الْحسن بن أبي الْحسن الْبَصْرِيّ أَبُو سعيد تَابِعِيّ مَشْهُور فِي التَّهْذِيب
Ibn Ḥajar al-ʿAsqalāni (d. 1449 CE) - al-Īthār bi-maʿrifat ruwāt al-Āthar li-al-Shaybānī - ابن حجر العسقلاني - الإيثار بمعرفة رواة كتاب الآثار للشيباني
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ط
ع
غ
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 367 84. الأسود بن يزيد النخعي1 85. الجراح بن منهال1 86. الحارث بن أبي ربيعة1 87. الحارث بن زياد8 88. الحارث بن عبد الرحمن10 89. الحسن بن أبي الحسن البصري أبو سعيد190. الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب الهاشمي...1 91. الحكم بن زياد3 92. الحكم بن عتبة الكوفي الفقيه1 93. الربيع بن سبرة بن معبد الجهني3 94. الربيع بن صبيح7 95. الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي1 96. السائب بن يزيد9 97. الصلت بن بهرام التيمي الكوفي أبو هاشم...1 98. الصلت بن حنين1 99. الضحاك بن مزاحم أبو القاسم1 100. العلاء بن زهير بن عبد الله الأزدي الكوفي...1 101. القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود...4 102. المبارك بن فضالة6 103. المستورد بن الأحنف1 104. المسور بن مخرمة الزهري1 105. المغيرة بن شعبة بن مسعود الثقفي1 106. المنذر بن حمصة1 107. المنذر بن مالك العبدي أبو نضرة1 108. الهيثم الصراف1 109. الهيثم بن أبي الهيثم2 110. الهيثم بن بدر الضبي2 111. الهيثم بن حبيب الصيرفي3 112. الوليد بن سريع3 113. الوليد بن عثمان1 114. الوليد بن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية القرشي الأموي...1 115. بروع بنت واشق2 116. بريدة الأسلمي1 117. بريدة بن الحصيب الأسلمي3 118. بشر أو بشير عن أبي جعفر1 119. بكر بن عبد الله المزني6 120. بلال بن رباح المؤذن2 121. بلال عن وهب بن كيسان1 122. تمام بن العباس بن عبد المطلب3 123. ثابت والد إسحاق1 124. جابر6 125. جابر بن زيد أبو الشعثاء2 126. جابر بن عبد الله بن عمرو بن حزام1 127. جامع بن شداد أبو صخرة1 128. جرير بن عبد الله البجلي4 129. جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب1 130. جعفر بن تمام بن العباس بن عبد المطلب2 131. جندب7 132. جواب بن عبيد الله التيمي الكوفي1 133. حبيب بن أبي ثابت الكوفي2 134. حذيفة بن اليمان العبسي5 135. حرقوص1 136. حسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي1 137. حسين بن واقد5 138. حصين بن عبد الرحمن6 139. حفصة بنت عمر بن الخطاب أم المؤمنين1 140. حماد بن أبي سليمان6 141. حماد بن أبي سليمان الفقيه الكوفي1 142. حمران1 143. حملة بن عبد الرحمن2 144. حميد الأعرج1 145. حميد الأعرج المكي1 146. حنظلة بن نباتة الجعفي1 147. خارجة بن عبد الله2 148. خثيم بن عراك بن مالك3 149. خلاس بكسر أوله وتخفيف اللام ابن عمرو...1 150. ذر بن عبد الله2 151. رافع بن خديج الأنصاري1 152. ربعي بن حراش العبسي1 153. زبيد بن الحارث اليامي5 154. زر بن حبيش الأسدي1 155. زفر بن الهذيل العنبري المصري1 156. زهير بن عبد الله الأزدي1 157. زياد بن حدير الأسدي1 158. زياد بن علاقة الثعلبي1 159. زياد بن كليب أبو معشر1 160. زيد بن أبي أنيسة6 161. زيد بن ثابت الأنصاري2 162. زيد بن خويلد البكري1 163. زيد بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي1 164. زينب امرأة ابن مسعود1 165. سالم الأفطس1 166. سالم بن أبي الجعد الغطفاني1 167. سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب5 168. سبرة بن معبد الجهني10 169. سراقة بن مالك المدلجي1 170. سعد أو سعيد بن مالك1 171. سعد بن أبي وقاص7 172. سعد بن مالك بن وهيب الزهري1 173. سعيد بن أبي عروبة البصري2 174. سعيد بن المرزبان3 175. سعيد بن المرزبان أبو سعد البقال4 176. سعيد بن المسيب8 177. سعيد بن جميل1 178. سعيد بن عبيد الطائي ووقع1 179. سعيد بن عمرو8 180. سعيد بن مسروق الثوري4 181. سفيان بن سعيد الثوري7 182. سلامة جارية سوداء1 183. سلمة بن كهيل الكوفي1 ◀ Prev. 100▶ Next 100
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 367 84. الأسود بن يزيد النخعي1 85. الجراح بن منهال1 86. الحارث بن أبي ربيعة1 87. الحارث بن زياد8 88. الحارث بن عبد الرحمن10 89. الحسن بن أبي الحسن البصري أبو سعيد190. الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب الهاشمي...1 91. الحكم بن زياد3 92. الحكم بن عتبة الكوفي الفقيه1 93. الربيع بن سبرة بن معبد الجهني3 94. الربيع بن صبيح7 95. الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي1 96. السائب بن يزيد9 97. الصلت بن بهرام التيمي الكوفي أبو هاشم...1 98. الصلت بن حنين1 99. الضحاك بن مزاحم أبو القاسم1 100. العلاء بن زهير بن عبد الله الأزدي الكوفي...1 101. القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود...4 102. المبارك بن فضالة6 103. المستورد بن الأحنف1 104. المسور بن مخرمة الزهري1 105. المغيرة بن شعبة بن مسعود الثقفي1 106. المنذر بن حمصة1 107. المنذر بن مالك العبدي أبو نضرة1 108. الهيثم الصراف1 109. الهيثم بن أبي الهيثم2 110. الهيثم بن بدر الضبي2 111. الهيثم بن حبيب الصيرفي3 112. الوليد بن سريع3 113. الوليد بن عثمان1 114. الوليد بن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية القرشي الأموي...1 115. بروع بنت واشق2 116. بريدة الأسلمي1 117. بريدة بن الحصيب الأسلمي3 118. بشر أو بشير عن أبي جعفر1 119. بكر بن عبد الله المزني6 120. بلال بن رباح المؤذن2 121. بلال عن وهب بن كيسان1 122. تمام بن العباس بن عبد المطلب3 123. ثابت والد إسحاق1 124. جابر6 125. جابر بن زيد أبو الشعثاء2 126. جابر بن عبد الله بن عمرو بن حزام1 127. جامع بن شداد أبو صخرة1 128. جرير بن عبد الله البجلي4 129. جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب1 130. جعفر بن تمام بن العباس بن عبد المطلب2 131. جندب7 132. جواب بن عبيد الله التيمي الكوفي1 133. حبيب بن أبي ثابت الكوفي2 134. حذيفة بن اليمان العبسي5 135. حرقوص1 136. حسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي1 137. حسين بن واقد5 138. حصين بن عبد الرحمن6 139. حفصة بنت عمر بن الخطاب أم المؤمنين1 140. حماد بن أبي سليمان6 141. حماد بن أبي سليمان الفقيه الكوفي1 142. حمران1 143. حملة بن عبد الرحمن2 144. حميد الأعرج1 145. حميد الأعرج المكي1 146. حنظلة بن نباتة الجعفي1 147. خارجة بن عبد الله2 148. خثيم بن عراك بن مالك3 149. خلاس بكسر أوله وتخفيف اللام ابن عمرو...1 150. ذر بن عبد الله2 151. رافع بن خديج الأنصاري1 152. ربعي بن حراش العبسي1 153. زبيد بن الحارث اليامي5 154. زر بن حبيش الأسدي1 155. زفر بن الهذيل العنبري المصري1 156. زهير بن عبد الله الأزدي1 157. زياد بن حدير الأسدي1 158. زياد بن علاقة الثعلبي1 159. زياد بن كليب أبو معشر1 160. زيد بن أبي أنيسة6 161. زيد بن ثابت الأنصاري2 162. زيد بن خويلد البكري1 163. زيد بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي1 164. زينب امرأة ابن مسعود1 165. سالم الأفطس1 166. سالم بن أبي الجعد الغطفاني1 167. سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب5 168. سبرة بن معبد الجهني10 169. سراقة بن مالك المدلجي1 170. سعد أو سعيد بن مالك1 171. سعد بن أبي وقاص7 172. سعد بن مالك بن وهيب الزهري1 173. سعيد بن أبي عروبة البصري2 174. سعيد بن المرزبان3 175. سعيد بن المرزبان أبو سعد البقال4 176. سعيد بن المسيب8 177. سعيد بن جميل1 178. سعيد بن عبيد الطائي ووقع1 179. سعيد بن عمرو8 180. سعيد بن مسروق الثوري4 181. سفيان بن سعيد الثوري7 182. سلامة جارية سوداء1 183. سلمة بن كهيل الكوفي1 ◀ Prev. 100▶ Next 100
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Ibn Ḥajar al-ʿAsqalāni (d. 1449 CE) - al-Īthār bi-maʿrifat ruwāt al-Āthar li-al-Shaybānī - ابن حجر العسقلاني - الإيثار بمعرفة رواة كتاب الآثار للشيباني are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=155621&book=5565#a904b7
الحَسَنُ البَصْرِيُّ أَبُو سَعِيْدٍ
هُوَ: الحَسَنُ بنُ أَبِي الحَسَنِ يَسَارٍ، أَبُو سَعِيْدٍ، مَوْلَى زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ
الأَنْصَارِيُّ.وَيُقَالُ: مَوْلَى أَبِي اليَسَرِ كَعْبِ بنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ.
