25464. القرثع1 25465. القرشي أبو المحاسن عمر بن علي بن الخضر...1 25466. القرشي أبو عثمان سعيد بن العباس بن محمد...1 25467. القرطبي أبو بكر يحيى بن سعدون بن تمام...1 25468. القرظي محمد بن كعب بن سليم1 25469. القرمطي أبو طاهر سليمان بن حسن125470. القرمطي أبو علي الحسن بن أحمد بن حسن1 25471. القرميسيني أبو إسحاق إبراهيم بن شيبان...1 25472. القرميسيني إبراهيم بن أحمد بن حسن1 25473. القزاز أبو عبد الله محمد بن جعفر التميمي...1 25474. القزاز عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد الشيباني...1 25475. القزاز نصر الله بن عبد الرحمان بن محمد...1 25476. القزويني أبو إبراهيم الجليل بن عبد الجبار...1 25477. القزويني أبو الحسن علي بن أحمد بن صالح...1 25478. القزويني أبو الحسن علي بن عمر بن محمد...1 25479. القزويني أبو الفرج محمد بن محمود بن الحسن...1 25480. القزويني أبو المجد محمد بن الحسين بن أحمد...1 25481. القزويني أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم بن محمد...1 25482. القزويني أبو عمر محمد بن عيسى بن أحمد...1 25483. القزويني كثير بن شهاب القزويني1 25484. القزويني محمد بن أحمد بن إسماعيل1 25485. القزويني محمد بن مسعود بن الحارث1 25486. القسري أبو الهيثم خالد بن عبد الله بن يزيد...1 25487. القشيري أبو محمد الفضل بن محمد بن عبيد...1 25488. القشيري عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك...1 25489. القصاب أبو أحمد محمد بن علي بن محمد1 25490. القصار أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد1 25491. القصار أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد1 25492. القصار أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يحيى...1 25493. القصاف بنت عبد الله بن ضمرة1 25494. القصري أبو محمد عبد الجليل بن موسى الأنصاري...1 25495. القصري عبد الجليل بن موسى بن عبد الجليل...1 25496. القضاعي أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر...1 25497. القطائفي أبو بكر أحمد بن عمر بن علي بن حمد...1 25498. القطان أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة...1 25499. القطان أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد...1 25500. القطان أبو بكر محمد بن الحسين بن الحسن...1 25501. القطان أبو عبد الله الحسين بن يحيى بن عياش...1 25502. القطان أبو علي الحسين بن عبد الله بن يزيد...1 25503. القطان أبو محمد عبد الله بن محمد بن أيوب...1 25504. القطان محمد بن يوسف بن أحمد النيسابوري...1 25505. القطب مسعود بن محمود بن مسعود الطريثيثي...1 25506. القطراني أبو بكر أحمد بن عمرو بن حفص1 25507. القطيعي أبو الحسن محمد بن أحمد بن عمر بن حسين...1 25508. القطيعي أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان...1 25509. القعقاع1 25510. القعقاع بن أبي حدرد الأسلمي2 25511. القعقاع بن ابي حدرد1 25512. القعقاع بن ابي حدرد الاسلمي2 25513. القعقاع بن الصلت2 25514. القعقاع بن اللجلاج1 25515. القعقاع بن اللجلاج الغطفاني1 25516. القعقاع بن حكيم1 25517. القعقاع بن حكيم الكناني3 25518. القعقاع بن حكيم الكناني المدني2 25519. القعقاع بن حكيم المدني الكناني –1 25520. القعقاع بن سعيد الكندي1 25521. القعقاع بن شور1 25522. القعقاع بن شور بن نعمان1 25523. القعقاع بن عبد الله بن ابي حدرد الاسلمي...2 25524. القعقاع بن عمرو1 25525. القعقاع بن عمرو