Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب
Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 5806
2956. الطراز أبو عبد الله محمد بن سعيد بن علي الأنصاري...1 2957. الطرازي أبو الحسن علي بن محمد بن محمد...1 2958. الطرازي أبو عمرو سعيد بن القاسم بن العلاء...1 2959. الطرازي محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان...1 2960. الطرسوسي أبو جعفر محمد بن إسماعيل بن محمد...1 2961. الطرطوشي أبو بكر محمد بن الوليد بن خلف...12962. الطرقي أبو العباس أحمد بن ثابت بن محمد...1 2963. الطرميسي الحسن بن يوسف بن يعقوب1 2964. الطريثيثي أبو الحسن علي بن محمد بن جعفر...1 2965. الطريثيثي أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا...1 2966. الطستي عبد الصمد بن علي بن محمد1 2967. الطغرائي أبو إسماعيل الحسين بن علي بن محمد...1 2968. الطفال محمد بن الحسين بن محمد النيسابوري...1 2969. الطفيل بن عمرو بن طريف الدوسي1 2970. الطلاعي أبو عبد الله محمد بن الفرج القرطبي...1 2971. الطلمنكي أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد الله...1 2972. الطناجيري الحسين بن علي بن عبيد الله...1 2973. الطنافسي أبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق...1 2974. الطهماني أبو العباس عيسى بن محمد1 2975. الطوسي أبو إبراهيم إسحاق بن إبراهيم بن عامر...1 2976. الطوسي أبو الحسن المؤيد بن محمد بن علي...1 2977. الطوسي أبو الحسن محمد بن أحمد بن زهير...1 2978. الطوسي أبو الفضل نصر بن محمد بن أحمد1 2979. الطوسي أبو بكر محمد بن علي بن محمد1 2980. الطوسي أبو علي الحسن بن علي بن نصر2 2981. الطوماري أبو علي عيسى بن محمد بن أحمد...1 2982. الطيالسي أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن زياد...1 2983. الطيالسي سليمان بن داود بن الجارود1 2984. الظافر بالله إسماعيل بن الحافظ لدين الله...1 2985. الظاهر بأمر الله أبو نصر محمد بن الناصر لدين الله...1 2986. الظاهر غازي ابن العزيز محمد ابن الظاهر غازي...1 2987. الظاهر غازي بن صلاح الدين يوسف بن أيوب...1 2988. الظاهر لإعزاز دين الله علي بن الحاكم بن العزيز...1 2989. العادل أبو عبد الله عبد الرحيم بن حسين...1 2990. العاصمي عاصم بن الحسن بن محمد بن علي1 2991. العاضد لدين الله عبد الله بن يوسف بن الحافظ لدين الله...1 2992. العاقولي أبو العباس أحمد بن الحسن بن أبي البقاء...1 2993. العالي بالله إدريس بن يحيى بن علي بن حمود...1 2994. العالية1 2995. العامري أبو الحسن أحمد بن محمد بن حسن...1 2996. العامري صائن الدين محمد بن حسان بن رافع...1 2997. العباداني أبو بكر أحمد بن سليمان بن أيوب...1 2998. العباداني أبو طاهر جعفر بن محمد بن الفضل...1 2999. العبادي أبو الفضل عبيد الله بن إبراهيم...1 3000. العبادي أبو عاصم محمد بن أحمد بن محمد...1 3001. العبادي أبو منصور المظفر بن أردشير المروزي...1 3002. العباس بن أبي طالب أبو محمد1 3003. العباس بن الأحنف بن أسود بن طلحة الحنفي...1 3004. العباس بن الحسن بن أيوب أبو أحمد الجرجرائي...1 3005. العباس بن الوليد بن نصر الباهلي1 3006. العباس بن عبد العظيم بن إسماعيل بن توبة...1 3007. العباس بن عبد المطلب6 3008. العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس العباسي...1 3009. العباسي أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز...1 3010. العبدري أبو عامر محمد بن سعدون بن مرجى...1 3011. العبدويي أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم...1 3012. العبدويي أحمد بن إبراهيم بن عبدويه الهذلي...1 3013. العبدي أبو يعلى أحمد بن محمد بن حسن1 3014. العبقسي أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد...1 3015. العتبي محمد بن أحمد بن عبد العزيز1 3016. العتبي محمد بن عبيد الله بن عمرو بن معاوية...1 3017. العتكي محمد بن القاسم بن عبد الرحمن1 3018. العتيقي أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد...1 3019. العثماني أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى...1 3020. العثماني أبو عمر عبيد الله بن عثمان الأموي...1 3021. العثماني أبو مروان محمد بن عثمان بن خالد...1 3022. العثماني عبد الله بن عبد الرحمن بن يحيى...1 3023. العثماني محمد بن عمر بن عبد الغالب بن نصر...1 3024. العجلي أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح...1 3025. العجلي أبو الفتوح أسعد بن محمود بن خلف...1 3026. العجلي أبو سعد عثمان بن علي بن شراف1 3027. العجلي أبو عبد الله محمد بن إدريس بن أحمد...1 3028. العجلي أبو علي أحمد بن سعد بن علي1 3029. العجلي أبو منصور سعد بن علي بن حسن1 3030. العدني محمد بن يحيى بن أبي عمر1 3031. العراقي أبو إسحاق إبراهيم بن منصور بن المسلم...1 3032. العرباض بن سارية السلمي6 3033. العرجي عبد الله بن عمر بن عمرو بن عفان...1 3034. العز ابن الحافظ محمد بن عبد الغني الجماعيلي...1 3035. العز الضرير حسن بن محمد بن أحمد بن نجا الإربلي...1 3036. العزيري أبو بكر محمد بن عزير السجستاني...1 3037. العزيز أبو منصور بن جلال الدولة بن بهاء الدولة...1 3038. العزيز بالله نزار ابن المعز معد بن إسماعيل...1 3039. العزيز عثمان بن صلاح الدين يوسف بن أيوب...1 3040. العزيز غياث الدين محمد ابن الظاهر بن صلاح الدين...1 3041. العسال أحمد بن عبد الوارث بن جرير1 3042. العسال محمد بن أحمد بن إبراهيم الأصبهاني...1 3043. العسكري أبو إسحاق إبراهيم بن حرب1 3044. العسكري أبو الحسن علي بن سعيد بن عبد الله...1 3045. العسكري الحسن بن عبد الله بن سعيد1 3046. العسكري الحسين بن محمد بن عبيد بن أحمد...1 3047. العشاري أبو طالب محمد بن علي بن الفتح...1 3048. العطار أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي...1 3049. العطار أبو علي الحسن بن إسحاق بن يزيد...1 3050. العطار أبو غالب أحمد بن عبد الباقي بن أحمد...1 3051. العطار أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد1 3052. العطار محمد بن سعيد بن غالب1 3053. العطاردي أبو عمر أحمد بن عبد الجبار1 3054. العطاف بن خالد بن عبد الله المخزومي1 3055. العطشي أبو الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى...1 Prev. 100
«
Previous

الطرطوشي أبو بكر محمد بن الوليد بن خلف

»
Next
الطُّرْطُوشِيُّ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الوَلِيْدِ بنِ خَلَفٍ
الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، القُدْوَةُ، الزَّاهِدُ، شَيْخُ المَالِكِيَّة، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الوَلِيْدِ بنِ خَلَفِ بن سُلَيْمَانَ بن أَيُّوْبَ الفِهْرِيّ، الأَنْدَلُسِيّ، الطُّرْطُوشِي، الفَقِيْه، عَالِمُ الإِسْكَنْدَرِيَّة.
وَطُرْطُوشَة: هِيَ آخِرُ حَدِّ المُسْلِمِين مِنْ شِمَالِي الأَنْدَلُس، ثُمَّ اسْتولَى العَدُوّ عَلَيْهَا مِنْ دَهْرٍ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يُعْرَفُ فِي وَقتِهِ بِابْنِ أَبِي رَنْدَقَه.
