» امرأة عبيد الله بن العباس تبكيهما، وذكرت هذه الأبيات بعينها، أو نحوها .
واختط بها، وله بمصر دار بسر، وحمّام بسر»
. وكان من شيعة معاوية بن أبى سفيان، وشهد مع معاوية صفّين. وكان معاوية وجّهه إلى الحجاز واليمن فى أول سنة أربعين، وأمره أن ينظر من كان فى طاعة علىّ فيوقع بهم. ففعل بمكة والمدينة واليمن أفعالا قبيحة . وقد ولى البحر لمعاوية، وكان قد وسوس فى آخر أيامه ، فكان إذا لقى إنسانا، قال: أين شيخى؟ أين عثمان؟ ويسلّ سيفه. فلما رأوا ذلك، جعلوا له فى جفنه سيفا من خشب، فكان إذا ضرب به لم يضرّ. حدّث عنه أهل مصر، وأهل الشام، وتوفى بالشام فى آخر أيام معاوية. وله عقب ببغداد، والشام .
حدثنا أسامة بن أحمد بن أسامة التجيبى، قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن الوزير، قال: حدثنا عبد الحميد بن الوليد، قال: حدثنى الهيثم بن عدىّ، عن عبد الله بن عيّاش، عن الشّعبىّ: أن معاوية بن أبى سفيان أرسل «بسر بن أبى أرطاة القرشى، ثم العامرى» فى جيش من الشام، فسار حتى قدم المدينة، وعليها- يومئذ- أبو أيوب «خالد ابن زيد الأنصارى» صاحب النبي صلى الله عليه وسلم. فهرب منه أبو أيوب إلى علىّ بالكوفة. فصعد بسر منبر المدينة، ولم يقاتله بها أحد، فجعل ينادى: يا دينار، يا رزيق، يا نجار. شيخ
سمح عهدته- ها هنا- بالأمس (يعنى: عثمان رضى الله عنه) ، وجعل يقول: يأهل المدينة، والله لولا ما عهد إلىّ أمير المؤمنين، ما تركت بها محتلما إلا قتلته.
بايع أهل المدينة لمعاوية، وأرسل «أى: بسر» إلى بنى سلمة، فقال: لا والله، ما لكم عندى من أمان ولا مبايعة، حتى تأتونى ب «جابر بن عبد الله» صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج جابر بن عبد الله، حتى دخل على أم سلمة خفيّا، فقال لها: يا أمّه، إنى قد خشيت على دينى، وهذه بيعة ضلالة، فقالت له: أرى أن تبايع، فقد أمرت ابنى «عمر ابن أبى سلمة» أن يبايع. فخرج جابر بن عبد الله، فبايع بسر بن أبى أرطاة لمعاوية.
وهدم بسر دورا كثيرة بالمدينة، ثم خرج إلى مكة، فخافه أبو موسى الأشعرى، وهو- يومئذ- بمكة، فتنحى عنه. فبلغ ذلك بسرا، فقال: ما كنت لأوذى أبا موسى. ما أعرفنى بحقه وفضله!
مضى بسر إلى اليمن، وعليها- يومئذ- عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب عاملا ل «علىّ بن أبى طالب» . فلما بلغ عبيد الله أن بسرا قد توجّه إليه، هرب إلى علىّ، واستخلف عبد الله بن عبد المدان المرادىّ. وكانت عائشة بنت عبد الله بن عبد المدان قد ولدت من عبيد الله غلامين من أحسن صبيان الناس «أوضئه، وأنظفه» ، فذبحهما.