التميمي3 25526. القعقاع بن معبد2 25527. القعقاع بن معبد التميمي1 25528. القعقاع بن معبد بن زرارة التميمي1 25529. القعقاع بن يزيد الضبي1 25530. القعقاع بن يزيد الضبي كوفى1 25531. القعنبي عبد الله بن مسلمة1 25532. القعنبي عبد الله بن مسلمة بن قعنب1 25533. القفال أبو بكر عبد الله بن أحمد بن عبد الله...1 25534. القفال الشاشي محمد بن علي بن إسماعيل...1 25535. القفطي أبو الحسين علي بن يوسف بن إبراهيم...1 25536. الققاع بن معبد بن زرارة التميمي1 25537. القلانسي أبو العز محمد بن الحسين بن بندار...1 25538. القلعي أبو محمد عبد الله بن محمد بن القاسم...1 25539. القلوسي يعقوب بن إسحاق بن زياد1 25540. القمودي أبو جعفر القمودي السوسي1 25541. القمي أبو الحسن علي بن موسى بن يزيد1 25542. القمي محمد بن محمد بن عبد الكريم1 25543. القميني الشيخ يوسف القميني1 25544. القنازعي عبد الرحمن بن مروان بن عبد الرحمن...1 25545. القنطري أبو الحسن علي بن داود بن يزيد...1 25546. القنطري أبو القاسم محمد بن عبد الله بن أحمد...1 25547. القنطري أبو بكر القاسم بن إبراهيم بن أحمد...1 25548. القهندزي عبد الرحمن بن محمد بن إدريس...1 25549. القواريري عبيد الله بن عمر بن ميسرة1 25550. القواس أبو الفتح يوسف بن عمر بن مسرور...1 25551. القواس أبو الوفاء طاهر بن الحسين بن أحمد...1 25552. القوصي شهاب الدين إسماعيل بن حامد بن عبد الرحمن...1 25553. القول فى جماعة المتقدمين1 25554. القومساني أبو الفرج إسماعيل بن محمد بن عثمان...1 25555. القومساني محمد بن أحمد بن محمد بن مزدين...1 25556. القومسي أبو عبد الله أحمد بن الخليل بن حرب...1 25557. القيرواني أبو عبد الله محمد بن عتيق بن محمد...1 25558. القيرواني أبو علي الحسن بن رشيق1 25559. القيسراني أبو عبد الله محمد بن نصر بن صغير...1 25560. القيسي1 25561. القيسي أبو العشائر محمد بن الخليل بن فارس...1 25562. القيشطالي أبو عمرو عثمان بن أحمد1 25563. الكاتب أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سليمان...1 Prev. 100
«
Previous

القرمطي أبو طاهر سليمان بن حسن

»
Next
القِرْمِطِيُّ أَبُو طَاهِرٍ سُلَيْمَانُ بنُ حَسَنٍ
عَدُوُّ اللهِ، مَلكُ البَحْرين، أَبُو طَاهِرٍ سُلَيْمَانُ بنُ حَسَنٍ القِرْمِطِيُّ، الجَنَّابِيُّ، الأَعْرَابِيُّ، الزِّنديقُ، الَّذِي سَارَ إِلَى مَكَّةَ فِي سَبْع مائَة فَارس، فَاسْتَبَاح الْحَجِيج كلَّهُم فِي الحَرَمِ، وَاقْتَلَعَ الحجَرَ الأَسود، وَرَدَمَ زَمْزَمَ بِالقَتْلَى، وَصَعِد عَلَى عتبَةِ الكَعْبَة، يَصيح:
أَنَا بِاللهِ وَبَالله أَنَا ... يخلق الْخلق وَأُفْنيهم أَنَا
فَقتل فِي سِكَكِ مَكَّةَ وَمَا حولهَا زُهَاءَ ثَلاَثِيْنَ أَلْفاً، وَسَبَى الذُّرِّيَّةَ، وَأَقَامَ بِالحرم سِتَّة أَيَّام، بذَلَ السَّيْف فِي سَابِع ذِي الحِجَّةِ، وَلَمْ يعرِّفْ أَحَدٌ تِلْكَ السَّنَة، فَللَّه الأَمْر.وَقَتَلَ أَمِيْرَ مَكَّة ابْنَ مُحَارِب، وَعَرَّى البَيْتَ، وَأَخَذَ بَابه، وَرَجَعَ إِلَى بلاَد هَجَر.
وَقِيْلَ: دَخَلَ قِرْمِطِيُّ سكرَان عَلَى فَرَسٍ، فصَفَّر لَهُ، فَبَالَ عِنْد البَيْتِ، وَضَرَبَ الْحجر بدُبوس هشَّمه ثُمَّ اقتلَعَه، وَأَقَامُوا بِمَكَّةَ أَحَدَ عشرَ يَوْماً.
وَبَقِيَ الْحجر الأَسودُ عِنْدَهُم نَيِّفاً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً.
وَيُقَالُ: هلك تَحْته إِلَى هجر أَربعُوْنَ جَمَلاً، فَلَمَّا أُعيد كَانَ عَلَى قَعُودٍ ضَعِيْف، فسَمِنَ.