لاَزَمَ القَاضِي أَبَا الوَلِيْدِ البَاجِي بِسَرقُسْطَةَ، وَأَخَذَ عَنْهُ مَسَائِلَ الخلاَفِ، ثُمَّ حَجَّ، وَدَخَلَ العِرَاق.
وَسَمِعَ بِالبَصْرَةِ (سُنَن أَبِي دَاوُدَ) مِنْ أَبِي عَلِيٍّ التُّسْتَرِيّ، وَسَمِعَ
بِبَغْدَادَ مِنْ: قَاضِيهَا أَبِي عَبْدِ اللهِ الدَّامغَانِي، وَرزقِ الله التَّمِيْمِيِّ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الحُمَيْدِيّ، وَعِدَّة.وَتَفَقَّهَ أَيْضاً عِنْد أَبِي بَكْرٍ الشَّاشِيّ، وَنَزَلَ بَيْتَ المَقْدِسِ مُدَّة، وَتَحَوَّل إِلَى الثَّغْر، وَتَخَرَّج بِهِ أَئِمَّة.
قَالَ ابْنُ بَشْكُوَال: كَانَ إِمَاماً عَالِماً، زَاهِداً وَرِعاً، ديناً مُتَوَاضِعاً، متقشِّفاً متقلِّلاً مِنَ الدُّنْيَا، رَاضياً بِاليسير، أَخْبَرَنَا عَنْهُ القَاضِي أَبُو بَكْرٍ بنُ العربِي، وَوصفه بِالعِلْمِ، وَالفَضْل، وَالزُّهْدِ، وَالإِقبالِ عَلَى مَا يَعْنِيْهِ، قَالَ لِي: إِذَا عَرَضَ لَكَ أمرُ دُنْيَا وَأَمرُ آخِرَة، فَبَادِرْ بِأَمرِ الآخِرَة، يَحْصُلْ لَكَ أَمرُ الدُّنْيَا وَالأُخْرَى.
وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ مَهْدِيِّ بنِ قليُنَا: كَانَ شيخُنَا أَبُو بَكْرٍ زُهْدُهُ وَعبَادتُهُ أَكْثَرُ مِنْ عِلْمه، وَحَكَى بَعْضُ العُلَمَاء أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الطُّرطُوشِي أَنجبَ عَلَيْهِ نَحْوٌ مِنْ مائَتَيْ فَقِيْهٍ مُفْتِي، وَكَانَ يَأْتِي إِلَى الفُقَهَاء وَهُم نِيَام، فَيَضع فِي أَفوَاهِهِم الدَّنَانِيْر، فَيَهُبُّوْن، فيرونهَا فِي أَفوَاهِهِم.قَالَ القَاضِي شَمْسُ الدِّيْنِ ابْنُ خَلِّكَان: دَخَلَ الطُّرطُوشِي عَلَى الأَفْضَلِ ابْن أَمِيْر الجُيُوْش بِمِصْرَ، فَبسط تَحْته مِئْزَره، وَكَانَ إِلَى جَانبِ الأَفضل نَصْرَانِي، فَوَعَظ الأَفْضَلَ حَتَّى أَبكَاهُ، ثُمَّ أَنشده:
يَا ذَا الَّذِي طَاعَتُهُ قُرْبَةٌ ... وَحَقُّهُ مُفْتَرَضٌ وَاجِبُ
إِنَّ الَّذِي شُرِّفْتَ مِنْ أَجْلِهِ ... يَزْعُمُ هَذَا أَنَّهُ كَاذِبُ
وَأَشَارَ إِلَى ذَلِكَ النَّصْرَانِيّ، فَأَقَامَ الأَفْضَلُ النَّصْرَانِيَّ مِنْ مَوْضِعه.