قَالَهُ: عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ مُطَهَّرٍ، عَنْ غَاضِرَةَ بِنْتِ قَرْهَدٍ العَوْفِيِّ.
ثُمَّ قَالَ: وَكَانَتْ أُمُّ الحَسَنِ مَوْلاَةً لأُمِّ سَلَمَةَ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ المَخْزُوْمِيَّةِ.
وَيُقَالُ: كَانَ مَوْلَى جَمِيْلِ بنِ قُطْبَةَ.
وَيسَارٌ أَبُوْهُ: مِنْ سَبْيِ مَيْسَانَ، سَكَنَ المَدِيْنَةَ، وَأُعْتِقَ، وَتَزَوَّجَ بِهَا فِي خِلاَفَةِ عُمَرَ، فَوُلِدَ لَهُ بِهَا الحَسَنُ - رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ - لِسَنَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ خِلاَفَةِ عُمَرَ.
وَاسْمُ أُمِّهِ: خَيْرَةُ.
ثُمَّ نَشَأَ الحَسَنُ بِوَادِي القُرَى، وَحَضَرَ الجُمُعَةَ مَعَ عُثْمَانَ، وَسَمِعَهُ يَخْطُبُ، وَشَهِدَ يَوْمَ الدَّارِ، وَلَهُ يَوْمَئِذٍ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً.
قَالَ الحَجَّاجُ بنُ نُصَيْرٍ: سُبِيَتْ أُمُّ الحَسَنِ البَصْرِيِّ مِنْ مَيْسَانَ، وَهِيَ حَامِلٌ بِهِ، وَوَلَدَتْهُ بِالمَدِيْنَةِ.
وَقَالَ سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ: حَدَّثَنِي أَبُو كَرِبٍ، قَالَ:
كَانَ الحَسَنُ وَابْنُ سِيْرِيْنَ مَوْلَيَيْنِ لِعَبْدِ اللهِ بنِ رَوَاحَةَ، وَقَدِمَا البَصْرَةَ مَعَ أَنَسٍ.
قُلْتُ: القَوْلاَنِ شَاذَّانِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَلاَّمٍ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو الشَّعَّابُ بِإِسْنَادٍ لَهُ، قَالَ:
كَانَتْ أُمُّ سَلَمَةَ تَبْعَثُ أُمَّ الحَسَنِ فِي الحَاجَةِ، فَيَبْكِي وَهُوَ طِفْلٌ، فَتُسْكِتُهُ أُمُّ سَلَمَةَ بِثَدْيِهَا،
وَتُخْرِجُهُ إِلَى أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ صَغِيْرٌ، وَكَانَتْ أُمُّهُ مُنْقَطِعَةً إِلَيْهَا، فَكَانُوا يَدْعُوْنَ لَهُ، فَأَخْرَجَتْهُ إِلَى عُمَرَ، فَدَعَا لَهُ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّيْنِ، وَحَبِّبْهُ إِلَى النَّاسِ.قُلْتُ: إِسْنَادُهَا مُرْسَلٌ.
يُوْنُسُ: عَنِ الحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ: أَنَّهَا كَانَتْ تُرْضِعُ لأُمِّ سَلَمَةَ.
قَالَ المَدَائِنِيُّ: قَالَ الحَسَنُ:
كَانَ أَبِي وَأُمِّي لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ، فَتَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، فَسَاقَ أَبِي وَأُمِّي فِي مَهْرِهَا، فَأَعْتَقَتْنَا السَّلَمِيَّةُ.
يُوْنُسُ: عَنِ الحَسَنِ، قَالَ لِي الحَجَّاجُ: مَا أَمَدُكَ يَا حَسَنُ؟
قُلْتُ: سَنَتَانِ مِنْ خِلاَفَةِ عُمَرَ.
وَكَانَ سَيِّدَ أَهْلِ زَمَانِهِ عِلْماً وَعَمَلاً.
قَالَ مُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ: كَانَ أَبِي يَقُوْلُ: الحَسَنُ شَيْخُ أَهْلِ البَصْرَةِ.
وَرُوِيَ أَنَّ ثَدْيَ أُمِّ سَلَمَةَ دَرَّ عَلَيْهِ، وَرَضِعَهَا غَيْرَ مَرَّةٍ.
رَأَى: عُثْمَانَ، وَطَلْحَةَ، وَالكِبَارَ.
وَرَوَى عَنْ: عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ، وَالمُغِيْرَةِ بنِ شُعْبَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سَمُرَةَ، وَسَمُرَةَ بنِ جُنْدَبٍ، وَأَبِي بَكْرَةَ الثَّقَفِيِّ، وَالنُّعْمَانِ بنِ بَشِيْرٍ، وَجَابِرٍ، وَجُنْدُبٍ البَجَلِيِّ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَمْرِو بنِ تَغْلِبٍ، وَمَعْقِلِ بنِ يَسَارٍ، وَالأَسْوَدِ بنِ سَرِيْعٍ، وَأَنَسٍ، وَخَلْقٍ مِنَ الصَّحَابَةِ.
وَقَرَأَ القُرْآنَ عَلَى: حِطَّانَ بنِ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيِّ.
وَرَوَى عَنْ: خَلْقٍ مِنَ التَّابِعِيْنَ.
وَعَنْهُ: أَيُّوْبُ، وَشَيْبَانُ النَّحْوِيُّ، وَيُوْنُسُ بنُ عُبَيْدٍ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ، وَثَابِتٌ البُنَانِيُّ، وَمَالِكُ بنُ دِيْنَارٍ، وَهِشَامُ بنُ حَسَّانٍ، وَجَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ، وَالرَّبِيْعُ بنُ صَبِيْحٍ، وَيَزِيْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ التُّسْتَرِيُّ، وَمُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ، وَأَبَانُ بنُ يَزِيْدَ العَطَّارُ، وَقُرَّةُ بنُ خَالِدٍ، وَحَزْمٌ القُطَعِيُّ، وَسَلاَّمُ بنُ مِسْكِيْنٍ، وَشُمَيْطُ بنُ عَجْلاَنَ، وَصَالِحٌ أَبُو عَامِرٍ الخَزَّازُ، وَعَبَّادُ بنُ رَاشِدٍ، وَأَبُو حَرِيْزٍ عَبْدُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ قَاضِي سِجِسْتَانَ، وَمُعَاوِيَةُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ الضَّالُّ، وَوَاصِلٌ أَبُو حَرَّةَ الرَّقَاشِيُّ، وَهِشَامُ بنُ زِيَادٍ، وَشَبِيْبُ بنُ شَيْبَةَ، وَأَشْعَثُ بنُ بِرَازٍ، وَأَشْعَثُ بنُ جَابِرٍ الحُدَّانِيُّ، وَأَشْعَثُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الحُمْرَانِيُّ، وَأَشْعَثُ بنُ سَوَّارٍ، وَأَبُو الأَشْهَبِ، وَأُمَمٌ سِوَاهُمْ.وَقَدْ رَوَى بِالإِرسَالِ عَنْ طَائِفَةٍ: كَعَلِيٍّ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُمَا، وَلاَ مِنْ أَبِي مُوْسَى، وَلاَ مِنِ ابْنِ سَرِيْعٍ، وَلاَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، وَلاَ مِنْ عَمْرِو بنِ تَغْلِبٍ، وَلاَ مِنْ عِمْرَانَ، وَلاَ مِنْ أَبِي بَرْزَةَ، وَلاَ مِنْ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ، وَلاَ مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَلاَ مِنْ عُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ، وَلاَ مِنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ، وَلاَ مِنْ أَبِي بَكْرَةَ، وَلاَ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَلاَ مِنْ جَابِرٍ، وَلاَ مِنْ أَبِي سَعِيْدٍ.
قَالَهُ: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ.
وَقَالَ البُخَارِيُّ: لَمْ يُعْرَفْ لِلْحَسَنِ سَمَاعٌ مِنْ دَغْفَلٍ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: لَمْ يَسْمَعْ مِنْ سَلَمَةَ بنِ المُحَبِّقِ، وَلاَ مِنَ العَبَّاسِ، وَلاَ مِنْ أُبَيٍّ.
قَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: قُلْتُ لابْنِ المَدِيْنِيِّ: يُقَالُ عَنِ الحَسَنِ: أَخَذْتُ
بِحُجْزَةِ سَبْعِيْنَ بَدْرِيّاً.فَقَالَ: هَذَا بَاطِلٌ، أَحْصَيْتُ أَهْلَ بَدْرٍ الَّذِيْنَ يُرْوَى عَنْهُم، فَلَمْ يَبْلُغُوا خَمْسِيْنَ، مِنْهُم مِنَ المُهَاجِرِيْنَ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُوْنَ.