وَكَانَ بُجْكُم التُّرْكِيُّ دَفَعَ لَهُم فِيْهِ خَمْسِيْنَ أَلف دِيْنَارٍ، فَأَبَوا، وَقَالُوا: أَخذنَاهُ بِأَمْرٍ، وَمَا نردُّه إِلاَّ بِأَمْرٍ.
وَقِيْلَ: إِنَّ الَّذِي اقْتَلَعَه صَاحَ: يَا حمِير، أَنْتُم قَلْتُم وَمَنْ دَخَله كَانَ
آمِناً فَأَيْنَ الأَمَنُ؟قَالَ رَجُلٌ: فَاسْتَسْلَمت، وَقُلْتُ: إِنَّ اللهَ أَرَادَ: وَمَنْ دَخَلَه فَأَمِّنوهُ، فلَوَى فَرَسَه وَمَا كلَّمنِي.
وَقَدْ وَهِمَ السِّمْنَانِيُّ، فَقَالَ فِي (تَارِيْخِهِ) :
إِنَّ الَّذِي نَزَعَ الْحجر أَبُو سَعِيْدٍ الجَنَّانِيُّ القِرْمِطِيُّ، وَإِنَّمَا هُوَ ابْنه أَبُو طَاهِرٍ.
وَاتَّفَقَ أَنَّ ابْن أَبِي السَّاج الأَمِيْر نَزَلَ بِأَبِي سَعِيْدٍ الجَنَّابِيِّ فَأَكْرَمَه، فَلَمَّا سَارَ لِحَرْبِهِ، بَعَثَ يَقُوْلُ:
لَكَ عليَّ حَقٌ، وَأَنْتَ فِي خَمْس مائَة وَأَنَا فِي ثَلاَثِيْنَ أَلْفاً.
فَانْصَرَفَ، فَقَالَ لِلرَّسُوْلِ: كَمْ مَعَ صَاحِبك؟
قَالَ: ثَلاَثُوْنَ أَلفَ رَاكبٍ.
قَالَ: وَلاَ ثَلاَثَة، ثُمَّ دَعَا بعبدٍ أَسود، فَقَالَ لَهُ: خَرِّقْ بَطْنَك بِهَذِهِ السِّكين، فَبدَّد مصَارينَه.
وَقَالَ لآخر: اغرقْ فِي النَّهر، فَفَعَل.
وَقَالَ لآخر: اصعَدْ عَلَى هَذَا الحَائِطِ، وَانزل عَلَى مُخّكَ، فَهَلَكَ.
فَقَالَ لِلرَّسُوْلِ: إِنْ كَانَ مَعَهُ مِثْلُ هَؤُلاَءِ، وَإِلاَّ فَمَا مَعَهُ أَحَد.
وَنقل القيْلوِيُّ فِي الْحجر الأَسود لَمَّا قِيْلَ: مَنْ يَعْرِفه؟
فَقَالَ ابْنُ عُليم المُحَدِّث: إِنَّهُ يَشُوف عَلَى المَاء، وَإِنَّ النَّار لاَ تُسخِّنه، فَفُعِل بِهِ ذَلِكَ، فَقبَّله ابْنُ عُليم.
وَتعجَّب الجَنَّابِيُّ، وَلَمْ يَصِحَّ هَذَا.
وَقِيْلَ: صَعِدَ قِرْمِطِيٌّ لِقَلْع المِيزَاب، فَسَقط، فَمَاتَ.
وَكَانَ ذَلِكَ
سنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ، وَكَانَ أَمِيْر العِرَاقين مَنْصُوْر الدَّيْلَمِيّ، وَجَافَتْ مَكَّة بِالقَتْلَى.قَالَ المرَاغِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ بنُ محْرم، وَكَانَ رَسُوْلَ المُقْتَدِر إِلَى القِرْمِطيِّ.
قَالَ: سأَلْتُهُ بَعْد مُنَاظَرَاتٍ، عَنِ اسْتحلاَله بِمَا فَعَل بِمَكَّةَ، فَأَحْضَرَ الْحجر فِي الدِّيباج، فَلَمَّا أُبرز كبَّرْتُ، وَأَرَيْتُهم مِنْ تعَظِيْمه وَالتَّبرّك بِهِ عَلَى حَالَةٍ كَبِيْرَةٍ، وَافتُتِنَتِ القَرَامِطَةُ بِأَبِي طَاهِرٍ، وَكَانَ أَبُوْهُ قَدْ أَطْلَعَه وَحْدَه عَلَى كُنُوزٍ دَفَنَهَا.