وَقَدْ صَنَّفَ أَبُو بَكْرٍ كِتَاب (سرَاج المُلُوْك ) لِلْمَأْمُوْنِ بنِ البطَائِحِي
الَّذِي وَزَرَ بِمِصْرَ بَعْدَ الأَفْضَلِ، وَلَهُ مُؤلَّف فِي طرِيقَة الخلاَفِ، وَكَانَ المَأْمُوْنُ قَدْ نَوَّه بِاسْمِهِ، وَبَالَغَ فِي إِكْرَامِهِ.قِيْلَ: كَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَدَخَلَ بَغْدَاد فِي حَيَاة أَبِي نَصْرٍ الزَّيْنَبِيّ، وَأَظُنُّهُ سَمِعَ مِنْهُ، وَقَالَ: رَأَيْتُ بِهَا آيَةً فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ بَعْدَ الْعَصْر، فَسمِعنَا دوياً عَظِيْماً، وَأَقْبَلَ ظلاَمٌ، فَإِذَا رِيحٌ لَمْ أَرَ مِثْلهَا، سَوْدَاءُ ثخينَةٌ، يَبينُ لَكَ جِسْمُهَا، فَاسوَدَّ النَّهَارُ، وَذَهَبت آثَارُهُ، وَذَهَبَ أَثَرُ الشَّمْس، وَبقينَا كَأَنَّنَا فِي أَشَدِّ ظُلْمَةٍ، لاَ يُبْصِرُ أَحَدٌ يَدَهُ، وَمَاجَ النَّاسُ، وَلَمْ نشكَّ أَنَّهَا القِيَامَة، أَوْ خسف، أَوْ عَذَاب قَدْ نَزل، وَبَقِيَ الأَمْرُ كَذَلِكَ قدر مَا يَنْضِجُ الْخبز، وَرجع السَّوَادُ حُمْرَةً كلهبِ النَّار، أَوْ جمراً يَتَوَقَّدُ، فَلَمْ نَشُك حِيْنَئِذٍ أَنَّهَا نَارٌ أَرْسَلهَا الله عَلَى العبَاد، وَأَيِسْنَا مِنَ النَّجَاة، ثُمَّ مَكَثتْ أَقلَّ مِنْ مُكْثِ الظَّلاَمِ، وَتَجَلَّتْ بِحَمْدِ اللهِ عَنْ سلاَمَة، وَنَهبَ النَّاسُ بعضَهُم بعضاً فِي الأَسواقِ، وَخطفُوا العَمَائِمَ وَالمَتَاع، ثُمَّ طَلَعتِ الشَّمْسُ، وَبقيت سَاعَةً إِلَى الغُروب.
قُلْتُ: حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَالفَقِيْه سلاَّر بن الْمُقدم، وَجَوْهَرُ بن لُؤْلُؤ المُقْرِئ، وَالفَقِيْهُ صَالِحُ ابْن بِنْت مُعَافَى المَالِكِيّ، وَعَبْدُ اللهِ بن عَطَّافٍ الأَزْدِيّ، وَيُوْسُفُ بنُ مُحَمَّدٍ القروِي الفَرَضِيّ، وَعَلِيُّ بن مَهْدِيِّ بن قلينَا، وَأَبُو طَالِبٍ أَحْمَد المُسَلَّم اللَّخْمِيّ، وَظَافرُ بن عَطِيَّةَ، وَأَبُو الطَّاهِرِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَوْف، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العُثْمَانِيّ، وَعَبْدُ المَجِيد بن دُليل، وَآخَرُوْنَ.
