الْحسن بن الْحُسَيْن الجحدري من أهل الْكُوفَة يروي عَن الْأَعْمَش روى عَنهُ يحيى بن الْمُنْذر الحجري وَالِد أَحْمد بن يحيى بن الْمُنْذر
Ibn Ḥibbān (d. 965 CE) - al-Thiqāt - ابن حبان - الثقات
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ظ
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 16018 1789. الحسن بن الاعمش القاضي1 1790. الحسن بن الحر الكوفي خال حسين1 1791. الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب...2 1792. الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب2 1793. الحسن بن الحسين3 1794. الحسن بن الحسين الجحدري11795. الحسن بن الخليل الحلبي1 1796. الحسن بن الربيع البوراني2 1797. الحسن بن السكن الاطروش1 1798. الحسن بن السكين البلدي1 1799. الحسن بن الصباح البزار2 1800. الحسن بن الفرات بن ابي عبد الرحمن القزاز...1 1801. الحسن بن الفضل بن الحسن بن عمرو2 1802. الحسن بن ايوب بن عبد الله الحضرمي1 1803. الحسن بن بشر الكوفي ابو علي الهمداني...1 1804. الحسن بن بلال شيخ1 1805. الحسن بن ثابت الثعلبي1 1806. الحسن بن ثواب1 1807. الحسن بن ثوبان الهاشمي1 1808. الحسن بن جابر2 1809. الحسن بن جعفر1 1810. الحسن بن حاتم الالهاني حمصي1 1811. الحسن بن حبيب بن ندبة الكوسج1 1812. الحسن بن حصين بن ابي الحر1 1813. الحسن بن حكيم الثقفي1 1814. الحسن بن حكيم بن الحارث نسيب1 1815. الحسن بن حماد الضبي الكوفي ابو علي1 1816. الحسن بن حماد العطار1 1817. الحسن بن حميد3 1818. الحسن بن خالد اليشكري1 1819. الحسن بن خلف الواسطي1 1820. الحسن بن خمير الحرازي2 1821. الحسن بن داود المنكدري3 1822. الحسن بن ذكوان المعلم1 1823. الحسن بن رستم1 1824. الحسن بن رشيد3 1825. الحسن بن زياد1 1826. الحسن بن زياد المحاربي1 1827. الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب...1 1828. الحسن بن سالم بن ابي الجعد الاشجعي1 1829. الحسن بن سعد بن معبد الكوفي4 1830. الحسن بن سفيان امام مسجد طرسوس1 1831. الحسن بن سلام السواق بغدادي1 1832. الحسن بن سهرب1 1833. الحسن بن سهل الجعفي ابو علي1 1834. الحسن بن سهل الخياط1 1835. الحسن بن سهل بن عبد العزيز المجوز1 1836. الحسن بن سهيل التياس1 1837. الحسن بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف1 1838. الحسن بن شاذان الواسطي3 1839. الحسن بن شبيب البغدادي1 1840. الحسن بن شجاع البلخي1 1841. الحسن بن شقيق بن محمد بن دينار1 1842. الحسن بن شوكر ابو علي البغدادي1 1843. الحسن بن صالح البزار1 1844. الحسن بن صالح بن ابي الاسود الليثي1 1845. الحسن بن صالح بن حي الهمداني الثوري1 1846. الحسن بن عبد الرحمن2 1847. الحسن بن عبد الرحمن الاحتياطي1 1848. الحسن بن عبد الرحمن الكاتب6 1849. الحسن بن عبد الرحمن بن العريان الحارثي...1 1850. الحسن بن عبد الرحمن بن عوف الزهري1 1851. الحسن بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن...1 1852. الحسن بن عبد الله العرني مولى بجيلة1 1853. الحسن بن عبد الله القصاب1 1854. الحسن بن عبد الله بن مالك بن الحويرث1 1855. الحسن بن عبيد الله النخعي5 1856. الحسن بن عثمان3 1857. الحسن بن عثمان بن عبد الرحمن بن عوف1 1858. الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي3 1859. الحسن بن عطاء المدني2 1860. الحسن بن عطية العوفي1 1861. الحسن بن عقبة ابو كيران1 1862. الحسن بن عقبة ابو كيران المرادي2 1863. الحسن بن علي الحلواني ابو محمد الحلال...1 1864. الحسن بن علي الميموني ابو علي1 1865. الحسن بن علي الهزاني4 1866. الحسن بن علي الواسطي1 1867. الحسن بن علي بن ابي رافع1 1868. الحسن بن علي بن ابي طالب4 1869. الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن ابي طالب...1 1870. الحسن بن علي بن حسن2 1871. الحسن بن علي بن عاصم الواسطي2 1872. الحسن بن علي بن عفان العامري1 1873. الحسن بن علي بن مسلم ابو عتبة1 1874. الحسن بن عمر بن شقيق بن اسماء1 1875. الحسن بن عمران ابو عبد الله العسقلاني...1 1876. الحسن بن عمران بن ميسرة الازدي1 1877. الحسن بن عمرو العبدي1 1878. الحسن بن عمرو الفقيمي5 1879. الحسن بن عميرة3 1880. الحسن بن عياش6 1881. الحسن بن عيسى الحربي1 1882. الحسن بن عيسى بن ماسرجس2 1883. الحسن بن غالب التميمي4 1884. الحسن بن قتيبة الخزاعي1 1885. الحسن بن قزعة بن عبيد الهاشمي1 1886. الحسن بن كثير3 1887. الحسن بن كثير الاحمسي البجلي1 1888. الحسن بن كليب البغدادي1 ◀ Prev. 100▶ Next 100
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 16018 1789. الحسن بن الاعمش القاضي1 1790. الحسن بن الحر الكوفي خال حسين1 1791. الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب...2 1792. الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب2 1793. الحسن بن الحسين3 1794. الحسن بن الحسين الجحدري11795. الحسن بن الخليل الحلبي1 1796. الحسن بن الربيع البوراني2 1797. الحسن بن السكن الاطروش1 1798. الحسن بن السكين البلدي1 1799. الحسن بن الصباح البزار2 1800. الحسن بن الفرات بن ابي عبد الرحمن القزاز...1 1801. الحسن بن الفضل بن الحسن بن عمرو2 1802. الحسن بن ايوب بن عبد الله الحضرمي1 1803. الحسن بن بشر الكوفي ابو علي الهمداني...1 1804. الحسن بن بلال شيخ1 1805. الحسن بن ثابت الثعلبي1 1806. الحسن بن ثواب1 1807. الحسن بن ثوبان الهاشمي1 1808. الحسن بن جابر2 1809. الحسن بن جعفر1 1810. الحسن بن حاتم الالهاني حمصي1 1811. الحسن بن حبيب بن ندبة الكوسج1 1812. الحسن بن حصين بن ابي الحر1 1813. الحسن بن حكيم الثقفي1 1814. الحسن بن حكيم بن الحارث نسيب1 1815. الحسن بن حماد الضبي الكوفي ابو علي1 1816. الحسن بن حماد العطار1 1817. الحسن بن حميد3 1818. الحسن بن خالد اليشكري1 1819. الحسن بن خلف الواسطي1 1820. الحسن بن خمير الحرازي2 1821. الحسن بن داود المنكدري3 1822. الحسن بن ذكوان المعلم1 1823. الحسن بن رستم1 1824. الحسن بن رشيد3 1825. الحسن بن زياد1 1826. الحسن بن زياد المحاربي1 1827. الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب...1 1828. الحسن بن سالم بن ابي الجعد الاشجعي1 1829. الحسن بن سعد بن معبد الكوفي4 1830. الحسن بن سفيان امام مسجد طرسوس1 1831. الحسن بن سلام السواق بغدادي1 1832. الحسن بن سهرب1 1833. الحسن بن سهل الجعفي ابو علي1 1834. الحسن بن سهل الخياط1 1835. الحسن بن سهل بن عبد العزيز المجوز1 1836. الحسن بن سهيل التياس1 1837. الحسن بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف1 1838. الحسن بن شاذان الواسطي3 1839. الحسن بن شبيب البغدادي1 1840. الحسن بن شجاع البلخي1 1841. الحسن بن شقيق بن محمد بن دينار1 1842. الحسن بن شوكر ابو علي البغدادي1 1843. الحسن بن صالح البزار1 1844. الحسن بن صالح بن ابي الاسود الليثي1 1845. الحسن بن صالح بن حي الهمداني الثوري1 1846. الحسن بن عبد الرحمن2 1847. الحسن بن عبد الرحمن الاحتياطي1 1848. الحسن بن عبد الرحمن الكاتب6 1849. الحسن بن عبد الرحمن بن العريان الحارثي...1 1850. الحسن بن عبد الرحمن بن عوف الزهري1 1851. الحسن بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن...1 1852. الحسن بن عبد الله العرني مولى بجيلة1 1853. الحسن بن عبد الله القصاب1 1854. الحسن بن عبد الله بن مالك بن الحويرث1 1855. الحسن بن عبيد الله النخعي5 1856. الحسن بن عثمان3 1857. الحسن بن عثمان بن عبد الرحمن بن عوف1 1858. الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي3 1859. الحسن بن عطاء المدني2 1860. الحسن بن عطية العوفي1 1861. الحسن بن عقبة ابو كيران1 1862. الحسن بن عقبة ابو كيران المرادي2 1863. الحسن بن علي الحلواني ابو محمد الحلال...1 1864. الحسن بن علي الميموني ابو علي1 1865. الحسن بن علي الهزاني4 1866. الحسن بن علي الواسطي1 1867. الحسن بن علي بن ابي رافع1 1868. الحسن بن علي بن ابي طالب4 1869. الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن ابي طالب...1 1870. الحسن بن علي بن حسن2 1871. الحسن بن علي بن عاصم الواسطي2 1872. الحسن بن علي بن عفان العامري1 1873. الحسن بن علي بن مسلم ابو عتبة1 1874. الحسن بن عمر بن شقيق بن اسماء1 1875. الحسن بن عمران ابو عبد الله العسقلاني...1 1876. الحسن بن عمران بن ميسرة الازدي1 1877. الحسن بن عمرو العبدي1 1878. الحسن بن عمرو الفقيمي5 1879. الحسن بن عميرة3 1880. الحسن بن عياش6 1881. الحسن بن عيسى الحربي1 1882. الحسن بن عيسى بن ماسرجس2 1883. الحسن بن غالب التميمي4 1884. الحسن بن قتيبة الخزاعي1 1885. الحسن بن قزعة بن عبيد الهاشمي1 1886. الحسن بن كثير3 1887. الحسن بن كثير الاحمسي البجلي1 1888. الحسن بن كليب البغدادي1 ◀ Prev. 100▶ Next 100