وَقَالَ شُعَيْبُ بنُ الحَبْحَابِ، عَنْهُ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ يُصَبُّ عَلَيْهِ مِنْ إِبْرِيْقٍ.
وَقَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: أَحَادِيْثُهُ عَنْ سَمُرَةَ، سَمِعْنَا أَنَّهَا كِتَابٌ.
قُلْتُ: قَدْ صَحَّ سَمَاعُهُ فِي حَدِيْثِ العَقِيْقَةِ، وَفِي حَدِيْثِ النَّهْيِ عَنْ المُثْلَةِ مِنْ سَمُرَةَ.
وَقَالَ قَتَادَةُ: مَا شَافَهَ الحَسَنُ بَدْرِيّاً بِحَدِيْثٍ.
قَالَ يَحْيَى القَطَّانُ فِي أَحَادِيْثِ سَمُرَةَ رِوَايَةَ الحَسَنِ: سَمِعْنَا أَنَّهَا مِنْ كِتَابِ مَعْنٍ القَزَّازِ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو: سَمِعْتُ الحَسَنَ يَقُوْلُ:
سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُوْلُ: الوُضُوْءُ مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ.
فَقَالَ الحَسَنُ: لاَ أَدَعُهُ أَبَداً.
مُسْلِمٌ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلاَلٍ، سَمِعْتُ الحَسَنَ يَقُوْلُ:كَانَ مُوْسَى نَبِيُّ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لاَ يَغْتَسِلُ إِلاَّ مُسْتَتِراً.
فَقَالَ لَهُ ابْنُ بُرَيْدَةَ: مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا؟
قَالَ: مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
قَالَ يُوْنُسُ، وَعَلِيُّ بنُ جُدْعَانَ: لَمْ يَسْمَعِ الحَسَنُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
هَمَّامٌ: عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ:
سَمِعْتُ عُثْمَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- يَقُوْلُ فِي خُطْبَتِهِ - أُرَاهُ قَالَ -: اقْتُلُوا الكِلاَبَ وَالحَمَامَ.
شُعَيْبُ بنُ الحَبْحَابِ: عَنِ الحَسَنِ:
شَهِدْتُ عُثْمَانَ جُمَعاً تِبَاعاً يَأْمُرُ بِذَبْحِ الحَمَامِ وَقَتْلِ الكِلاَبِ.
عَفَّانُ: حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ، وَآخَرُ، عَنِ الحَسَنِ، بِمِثْلِهِ.
بَهْزُ بنُ أَسَدٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ زِيَادٍ، عَنْ يُوْنُسَ، عَنِ الحَسَنِ، قَالَ:
رَأَيْتُ عُثْمَانَ نَائِماً فِي المَسْجِدِ حَتَّى جَاءهُ المُؤَذِّنُ، فَقَامَ، فَرَأَيْتُ أَثَرَ الحَصَى عَلَى جَنْبِهِ.
حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: عَنْ أَيُّوْبَ، سَمِعْتُ الحَسَنَ يَقُوْلُ:
خَرَجَ عَلَيْنَا عُثْمَانُ، فَكَانَ بَيْنَهُم تَخْلِيْطٌ، فَتَرَامَوْا بِالحَصْبَاءِ.
وَعَنْ أَبِي مُوْسَى، عَنِ الحَسَنِ، قَالَ:
شَهِدْتُ عُثْمَانَ يَوْمَ الجُمُعَةِ قَامَ يَخْطُبُ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: أَنْشُدُكَ كِتَابَ اللهِ.
فَقَالَ عُثْمَانُ: اجْلِسْ، أَمَا لِكِتَابِ اللهِ مُنْشِدٌ غَيْرَكَ؟!
قَالَ: فَجَلَسَ، ثُمَّ قَامَ - أَوْ قَامَ رَجُلٌ غَيْرُهُ - فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ، فَقَالَ لَهُ: اجْلِسْ، أَمَا لِكِتَابِ اللهِ مُنْشِدٌ غَيْرَكَ.
فَأَبَى أَنْ يَجْلِسَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ الشُّرَطَ لِيُجْلِسُوْهُ، فَقَامَ النَّاسُ، فَحَالُوا بَيْنَهُم وَبَيْنَهُ، ثُمَّ تَرَامَوْا بِالبَطْحَاءِ حَتَّى يَقُوْلَ القَائِلُ: مَا أَكَادُ أَرَى السَّمَاءَ مِنَ البَطْحَاءِ.
فَنَزَلَ عَنْ مِنْبَرِهِ، وَدَخَلَ دَارَهُ، وَلَمْ يُصَلِّ الجُمُعَةَ يَوْمَئِذٍ.مُسْلِمٌ: حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيْلٍ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ، قَالَ:
خَرَجَ عُثْمَانُ، فَقَامَ يَخْطُبُ ... ، فَذَكَرَ بَعْضَ حَدِيْثِ أَبِي مُوْسَى.
سُلَيْمُ بنُ أَخْضَرَ: عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، أَنْبَأَنَا الحَسَنُ، قَالَ:
كَانَ عُثْمَانُ يَوْماً يَخْطُبُ، فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنَّا نَسْأَلُكَ كِتَابَ اللهِ ... ، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَهُ.
فَحَصَبُوْهُ، فَحَصَبُوا الَّذِيْنَ حَصَبُوْهُ، ثُمَّ تَحَاصَبُ القَوْمُ -وَاللهِ- فَأُنْزِلَ الشَّيْخُ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ، مَا كَادَ أَنَّ يُقِيْمَ عُنُقَهُ حَتَّى أُدْخِلَ الدَّارَ، فَقَالَ:
لَوْ جِئْتُمْ بِأُمِّ المُؤْمِنِيْنَ، عَسَى أَنْ يَكُفُّوا عَنْهُ.
قَالَ: فَجَاؤُوا بِأُمِّ حَبِيْبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ، فَنَظَرْتُ إِلَيْهَا وَهِيَ عَلَى بَغْلَةٍ بَيْضَاءَ فِي مِحَفَّةٍ، فَلَمَّا جَاؤُوا بِهَا إِلَى الدَّارِ، صَرَفُوا وَجْهَ البَغْلَةِ حَتَّى رَدُّوْهَا.
حُرَيْثُ بنُ السَّائِبِ: حَدَّثَنَا الحَسَنُ، قَالَ:
كُنْتُ أَدْخُلُ بُيُوْتَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي خِلاَفَةِ عُثْمَانَ أَتَنَاوَلُ سَقْفَهَا بِيَدِي، وَأَنَا غُلاَمٌ مُحْتَلِمٌ يَوْمَئِذٍ.
ضَمْرَةُ: عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، قَالَ:
قَالَ الحَسَنُ: كُنْتُ يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ ابْنَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً.
ثُمَّ قَالَ الحَسَنُ: لَوْلاَ النِّسْيَانُ، كَانَ العِلْمُ كَثِيْراً.
حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: عَنْ أَيُّوْبَ، عَنِ الحَسَنِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُثْمَانَ بنِ أَبِي العَاصِ.
جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ: حَدَّثَنَا الحَسَنُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ تَغْلِبٍ، مَرْفُوْعاً: (تُقَاتِلُوْنَ قَوْماً يَنْتَعِلُوْنَ الشَّعْرَ ) .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، وَيُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ، قَالاَ:
أَنْبَأَنَا
مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، أَنْبَأَنَا سَعِيْدُ بنُ البَنَّاءِ، أَنْبَأَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ البُسْرِيِّ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بنُ فَرُّوْخٍ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، قَالَ:كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْطُبُ يَوْمَ الجُمُعَةِ إِلَى جَنْبِ خَشَبَةٍ؛ يُسْنِدُ ظَهْرَهُ إِلَيْهَا، فَلَمَّا كَثُرَ النَّاسُ، قَالَ: (ابْنُوا لِي مِنْبَراً لَهُ عَتَبَتَانِ) .
فَلَمَّا قَامَ عَلَى المِنْبَرِ يَخْطُبُ، حَنَّتِ الخَشَبَةُ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
قَالَ: وَأَنَا فِي المَسْجِدِ، فَسَمِعْتُ الخَشَبَةَ تَحِنُّ حَنِيْنَ الوَالِهِ، فَمَا زَالَتْ تَحِنُّ حَتَّى نَزَلَ إِلَيْهَا، فَاحْتَضَنَهَا، فَسَكَنَتْ.
وَكَانَ الحَسَنُ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الحَدِيْثِ، بَكَى، ثُمَّ قَالَ: يَا عِبَادَ اللهِ، الخَشَبَةُ تَحِنُّ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شَوْقاً إِلَيْهِ، فَأَنْتُم أَحَقُّ أَنْ تَشْتَاقُوا إِلَى لِقَائِهِ.
هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنٌ، غَرِيْبٌ، مَا وَقَعَ لِي مِنْ رِوَايَةِ الحَسَنِ أَعْلَى مِنْهُ، سِوَى حَدِيْثٍ آخَرَ، سَأَسُوْقُهُ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ الهَمْدَانِيُّ، أَنْبَأَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ الكَاتِبُ، أَنْبَأَنَا الأُرْمَوِيُّ، وَمُحَمَّدٌ الطَّرَائِفِيُّ، وَأَبُو غَالِبٍ بنُ الدَّايَةِ، قَالُوا:
أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ بنُ المُسْلِمَةِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الفَضْلِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بنُ فَرُّوْخٍ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ:
حَدَّثَنَا الحَسَنُ فِي هَذِهِ الآيَةِ: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ}
[الجَاثِيَةُ: 23] ، قَالَ: هُوَ المُنَافِقُ، لاَ يَهْوَى شَيْئاً إِلاَّ رَكِبَهُ.أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ الحُبَابِ الكَاتِبُ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ مُخْتَارٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَنْبَأَنَا القَاسِمُ بنُ الفَضْلِ، وَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ الفَرَّاءِ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُدَامَةَ، أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ الإِبَرِيَّةُ، وَتَجَنِّي الوَهْبَانِيَّةُ، قَالَتَا:
أَخْبَرَنَا طِرَادٌ الزَّيْنَبِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا هِلاَلُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَفَّارُ، أَنْبَأَنَا الحُسَيْنُ بنُ يَحْيَى القَطَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ، حَدَّثَنَا حَزْمٌ القُطَعِيُّ، سَمِعْتُ الحَسَنَ يَقُوْلُ:
بَلَغَنَا أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (رَحِمَ اللهُ عَبْداً تَكَلَّمَ فَغَنِمَ، أَوْ سَكَتَ فَسَلِمَ ) .
وَبِهِ: حَدَّثَنَا حَزْمٌ، قَالَ:
رَأَيْتُ الحَسَنَ قَدِمَ مَكَّةَ، فَقَامَ خَلْفَ المَقَامِ، فَصَلَّى، فَجَاءَ عَطَاءٌ، وَطَاوُوْسٌ، وَمُجَاهِدٌ، وَعَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ، فَجَلَسُوا إِلَيْهِ.
هَذَا أَعْلَى مَا يَقَعُ لَنَا عَنِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ -رَحِمَهُ اللهُ-.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: لَمْ يَسْمَعِ الحَسَنُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
قِيْلَ لَهُ: فَفِي بَعْضِ الحَدِيْثِ: حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ!
قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
مُوْسَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ: حَدَّثَنَا رَبِيْعَةُ بنُ كُلْثُوْمٍ، عَنِ الحَسَنِ، قَالَ:
نَبَّأَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ:
عَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثَلاَثاً: الغُسْلُ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَالوِتْرُ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ، وَصِيَامُ ثَلاَثَةٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ.
رَبِيْعَةُ: صَدُوْقٌ، خَرَّجَ لَهُ مُسْلِمٌ.
الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ: عَنْ سَالِمٍ الخَيَّاطِ، سَمِعْتُ الحَسَنَ، وَابْنَ سِيْرِيْنَ يَقُوْلاَنِ:سَمِعْنَا أَبَا هُرَيْرَةَ ... ، فَذَكَرَ حَدِيْثاً.
سَالِمٌ: وَاهٍ.
وَالحَسَنُ - مَعَ جَلاَلَتِهِ -: فَهُوَ مُدَلِّسٌ، وَمَرَاسِيْلُهُ لَيْسَتْ بِذَاكَ، وَلَمْ يَطْلُبِ الحَدِيْثَ فِي صِبَاهُ، وَكَانَ كَثِيْرَ الجِهَادِ، وَصَارَ كَاتِباً لأَمِيْرِ خُرَاسَانَ الرَّبِيْعِ بنِ زِيَادٍ.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ: كَانَ الحَسَنُ يَغْزُو، وَكَانَ مُفْتِيَ البَصْرَةِ جَابِرُ بنُ زَيْدٍ أَبُو الشَّعْثَاءِ، ثُمَّ جَاءَ الحَسَنُ، فَكَانَ يُفْتِي.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ : كَانَ الحَسَنُ -رَحِمَهُ اللهُ- جَامِعاً، عَالِماً، رَفِيْعاً، فَقِيْهاً، ثِقَةً، حُجَّةً، مَأْمُوْناً، عَابِداً، نَاسِكاً، كَثِيْرَ العِلْمِ، فَصِيْحاً، جَمِيْلاً، وَسِيْماً، وَمَا أَرْسَلَهُ فَلَيْسَ بِحُجَّةٍ.
الأَصْمَعِيُّ: عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
مَا رَأَيْتُ زَنْداً أَعْرَضَ مِنْ زَنْدِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ، كَانَ عَرْضُهُ شِبْراً.
قُلْتُ: كَانَ رَجُلاً تَامَّ الشَّكْلِ، مَلِيْحَ الصُّوْرَةِ، بَهِيّاً، وَكَانَ مِنَ الشُّجْعَانِ المَوْصُوْفِيْنَ.
ضَمْرَةُ بنُ رَبِيْعَةَ: عَنِ الأَصْبَغِ بنِ زَيْدٍ، سَمِعَ العَوَّامَ بنَ حَوْشَبٍ، قَالَ: مَا أُشَبِّهُ الحَسَنَ إِلاَّ بِنَبِيٍّ.
وَعَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَشْبَهَ بِأَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْهُ.
حُمَيْدُ بنُ هِلاَلٍ: قَالَ لَنَا أَبُو قَتَادَةَ:الْزَمُوا هَذَا الشَّيْخَ، فَمَا رَأَيْتُ أَحَداً أَشْبَهَ رَأْياً بِعُمَرَ مِنْهُ -يَعْنِي: الحَسَنَ -.
وَعَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَلُوا الحَسَنَ، فَإِنَّهُ حَفِظَ وَنَسِيْنَا.
وَقَالَ مَطَرٌ الوَرَّاقُ: لَمَّا ظَهَرَ الحَسَنُ، جَاءَ كَأَنَّمَا كَانَ فِي الآخِرَةِ، فَهُوَ يُخْبِرُ عَمَّا عَايَنَ.
مُجَالِدٌ: عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ الَّذِي كَانَ أَسْوَدَ مِنَ الحَسَنِ.
عَنْ أَمَةِ الحَكَمِ، قَالَتْ: كَانَ الحَسَنُ يَجِيْءُ إِلَى حِطَّانَ الرَّقَاشِيِّ، فَمَا رَأَيْتُ شَابّاً قَطُّ كَانَ أَحْسَنَ وَجْهاً مِنْهُ!
وَعَنْ جُرْثُوْمَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ الحَسَنَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ.
أَبُو هِلاَلٍ: رَأَيْتُ الحَسَنَ يُغَيِّرُ بِالصُّفْرَةِ.
وَقَالَ عَارِمٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ الحَسَنَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ.
وَقَالَ قَتَادَةُ: مَا جَمَعْتُ عِلْمَ الحَسَنِ إِلَى أَحَدٍ مِنَ العُلَمَاءِ، إِلاَّ وَجَدْتُ لَهُ فَضْلاً عَلَيْهِ، غَيْرَ أَنَّهُ إِذَا أَشْكَلَ عَلَيْهِ شَيْءٌ، كَتَبَ فِيْهِ إِلَى سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ يَسْأَلُهُ، وَمَا جَالَسْتُ فَقِيْهاً قَطُّ، إِلاَّ رَأَيْتُ فَضْلَ الحَسَنِ.
قَالَ أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ: كَانَ الرَّجُلُ يَجْلِسُ إِلَى الحَسَنِ ثَلاَثَ حِجَجٍ مَا يَسْأَلُهُ عَنِ المَسْأَلَةِ هَيْبَةً لَهُ.
وَقَالَ مُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ: قُلْتُ لِلأَشْعَثِ: قَدْ لَقِيْتَ عَطَاءً وَعِنْدَكَ مَسَائِلُ، أَفَلاَ سَأَلْتَهُ؟!
قَالَ: مَا لَقِيْتُ أَحَداً بَعْدَ الحَسَنِ إِلاَّ صَغُرَ فِي عَيْنِي.
وَقَالَ أَبُو هِلاَلٍ: كُنْتُ عِنْدَ قَتَادَةَ، فَجَاءَ خَبَرٌ بِمَوْتِ الحَسَنِ، فَقُلْتُ:
لَقَدْ كَانَ غَمَسَ فِي العِلْمِ غَمْسَةً.قَالَ قَتَادَةُ: بَلْ نَبَتَ فِيْهِ، وَتَحَقَّبَهُ، وَتَشَرَّبَهُ، وَاللهِ لاَ يُبْغِضُهُ إِلاَّ حَرُوْرِيٌّ.
مُحَمَّدُ بنُ سَلاَّمٍ الجُمَحِيُّ: عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ:
يُقَالُ: مَا خَلَتِ الأَرْضُ قَطُّ مِنْ سَبْعَةِ رَهْطٍ، بِهِم يُسْقَوْنَ، وَبِهِم يُدْفَعُ عَنْهُم، وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَكُوْنَ الحَسَنُ أَحَدَ السَّبْعَةِ.
قَالَ قَتَادَةُ: مَا كَانَ أَحَدٌ أَكْمَلَ مُرُوْءةً مِنَ الحَسَنِ.