وَبِالإِجَازَة: أَبُو طَاهِرٍ الخُشُوْعِيّ وَغَيْرهُ، وَلَهُ مُؤلَّف فِي تَحْرِيْم الغِنَاء، وَكِتَاب فِي الزُّهْد، وَتعليقَة فِي الخلاَف، وَمُؤلَّف فِي البِدَع وَالحوَادث، وَبرِّ الوَالِدّين، وَالرَّدّ عَلَى اليَهُوْد، وَالعمد فِي الأُصُوْل، وَأَشيَاء.أَنْبَأَنَا ابْنُ عَلاَّن، عَنِ الخُشُوْعِيّ، عَنِ الطُّرطُوشِي:
أَنَّهُ كتب هَذِهِ الرِّسَالَة جَوَاباً عَنْ سَائِلٍ سَأَله مِنَ الأَنْدَلُس عَنْ حقيقَة أَمرِ مُؤلف (الإِحيَاء) ، فَكَتَبَ إِلَى عَبْدِ اللهِ بنِ مُظَفَّر: سلاَمٌ عَلَيْكَ، فَإِنِّي رَأَيْتُ أَبَا حَامِدٍ، وَكَلَّمتُهُ، فَوَجَدتُهُ امْرءاً وَافِرَ الفَهْمِ وَالعقل، وَمُمَارسَةً لِلْعلُوْم، وَكَانَ ذَلِكَ مُعْظَمَ زَمَانِهِ، ثُمَّ خَالَفَ عَنْ طَرِيْق العُلَمَاء، وَدَخَلَ فِي غِمَار العُمَّال، ثُمَّ تَصَوَّف، فَهَجَرَ العُلُوْمَ وَأَهْلَهَا، وَدَخَلَ فِي عُلُوْم الخوَاطِرِ، وَأَربَابِ الْقُلُوب، وَوسَاوسِ الشَّيْطَان، ثُمَّ سَابهَا، وَجَعَلَ يَطْعُنُ عَلَى الفُقَهَاء بِمَذَاهِبِ الفَلاَسِفَة، وَرموزِ الحلاَّج، وَجَعَلَ يَنْتحِي عَنِ الفُقَهَاء وَالمتكلمِين، وَلَقَدْ كَادَ أَنْ يَنْسَلِخَ مِنَ الدّين.
قَالَ الحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ: إِن مُحَمَّدَ بنَ الوَلِيْدِ هَذَا ذكر فِي غَيْر هَذِهِ
الرِّسَالَة كِتَابَ (الإِحيَاء) .قَالَ: وَهُوَ - لَعَمْرُو الله - أَشْبَهُ بِإِمَاتَةِ عُلُوْم الدّين، ثُمَّ رَجَعنَا إِلَى تَمَام الرِّسَالَة.
قَالَ: فَلَمَّا عَمِلَ كِتَابهُ (الإِحيَاء) عَمَدَ فَتكلَّم فِي عُلُوْم الأَحْوَال، وَمرَامزِ الصُّوْفِيَّة، وَكَانَ غَيْرَ أَنِيسٍ بِهَا، وَلاَ خبِيرٍ بِمَعْرِفَتهَا، فَسَقَطَ عَلَى أُمِّ رَأْسِهِ، فَلاَ فِي عُلَمَاءِ المُسْلِمِين قَرَّ، وَلاَ فِي أَحْوَال الزَّاهِدينَ اسْتَقرَّ، ثُمَّ شَحَنَ كِتَابهُ بِالكَذِبِ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلاَ أَعْلَمُ كِتَاباً عَلَى وَجه بسيطِ الأَرْض أَكْثَر كذباً عَلَى الرَّسُول مِنْهُ، ثُمَّ شبَّكه بِمَذَاهِبِ الفَلاَسِفَة، وَرموزِ الْحَلَّاج، وَمعَانِي رَسَائِلِ إِخْوَان الصَّفَا، وَهُم يَرَوْنَ النُّبُوَّة اكتسَاباً، فَلَيْسَ النَّبِيُّ عِنْدَهُم أَكْثَرَ مِنْ شَخْص فَاضِل، تخلَّق بِمَحَاسِنِ الأَخلاَق، وَجَانَبَ سَفْسَافَهَا، وَسَاسَ نَفْسَه حَتَّى لاَ تغلِبه شَهْوَة، ثُمَّ سَاق الخَلْقَ بِتِلْكَ الأَخلاَقِ، وَأَنْكَرُوا أَنْ يَكُوْنَ اللهُ يَبعثُ إِلَى الْخلق رَسُوْلاً، وَزعمُوا أَنَّ المعجزَاتٍ حِيَلٌ وَمخَارِيق، وَلَقَدْ شرَّف اللهُ الإِسْلاَمَ، وَأَوضح حُجَجَه، وَقطعَ العُذْرَ بِالأَدلَّة، وَمَا مَثَلُ مَنْ نَصَرَ الإِسْلاَمَ بِمَذَاهِب الفَلاَسِفَةِ، وَالآرَاء المنطقيَةِ، إِلاَّ كَمَنْ يغسِلُ الثَّوْب بِالبول، ثُمَّ يَسُوْقُ الكَلاَم سوقاً يُرْعِدُ فِيْهِ وَيُبْرِقُ، وَيُمنِّي وَيُشَوِّقُ، حَتَّى إِذَا تَشوَّفت لَهُ النُّفُوْسُ، قَالَ: هَذَا مِنْ علم المعَامِلَة، وَمَا وَرَاءَهُ مِنْ علم المكَاشفَة لاَ يَجُوْزُ تسطيرُه فِي الكُتُبِ، وَيَقُوْلُ: هَذَا مِنْ سرِّ الصَّدْر الَّذِي نُهينَا عَنْ إِفشَائِهِ.