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Ibn Ḥibbān (d. 965 CE) - al-Thiqāt - ابن حبان - الثقات are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=132560&book=5528#87177e
الْحَسَن بن الطيب بن حمزة بن حَمَّاد، أَبُو عَلِيّ البلخي المعروف بالشجاعي :
قدم بغداد وَحَدَّثَ بِهَا عَنْ هدبة بْن خَالِد، وأبي الربيع الزهراني، ومحمد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نمير، وعثمان بن أَبِي شيبة، وقطن بن نسير، وقتيبة بن سعيد، والحسن بن عُمَر بن شقيق، وأبي كامل الجحدري، ومحمود بن غيلان، وعلي بن حجر. رَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ الخطبي، وعَبْد الخالق بْن الْحَسَن بْن أَبِي روبا، وأَبُو بَكْرِ بْنُ مالك القطيعي، وعمر بن مُحَمَّدِ بْنِ الزيات، وأَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْمَاعِيل الْوَرَّاق، ومحمد بن المظفر، فِي آخرين.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مخلد حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الحسن بن الطيب- أبو علي البلخي- حدّثنا هدبة بن خالد حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ يُونُسَ وَحُمَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ وَأَيُّوبَ وَهِشَامٍ وَحَبِيبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لا تَسُبُّوا الدَّهْرَ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الدَّهْرُ »
. كتب إلي الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّد جناح بن نذير المحاربي- من الكوفة- وحدثنيه
مُحَمَّد بن عَلِيّ الصوري عنه قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَن بْن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَن بن إِسْمَاعِيل السكوني قَالَ: سألت أبا بكر مُحَمَّد بن فريان بن فرقد البلخي عَنِ الحسن ابن الطيب البلخي الشجاعي- الذي كان عندنا بالكوفة- فَقَالَ لي: وهو باق؟ قُلْتُ نعم! قَالَ: ذاك رحله أبوه إِلَى قتيبة بن سعيد بالنفقة الواسعة عَلَى البغل الفاره.
أنبأنا أَبُو سعيد المالينى- وكتبت من أصل كتابه- أخبرنا عبد الله بن عدي.
قال: الحسن بن الطيب بن شجاع أَبُو عَلِيّ البلخي من ساكني الكوفة كان لَهُ عم يقال لَهُ الْحَسَن بن شجاع، فادعى كتبه حيث وافق اسمه اسمه، أخبرني عبدان بهذا، وكان عبدان يحدث عَنْ عمه. قَالَ ابن عدي: وقد حدث أيضا- يعني الْحَسَن بن الطيب- بأحاديث سرقها.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَطَشِيُّ حدّثنا الحسن بن الطيب البلخي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن نمير حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوَّابِ عَنْ عَمَّارِ بْنِ رُزَيْقٍ عن الأعمش حَدَّثَنِي شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، يَفْتَتِحُونَ الصَّلاةَ بالحمد لِلَّهِ رَبِّ الْعَالِمِينَ.
قَالَ الأَعْمَشُ: قُلْتُ لِشُعْبَةَ: لو كَانَ غير قتادة؟! قَالَ: لم لا ترضى بقتادة؟.
حَدَّثَنِي ثابت عَنْ أنس أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ أخبرنا أحمد بن محمّد بن أحمد الهراوى أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ قَالَ: فِي كِتَابِي عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الطَّيِّبِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ عَنْ أَبِي الجواب عن عمار بن رزيق عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، كَانُوا يستفتحون القراءة بالحمد لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
قَالَ ابن عدي: وكان الْحَسَن بن الطيب قد حمل إِلَى بغداد ومات بها وقرئ عليه أجزاء من فوائده، وكان هذا الحديث فِي وسط جزء منها فامتنع من أن يقرأ عليه هذا الحديث، وخاف الشنعة عليه إذا رواه عَنِ ابن نمير لأن هذا الحديث لا أعلم رواه عَنِ ابن نمير غير حميد بن الربيع الخزاز، وإنما روى هذا الحديث جماعة عَنْ أَبِي الجواب عن عمار بن رزيق عن الأَعْمَشُ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ.
حَدَّثَنِي البرقاني قَالَ: كلمت أبا بكر الإسماعيلي فِي روايته عَنِ الْحَسَن بن الطيب الشجاعي فَقَالَ: نحن سمعنا منه قديما، وكان إذ ذاك مستورا وكتبه صحاحا، وإنما أفسد أمره بأخرة، أو كما قَالَ.
سألت البرقاني عَنِ الْحَسَن بن الطيب فَقَالَ: كَانَ الإسماعيلي حسن الرأي فيه، فذكرت لَهُ أَنَّهُ عند البغداديين ذاهب الحديث فَقَالَ: لما سمعنا منه كَانَ حاله صالحا.
قَالَ البرقاني: وهو ذاهب الحديث. قُلْتُ للبرقاني مرة أخرى: هل الْحَسَن بن الطيب الشجاعي ضعيف؟ فَقَالَ: نعم ضعيف، ضعيف.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّدِ بْنِ نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف يَقُولُ سألت أبا الْحَسَن مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ سُفْيَان الْحَافِظ- بالكوفة- عَنِ الْحَسَن بن الطيب فَقَالَ:
حَدَّثَنِي أَحْمَد بن عَلِيّ الخزاز قَالَ سمعت ابن زيدان- وذكر لَهُ أن ابن سعيد يتكلم فِي الْحَسَن بن الطيب الشجاعي فَقَالَ ابن زيدان: ما للبلخي؟ كتبت عنه قمطرا، قَالَ ابن سُفْيَان: وأحسبه قَالَ: ثقة.
وَقَالَ ابن سُفْيَان: حَدَّثَنِي زيد بن عَلِيّ الخلال قَالَ سمعت ابن سعيد يعاتب أبا الْقَاسِم بن منيع فِي البلخي ويقول لَهُ: أنزلته عليك، وأفدت عنه؟! فَقَالَ: ما للبلخي؟
ما سألته عَنْ شيخ إلا أعطاني صفته، وعلامته، ومنزلته.
وَقَالَ: حمزة سألت الدارقطني عَنِ الْحَسَن بن الطيب البلخي فَقَالَ: لا يساوي شيئا، لأنه حدث بما لم يسمع.
قَالَ حمزة: وسمعت ابن سُفْيَان الْحَافِظ يَقُولُ: حَدَّثَنِي غير واحد عَنِ الحضرمي أَنَّهُ قَالَ: هو كذاب. والله أعلم بما اختلفوا فيه.
كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْن الْمُعَدَّل- من الكوفة- يذكر أن أَبَا الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن حَمَّاد بْنِ سُفْيَان القرشي حدثهم. قال: سنة سبع وثلاثمائة فيها مات أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بن الطيب البلخي ببغداد. وقيل إِنَّهُ اجتمع عليه ببغداد من الناس ما لا يحصى عددهم إلا اللَّه، وقد كَانَ الحضرمي فيما بلغني يكثر الكلام فيه ويكذبه، ورأيت كثيرا من مشايخنا المتقدمين يوثقونه، ثم ساق عن أحمد ابن علي الخزاز، وعن يزيد بن عَلِيّ الخزاز، نحو ما قدمنا ذكره.
أخبرنى أحمد بن عبد الواحد الوكيل أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَرْبِيُّ قَالَ وجدت فِي كتاب أخي بخطه: مات الْحَسَن بن الطيب البلخي لثلاث عشرة خلت من جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثمائة، يوم الثلاثاء وكان به وضح فِي يديه ورجليه، وكان به ضعف البصر فِي عينيه جميعا، وكان في أذنه ثقل، وكان يسمع ما يقرأ عليه، وإذا أملى لقنوه، وكان جيد الحفظ لحديثه.
قدم بغداد وَحَدَّثَ بِهَا عَنْ هدبة بْن خَالِد، وأبي الربيع الزهراني، ومحمد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نمير، وعثمان بن أَبِي شيبة، وقطن بن نسير، وقتيبة بن سعيد، والحسن بن عُمَر بن شقيق، وأبي كامل الجحدري، ومحمود بن غيلان، وعلي بن حجر. رَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيل بْن عَلِيّ الخطبي، وعَبْد الخالق بْن الْحَسَن بْن أَبِي روبا، وأَبُو بَكْرِ بْنُ مالك القطيعي، وعمر بن مُحَمَّدِ بْنِ الزيات، وأَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْمَاعِيل الْوَرَّاق، ومحمد بن المظفر، فِي آخرين.
أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مخلد حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الحسن بن الطيب- أبو علي البلخي- حدّثنا هدبة بن خالد حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ يُونُسَ وَحُمَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ وَأَيُّوبَ وَهِشَامٍ وَحَبِيبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لا تَسُبُّوا الدَّهْرَ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الدَّهْرُ »
. كتب إلي الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّد جناح بن نذير المحاربي- من الكوفة- وحدثنيه
مُحَمَّد بن عَلِيّ الصوري عنه قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَن بْن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَن بن إِسْمَاعِيل السكوني قَالَ: سألت أبا بكر مُحَمَّد بن فريان بن فرقد البلخي عَنِ الحسن ابن الطيب البلخي الشجاعي- الذي كان عندنا بالكوفة- فَقَالَ لي: وهو باق؟ قُلْتُ نعم! قَالَ: ذاك رحله أبوه إِلَى قتيبة بن سعيد بالنفقة الواسعة عَلَى البغل الفاره.
أنبأنا أَبُو سعيد المالينى- وكتبت من أصل كتابه- أخبرنا عبد الله بن عدي.
قال: الحسن بن الطيب بن شجاع أَبُو عَلِيّ البلخي من ساكني الكوفة كان لَهُ عم يقال لَهُ الْحَسَن بن شجاع، فادعى كتبه حيث وافق اسمه اسمه، أخبرني عبدان بهذا، وكان عبدان يحدث عَنْ عمه. قَالَ ابن عدي: وقد حدث أيضا- يعني الْحَسَن بن الطيب- بأحاديث سرقها.
أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَطَشِيُّ حدّثنا الحسن بن الطيب البلخي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن نمير حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوَّابِ عَنْ عَمَّارِ بْنِ رُزَيْقٍ عن الأعمش حَدَّثَنِي شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، يَفْتَتِحُونَ الصَّلاةَ بالحمد لِلَّهِ رَبِّ الْعَالِمِينَ.
قَالَ الأَعْمَشُ: قُلْتُ لِشُعْبَةَ: لو كَانَ غير قتادة؟! قَالَ: لم لا ترضى بقتادة؟.
حَدَّثَنِي ثابت عَنْ أنس أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ أخبرنا أحمد بن محمّد بن أحمد الهراوى أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ قَالَ: فِي كِتَابِي عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الطَّيِّبِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ عَنْ أَبِي الجواب عن عمار بن رزيق عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، كَانُوا يستفتحون القراءة بالحمد لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
قَالَ ابن عدي: وكان الْحَسَن بن الطيب قد حمل إِلَى بغداد ومات بها وقرئ عليه أجزاء من فوائده، وكان هذا الحديث فِي وسط جزء منها فامتنع من أن يقرأ عليه هذا الحديث، وخاف الشنعة عليه إذا رواه عَنِ ابن نمير لأن هذا الحديث لا أعلم رواه عَنِ ابن نمير غير حميد بن الربيع الخزاز، وإنما روى هذا الحديث جماعة عَنْ أَبِي الجواب عن عمار بن رزيق عن الأَعْمَشُ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ.
حَدَّثَنِي البرقاني قَالَ: كلمت أبا بكر الإسماعيلي فِي روايته عَنِ الْحَسَن بن الطيب الشجاعي فَقَالَ: نحن سمعنا منه قديما، وكان إذ ذاك مستورا وكتبه صحاحا، وإنما أفسد أمره بأخرة، أو كما قَالَ.
سألت البرقاني عَنِ الْحَسَن بن الطيب فَقَالَ: كَانَ الإسماعيلي حسن الرأي فيه، فذكرت لَهُ أَنَّهُ عند البغداديين ذاهب الحديث فَقَالَ: لما سمعنا منه كَانَ حاله صالحا.
قَالَ البرقاني: وهو ذاهب الحديث. قُلْتُ للبرقاني مرة أخرى: هل الْحَسَن بن الطيب الشجاعي ضعيف؟ فَقَالَ: نعم ضعيف، ضعيف.
حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّدِ بْنِ نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بن يوسف يَقُولُ سألت أبا الْحَسَن مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بْنِ سُفْيَان الْحَافِظ- بالكوفة- عَنِ الْحَسَن بن الطيب فَقَالَ:
حَدَّثَنِي أَحْمَد بن عَلِيّ الخزاز قَالَ سمعت ابن زيدان- وذكر لَهُ أن ابن سعيد يتكلم فِي الْحَسَن بن الطيب الشجاعي فَقَالَ ابن زيدان: ما للبلخي؟ كتبت عنه قمطرا، قَالَ ابن سُفْيَان: وأحسبه قَالَ: ثقة.
وَقَالَ ابن سُفْيَان: حَدَّثَنِي زيد بن عَلِيّ الخلال قَالَ سمعت ابن سعيد يعاتب أبا الْقَاسِم بن منيع فِي البلخي ويقول لَهُ: أنزلته عليك، وأفدت عنه؟! فَقَالَ: ما للبلخي؟
ما سألته عَنْ شيخ إلا أعطاني صفته، وعلامته، ومنزلته.
وَقَالَ: حمزة سألت الدارقطني عَنِ الْحَسَن بن الطيب البلخي فَقَالَ: لا يساوي شيئا، لأنه حدث بما لم يسمع.
قَالَ حمزة: وسمعت ابن سُفْيَان الْحَافِظ يَقُولُ: حَدَّثَنِي غير واحد عَنِ الحضرمي أَنَّهُ قَالَ: هو كذاب. والله أعلم بما اختلفوا فيه.
كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْن الْمُعَدَّل- من الكوفة- يذكر أن أَبَا الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن حَمَّاد بْنِ سُفْيَان القرشي حدثهم. قال: سنة سبع وثلاثمائة فيها مات أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بن الطيب البلخي ببغداد. وقيل إِنَّهُ اجتمع عليه ببغداد من الناس ما لا يحصى عددهم إلا اللَّه، وقد كَانَ الحضرمي فيما بلغني يكثر الكلام فيه ويكذبه، ورأيت كثيرا من مشايخنا المتقدمين يوثقونه، ثم ساق عن أحمد ابن علي الخزاز، وعن يزيد بن عَلِيّ الخزاز، نحو ما قدمنا ذكره.
أخبرنى أحمد بن عبد الواحد الوكيل أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَرْبِيُّ قَالَ وجدت فِي كتاب أخي بخطه: مات الْحَسَن بن الطيب البلخي لثلاث عشرة خلت من جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثمائة، يوم الثلاثاء وكان به وضح فِي يديه ورجليه، وكان به ضعف البصر فِي عينيه جميعا، وكان في أذنه ثقل، وكان يسمع ما يقرأ عليه، وإذا أملى لقنوه، وكان جيد الحفظ لحديثه.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=157392&book=5528#92ef13
الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ بنِ عَامِرِ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ الشَّيْبَانِيُّ
ابْنِ النُّعْمَانِ بنِ عَطَاءٍ، الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثَّبْتُ، أَبُو العَبَّاسِ الشَّيْبَانِيُّ، الخُرَاسَانِيُّ، النَّسَوِيُّ، صَاحِبُ (المُسْنَدِ) .
وُلِدَ: سَنَةَ بِضْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَهُوَ أَسَنُّ مِنْ بَلَدِيِّهِ الإِمَامُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيِّ، وَمَاتَا مَعاً فِي عَامٍ.
ارْتَحَلَ إِلَى الآفَاقِ وَرَوَى عَنْ: أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ يُوْسُفَ البَلْخِيِّ، وَقُتَيْبَةَ بنِ سَعِيْدٍ، وَيَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، وَشَيْبَانَ بنِ فَرُّوْخٍ، وَهُدْبَةَ بنِ خَالِدٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَسْمَاءَ، وَعَبْدِ الأَعْلَى بنِ حَمَّادٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سَلاَّمٍ الجُمَحِيِّ، وَسَهْلِ بنِ عُثْمَانَ، وَإِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وَسَعْدِ بنِ يَزِيْدَ الفَرَّاءِ، وَحِبَّانَ بنِ مُوْسَى، وَهِشَامِ بنِ عَمَّارٍ، وَصَفْوَان بنِ صَالِحٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ هِشَامِ بنِ يَحْيَى الغَسَّانِيِّ، وَعِيْسَى بنِ حَمَّادٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ رُمْحٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ الحَجَّاجِ السَّامِي، وَعَبْدِ الوَاحِدِ بنِ غِيَاثٍ، وَأَبِي كَامِلٍ الجَحْدَرِيِّ، وَسُوَيْدِ بنِ سَعِيْدٍ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ مُعَاذٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ.
وَهُوَ مِنْ أَقرَانِ أَبِي يَعْلَى، وَلَكِنْ أَبُو يَعْلَى أَعْلَى إِسْنَاداً مِنْهُ وَأَقْدَمُ
لِقَاءً، فَإِنَّهُ سَمِعَ مِنْ عَلِيِّ بنِ الجَعْدِ.وَقَدْ سَمِعَ الحَسَنُ تَصَانِيْفَ الإِمَامِ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ مِنْهُ، وَسَمِعَ: (السُّنَنَ) مِنْ أَبِي ثَوْرٍ الفَقِيْهِ، وَتَفَقَّهَ بِهِ، وَلاَزَمَهُ، وَبَرَعَ، وَكَانَ يُفْتِي بِمَذْهَبِهِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: إِمَامُ الأَئِمَّةِ ابْنُ خُزَيْمَةَ، وَيَحْيَى بنُ مَنْصُوْرٍ القَاضِي، وَمُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ الأَخْرَمِ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ النَّقَاشُ المُقْرِئُ، وَأَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَأَبُو حَاتِمٍ ابْنُ حِبَّانَ، وَحَفِيْدُهُ إِسْحَاقُ بنُ سَعْدٍ النَّسَوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الهَاشِمِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ النَّسَوِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمُ، رَحَلُوا إِلَيْهِ وَتَكَاثرُوا عَلَيْهِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ البُسْتِيُّ: سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: لَوْلاَ اشتِغَالِي بِحِبَّانَ بنِ مُوْسَى لَجِئْتُكُم بِأَبِي الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيِّ، وَسُلَيْمَانَ بنِ حَرْبٍ.
