Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=150261&book=5556#3e160f
بدر بن عبد الله أبو النجم
مولى المعتضد بالله المعروف بالحمامي وبالكبير.
قدم دمشق من مصر ممداً لأميرها طغج بن جف الفرغاني في خلافة المكتفي من قبل الطولونية لما حاصر القرمطي دمشق، فلقيه بكناكر، فقتل القرمطي، وانصرف إلى طبرية راجعاً إلى مصر، ثم رجع من الطريق والياً على دمشق من قبل هارون بن خمارويه بن أحمد بن طولون، فقدمها في شعبان سنة تسعين ومائتين.
حدث أبو النجم بدر الكبير عن عبيد الله بن محمد بن رماحس بسنده عن أبي جرول زهير بن صرد الجشمي قال: لما أسرنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم حنين يوم هوازن، وذهب يفرق السبي، أتيته فأنشأت أقول: " من البسيط "
امنن علينا رسول الله في كرمٍ ... فإنك المرء نرجوه وننتظر
امنن على بيضةٍ قد عاقها قدرٌ ... مشتتٌ شملها في دهرها غير
أبقت لنا الحرب هتافاً على حزن ... على قلوبهم الغماء والغمر
إن لم تداركهم نعماء تنشرها ... يا أرجح الناس حلماً حين يختبر
امنن على نسوةٍ قد كنت ترضعها ... إذ فوك يملؤه من محضها الدرر
إذ أنت طفل صغير كنت ترضعها ... وإذ يزينك ما تأتي ومت تذر
لا تجعلنا كمن شالت نعامته ... واستبق منا فإنا معشر زهر
إنا لنشكر للنعماء إذا كفرت ... وعندنا بعد هذا اليوم مدخر
فألبس العفو من قد كنت ترضعه ... من أمهاتك إن العفو مشتهر
يا خير من مرحت كمت جياد به ... عند الهياج إذا ما استوقد الشرر
إنا نؤمل عفواً منك تلبسه ... هذي البرية إذ تعفو وتنتصر
فاعف عفا الله عما أنت راهبه ... يوم القيامة إذ يهدى لك الظفر
فلما سمع هذا الشعر، قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم ".
وقالت قريش: ما كان لنا فهو لله ولرسوله، وقالت الأنصار: ما كان لنا فهو لله ولرسوله.
قال أبو نعيم الحافظ: بدر الأمير أبو النجم، قدم أصبهان سنة ثلاث وثمانين ومائتين لإخراج عمر بن عبد العزيز أخي أحمد بن عبد العزيز إلى مدينة السلام وقدمها أيضاً واليها عليها سنة خمس وتسعين ومائتين في رمضان، فتولاها إلى صفر من سنة ثلاث مائة، وكان عاد لأحسن السيرة، منع من نزول الجند في الدور إلا بالكراء الوافي، وكان يقرب أهل العلم، ويرفع منهم.
وقال أبو نعيم أيضاً: كان عبداً صالحاً مجاب الدعوة.
قال أبو بكر الخطيب: ولي بدر الإمارة في بلدان جليلة، وكان له من السلطان منزلة كبيرة، وتولى الأعمال بمصر مع ابن طولون، إلى أن فسد أمر ابن طولون وقتل، فقدم بدر بغداد، فأقام بها مدة، ثم ولاه السلطان بلاد فارس، فخرج إلى عمله وأقام هناك إلى أن توفي.
حدث جحظة قال: كنت بحضرة المعتضد ذات يوم، فأمرني أن أغني صوتاً فغنيت، ثم استعاده دفعة أخرى، وطرب له طرباً شديداً، فأمر لي بمائة درهم، وقال: عرجوا به على بدر - يريد
صاحب جيشه - فقلت لعله أن يوجد مما أطلق لي حق الجراية، فلما وثب أمير المؤمنين حملني الخادم إلى قصر بدر، فرأيت مجلساً أحسن من مجلس الخليفة، وفيه من الغناء طرائقه، فلما رآني وثب وأجلسني في دسته وقال له الخادم: هذه تحفة أمير المؤمنين، فأكرمني، فغنيته ثلاثة أصوات، فلما سمعهن أمر بمائة ألف درهم، وعشرة تخوت ثياب، وشهريٍ لين الركوب، وغلام أسود.
وانصرفت وعدت إلى مجلس أمير المؤمنين في الغد، فغنيته صوتاً فأطربه، فأمر لي بالجائزة فقلت: يا أمير المؤمنين ويعرج بي على بدر، فقال: ذلك لا يعاود.
قال إسماعيل بن علي الخطبي: ورد الخبر في ربيع الأول سنة إحدى عشرة وثلاث مائة بموت بدر غلام ابن طولون المعروف ببدر الحمامي، وكان أميراً على بلاد فارس كلها وكورها، وقد طالت أيامه بها، وصلحت بمكانه، والسلطان حامد لأمره فيها، وشاكر إلى مكانه بها، فورد الخبر بوفاته، وأن ابنه محمداً قام بالأمر هناك، وسكن الناس، وضبط ما تهيأ له ضبطه، فأمر السلطان أن يكتب إليه بالولاية مكان أبيه، وتأمر على بلاد فارس، وأطاعه الناس.
وقيل: مات بدر بشيراز وهو أمير على فارس.