وكانت تنشدهما فى الموسم فى كل عام، تقول:
ها من أحسّ بنيّىّ اللّذين هما
... كالدّرّتين تخلّى عنهما الصّدف
ها من أحسّ بنيّىّ اللّذين هما
... سمعى وقلبى فقلبى- اليوم- مختطف
ها من أحسّ بنيّىّ اللّذين هما
... مخّ العظام، فمخّى- اليوم- مزدهف
حدّثت بسرا، وما صدّقت ما زعموا
... من قولهم ومن الإفك الذي وصفوا
أنحى على ودجى ابنىّ مرهفة
... مشحوذة، وكذاك الإثم يقترف
من ذا لوالهة حرّى مفجّعة
... على صبيّين ضلّا إذ غدا السّلف «»
قال: فلما بلغ عليّا (رضى الله عنه) مسير بسر، وما صنع، بعث فى عقب بسر- بعد
منصرفه من الشام- جارية بن قدامة السّعدىّ ، فجعل لا يلقى أحدا خلع عليّا إلا قتله، وأحرقه بالنار، حتى انتهى إلى اليمن. فلذلك سمّت العرب «جارية بن قدامة» محرّقا .
ويقال: إن أم عبد الرحمن، وقثم ابنى «عبيد الله بن العباس» جويرية بنت قارظ الكنانيّة «وآل قارظ حلفاء لبنى زهرة بن كلاب» . وكان عبيد الله بن العباس قد جعل ابنيه هذين «عبد الرحمن، وقثم» عند رجل من بنى كنانة، وكانا صغيرين. فلما انتهى «أى: بسر» إلى بنى كنانة، بعث إليهما؛ ليقتلهما. فلما رأى ذلك الكنانىّ، دخل بيته، وأخذ السيف، ثم خرج يشد عليهم بسيفه حاسرا، وهو يقول:
الليث من يمنع حافات الدار
... ولا يزال مصلتا دون الجار
إلا فتى أورع غير غدّار
فقال له بسر: ثكلتك أمك. والله، ما أردنا قتلك، فلم عرّضت نفسك للقتل؟! فقال: أقتل دون جارى، فعسى أعذر عند الله، وعند الناس. فضرب بسيفه حتى قتل، وقدّم بسر الغلامين، فذبحهما ذبحا. فخرجت نسوة من بنى كنانة، فقالت منهن قائلة:
يا هذا ، هؤلاء الرجال قتلت، فعلام يقتل الولدان؟! والله، ما كانوا يقتلون فى جاهلية ولا إسلام. والله، إن سلطانا لا يقوم إلا بقتل الضّرع الصغير، والمدره الكبير، وبرفع الرحمة، وعقوق الأرحام لسلطان سوء. فقال لها بسر: والله، لهممت أن أضع فيكن السيف. فقالت له: تالله، إنها لأخت التى صنعت، وما أنا لها منك بآمنة. ثم قالت للنساء اللاتى حولها: ويحكنّ، تفرّقن. فقالت جويرية «أم الغلامين» امرأة عبيد الله بن العباس تبكيهما، وذكرت هذه الأبيات بعينها، أو نحوها .
بسر بن أبي أرطاة
سكن دمشق
- حدثنا أبو خيثمة نا عتاب بن زياد أنا ابن المبارك أنا سعيد بن يزيد عن عياش بن عباس عن شييم بن بيتان عن
جنادة بن أبي أمية قال: كنت عند [بسر بن أرطأة في البحر فأتى بسارق يقال له:] مصدر قد سرق بختيه فقال: لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم [يقول: لا تقطع الأيدي] في الغزو لقطعتك فجلده ثم خلى سبيله.
قال أبو القاسم: وإ [سناد] هذا الحديث مصري والذي روى عنه ابن المبارك هو سعيد بن يزيد [عن عياش عن شييم عن جنادة عن] بسر بن أرطأة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
-
سكن دمشق
- حدثنا أبو خيثمة نا عتاب بن زياد أنا ابن المبارك أنا سعيد بن يزيد عن عياش بن عباس عن شييم بن بيتان عن
جنادة بن أبي أمية قال: كنت عند [بسر بن أرطأة في البحر فأتى بسارق يقال له:] مصدر قد سرق بختيه فقال: لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم [يقول: لا تقطع الأيدي] في الغزو لقطعتك فجلده ثم خلى سبيله.
قال أبو القاسم: وإ [سناد] هذا الحديث مصري والذي روى عنه ابن المبارك هو سعيد بن يزيد [عن عياش عن شييم عن جنادة عن] بسر بن أرطأة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
-