يَعْنِي: أَنَّهُ تَعَوَّقَ بِإِكْبَابِهِ عَلَى تَصَانِيْفِ ابْنِ المُبَارَكِ عِنْدَ حِبَّانَ.
قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ: سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ سُفْيَان يَقُوْلُ: إِنَّمَا فَاتَنِي يَحْيَى بنُ يَحْيَى بِالوَالدَةِ: لَمْ تَدَعْنِي أَخْرُجُ إِلَيْهِ.
قَالَ: فَعَوَّضَنِي اللهُ بِأَبِي خَالِدٍ الفَرَّاءِ، وَكَانَ أَسْنَدَ مِنْ يَحْيَى بنِ يَحْيَى.
قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ - مُحَدِّثُ خُرَاسَانَ فِي عَصْرِهِ - مُقَدَّماً فِي الثَّبْتِ، وَالكَثْرَةِ، وَالفَهْمِ، وَالفِقْهِ، وَالأَدَبِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ بنُ حِبَّانَ: كَانَ الحَسَنُ مِمَّنْ رَحَلَ، وَصَنَّفَ، وَحَدَّثَ، عَلَى تَيَقُّظٍ مَعَ صِحَّةِ الدِّيَانَةِ، وَالصَّلاَبَةِ فِي السُّنَّةِ.
وَقَالَ الحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الرَّازِيُّ: لَيْسَ لِلْحَسَنِ فِي الدُّنْيَا نَظِيْرٌ.
قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ دَاوُدَ بنِ سُلَيْمَانَ يَقُوْلُ: كُنَّا عِنْدَ
الحَسَنِ بنِ سُفْيَانَ، فَدَخَلَ ابْنُ خُزَيْمَةَ، وَأَبُو عَمْرٍو الحِيْرِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الرَّازِيُّ، وَهُمْ مُتَوَجِّهُوْنَ إِلَى فُرَاوَةَ.فَقَالَ الرَّازِيُّ: كَتَبْتُ هَذَا الطَّبَقَ مِنْ حَدِيْثِكَ.
قَالَ: هَاتِ.
فَقَرَأَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَدْخَلَ إِسْنَاداً فِي إِسْنَادٍ، فَرَدَّهُ الحَسَنُ، ثُمَّ بَعْدَ قَلِيْلٍ فَعَلَ ذَلِكَ، فَرَدَّهُ الحَسَنُ، فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِثَةِ قَالَ لَهُ الحَسَنُ: مَا هَذَا؟! قَدِ احتَمَلْتُكَ مَرَّتَيْنِ وَأَنَا ابْنُ تِسْعِيْنَ سَنَةً، فَاتَّقِ اللهَ فِي المشَايِخِ، فَرُبَّمَا اسْتُجِيْبَتْ فِيْكَ دَعْوَةٌ.
فَقَالَ لَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ: مَهْ! لاَ تُؤْذِ الشَّيْخَ.
قَالَ: إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ أَبَا العَبَّاسِ يَعْرِفُ حَدِيْثَهُ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ :الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ سَمِعَ حِبَّانَ بنَ مُوْسَى، وَقُتَيْبَةَ، وَابْنَ أَبِي شَيْبَةَ، كَتَبَ إِلَيَّ وَهُوَ صَدُوْقٌ.
قَالَ أَبُو الوَلِيْدِ حَسَّانُ بنُ مُحَمَّدٍ: كَانَ الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ أَدِيْباً فَقِيْهاً، أَخَذَ الأَدَبَ عَنْ أَصْحَابِ النَّضْرِ بنِ شُمَيْلٍ، وَالفِقْهَ عَنْ أَبِي ثَوْرٍ، وَكَانَ يُفْتِي بِمَذْهَبِهِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: سَمِعَ الحَسَنُ مِنِ ابْنِ رَاهْوَيْه أَكْثَرَ (مُسْنَدِهِ) وَسَمِعَ مِنْ: مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيِّ (تَفْسِيْرَهُ) .
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: حَضَرْتُ دَفْنَهُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ،
مَاتَ بِقَرْيَتِهِ بَالُوْزَ، وَهِيَ عَلَى ثَلاَثَةِ فَرَاسِخَ مِنْ مَدِيْنَةِ نَسَا - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى -.أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ تَاجِ الأُمَنَاءِ بِأَرْبَعِيْنَ الحَسَنِ سَمَاعاً، عَنِ المُؤَيَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيِّ، وَزَيْنَبَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حَسَنِ الشَّعْرِيّ، قَالَ: أَخْبَرَتْنَا أُمُّ الخَيْرِ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَلِيِّ بنِ زَعْبَل سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ عَبْدُ الغَافِرِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيُّ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمْدَانَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عَقِيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيْهِ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: (المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لاَ يَظْلِمْهُ وَلاَ يُسْلِمْهُ، مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيْهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ الله عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ ) .
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، عَنْ قُتَيْبَةَ فَوَافَقْنَاهُمْ بِعُلُوٍّ.
وَبِهِ: إِلَى الحَسَنِ بنِ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ بيَان السُّكَّرِيُّ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَدِيِّ بنِ ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ: عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: (مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يُجِبْ، فَلاَ صَلاَةَ لَهُ إِلاَّ مِنْ عُذْرٍ ) .أَخْرَجَهُ: ابْنُ مَاجَه، عَنْ عَبْدِ الحَمِيْدِ، فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوٍّ.
رَوَى بِشْروَيْه بنُ مُحَمَّدٍ المُغْفِلِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو الحَسَنِ الصَّفَّارُ الفَقِيْهُ، قَالَ: كُنَّا عِنْد الحَسَنِ بنِ سُفْيَانَ، وَقَدِ اجتَمَعَ إِلَيْهِ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الفَضْلِ، ارتَحَلُوا إِلَيْهِ، فَخَرَجَ يَوْماً، فَقَالَ: اسْمَعُوْا مَا أَقُولُ لَكُمْ قَبْلَ الإِملاَءِ: قَدْ عَلِمْنَا أَنَّكُم مِنْ أَبْنَاءِ النِّعَمِ، هَجَرْتُمُ الوَطَنَ، فَلاَ يَخْطُرَنَّ بِبَالِكُمْ أَنَّكُمْ رَضِيْتُم بِهَذَا التَّجَشُّمِ لِلْعِلْمِ حَقاً، فَإِنِّي أُحَدِّثُكُمْ بِبَعْضِ مَا تَحَمَّلْتُهُ فِي طَلَبِ العِلْمِ:
ارتَحَلْتُ مِنَ وَطَنِي، فَاتَّفَقَ حُصُوْلِي بِمِصْرَ فِي تِسْعَةٍ مِنْ أَصْحَابِي طَلَبَةِ العِلْمِ، وَكُنَّا نَخْتَلِفُ إِلَى شَيْخٍ أَرْفَعِ أَهْلِ عَصْرِهِ فِي العِلْمِ مَنْزِلَةً، فَكَانَ يُمْلِي عَلَيْنَا كُلَّ يَوْمٍ قَلِيْلاً، حَتَّى خَفَّتِ النَّفَقَةُ، وَبِعْنَا أَثَاثنَا، فَطَوَيْنَا ثَلاَثاً، وَأَصْبَحْنَا لاَ حِرَاكَ بِنَا، فَأَحْوَجَتِ الضَّرُوْرَةُ إِلَى كَشْفِ قِنَاعِ الحِشْمَةِ وَبَذَلِ الوَجْهِ، فَلَمْ تَسْمَحْ أَنْفُسُنَا فَوَقَعَ الاخْتِيَارُ عَلَى قُرْعَةٍ، فَوَقَعَتْ عَلَيَّ، فَتَحَيَّرْتُ وَعَدَلْتُ، فَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ، وَدَعَوْتُ، فَلَمْ أَفْرغْ حَتَّى دَخَلَ المَسْجَدَ شَابٌّ مَعَهُ خَادِمٌ، فَقَالَ: مَنْ مِنْكُمُ الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ؟
قُلْتُ: أَنَا.
قَالَ: إِنَّ الأَمِيْرَ طُولُوْنَ يَقْرِئُكُمُ السَّلاَمَ وَيَعْتَذِرُ مِنَ الغَفْلَةِ عَنْ تَفَقُّدِ أَحْوَالِكُمُ، وَقَدْ بَعَثَ بِهَذَا وَهُوَ زَائِركُمْ غَداً.
وَوَضَعَ بَيْنَ يَدَي كُلِّ وَاحِدٍ مائَةِ دِيْنَارٍ، فَتَعَجَّبْنَا وَقُلْنَا: مَا القِصَّةُ؟
قَالَ: دَخَلْتُ عَلَيْهِ بُكْرَةً، فَقَالَ: أُحِبُّ أَنْ أَخْلُوَ اليَوْمَ.
فَانصَرَفْنَا، فَبَعْدَ سَاعَةٍ طَلَبَنِي، فَأَتَيْتُهُ، فَإِذَا بِهِ يَدُهُ عَلَى خَاصِرَتِهِ لِوَجَعٍ مُمِضٍّ
اعتَرَاهُ، فَقَالَ لِي: تَعْرِفُ الحَسَنَ بنَ سُفْيَانَ وَأَصْحَابَهُ؟قُلْتُ: لاَ.
قَالَ: اقصُدِ المَسْجَدَ الفلاَنِيَّ، وَاحمِلْ هَذِهِ الصُّرَرَ إِلَيْهِم، فَإِنَّهُم مُنْذُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ جِيَاعٌ، وَمَهِّدْ عُذْرِي لَدَيْهِم.
فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: انفَرَدْتُ فَنِمْتُ، فَرَأَيْتُ فَارِساً فِي الهَوَاءِ، فِي يَدِهِ رُمْحٌ فَنَزَلَ إِلَى بَابِ هَذَا البَيْتِ، وَوَضَعَ سَافِلَةَ رُمْحِهِ عَلَى خَاصِرتِي وَقَالَ: قُمْ فَأَدْرِكِ الحَسَنَ بنَ سُفْيَانَ وَأَصْحَابَهُ، قُمْ فَأَدْرِكْهُمُ، فَإِنَّهُمْ مُنْذُ ثَلاَثٍ جِيَاعٌ فِي المَسْجَدِ الفُلاَنِيّ.
فَقُلْتُ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟
قَالَ: أَنَا رُضْوَانُ صَاحِبُ الجَنَّة.
فَمُنْذُ أَصَابَ رُمْحَهُ خَاصِرَتِي أَصَابنِي وَجَعٌ شَدِيدٌ فَعَجِّلْ إِيْصَالَ هَذَا المَالِ إِلَيْهِم لِيَزُوْلَ هَذَا الوَجَعُ عَنِّي.
قَالَ الحَسَنُ: فَعَجِبْنَا وَشَكَرْنَا اللهَ، وَخَرَجْنَا تِلْكَ اللَّيْلَة مِنْ مِصْرَ لِئَلاَّ نَشْتَهِرَ، وَأَصْبَحَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا وَاحِدَ عَصْرِهِ، وَقَرِيْعَ دَهْرِهِ فِي العِلْمِ وَالفَضْلِ.
قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحَ الأَمِيْرُ طولُوْنَ فَأَحَسَّ بِخُرُوْجِنَا، أَمَرَ بَابْتِيَاعِ تِلْكَ المَحَلَّةِ، وَوَقَفَهَا عَلَى المَسْجَدِ وَعَلَى مَنْ يَنْزِلُ بِهِ مِنَ الغُرَبَاءِ وَأَهْلِ الفَضْلِ، نَفَقَةً لَهُم، لِئَلاَّ تَخْتَلَّ أُمُوْرُهُمْ، وَذَلِكَ كُلُّهُ مِنْ قُوَّةِ الدِّيْنِ وَصَفَاءِ العَقِيْدَةِ.
رَوَاهَا الحَافِظُ عَبْدُ الغَنِيِّ فِي الرَّابِعِ مِنَ الحِكَايَاتِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ إِذْناً، عَنِ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيِّ، عَنْ بِشْرُوَيْه، فَاللهُ أَعْلَمُ بِصِحَّتِهَا.
وَلَمْ يَلِ طُولُوْنَ مِصْرَ، وَأَمَّا ابْنُهُ أَحْمَدُ بنُ طُوْلُوْنَ فَيَصْغُرُ عَنِ الحِكَايَةِ، وَلاَ أَعْرِفُ نَاقِلَهَا، وَذَلِكَ مُمْكِنٌ.
ابْنِ النُّعْمَانِ بنِ عَطَاءٍ، الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثَّبْتُ، أَبُو العَبَّاسِ الشَّيْبَانِيُّ، الخُرَاسَانِيُّ، النَّسَوِيُّ، صَاحِبُ (المُسْنَدِ) .
وُلِدَ: سَنَةَ بِضْعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَهُوَ أَسَنُّ مِنْ بَلَدِيِّهِ الإِمَامُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيِّ، وَمَاتَا مَعاً فِي عَامٍ.
ارْتَحَلَ إِلَى الآفَاقِ وَرَوَى عَنْ: أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ يُوْسُفَ البَلْخِيِّ، وَقُتَيْبَةَ بنِ سَعِيْدٍ، وَيَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ، وَشَيْبَانَ بنِ فَرُّوْخٍ، وَهُدْبَةَ بنِ خَالِدٍ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَسْمَاءَ، وَعَبْدِ الأَعْلَى بنِ حَمَّادٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سَلاَّمٍ الجُمَحِيِّ، وَسَهْلِ بنِ عُثْمَانَ، وَإِسْحَاقَ بنِ رَاهْوَيْه، وَسَعْدِ بنِ يَزِيْدَ الفَرَّاءِ، وَحِبَّانَ بنِ مُوْسَى، وَهِشَامِ بنِ عَمَّارٍ، وَصَفْوَان بنِ صَالِحٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ هِشَامِ بنِ يَحْيَى الغَسَّانِيِّ، وَعِيْسَى بنِ حَمَّادٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ رُمْحٍ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ الحَجَّاجِ السَّامِي، وَعَبْدِ الوَاحِدِ بنِ غِيَاثٍ، وَأَبِي كَامِلٍ الجَحْدَرِيِّ، وَسُوَيْدِ بنِ سَعِيْدٍ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ مُعَاذٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ.
وَهُوَ مِنْ أَقرَانِ أَبِي يَعْلَى، وَلَكِنْ أَبُو يَعْلَى أَعْلَى إِسْنَاداً مِنْهُ وَأَقْدَمُ
لِقَاءً، فَإِنَّهُ سَمِعَ مِنْ عَلِيِّ بنِ الجَعْدِ.وَقَدْ سَمِعَ الحَسَنُ تَصَانِيْفَ الإِمَامِ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ مِنْهُ، وَسَمِعَ: (السُّنَنَ) مِنْ أَبِي ثَوْرٍ الفَقِيْهِ، وَتَفَقَّهَ بِهِ، وَلاَزَمَهُ، وَبَرَعَ، وَكَانَ يُفْتِي بِمَذْهَبِهِ.
حَدَّثَ عَنْهُ: إِمَامُ الأَئِمَّةِ ابْنُ خُزَيْمَةَ، وَيَحْيَى بنُ مَنْصُوْرٍ القَاضِي، وَمُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ بنِ الأَخْرَمِ، وَأَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ النَّقَاشُ المُقْرِئُ، وَأَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيْلِيُّ، وَأَبُو حَاتِمٍ ابْنُ حِبَّانَ، وَحَفِيْدُهُ إِسْحَاقُ بنُ سَعْدٍ النَّسَوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الهَاشِمِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ النَّسَوِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمُ، رَحَلُوا إِلَيْهِ وَتَكَاثرُوا عَلَيْهِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ البُسْتِيُّ: سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ سُفْيَانَ يَقُوْلُ: لَوْلاَ اشتِغَالِي بِحِبَّانَ بنِ مُوْسَى لَجِئْتُكُم بِأَبِي الوَلِيْدِ الطَّيَالِسِيِّ، وَسُلَيْمَانَ بنِ حَرْبٍ.
يَعْنِي: أَنَّهُ تَعَوَّقَ بِإِكْبَابِهِ عَلَى تَصَانِيْفِ ابْنِ المُبَارَكِ عِنْدَ حِبَّانَ.
قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الحَافِظُ: سَمِعْتُ الحَسَنَ بنَ سُفْيَان يَقُوْلُ: إِنَّمَا فَاتَنِي يَحْيَى بنُ يَحْيَى بِالوَالدَةِ: لَمْ تَدَعْنِي أَخْرُجُ إِلَيْهِ.
قَالَ: فَعَوَّضَنِي اللهُ بِأَبِي خَالِدٍ الفَرَّاءِ، وَكَانَ أَسْنَدَ مِنْ يَحْيَى بنِ يَحْيَى.
قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ - مُحَدِّثُ خُرَاسَانَ فِي عَصْرِهِ - مُقَدَّماً فِي الثَّبْتِ، وَالكَثْرَةِ، وَالفَهْمِ، وَالفِقْهِ، وَالأَدَبِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ بنُ حِبَّانَ: كَانَ الحَسَنُ مِمَّنْ رَحَلَ، وَصَنَّفَ، وَحَدَّثَ، عَلَى تَيَقُّظٍ مَعَ صِحَّةِ الدِّيَانَةِ، وَالصَّلاَبَةِ فِي السُّنَّةِ.
وَقَالَ الحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الرَّازِيُّ: لَيْسَ لِلْحَسَنِ فِي الدُّنْيَا نَظِيْرٌ.
قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ دَاوُدَ بنِ سُلَيْمَانَ يَقُوْلُ: كُنَّا عِنْدَ
الحَسَنِ بنِ سُفْيَانَ، فَدَخَلَ ابْنُ خُزَيْمَةَ، وَأَبُو عَمْرٍو الحِيْرِيُّ، وَأَحْمَدُ بنُ عَلِيٍّ الرَّازِيُّ، وَهُمْ مُتَوَجِّهُوْنَ إِلَى فُرَاوَةَ.فَقَالَ الرَّازِيُّ: كَتَبْتُ هَذَا الطَّبَقَ مِنْ حَدِيْثِكَ.
قَالَ: هَاتِ.
فَقَرَأَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَدْخَلَ إِسْنَاداً فِي إِسْنَادٍ، فَرَدَّهُ الحَسَنُ، ثُمَّ بَعْدَ قَلِيْلٍ فَعَلَ ذَلِكَ، فَرَدَّهُ الحَسَنُ، فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِثَةِ قَالَ لَهُ الحَسَنُ: مَا هَذَا؟! قَدِ احتَمَلْتُكَ مَرَّتَيْنِ وَأَنَا ابْنُ تِسْعِيْنَ سَنَةً، فَاتَّقِ اللهَ فِي المشَايِخِ، فَرُبَّمَا اسْتُجِيْبَتْ فِيْكَ دَعْوَةٌ.
فَقَالَ لَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ: مَهْ! لاَ تُؤْذِ الشَّيْخَ.
قَالَ: إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ أَبَا العَبَّاسِ يَعْرِفُ حَدِيْثَهُ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ :الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ سَمِعَ حِبَّانَ بنَ مُوْسَى، وَقُتَيْبَةَ، وَابْنَ أَبِي شَيْبَةَ، كَتَبَ إِلَيَّ وَهُوَ صَدُوْقٌ.