وَهَذَا فِعْلُ البَاطِنِيَّة وَأَهْلِ الدَّغَلِ وَالدَّخَلِ فِي الدّين يَسْتَقِلُّ المَوْجُوْدَ وَيُعلِّقُ النُّفُوْسَ بِالمفقود، وَهُوَ تَشويشٌ لعقَائِد الْقُلُوب، وَتوهينٌ لمَا عَلَيْهِ كلمَةُ الجَمَاعَة، فَلَئِنْ كَانَ الرَّجُلُ يَعتقد مَا سطَّره، لَمْ يَبْعُدْ تَكفِيرُهُ، وَإِنْ كَانَ لاَ يَعتقِدُه، فَمَا أَقْرَبَ تضليلَه.
وَأَمَّا مَا ذكرتَ مِنْ إِحرَاق الكِتَابِ، فَلعمرِي إِذَا انْتَشَر بَيْنَ مَنْ لاَ
مَعْرِفَةَ لَهُ بِسُمومه القَاتِلَةِ، خِيْفَ عَلَيْهِم أَنْ يَعتقدُوا إِذاً صِحَّة مَا فِيْهِ، فَكَانَ تَحْرِيْقُه فِي مَعْنَى مَا حرَّقته الصَّحَابَة مِنْ صُحف المَصَاحِفِ الَّتِي تُخَالِفُ المُصْحَفَ العُثْمَانِيّ ... ، وَذَكَرَ تَمَامَ الرِّسَالَة.قَالَ ابْنُ المُفَضَّلِ: تُوُفِّيَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّة، فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ عِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ - رَحِمَهُ اللهُ -.
وَفِيْهَا مَاتَ: أَبُو الوَلِيْدِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بن طَرِيْفٍ القُرْطُبِيّ، وَأَبُو الفُتُوْح أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الغزَالِي الوَاعِظ أَخُو الإِمَامِ أَبِي حَامِد، وَالأَمِيْرُ قسيمُ الدَّوْلَة آقسُنْقُر البرسُقِي الَّذِي اسْتولَى عَلَى المَوْصِلِ وَعَلَى حلب، وَأَبُو بَحْرٍ سُفْيَانُ بنُ العَاصِ الأَسَدِيّ بقُرْطُبَة، وَصَاعِدُ بن سَيَّار الهَرَوِيّ الحَافِظ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ بنُ عتَاب القُرْطُبِيّ، وَقَاضِي الجَمَاعَة أَبُو الوَلِيْدِ بنِ رشد، وَمُحَمَّد بن بَرَكَات السَّعِيدِي رَاوِي (صَحِيْح البُخَارِيِّ) .
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to Al-Dhahabī (d. 1348 CE) - Siyar aʿlām al-nubalāʾ - الذهبي - سير أعلام النبلاء are being displayed.