فَلَمَّا تَمَلَّك، كَانَ يَقُوْلُ: هُنَا كَنْزٌ فيحفِرُوْنَ، فَإِذَا هُمْ بِالمَالِ.
فَيَفْتَتِنُوْنَ بِهِ وَقَالَ مَرَّةً: أُرِيْدُ أَنْ أَحفر هُنَا عَيْناً.
قَالُوا: لاَ تَنْبَعُ، فَخَالفهُم، فَنَبَعَ المَاءُ، فَازْدَادَ ضَلاَلُهُم بِهِ، وَقَالُوا: هُوَ إِله.
وَقَالَ قَوْم: هُوَ المَسِيْحُ.
وَقِيْلَ: نَبِيّ.
وَقَدْ هَزَمَ جُيُوش بَغْدَاد غَيْرَ مَرَّةٍ وَعتَا وَتمرَّد.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ رزَام الكُوْفِيّ: حَكَى لِي ابْنُ حَمْدَانَ الطَّبِيْبُ، قَالَ:
أَقَمْتُ بِالقَطِيف أُعَالجُ مَرِيْضاً، فَقَالَ لِي رَجُل:
إِنَّ اللهَ ظَهَرَ، فَخَرَجْتُ، فَإِذَا النَّاس يُهرَعُوْنَ إِلَى دَارِ أَبِي طَاهِرٍ، فَإِذَا هُوَ ابْنُ عشْرِيْنَ سَنَةً، شَابٌّ مليحٌ عَلَيْهِ عِمَامَةٌ صَفْرَاءُ، وَثوبٌ أَصفرُ عَلَى فَرَسٍ أَشْهَبَ، وَإِخوتُه حَوْلَهُ، فَصَاح:
مَنْ عَرَفنِي عَرَفَنِي، وَمِنْ لَمْ يَعْرفْنِي، فَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ سُلَيْمَانُ بنُ أَبِي سَعِيْد الحَسَنُ، الجَنَّابِيُّ.
اعلمُوا أَنَّا كُنَّا وَإِيَّاكُم حَمِيراً، وَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنَا بِهَذَا وَأَشَار إِلَى غُلاَمٍ أَمْرَدَ، فَقَالَ: هَذَا ربُّنَا وَإِلهُنَا، وَكُلُّنَا عِبَادُه.
فَأَخَذَ النَّاسُ التُّرَابَ، فَوَضَعُوهُ عَلَى رُؤُوْسهُم.
ثُمَّ قَالَ أَبُو طَاهِرٍ: إِنَّ الدِّين قَدْ ظَهَر وَهُوَ دين أَبينَا آدم، وَجَمِيْع مَا أَوصَلتْ إِلَيْكُم الدُّعَاةُ بَاطِلٌ منِ ذِكْرِ مُوْسَى وَعِيْسَى وَمُحَمَّد، هَؤُلاَءِ دَجَّالُوْنَ.
وَهَذَا الغُلاَمُ هُوَ أَبُو الفَضْلِ المَجُوْسِيّ،
شَرَعَ لَهُم اللّواطَ، وَوطء الأُخت، وَأَمَرَ بِقَتْلِ مَنِ امْتَنَعَ.فَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ عِدَّةُ رُؤُوْس، فسجدتُ لَهُ، وَأَبُو طَاهِرٍ وَالكُبَرَاءُ حَوْلَهُ قيَام.
فَقَالَ لأَبِي طَاهِرٍ: المُلُوكُ لَمْ تزل تُعِدُّ الرُّؤُوس فِي خزَائِنهَا.
فسلُوهُ كَيْفَ بقَاؤهَا؟
فَسُئِلْتُ، فَقُلْتُ: إِلهُنَا أَعْلَم، وَلَكِنِّي أَقُول: فجُمْلَة الإِنْسَانِ إِذَا مَاتَ يحتَاج كَذَا وَكَذَا صبِراً وَكَافُوْراً، وَالرَّأْس جُزْءٌ فيُعطَى بحسَابه.
فَقَالَ: مَا أَحسنَ مَا قَالَ.
ثُمَّ قَالَ الطَّبِيْبُ: مَا زِلْتُ أَسمَعُهُم تِلْكَ الأَيَّامَ يَلْعنُوْنَ إِبْرَاهِيْمَ وَمُوْسَى وَمُحَمَّداً وَعَلِيّاً.