وَقَالَ حُمَيْدٌ، وَيُوْنُسُ: مَا رَأَيْنَا أَحَداً أَكْمَلَ مُرُوْءةً مِنَ الحَسَنِ.
وَعَنْ عَلِيِّ بنِ يَزِيْدَ، قَالَ:
سَمِعْتُ مِنِ ابْنِ المُسَيِّبِ، وَعُرْوَةَ، وَالقَاسِمِ، وَغَيْرِهِم: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ الحَسَنِ، وَلَوْ أَدْرَكَ الصَّحَابَةَ وَلَهُ مِثْلُ أَسْنَانِهِم، مَا تَقَدَّمُوْهُ.
حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: عَنْ حَجَّاجِ بنِ أَرْطَاةَ:
سَأَلْتُ عَطَاءً عَنِ القِرَاءةِ عَلَى الجَنَازَةِ، قَالَ: مَا سَمِعْنَا وَلاَ عِلَمْنَا أَنَّهُ يُقْرَأُ عَلَيْهَا.
قُلْتُ: إِنَّ الحَسَنَ يَقُوْلُ: يُقْرَأُ عَلَيْهَا.
قَالَ عَطَاءٌ: عَلَيْكَ بِذَاكَ، ذَاكَ إِمَامٌ ضَخْمٌ يُقْتَدَى بِهِ.
وَقَالَ يُوْنُسُ بنُ عُبَيْدٍ: أَمَّا أَنَا، فَإِنِّي لَمْ أَرَ أَحَداً أَقْرَبَ قَوْلاً مِنْ فِعْلٍ مِنَ الحَسَنِ.
أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ: عَنِ الرَّبِيْعِ بنِ أَنَسٍ، قَالَ: اخْتَلَفْتُ إِلَى الحَسَنِ
عَشْرَ سِنِيْنَ أَوْ مَا شَاءَ اللهُ، فَلَيْسَ مِنْ يَوْمٍ إِلاَّ أَسْمَعُ مِنْهُ مَا لَمْ أَسْمَعْ قَبْلَ ذَلِكَ.مُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ: حَدَّثَنَا سَلاَّمُ بنُ مِسْكِيْنٍ: رَأَيْتُ عَلَى الحَسَنِ قَبَاءً مِثْلَ الذَّهَبِ يَتَأَلَّقُ.
وَقَالَ ابْنُ عُلَيَّةَ: عَنْ يُوْنُسَ:
كَانَ الحَسَنُ يَلْبَسُ فِي الشِّتَاءِ: قَبَاءً حِبَرَةً، وَطَيْلَسَاناً كُرْدِيّاً، وَعِمَامَةً سَوْدَاءَ، وَفِي الصِّيفِ: إِزَارَ كَتَّانٍ، وَقَمِيْصاً، وَبُرْداً حِبَرَةً.
وَرَوَى: حَوْشَبٌ، عَنِ الحَسَنِ، قَالَ: المُؤْمِنُ يُدَارِي دِيْنَهُ بِالثِّيَابِ.
يُوْنُسُ: عَنِ الحَسَنِ: أَنَّهُ كَانَ مِنْ رُؤُوْسِ العُلَمَاءِ فِي الفِتَنِ وَالدِّمَاءِ وَالفُرُوْجِ.
وَقَالَ عَوْفٌ: مَا رَأَيْتُ رَجُلاً أَعْلَمَ بِطَرِيْقِ الجَنَّةِ مِنَ الحَسَنِ.
حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: عَنْ يَزِيْدَ بنِ حَازِمٍ، قَالَ:
قَامَ الحَسَنُ مِنَ الجَامِعِ، فَاتَّبَعَهُ نَاسٌ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِم، وَقَالَ: إِنَّ خَفْقَ النِّعَالِ حَوْلَ الرِّجَالِ قَلَّمَا يُلْبِثُ الحَمْقَى.
وَرَوَى: حَوْشَبٌ، عَنِ الحَسَنِ، قَالَ:
يَا ابْنَ آدَمَ، وَاللهِ إِنْ قَرَأْتَ القُرْآنَ ثُمَّ آمَنْتَ بِهِ، لَيَطُوْلَنَّ فِي الدُّنْيَا حُزْنُكَ، وَلَيَشْتَدَّنَّ فِي الدُّنْيَا خَوْفُكَ، وَلَيَكْثُرَنَّ فِي الدُّنْيَا بُكَاؤُكَ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عِيْسَى اليَشْكُرِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَطْوَلَ حُزْناً مِنَ الحَسَنِ، مَا رَأَيْتُهُ إِلاَّ حَسِبْتُهُ حَدِيْثَ عَهْدٍ بِمُصِيْبَةٍ.
الثَّوْرِيُّ: عَنْ عِمْرَانَ القَصِيْرِ، قَالَ:سَأَلْتُ الحَسَن عَنْ شَيْءٍ، فَقُلْتُ: إِنَّ الفُقَهَاءَ يَقُوْلُوْنَ كَذَا وَكَذَا.
فَقَالَ: وَهَلْ رَأَيْتَ فَقِيْهاً بِعَيْنِكَ! إِنَّمَا الفَقِيْهُ: الزَّاهِدُ فِي الدُّنْيَا، البَصِيْرُ بِدِيْنِهِ، المُدَاوِمُ عَلَى عِبَادَةِ رَبِّهِ.
عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَبْدِ الوَارِثِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ ذَكْوَانَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ صَفْوَانَ، قَالَ:
لَقِيْتُ مَسْلَمَةَ بنَ عَبْدِ المَلِكِ، فَقَالَ: يَا خَالِدُ، أَخْبِرْنِي عَنْ حَسَنِ أَهْلِ البَصْرَةِ؟
قُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللهُ، أُخْبِرُكَ عَنْهُ بِعِلْمٍ، أَنَا جَارُهُ إِلَى جَنْبِهِ، وَجَلِيْسُهُ فِي مَجْلِسِهِ، وَأَعْلَمُ مَنْ قِبَلِي بِهِ: أَشْبَهُ النَّاسِ سَرِيْرَةً بِعَلاَنِيَةٍ، وَأَشْبَهُهُ قَوْلاً بِفِعْلٍ، إِنْ قَعَدَ عَلَى أَمْرٍ، قَامَ بِهِ، وَإِنْ قَامَ عَلَى أَمْرٍ، قَعَدَ عَلَيْهِ، وَإِنْ أَمَرَ بِأَمْرٍ، كَانَ أَعْمَلَ النَّاسِ بِهِ، وَإِنْ نَهَى عَنْ شَيْءٍ، كَانَ أَتْرَكَ النَّاسِ لَهُ، رَأَيْتُهُ مُسْتَغْنِياً عَنِ النَّاسِ، وَرَأَيْتُ النَّاسَ مُحْتَاجِيْنَ إِلَيْهِ.
قَالَ: حَسْبُكَ، كَيْفَ يَضِلُّ قَوْمٌ هَذَا فِيْهِم ؟
هِشَامُ بنُ حَسَّانٍ: سَمِعْتُ الحَسَنَ يَحْلِفُ بِاللهِ: مَا أَعَزَّ أَحَدٌ الدِّرْهَمَ إِلاَّ أَذَلَّهُ اللهُ.
وَقَالَ حَزْمُ بنُ أَبِي حَزْمٍ: سَمِعْتُ الحَسَنَ يَقُوْلُ:
بِئْسَ الرَّفِيْقَانِ: الدِّيْنَارُ وَالدِّرْهَمُ، لاَ يَنْفَعَانِكَ حَتَّى يُفَارِقَاكَ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: كُلُّ شَيْءٍ: قَالَ الحَسَنُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَجَدْتَ لَهُ أَصْلاً ثَابِتاً، مَا خَلاَ أَرْبَعَةِ أَحَادِيْثَ.
رَوْحُ بنُ عُبَادَةَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ الأَسْوَدُ، قَالَ:تَمَنَّى رَجُلٌ، فَقَالَ: لَيْتَنِي بِزُهْدِ الحَسَنِ، وَوَرَعِ ابْنِ سِيْرِيْنَ، وَعِبَادَةِ عَامِرِ بنِ عَبْدِ قَيْسٍ، وَفِقْهِ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، وَذِكْرِ مُطَرِّفِ بنِ الشِّخِّيْرِ بِشَيْءٍ.
قَالَ: فَنَظَرُوا فِي ذَلِكَ، فَوَجَدُوْهُ كُلَّهُ كَامِلاً فِي الحَسَنِ.
عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ: عَنِ الفُضَيْلِ أَبِي مُحَمَّدٍ:
سَمِعْتُ الحَسَنَ يَقُوْلُ: أَنَا يَوْمَ الدَّارِ ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً، جَمَعْتُ القُرْآنَ، أَنْظُرُ إِلَى طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ.
الفُضَيْلُ: لاَ يُعْرَفُ.
يَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ التَّبُوْذَكِيَّ يَقُوْلُ: حَفِظْتُ عَنِ الحَسَنِ ثَمَانِيَةَ آلاَفِ مَسْأَلَةٍ.