قَالَ أَبُو الوَلِيْدِ حَسَّانُ بنُ مُحَمَّدٍ: كَانَ الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ أَدِيْباً فَقِيْهاً، أَخَذَ الأَدَبَ عَنْ أَصْحَابِ النَّضْرِ بنِ شُمَيْلٍ، وَالفِقْهَ عَنْ أَبِي ثَوْرٍ، وَكَانَ يُفْتِي بِمَذْهَبِهِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: سَمِعَ الحَسَنُ مِنِ ابْنِ رَاهْوَيْه أَكْثَرَ (مُسْنَدِهِ) وَسَمِعَ مِنْ: مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيِّ (تَفْسِيْرَهُ) .
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: حَضَرْتُ دَفْنَهُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ،
مَاتَ بِقَرْيَتِهِ بَالُوْزَ، وَهِيَ عَلَى ثَلاَثَةِ فَرَاسِخَ مِنْ مَدِيْنَةِ نَسَا - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى -.أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ تَاجِ الأُمَنَاءِ بِأَرْبَعِيْنَ الحَسَنِ سَمَاعاً، عَنِ المُؤَيَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيِّ، وَزَيْنَبَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حَسَنِ الشَّعْرِيّ، قَالَ: أَخْبَرَتْنَا أُمُّ الخَيْرِ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَلِيِّ بنِ زَعْبَل سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ عَبْدُ الغَافِرِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَارِسِيُّ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمْدَانَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عَقِيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيْهِ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: (المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لاَ يَظْلِمْهُ وَلاَ يُسْلِمْهُ، مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيْهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ الله عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ ) .
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، عَنْ قُتَيْبَةَ فَوَافَقْنَاهُمْ بِعُلُوٍّ.
وَبِهِ: إِلَى الحَسَنِ بنِ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ بيَان السُّكَّرِيُّ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَدِيِّ بنِ ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ: عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: (مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يُجِبْ، فَلاَ صَلاَةَ لَهُ إِلاَّ مِنْ عُذْرٍ ) .أَخْرَجَهُ: ابْنُ مَاجَه، عَنْ عَبْدِ الحَمِيْدِ، فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوٍّ.
رَوَى بِشْروَيْه بنُ مُحَمَّدٍ المُغْفِلِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو الحَسَنِ الصَّفَّارُ الفَقِيْهُ، قَالَ: كُنَّا عِنْد الحَسَنِ بنِ سُفْيَانَ، وَقَدِ اجتَمَعَ إِلَيْهِ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الفَضْلِ، ارتَحَلُوا إِلَيْهِ، فَخَرَجَ يَوْماً، فَقَالَ: اسْمَعُوْا مَا أَقُولُ لَكُمْ قَبْلَ الإِملاَءِ: قَدْ عَلِمْنَا أَنَّكُم مِنْ أَبْنَاءِ النِّعَمِ، هَجَرْتُمُ الوَطَنَ، فَلاَ يَخْطُرَنَّ بِبَالِكُمْ أَنَّكُمْ رَضِيْتُم بِهَذَا التَّجَشُّمِ لِلْعِلْمِ حَقاً، فَإِنِّي أُحَدِّثُكُمْ بِبَعْضِ مَا تَحَمَّلْتُهُ فِي طَلَبِ العِلْمِ:
ارتَحَلْتُ مِنَ وَطَنِي، فَاتَّفَقَ حُصُوْلِي بِمِصْرَ فِي تِسْعَةٍ مِنْ أَصْحَابِي طَلَبَةِ العِلْمِ، وَكُنَّا نَخْتَلِفُ إِلَى شَيْخٍ أَرْفَعِ أَهْلِ عَصْرِهِ فِي العِلْمِ مَنْزِلَةً، فَكَانَ يُمْلِي عَلَيْنَا كُلَّ يَوْمٍ قَلِيْلاً، حَتَّى خَفَّتِ النَّفَقَةُ، وَبِعْنَا أَثَاثنَا، فَطَوَيْنَا ثَلاَثاً، وَأَصْبَحْنَا لاَ حِرَاكَ بِنَا، فَأَحْوَجَتِ الضَّرُوْرَةُ إِلَى كَشْفِ قِنَاعِ الحِشْمَةِ وَبَذَلِ الوَجْهِ، فَلَمْ تَسْمَحْ أَنْفُسُنَا فَوَقَعَ الاخْتِيَارُ عَلَى قُرْعَةٍ، فَوَقَعَتْ عَلَيَّ، فَتَحَيَّرْتُ وَعَدَلْتُ، فَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ، وَدَعَوْتُ، فَلَمْ أَفْرغْ حَتَّى دَخَلَ المَسْجَدَ شَابٌّ مَعَهُ خَادِمٌ، فَقَالَ: مَنْ مِنْكُمُ الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ؟
قُلْتُ: أَنَا.
قَالَ: إِنَّ الأَمِيْرَ طُولُوْنَ يَقْرِئُكُمُ السَّلاَمَ وَيَعْتَذِرُ مِنَ الغَفْلَةِ عَنْ تَفَقُّدِ أَحْوَالِكُمُ، وَقَدْ بَعَثَ بِهَذَا وَهُوَ زَائِركُمْ غَداً.
وَوَضَعَ بَيْنَ يَدَي كُلِّ وَاحِدٍ مائَةِ دِيْنَارٍ، فَتَعَجَّبْنَا وَقُلْنَا: مَا القِصَّةُ؟
قَالَ: دَخَلْتُ عَلَيْهِ بُكْرَةً، فَقَالَ: أُحِبُّ أَنْ أَخْلُوَ اليَوْمَ.
فَانصَرَفْنَا، فَبَعْدَ سَاعَةٍ طَلَبَنِي، فَأَتَيْتُهُ، فَإِذَا بِهِ يَدُهُ عَلَى خَاصِرَتِهِ لِوَجَعٍ مُمِضٍّ
اعتَرَاهُ، فَقَالَ لِي: تَعْرِفُ الحَسَنَ بنَ سُفْيَانَ وَأَصْحَابَهُ؟قُلْتُ: لاَ.
قَالَ: اقصُدِ المَسْجَدَ الفلاَنِيَّ، وَاحمِلْ هَذِهِ الصُّرَرَ إِلَيْهِم، فَإِنَّهُم مُنْذُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ جِيَاعٌ، وَمَهِّدْ عُذْرِي لَدَيْهِم.
فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: انفَرَدْتُ فَنِمْتُ، فَرَأَيْتُ فَارِساً فِي الهَوَاءِ، فِي يَدِهِ رُمْحٌ فَنَزَلَ إِلَى بَابِ هَذَا البَيْتِ، وَوَضَعَ سَافِلَةَ رُمْحِهِ عَلَى خَاصِرتِي وَقَالَ: قُمْ فَأَدْرِكِ الحَسَنَ بنَ سُفْيَانَ وَأَصْحَابَهُ، قُمْ فَأَدْرِكْهُمُ، فَإِنَّهُمْ مُنْذُ ثَلاَثٍ جِيَاعٌ فِي المَسْجَدِ الفُلاَنِيّ.
فَقُلْتُ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟
قَالَ: أَنَا رُضْوَانُ صَاحِبُ الجَنَّة.
فَمُنْذُ أَصَابَ رُمْحَهُ خَاصِرَتِي أَصَابنِي وَجَعٌ شَدِيدٌ فَعَجِّلْ إِيْصَالَ هَذَا المَالِ إِلَيْهِم لِيَزُوْلَ هَذَا الوَجَعُ عَنِّي.
قَالَ الحَسَنُ: فَعَجِبْنَا وَشَكَرْنَا اللهَ، وَخَرَجْنَا تِلْكَ اللَّيْلَة مِنْ مِصْرَ لِئَلاَّ نَشْتَهِرَ، وَأَصْبَحَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا وَاحِدَ عَصْرِهِ، وَقَرِيْعَ دَهْرِهِ فِي العِلْمِ وَالفَضْلِ.
قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحَ الأَمِيْرُ طولُوْنَ فَأَحَسَّ بِخُرُوْجِنَا، أَمَرَ بَابْتِيَاعِ تِلْكَ المَحَلَّةِ، وَوَقَفَهَا عَلَى المَسْجَدِ وَعَلَى مَنْ يَنْزِلُ بِهِ مِنَ الغُرَبَاءِ وَأَهْلِ الفَضْلِ، نَفَقَةً لَهُم، لِئَلاَّ تَخْتَلَّ أُمُوْرُهُمْ، وَذَلِكَ كُلُّهُ مِنْ قُوَّةِ الدِّيْنِ وَصَفَاءِ العَقِيْدَةِ.
رَوَاهَا الحَافِظُ عَبْدُ الغَنِيِّ فِي الرَّابِعِ مِنَ الحِكَايَاتِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ إِذْناً، عَنِ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيِّ، عَنْ بِشْرُوَيْه، فَاللهُ أَعْلَمُ بِصِحَّتِهَا.
وَلَمْ يَلِ طُولُوْنَ مِصْرَ، وَأَمَّا ابْنُهُ أَحْمَدُ بنُ طُوْلُوْنَ فَيَصْغُرُ عَنِ الحِكَايَةِ، وَلاَ أَعْرِفُ نَاقِلَهَا، وَذَلِكَ مُمْكِنٌ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=132619&book=5528#fded2d
الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن زكريا بْن صالح بن عاصم بن زفر بن العلاء بن أسلم، أَبُو سعيد العدوي البصري :
سكن بغداد وحدث بِها عَنْ عمرو بْن مرزوق، وعروة بن سعيد، ومسدد بن مسرهد، وهدبة بن خالد، وطالوت بن عبّاد، وكامل بن طلحة، وجويرية بن أشرس، وعَبْد اللَّهِ بْن معاوية الجمحي، وشيبان بن فروخ، وجبارة بن مغلس، وخراش بن عَبْد اللَّهِ، وغيرهم. رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن مالك القطيعي، وأحمد بْن جعفر بْن سلم، وأبو الْقَاسِم بن النخاس، وأحمد بن إبراهيم شاذان، وأبو الْحَسَن الدارقطني، وأبو حفص الكتاني فِي آخرين.