وَرَأَيْت مصحفاً مُسِحَ بغَائِط.
وَقَالَ أَبُو الفَضْلِ يَوْماً لكَاتِبه: اكْتُبْ إِلَى الخَلِيْفَة، فصلِّ لَهُم عَلَى مُحَمَّد، وَكِلْ مِنْ جِرَاب النُّوْرَة.
قَالَ: وَاللهِ مَا تَنْبَسِطُ يدِي لِذَلِكَ، فَافتضَّ أَبُو الفَضْلُ أُختاً لأَبِي طَاهِرٍ الجَنَّابِي، وَذَبَحَ وَلدَهَا فِي حجرهَا، ثُمَّ قَتَل زوجَهَا، وَهَمَّ بِقَتْلِ أَبِي طَاهِرٍ، فَاتَّفَقَ أَبُو طَاهِرٍ مَعَ كَاتِبه ابْن سَنْبَر، وَآخر عَلَيْهِ فَقَالاَ:
يَا إِلهنَا، إِن وَالِدَةَ أَبِي طَاهِرٍ قَدْ مَاتَتْ فَاحضر لتحشوَ جَوْفهَا نَاراً.
قَالَ: وَكَانَ سَنَّه لَهُ، فَأَتَى، فَقَالَ: أَلاَ تجيبهَا؟
قَالَ: لاَ، فَإِنَّهَا مَاتَتْ كَافرَةً، فَعَاوده، فَارتَاب، وَقَالَ: لاَ تعجلاَ عليَّ، دعَانِي أَخْدِمُ دوَابَّكمَا إِلَى أَنْ يَأْتيَ أَبِي.
قَالَ ابْنُ سَنْبَر: وَيْلَك هتَكْتَنَا، وَنَحْنُ نرتِّب هَذِهِ الدّعوَة مِنْ سِتِّيْنَ سَنَةً، فَلَو رَآك أَبُوك لقتَلك اقْتُلْهُ يَا أَبَا طَاهِر.
قَالَ: أَخَافُ أَنْ يمسخَنِي، فَضَرَبَ أَخُو أَبِي طَاهِرٍ عُنُقَه، ثُمَّ جمع ابْنُ سَنْبَر النَّاس، وَقَالَ:
إِنَّ هَذَا الغُلاَمَ وَرَدَ بكذبٍ سَرَقه مِنْ معْدن حقّ، وَإِنَّا وَجَدنَا فَوْقه مَنْ يَنْكِحُه، وَقَدْ كُنَّا نَسْمَع أَنَّهُ لاَ بُدَّ لِلْمُؤْمِنين مِنْ فِتْنَة يظهرُ بَعْدَهَا حقٌّ، فَأَطفئوا بُيُوْتَ النِّيرَان، وَارجعُوا عَنْ نِكَاح الأُم، وَدعُوا اللِّواط، وَعظِّمُوا الأَنْبِيَاءَ.
فضجُّوا وَقَالُوا: كُلُّ وَقت تقولُوْنَ لَنَا قَوْلاً.
فَأَنْفَقَ أَبُو طَاهِرٍ الذَّهبَ حَتَّى سكنُوا.
قَالَ الطَّبِيْب: فَأَخْرَجَ إِلَيَّ أَبُو طَاهِرٍ الحجَر، وَقَالَ:هَذَا كَانَ يُعبَد.
قُلْتُ: كلاّ.
قَالَ: بَلَى.
قُلْتُ: أَنْتَ أَعْلَم، وَأَخْرَجَهُ فِي ثَوْبٍ دَبيقِي ممسَّك.
ثمَّ جَرَتْ لأَبِي طَاهِرٍ مَعَ المُسْلِمِيْنَ حُرُوبٌ أَوهنته.
وَقُتِلَ جُنْدُه، وَطلَبَ الأَمَان عَلَى أَنْ يَرُدَّ الْحجر، وَأَنْ يَأْخذ عَنْ كُلّ حَاجّ دِيْنَاراً وَيخفِرَهُم.
قُلْتُ: ثُمَّ هَلَكَ بِالجُدَرِيّ - لاَ رَحِمَهُ اللهُ - فِي رَمَضَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِ مائَةٍ بهجَر كَهْلاً.
وَقَامَ بَعْدَهُ أَبُو القَاسِمِ سَعِيْد.