وَقَالَ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ، قَالَ:
رَأَيْتُ سَعِيْدَ بنَ المُسَيِّبِ، وَعُرْوَةَ، وَالقَاسِمَ فِي آخَرِيْنَ، مَا رَأَيْتُ مِثْلَ الحَسَنِ!
وَقَالَ جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ: عَنْ حُمَيْدِ بنِ هِلاَلٍ:
قَالَ لَنَا أَبُو قَتَادَةَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَشْبَهَ رَأْياً بِعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ مِنْهُ -يَعْنِي: الحَسَنَ -.
ابْنُ المُبَارَكِ: عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ:
دَخَلْنَا عَلَى الحَسَنِ وَهُوَ نَائِمٌ، وَعِنْدَ رَأْسِهِ سَلَّةٌ، فَجَذَبْنَاهَا، فَإِذَا خُبْزٌ وَفَاكِهَةٌ، فَجَعَلْنَا نَأْكُلُ، فَانْتَبَهَ، فَرَآنَا، فَسَرَّهُ، فَتَبَسَّمَ، وَهُوَ يَقْرَأُ: {أَوْ صَدِيْقِكُم} لاَ جُنَاحَ عَلَيْكُم.
حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: سَمِعْتُ أَيُّوْبَ يَقُوْلُ:
كَانَ الحَسَنُ يَتَكَلَّمُ بِكَلاَمٍ كَأَنَّهُ الدُّرُّ، فَتَكَلَّمَ قَوْمٌ مِنْ بَعْدِهِ بِكَلاَمٍ يَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِم كَأَنَّهُ القَيْءُ.
وَقَالَ السَّرِيُّ بنُ يَحْيَى: كَانَ الحَسَنُ يَصُوْمُ: البِيْضَ، وَأَشْهُرَ الحُرُمِ، وَالاثْنَيْنَ، وَالخَمِيْسَ.يُوْنُسُ بنُ عُبَيْدٍ: عَنِ الحَسَنِ، قَالَ:
كُنَّا نُعَارِي أَصْحَابَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
غَالِبٌ القَطَّانُ: عَنْ بَكْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ المُزَنِيِّ، قَالَ:
مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَفْقَهِ مَنْ رَأَيْنَا، فَلْيَنْظُرْ إِلَى الحَسَنِ.
وَقَالَ قَتَادَةُ: كَانَ الحَسَنُ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِالحَلاَلِ وَالحَرَامِ.
رَوَى: أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ:
لَمْ يَحُجَّ الحَسَنُ إِلاَّ حَجَّتَيْنِ، وَكَانَ يَكُوْنُ بِخُرَاسَانَ! وَكَانَ يُرَافِقُ مِثْلَ قَطَرِيِّ بنِ الفُجَاءةِ، وَالمُهَلَّبِ بنِ أَبِي صُفْرَةَ، وَكَانَ مِنَ الشُّجْعَانِ.
قَالَ هِشَامُ بنُ حَسَّانٍ: كَانَ الحَسَنُ أَشْجَعَ أَهْلِ زَمَانِهِ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو بنُ العَلاَءِ: مَا رَأَيْتُ أَفْصَحَ مِنَ الحَسَنِ، وَالحَجَّاجِ.
فُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ: عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الحَسَنِ، قَالَ:
مَا حُلِّيَتِ الجَنَّةُ لأُمَّةٍ مَا حُلِّيَتْ لِهَذِهِ الأُمَّةِ، ثُمَّ لاَ تَرَى لَهَا عَاشِقاً.
أَبُو عُبَيْدَةَ النَّاجِيُّ: عَنِ الحَسَنِ، قَالَ:
ابْنَ آدَمَ، تَرْكُ الخَطِيْئَةِ أَهْوَنُ عَلَيْكَ مِنْ مُعَالَجَةِ التَّوْبَةِ، مَا يُؤْمِنُكَ أَنْ تَكُوْنَ أَصَبْتَ كَبِيْرَةً أُغْلِقَ دُوْنَهَا بَابُ التَّوْبَةِ، فَأَنْتَ فِي غَيْرِ مَعْمَلٍ.
سَلاَّمُ بنُ مِسْكِيْنٍ: عَنِ الحَسَنِ، قَالَ:أَهِيْنُوا الدُّنْيَا، فَوَاللهِ لأَهْنَأُ مَا تَكُوْنُ إِذَا أَهَنْتَهَا.
وَقَالَ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ: كَانَ الحَسَنُ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ، وَكَانَ المُهَلَّبُ إِذَا قَاتَلَ المُشْرِكِيْنَ، يُقَدِّمُهُ.
وَقَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ الأَعْرَابِيِّ فِي (طَبَقَاتِ النُّسَّاكِ) :
كَانَ عَامَّةُ مَنْ ذَكَرْنَا مِنَ النُّسَّاكِ يَأْتُوْنَ الحَسَنَ، وَيَسْمَعُوْنَ كَلاَمَهُ، وَيُذْعِنُوْنَ لَهُ بِالفِقْهِ فِي هَذِهِ المَعَانِي خَاصَّةً، وَكَانَ عَمْرُو بنُ عُبَيْدٍ، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ زَيْدٍ مِنَ المُلاَزِمِيْنَ لَهُ، وَكَانَ لَهُ مَجْلِسٌ خَاصٌّ فِي مَنْزِلِهِ، لاَ يَكَادُ يَتَكَلَّمُ فِيْهِ إِلاَّ فِي مَعَانِي الزُّهْدِ وَالنُّسُكِ وَعُلُوْمِ البَاطِنِ، فَإِنْ سَأَلَهُ إِنْسَانٌ غَيْرَهَا، تَبَرَّمَ بِهِ، وَقَالَ: إِنَّمَا خَلَوْنَا مَعَ إِخْوَانِنَا نَتَذَاكَرُ.
فَأَمَّا حَلْقَتُهُ فِي المَسْجِدِ، فَكَانَ يَمُرُّ فِيْهَا الحَدِيْثُ، وَالفِقْهُ، وَعِلْمُ القُرْآنِ وَاللُّغَةِ، وَسَائِرُ العُلُوْمِ، وَكَانَ رُبَّمَا يُسْأَلُ عَنِ التَّصَوُّفِ، فَيُجِيْبُ، وَكَانَ مِنْهُم مَنْ يَصْحَبُهُ لِلْحَدِيْثِ، وَكَانَ مِنْهُم مَنْ يَصْحَبُهُ لِلْقُرَآنِ وَالبَيَانِ، وَمِنْهُم مَنْ يَصْحَبُهُ لِلْبَلاَغَةِ، وَمِنْهُم مَنْ يَصْحَبُهُ لِلإِخْلاَصِ وَعِلْمِ الخُصُوْصِ، كَعَمْرِو بنِ عُبَيْدٍ، وَأَبِي جَهِيْرٍ، وَعَبْدِ الوَاحِدِ بنِ زَيْدٍ، وَصَالِحٍ المُرِّيِّ، وَشُمَيْطٍ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ النَّاجِيِّ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلاَءِ اشْتُهِرَ بِحَالٍ -يَعْنِي: فِي العِبَادَةِ-.
حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: عَنْ أَيُّوْبَ، قَالَ: كَذَبَ عَلَى الحَسَنِ ضَرْبَانِ مِنْ
النَّاسِ، قَوْمٌ القَدَرُ رَأْيُهُم؛ لِيُنْفِقُوْهُ فِي النَّاسِ بِالحَسَنِ، وَقَوْمٌ فِي صُدُوْرِهِم شَنَآنٌ وَبُغْضٌ لِلْحَسَنِ، وَأَنَا نَازَلْتُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ فِي القَدَرِ حَتَّى خَوَّفْتُهُ بِالسُّلْطَانِ، فَقَالَ: لاَ أَعُوْدُ فِيْهِ بَعْدَ اليَوْمِ، فَلاَ أَعْلَمُ أَحَداً يَسْتَطِيْعُ أَنْ يَعِيْبَ الحَسَنَ إِلاَّ بِهِ، وَقَدْ أَدْرَكْتُ الحَسَنَ -وَاللهِ- وَمَا يَقُوْلُهُ.قَالَ الحَمَّادَانِ: عَنْ يُوْنُسَ، قَالَ: مَا اسْتَخَفَّ الحَسَنَ شَيْءٌ مَا اسْتَخَفَّهُ القَدَرُ.
حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: أَنَّ أَيُّوْبَ، وَحُمَيْداً خَوَّفَا الحَسَنَ بِالسُّلْطَانِ، فَقَالَ لَهُمَا: وَلاَ تَرَيَانِ ذَاكَ؟
قَالاَ: لاَ.
قَالَ: لاَ أَعُوْدُ.
قَالَ حَمَّادٌ: لاَ أَعْلَمُ أَحَداً يَسْتَطِيْعُ أَنْ يَعِيْبَ الحَسَنَ إِلاَّ بِهِ.
وَرَوَى: أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ: أَنَّ الحَسَنَ تَكَلَّمَ فِي القَدَرِ.
رَوَاهُ: مُغِيْرَةُ بنُ مِقْسَمٍ، عَنْهُ.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ: رَجَعَ الحَسَنُ عَنْ قَوْلِهِ فِي القَدَرِ.
حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: عَنْ حُمَيْدٍ:
سَمِعْتُ الحَسَنَ يَقُوْلُ: خَلَقَ اللهُ الشَّيْطَانَ، وَخَلَقَ الخَيْرَ، وَخَلَقَ الشَّرَّ.
فَقَالَ رَجُلٌ: قَاتَلَهُمُ اللهُ، يَكْذِبُوْنَ عَلَى هَذَا الشَّيْخِ.
أَبُو الأَشْهَبِ: سَمِعْتُ الحَسَنَ يَقُوْلُ فِي قَوْلِهِ: {وَحِيْلَ بَيْنَهُم وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُوْنَ} [سَبَأٌ: 54] ، قَالَ: حِيْلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الإِيْمَانِ.
وَقَالَ حَمَّادٌ: عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ: قَرَأْتُ القُرْآنَ كُلَّهُ عَلَى الحَسَنِ، فَفَسَّرَهُ
لِي أَجْمَعَ عَلَى الإِثْبَاتِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِهِ: {كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوْبِ المُجْرِمِيْنَ} [الشُّعَرَاءُ: 200] ، قَالَ: الشِّرْكُ سَلَكَهُ اللهُ فِي قُلُوْبِهِم.حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاءِ، قَالَ:
سَأَلَ الرَّجُلُ الحَسَنَ، فَقَالَ: {وَلاَ يَزَالُوْنَ مُخْتَلِفِيْنَ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ} [هُوْدٌ: 118، 119] ؟
قَالَ: أَهْلُ رَحْمَتِهَ لاَ يَخْتَلِفُوْنَ، وَلِذَلِكَ خَلَقهُم، خَلَقَ هَؤُلاَءِ لِجَنَّتِهِ، وَخَلَقَ هَؤُلاَءِ لِنَارِهِ.
فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيْدٍ، آدَمُ خُلِقَ لِلسَّمَاءِ أَمْ لِلأَرْضِ؟
قَالَ: لِلأَرْضِ خُلِقَ.
قُلْتُ: أَرَأَيْتَ لَوْ اعْتَصَمَ فَلَمْ يَأْكُلْ مِنَ الشَّجَرَةِ؟
قَالَ: لَمْ يَكُنْ بُدٌّ مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا، لأَنَّهُ خُلِقَ لِلأَرْضِ.
فَقُلْتُ: {وَمَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِيْنَ إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ الجَحِيْمِ} [الصَّافَّاتُ: 162، 163] ؟
قَالَ: نَعَمْ، الشَّيَاطِيْنُ لاَ يُضِلُّوْنَ إِلاَّ مَنْ أَحَبَّ اللهُ لَهُ أَنْ يَصْلَى الجَحِيْمَ.
أَبُو هِلاَلٍ مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمٍ: دَخَلْتُ عَلَى الحَسَنِ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَلَمْ يَكُنْ جَمَّعَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيْدٍ، أَمَا جَمَّعْتَ؟
قَالَ: أَرَدْتُ ذَلِكَ، وَلَكِنْ مَنَعَنِي قَضَاءُ اللهِ.
مَنْصُوْرُ بنُ زَاذَانَ: سَأَلْنَا الحَسَنَ عَنِ القُرْآنِ، فَفَسَّرَهُ كُلَّهُ عَلَى الإِثْبَاتِ.
ضَمْرَةُ بنُ رَبِيْعَةَ: عَنْ رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ الحَسَنِ، قَالَ:
مَنْ كَذَّبَ بِالقَدَرِ فَقَدْ كَفَرَ.
حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ:
لَمَّا وَلِيَ الحَسَنُ القَضَاءَ، كَلَّمَنِي
رَجُلٌ أَنْ أُكَلِّمَهُ فِي مَالِ يَتِيْمٍ يُدْفَعُ إِلَيْهِ وَيَضُمُّهُ.فَكَلَّمْتُهُ، فَقَالَ: أَتَعْرِفُ الرَّجُلَ؟
قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: فَدَفَعَهُ إِلَيْهِ.
رَجَاءُ بنُ سَلَمَةَ: عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ - وَقِيْلَ لَهُ فِي الحَسَنِ: وَمَا كَانَ يَنْحَلُ إِلَيْهِ أَهْلُ القَدَرِ؟ - قَالَ:
كَانُوا يَأْتُوْنَ الشَّيْخَ بِكَلاَمٍ مُجْمَلٍ، لَوْ فَسَّرُوْهُ لَهُم، لَسَاءهُم.
ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ: كَلَّمْتُ مَطَراً الوَرَّاقَ فِي بَيْعِ المَصَاحِفِ، فَقَالَ:
قَدْ كَانَ حَبْرَا الأُمَّةِ، أَوْ فَقِيْهَا الأُمَّةِ لاَ يَرَيَانِ بِهِ بَأْساً: الحَسَنُ، وَالشَّعْبِيُّ.
ابْنُ شَوْذَبٍ: عَنْ مَطَرٍ، قَالَ:
دَخَلْنَا عَلَى الحَسَنِ نَعُوْدُهُ، فَمَا كَانَ فِي البَيْتِ شَيْءٌ، لاَ فِرَاشٌ، وَلاَ بِسَاطٌ، وَلاَ وِسَادَةٌ، وَلاَ حَصِيْرٌ، إِلاَّ سَرِيْرٌ مَرْمُوْلٌ هُوَ عَلَيْهِ.
عَبْدُ الرَّزَّاقِ بنُ هَمَّامٍ: عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
وُلِّيَ وَهْبٌ القَضَاءَ زَمَنَ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، فَلَمْ يُحْمَدْ فَهْمُهُ، فَحَدَّثْتُ بِهِ مَعْمَراً، فَتَبَسَّمَ، وَقَالَ: وُلِّيَ الحَسَنُ القَضَاءَ زَمَن عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، فَلَمْ يُحْمَدْ فَهْمُهُ.
وَقَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ الأَعْرَابِيِّ: كَانَ يَجْلِسُ إِلَى الحَسَنِ طَائِفَةٌ مِنْ هَؤُلاَءِ، فَيَتَكَلَّمُ فِي الخُصُوْصِ حَتَّى نَسَبَتْهُ القَدَرِيَّةُ إِلَى الجَبْرِ، وَتَكَلَّمَ فِي الاكْتِسَابِ حَتَّى نَسَبَتْهُ السُّنَّةُ إِلَى القَدَرِ، كُلُّ ذَلِكَ لافْتِنَانِهِ، وَتَفَاوُتِ النَّاسِ
عِنْدَهُ، وَتَفَاوُتِهِمْ فِي الأَخْذِ عَنْهُ، وَهُوَ بَرِيْءٌ مِنَ القَدَرِ، وَمِنْ كُلِّ بِدْعَةٍ.قُلْتُ: وَقَدْ مَرَّ إِثْبَاتُ الحَسَنِ لِلأَقْدَارِ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْهُ، سِوَى حِكَايَةِ أَيُّوْبَ عَنْهُ، فَلَعَلَّهَا هَفْوَةٌ مِنْهُ، وَرَجَعَ عَنْهَا - وَللهِ الحَمْدُ -.
كَمَا نَقَلَ أَحْمَدُ الأَبَّارُ فِي (تَارِيْخِهِ) : حَدَّثَنَا مُؤَمِّلُ بنُ إِهَابٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ، قَالَ:
الخَيْرُ بِقَدَرٍ، وَالشَّرُّ لَيْسَ بِقَدَرٍ.
قُلْتُ: قَدْ رُمِيَ قَتَادَةُ بِالقَدَرِ.
قَالَ غُنْدَرٌ: عَنْ شُعْبَةَ: رَأَيْتُ عَلَى الحَسَنِ عِمَامَةً سَوْدَاءَ.
وَقَالَ سَلاَّمُ بنُ مِسْكِيْنٍ: رَأَيْتُ عَلَى الحَسَنِ طَيْلَسَاناً، كَأَنَّمَا يَجْرِي فِيْهِ المَاءُ، وَخَمِيْصَةً كَأَنَّهَا خَزٌّ.
وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: كَانَ الحَسَنُ يَرْوِي بِالمَعْنَى.
أَيُّوْبُ: قِيْلَ لابْنِ الأَشْعَثِ: إِنَّ سَرَّكَ أَنَّ يُقْتَلُوا حَوْلَكَ كَمَا قُتِلُوا حَوْلَ جَمَلِ عَائِشَةَ، فَأَخْرِجِ الحَسَنَ.
فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَأَكْرَهَهُ.
قَالَ سُلَيْمُ بنُ أَخْضَرَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، قَالُوا لابْنِ الأَشْعَثِ: أَخْرِجِ الحَسَنَ.
قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ بَيْنَ الجِسْرَيْنِ، وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ، فَغَفِلُوا عَنْهُ، فَأَلْقَى نَفْسَهُ فِي نَهْرٍ حَتَّى نَجَا مِنْهُم، وَكَادَ يَهْلِكُ يَوْمَئِذٍ.
وَقَالَ القَاسِمُ الحُدَّانِيُّ: رَأَيْتُ الحَسَنَ قَاعِداً فِي أَصْلِ مِنْبَرِ ابْنِ الأَشْعَثِ.