أخبرني التنوخي. قَالَ: قَالَ لنا أَبُو بَكْر بْن شَاذَانَ: سألت أبا سعيد الْحَسَن بن عَلِيّ البصري فِي أي سنة ولدت؟ قَالَ فِي سنة عشر ومائتين.
أخبرنا محمود بن عمر العكبري أخبرنا أَبُو طالب عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن عَبْد اللَّه حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا بن صالح بن عاصم بن زفر البصري قَالَ:
مررت بالبصرة بباب عُثْمَان بن أَبِي العاص الثقفي فإذا الناس مجتمعون فِي منخل طحان، فملت إليهم لأنظر كما ينظر الغلمان، فإذا بهذا الشيخ فقلت: من هذا؟
فقالوا: هذا خراش بن عَبْد اللَّهِ خادم أنس بن مالك، قُلْتُ: كم لَهُ من سنة؟ قالوا:
ثلاثون ومائة سنة! فزحمت الناس ودخلت إليه وبين يديه جمعية يكتبون عنه، والباقون نظارة، فأخذت قلما من يد رجل وكتبت هذه الثلاثة عشر حديثا في أسفل نعلى، وذلك فِي سنة اثنتين وعشرين ومائتين. وأنا ابن اثنتي عشرة سنة.
أنبأنا أَحْمَد بن علي اليزدي أخبرنا أَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاق الْحَافِظ. قَالَ: أَبُو سعيد الْحَسَن بن عَلِيّ العدوي البصري سكن بغداد، رأيت مشايخنا وكهولنا قد كتبوا عنه لكن فيه نظر، يقال حبسه إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق الْقَاضِي إنكارا عليه فيما كَانَ يحدث به عن مشايخنا.
نقلت من أصل أبي سعيد المالينى- وأجاز لي روايته عنه- أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ. قال: أَبُو سعيد الْحَسَن بن عَلِيّ العدوي يضع الحديث، ويسرق الحديث ويلزقه عَلَى قوم آخرين، ويحدث عَنْ قوم لا يعرفون، وهو متهم فيهم، وإن اللَّه لم يخلقهم، وعامة ما حدث به- إلا القليل- موضوعات، وكنا نتهمه بل نتيقنه أَنَّهُ هو الذي وضعها.
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بْن يُوسُف يَقُول: سألت الدارقطني عَنِ الْحَسَن بن عَلِيّ أَبِي سعيد البصري فَقَالَ: ذا متروك، قُلْتُ: كَانَ يسمى الذئب؟ قَالَ: نعم.
وَقَالَ حمزة: سمعت أبا محمّد الحسين بن علي الصيمري يقول: الحسن بن علي ابن زكريا أَبُو سعيد العدوي أصله بصري سكن بغداد، كذاب عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ عَلَى النَّبِيّ ما لم يقل، زعم لنا أن خراشا حدثه عَنْ أنس بن مالك أحاديث فوق العشرة. وزعم لنا أن عروة بن سعيد حدثه عَنِ ابن عون نسخة.
ومما حدث به- لا جزاه اللَّه خيرا- عَنْ شيخ قد سماه لنا عَنْ شُعْبَة عَنْ توبة العنبري عَنْ أنس رفعه إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «عليكم بالوجوه الملاح، والحدق السود، فإن الله يستحي أن يعذب وجها مليحا بالنار »
وأشياء كثيرة تبين كذبه عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ المالينى- قراءة- أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْنِ سليمان النخاس المقرئ حدّثنا الحسن بن علي بن زفر حَدَّثَنَا الصَّبَّاحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو بِشْرٍ
حدثنا شعبة عن توبة العنبري عَنْ أَنَسٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ: «عَلَيْكُمْ بِالْحَدَقِ السُّودِ، فَإِنَّ اللَّهَ يَسْتَحِي أَنْ يُعَذِّبَ الْوَجْهَ الْحَسَنَ بِالنَّارِ »
. رَوَاهُ أَبُو سعيد مَرَّةً أُخْرَى عَنْ شَيْخٍ غَيْرِ الصَّبَّاحِ سَمَّاهُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سُلَيْمَانَ الزَّيَّاتَ عَنْ شُعْبَةَ.
أَخْبَرَنَاهُ الحسن بن الحسين بن العبّاس النّعاليّ أخبرنا أحمد بن عبد الله الذارع حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ. وَأَخْبَرَنِيهِ أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْوَكِيلُ قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن بْن مُوسَى النيسابوري أخبرنا محمّد بن طاهر القرشيّ حدّثنا الحسن بن صالح البصريّ حدّثنا إبراهيم بن سليمان الزيات حدثنا شعبة عن توبة العنبري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «عليكم بالوجوه الملاح، والحدق السود، فإن الله يستحي أن يعذب وجها مَلِيحًا بِالنَّارِ»
وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ الطَّرَازِيُّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمُقْرِئُ أخبرنا عمر بن إبراهيم بن كثير حدّثنا أبو سعيد العدويّ حدّثنا مسدد بن مسرهد حدّثنا حمّاد بن زيد حدّثنا أبان بن تغلب حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ. قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الدَّالُّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ »
. وَهَذَا الْحَدِيثُ يَرْوِيهِ عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ هَكَذَا، وَقَدْ سَرَقَهُ الْعَدَوِيُّ فَرَوَاهُ عَنْ مُسَدَّدٍ، وَلَيْسَ الْحَدِيثُ عِنْدَ مُسَدَّدٍ، وَإِنَّمَا عَارِمٌ يَتَفَرَّدُ بِهِ. وَقَدْ رَوَاهُ الْحَسَنُ ابن عمر الْعَبْدِيُّ عَنْ حَمَّادٍ، فَقَالَ فِيهِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَخْطَأَ فِي ذَلِكَ؛ لأَنَّهُ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ.
أَخْبَرَنَا الأزهرى حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن حدّثنا الحسن بن علي العدويّ حدّثنا كامل بن طلحة حدّثنا ابن لهيعة حدّثنا سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا ثَمَانِينَ ألف ملك يستغفرون الله لمن أحب أبا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَفِي السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ ثَمَانُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَلْعَنُونَ مَنْ أبغض أبا
بكر وعمر »
وهذا الحديث وضعه العدويّ عن كامل بن طلحة، وإنما يرويه عبد الرزاق بن مَنْصُور البندار عَنْ أَبِي عَبْد اللَّهِ الزاهد السمرقندي عَنِ ابن لهيعة، وأبو عَبْد اللَّهِ الزاهد مجهول، فألزقه العدوي عَلَى كامل وكامل ثقة، والحديث ليس بمحفوظ عَنِ ابن لهيعة.
حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بن أبي طالب حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزاز حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ القافلائى حدّثنا عبد الرّزّاق بن منصور البندار حدّثنا أبو عبد الله السمرقندي الزاهد حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا ثَمَانِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ أَحَبَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَفِي السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ ثَمَانِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَلْعَنُونَ مَنْ أَبْغَضَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَمَنْ أَحَبَّ جَمِيعَ الصَّحَابَةِ فَقَدْ بَرِئَ مِنَ النِّفَاقِ »
. وَقَدْ صَنَعَ الْعَدَوِيُّ لِهَذَا الْحَدِيثِ إِسْنَادًا آخَرَ.
أَخْبَرَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن إسحاق المقرئ أخبرنا عمر بن إبراهيم بن كثير حدّثنا أبو سعيد العدويّ حدّثنا طالوت عن عبّاد الجحدري حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ فِي السماء الدنيا ثمانين ألف ملك يستغفرون الله لِمَنْ أَحَبَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَفِي السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ ثَمَانِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَلْعَنُونَ مَنْ أَبْغَضَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ »
. وَهَذَا الإِسْنَادُ صَحِيحٌ وَرِجَالُهُ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ، وَقَدْ أَتَى الْعَدَوِيُّ أَمْرًا عَظِيمًا وَارْتَكَبَ أَمْرًا قَبِيحًا، فِي الْجُرْأَةِ بِوَضْعِهِ أَعْظَمَ مِنْ جُرْأَتِهِ فِي حَدِيثِ ابْنِ لَهِيعَةَ.
قَالَ مُحَمَّد بن أَبِي الفوارس: قرأت عَلَى أَبِي الْحَسَن الدارقطني. قَالَ: حسن بن عَلِيّ العدوي أَبُو سعيد متروك.
حَدَّثَنَا عَلِيّ بن أَبِي عَلِيّ قَالَ: سمعت أبا بكر بْن شاذان يَقُولُ: رأيت أبا سعيد العدوي وقد اسودت طاقات يسيرة من شعر لحيته بعد بياضها لفرط الكبر.
قَالَ لي الْحَسَن بن مُحَمَّد الخلال: مات أَبُو سعيد العدوي سنة ثمان عشرة وثلاثمائة. وكان مولده سنة عشر ومائتين.
ذكر أبو القاسم بن الثلاج فيما قرأت بخطه أن أبا سعيد العدوي مات فِي شهر ربيع الأول من سنة تسع عشرة وثلاثمائة.
قَالَ غيره: مات فِي يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة تسع عشرة.
سكن بغداد وحدث بِها عَنْ عمرو بْن مرزوق، وعروة بن سعيد، ومسدد بن مسرهد، وهدبة بن خالد، وطالوت بن عبّاد، وكامل بن طلحة، وجويرية بن أشرس، وعَبْد اللَّهِ بْن معاوية الجمحي، وشيبان بن فروخ، وجبارة بن مغلس، وخراش بن عَبْد اللَّهِ، وغيرهم. رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن مالك القطيعي، وأحمد بْن جعفر بْن سلم، وأبو الْقَاسِم بن النخاس، وأحمد بن إبراهيم شاذان، وأبو الْحَسَن الدارقطني، وأبو حفص الكتاني فِي آخرين.
أخبرني التنوخي. قَالَ: قَالَ لنا أَبُو بَكْر بْن شَاذَانَ: سألت أبا سعيد الْحَسَن بن عَلِيّ البصري فِي أي سنة ولدت؟ قَالَ فِي سنة عشر ومائتين.
أخبرنا محمود بن عمر العكبري أخبرنا أَبُو طالب عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن عَبْد اللَّه حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا بن صالح بن عاصم بن زفر البصري قَالَ:
مررت بالبصرة بباب عُثْمَان بن أَبِي العاص الثقفي فإذا الناس مجتمعون فِي منخل طحان، فملت إليهم لأنظر كما ينظر الغلمان، فإذا بهذا الشيخ فقلت: من هذا؟
فقالوا: هذا خراش بن عَبْد اللَّهِ خادم أنس بن مالك، قُلْتُ: كم لَهُ من سنة؟ قالوا:
ثلاثون ومائة سنة! فزحمت الناس ودخلت إليه وبين يديه جمعية يكتبون عنه، والباقون نظارة، فأخذت قلما من يد رجل وكتبت هذه الثلاثة عشر حديثا في أسفل نعلى، وذلك فِي سنة اثنتين وعشرين ومائتين. وأنا ابن اثنتي عشرة سنة.
أنبأنا أَحْمَد بن علي اليزدي أخبرنا أَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاق الْحَافِظ. قَالَ: أَبُو سعيد الْحَسَن بن عَلِيّ العدوي البصري سكن بغداد، رأيت مشايخنا وكهولنا قد كتبوا عنه لكن فيه نظر، يقال حبسه إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق الْقَاضِي إنكارا عليه فيما كَانَ يحدث به عن مشايخنا.
نقلت من أصل أبي سعيد المالينى- وأجاز لي روايته عنه- أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ. قال: أَبُو سعيد الْحَسَن بن عَلِيّ العدوي يضع الحديث، ويسرق الحديث ويلزقه عَلَى قوم آخرين، ويحدث عَنْ قوم لا يعرفون، وهو متهم فيهم، وإن اللَّه لم يخلقهم، وعامة ما حدث به- إلا القليل- موضوعات، وكنا نتهمه بل نتيقنه أَنَّهُ هو الذي وضعها.
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بْن يُوسُف يَقُول: سألت الدارقطني عَنِ الْحَسَن بن عَلِيّ أَبِي سعيد البصري فَقَالَ: ذا متروك، قُلْتُ: كَانَ يسمى الذئب؟ قَالَ: نعم.
وَقَالَ حمزة: سمعت أبا محمّد الحسين بن علي الصيمري يقول: الحسن بن علي ابن زكريا أَبُو سعيد العدوي أصله بصري سكن بغداد، كذاب عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ عَلَى النَّبِيّ ما لم يقل، زعم لنا أن خراشا حدثه عَنْ أنس بن مالك أحاديث فوق العشرة. وزعم لنا أن عروة بن سعيد حدثه عَنِ ابن عون نسخة.
ومما حدث به- لا جزاه اللَّه خيرا- عَنْ شيخ قد سماه لنا عَنْ شُعْبَة عَنْ توبة العنبري عَنْ أنس رفعه إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «عليكم بالوجوه الملاح، والحدق السود، فإن الله يستحي أن يعذب وجها مليحا بالنار »
وأشياء كثيرة تبين كذبه عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ المالينى- قراءة- أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْنِ سليمان النخاس المقرئ حدّثنا الحسن بن علي بن زفر حَدَّثَنَا الصَّبَّاحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو بِشْرٍ
حدثنا شعبة عن توبة العنبري عَنْ أَنَسٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ: «عَلَيْكُمْ بِالْحَدَقِ السُّودِ، فَإِنَّ اللَّهَ يَسْتَحِي أَنْ يُعَذِّبَ الْوَجْهَ الْحَسَنَ بِالنَّارِ »
. رَوَاهُ أَبُو سعيد مَرَّةً أُخْرَى عَنْ شَيْخٍ غَيْرِ الصَّبَّاحِ سَمَّاهُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سُلَيْمَانَ الزَّيَّاتَ عَنْ شُعْبَةَ.
أَخْبَرَنَاهُ الحسن بن الحسين بن العبّاس النّعاليّ أخبرنا أحمد بن عبد الله الذارع حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ. وَأَخْبَرَنِيهِ أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْوَكِيلُ قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن بْن مُوسَى النيسابوري أخبرنا محمّد بن طاهر القرشيّ حدّثنا الحسن بن صالح البصريّ حدّثنا إبراهيم بن سليمان الزيات حدثنا شعبة عن توبة العنبري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «عليكم بالوجوه الملاح، والحدق السود، فإن الله يستحي أن يعذب وجها مَلِيحًا بِالنَّارِ»
وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ الطَّرَازِيُّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمُقْرِئُ أخبرنا عمر بن إبراهيم بن كثير حدّثنا أبو سعيد العدويّ حدّثنا مسدد بن مسرهد حدّثنا حمّاد بن زيد حدّثنا أبان بن تغلب حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ. قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الدَّالُّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ »
. وَهَذَا الْحَدِيثُ يَرْوِيهِ عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ هَكَذَا، وَقَدْ سَرَقَهُ الْعَدَوِيُّ فَرَوَاهُ عَنْ مُسَدَّدٍ، وَلَيْسَ الْحَدِيثُ عِنْدَ مُسَدَّدٍ، وَإِنَّمَا عَارِمٌ يَتَفَرَّدُ بِهِ. وَقَدْ رَوَاهُ الْحَسَنُ ابن عمر الْعَبْدِيُّ عَنْ حَمَّادٍ، فَقَالَ فِيهِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَخْطَأَ فِي ذَلِكَ؛ لأَنَّهُ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ.
أَخْبَرَنَا الأزهرى حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن حدّثنا الحسن بن علي العدويّ حدّثنا كامل بن طلحة حدّثنا ابن لهيعة حدّثنا سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا ثَمَانِينَ ألف ملك يستغفرون الله لمن أحب أبا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَفِي السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ ثَمَانُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَلْعَنُونَ مَنْ أبغض أبا
بكر وعمر »
وهذا الحديث وضعه العدويّ عن كامل بن طلحة، وإنما يرويه عبد الرزاق بن مَنْصُور البندار عَنْ أَبِي عَبْد اللَّهِ الزاهد السمرقندي عَنِ ابن لهيعة، وأبو عَبْد اللَّهِ الزاهد مجهول، فألزقه العدوي عَلَى كامل وكامل ثقة، والحديث ليس بمحفوظ عَنِ ابن لهيعة.
حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بن أبي طالب حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزاز حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ القافلائى حدّثنا عبد الرّزّاق بن منصور البندار حدّثنا أبو عبد الله السمرقندي الزاهد حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا ثَمَانِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ أَحَبَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَفِي السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ ثَمَانِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَلْعَنُونَ مَنْ أَبْغَضَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَمَنْ أَحَبَّ جَمِيعَ الصَّحَابَةِ فَقَدْ بَرِئَ مِنَ النِّفَاقِ »
. وَقَدْ صَنَعَ الْعَدَوِيُّ لِهَذَا الْحَدِيثِ إِسْنَادًا آخَرَ.
أَخْبَرَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن إسحاق المقرئ أخبرنا عمر بن إبراهيم بن كثير حدّثنا أبو سعيد العدويّ حدّثنا طالوت عن عبّاد الجحدري حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ فِي السماء الدنيا ثمانين ألف ملك يستغفرون الله لِمَنْ أَحَبَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَفِي السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ ثَمَانِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَلْعَنُونَ مَنْ أَبْغَضَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ »
. وَهَذَا الإِسْنَادُ صَحِيحٌ وَرِجَالُهُ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ، وَقَدْ أَتَى الْعَدَوِيُّ أَمْرًا عَظِيمًا وَارْتَكَبَ أَمْرًا قَبِيحًا، فِي الْجُرْأَةِ بِوَضْعِهِ أَعْظَمَ مِنْ جُرْأَتِهِ فِي حَدِيثِ ابْنِ لَهِيعَةَ.
قَالَ مُحَمَّد بن أَبِي الفوارس: قرأت عَلَى أَبِي الْحَسَن الدارقطني. قَالَ: حسن بن عَلِيّ العدوي أَبُو سعيد متروك.
حَدَّثَنَا عَلِيّ بن أَبِي عَلِيّ قَالَ: سمعت أبا بكر بْن شاذان يَقُولُ: رأيت أبا سعيد العدوي وقد اسودت طاقات يسيرة من شعر لحيته بعد بياضها لفرط الكبر.
قَالَ لي الْحَسَن بن مُحَمَّد الخلال: مات أَبُو سعيد العدوي سنة ثمان عشرة وثلاثمائة. وكان مولده سنة عشر ومائتين.
ذكر أبو القاسم بن الثلاج فيما قرأت بخطه أن أبا سعيد العدوي مات فِي شهر ربيع الأول من سنة تسع عشرة وثلاثمائة.
قَالَ غيره: مات فِي يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة تسع عشرة.