هِشَامٌ: عَنِ الحَسَنِ، قَالَ:
كَانَ الرَّجُلُ يَطْلُبُ العِلْمَ، فَلاَ يَلْبَثُ أَنْ يَرَى ذَلِكَ فِي تَخَشُّعِهِ، وَزُهْدِهِ، وَلِسَانِهِ، وَبَصَرِهِ.
حَمَّادٌ: سَمِعْتُ ثَابِتاً يَقُوْلُ:لَوْلاَ أَنْ تَصْنَعُوا بِي مَا صَنَعْتُمْ بِالحَسَنِ، حَدَّثْتُكُم أَحَادِيْثَ مُوْنِقَةً.
ثُمَّ قَالَ: مَنَعُوْهُ القَائِلَةَ، مَنَعُوْهُ النَّوْمَ.
حُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ: كَانَ الحَسَنُ يَقُوْلُ:
اصْحَبِ النَّاسَ بِمَا شِئْتَ أَنْ تَصَحَبَهُمْ، فَإِنَّهُم سَيَصْحَبُوْنَكَ بِمِثْلِهِ.
قَالَ أَيُّوْبُ: مَا وَجَدْتُ رِيْحَ مَرْقَةٍ طُبِخَتْ أَطْيَبَ مِنْ رِيْحِ قِدْرِ الحَسَنِ.
وَقَالَ أَبُو هِلاَلٍ: قَلَّمَا دَخَلْنَا عَلَى الحَسَنِ، إِلاَّ وَقَدْ رَأَيْنَا قِدْراً يَفُوْحُ مِنْهَا رِيْحٌ طَيِّبَةٌ.
مُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ: حَدَّثَنَا إِيَاسُ بنُ أَبِي تَمِيْمَةَ:
شَهِدْتُ الحَسَنَ فِي جِنَازَةِ أَبِي رَجَاءٍ عَلَى بَغْلَةٍ، وَالفَرَزْدَقُ إِلَى جَنْبِهِ عَلَى بَعِيْرٍ، فَقَالَ لَهُ الفَرَزْدَقُ: قَدِ اسْتَشْرَفَنَا النَّاسُ، يَقُوْلُوْنَ: خَيْرُ النَّاسِ، وَشَرُّ النَّاسِ.
قَالَ: يَا أَبَا فَرَاسٍ، كَمْ مِنْ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ خَيْرٌ مِنِّي، وَكَمْ مِنْ شَيْخٍ مُشْرِكٍ أَنْتَ خَيْرٌ مِنْهُ، مَا أَعْدَدْتَ لِلْمَوْتِ؟
قَالَ: شَهَادَةَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ.
قَالَ: إِنَّ مَعَهَا شُرُوْطاً، فَإِيَّاكَ وَقَذْفَ المُحْصَنَةِ.
قَالَ: هَلْ مِنْ تَوْبَةٍ؟
قَالَ: نَعَمْ.
ضَمْرَةُ: عَنْ أَصْبَغَ بنِ زَيْدٍ، قَالَ: مَاتَ الحَسَنُ، وَتَرَكَ كُتُباً فِيْهَا عِلْمٌ.
مُوْسَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بنُ الحُصَيْنِ البَاهِلِيُّ، قَالَ:
بَعَثْتُ إِلَى عَبْدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ: ابْعَثْ إِلَيَّ بِكُتُبِ أَبِيْكَ.
فَبَعَثَ إِلَيَّ: أَنَّهُ لَمَّا ثَقُلَ، قَالَ لِي: اجْمَعْهَا لِي، فَجَمَعْتُهَا لَهُ، وَمَا أَدْرِي مَا يَصْنَعُ بِهَا، فَأَتَيْتُ بِهَا، فَقَالَ لِلْخَادِمِ: اسْجُرِي التَّنُّوْرَ.
ثُمَّ أَمَرَ بِهَا، فَأُحْرِقَتْ غَيْرَ صَحِيْفَةٍ وَاحِدَةٍ، فَبَعَثَ بِهَا إِلَيَّ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ كَانَ يَقُوْلُ: ارْوِ مَا فِي هَذِهِ الصَّحِيْفَةِ.
ثُمَّ لَقِيْتُهُ بَعْدُ، فَأَخْبَرَنِي بِهِ مُشَافَهَةً بِمِثْلِ مَا أَدَّى الرَّسُوْلُ.
وَعَنْ عَلْقَمَةَ بنِ مَرْثَدٍ فِي ذِكْرِ الثَّمَانِيَةِ مِنَ التَّابِعِيْنَ، قَالَ:وَأَمَّا الحَسَنُ، فَمَا رَأَيْنَا أَحَداً أَطْوَلَ حُزْناً مِنْهُ، مَا كُنَّا نَرَاهُ إِلاَّ حَدِيْثَ عَهْدٍ بِمُصِيْبَةٍ، ثُمَّ قَالَ: نَضْحَكُ وَلاَ نَدْرِي لَعَلَّ اللهَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى بَعْضِ أَعْمَالِنَا.
وَقَالَ: لاَ أَقْبَلُ مِنْكُم شَيْئاً، وَيَحَكَ يَا ابْنَ آدَمَ! هَلْ لَكَ بِمُحَارِبَةِ اللهِ -يَعْنِي: قُوَّةً-.
وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُ أَقْوَاماً كَانَتِ الدُّنْيَا أَهْوَنَ عَلَى أَحَدِهِمْ مِنَ التُّرَابِ تَحْتَ قَدَمَيْهِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ أَقْوَاماً يُمْسِي أَحَدُهُمْ وَلاَ يَجِدُ عِنْدَهُ إِلاَّ قُوْتاً، فَيَقُوْلُ: لاَ أَجْعَلُ هَذَا كُلَّهُ فِي بَطْنِي.
فَيَتَصَدَّقُ بِبَعْضِهِ، وَلَعَلَّهُ أَجْوَعُ إِلَيْهِ مِمَّنْ يَتَصَدَّقُ بِهِ عَلَيْهِ.
قَالَ أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ: لَوْ رَأَيْتَ الحَسَنَ، لَقُلْتَ: إِنَّكَ لَمْ تُجَالِسْ فَقِيْهاً قَطُّ.
وَعَنِ الأَعْمَشِ، قَالَ: مَا زَالَ الحَسَنُ يَعِي الحِكْمَةَ حَتَّى نَطَقَ بِهَا، وَكَانَ إِذَا ذُكِرَ الحَسَنُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ البَاقِرِ، قَالَ: ذَاكَ الَّذِي يُشْبِهُ كَلاَمُهُ كَلاَمَ الأَنْبِيَاءِ.
صَالِحٌ المُرِّيُّ: عَنِ الحَسَنِ، قَالَ:
ابْنَ آدَمَ، إِنَّمَا أَنْتَ أَيَّامٌ، كُلَّمَا ذَهَبَ يَوْمٌ، ذَهَبَ بَعْضُكَ.
مُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ: سَمِعْتُ الحَسَنَ يَقُوْلُ:
فَضَحَ المَوْتُ الدُّنْيَا، فَلَمْ يَتْرُكْ فِيْهَا لِذِي لُبٍّ فَرَحاً.
وَرَوَى: ثَابِتٌ، عَنْهُ، قَالَ: ضَحِكُ المُؤْمِنِ غَفْلَةٌ مِنْ قَلْبِهِ.
أَبُو نُعَيْمٍ فِي (الحِلْيَةِ ) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الفَضْلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عِصْمَةُ بنُ سُلَيْمَانَ الخَزَّازُ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بنُ جَعْفَرٍ، قَالَ:خَرَجَ الحَسَنُ مِنْ عِنْدِ ابْنِ هُبَيْرَةَ، فَإِذَا هُوَ بِالقُرَّاءِ عَلَى البَابِ، فَقَالَ: مَا يُجْلِسُكُمْ هَا هُنَا، تُرِيْدُوْنَ الدُّخُوْلَ عَلَى هَؤُلاَءِ الخُبَثَاءِ، أَمَا وَاللهِ مَا مُجَالَسَتُهُمْ مُجَالَسَةُ الأَبرَارِ، تَفَرَّقُوا، فَرَّقَ اللهُ بَيْنَ أَرْوَاحِكُم وَأَجَسَادِكُم، قَدْ فَرْطَحْتُم نِعَالَكُم، وَشَمَّرْتُم ثِيَابَكُم، وَجَزَزْتُم شُعُوْرَكُم، فَضَحْتُمُ القُرَّاءَ، فَضَحَكُمُ اللهُ، وَاللهِ لَوْ زَهِدْتُم فِيْمَا عِنْدَهُم، لَرَغِبُوا فِيْمَا عِنْدَكُم، وَلَكِنَّكُم رَغِبْتُم فِيْمَا عِنْدَهُم، فَزَهِدُوا فِيْكُم، أَبْعَدَ اللهُ مَنْ أَبْعَدَ.
وَعَنِ الحَسَنِ، قَالَ: ابْنَ آدَم، السِّكِّيْنُ تُحَدُّ، وَالكَبْشُ يُعْلَفُ، وَالتَّنُّوْرُ يُسْجَرُ.
ابْنُ المُبَارَكِ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بنُ صُبَيْحٍ، عَنِ الحَسَنِ، قَالَ:
المُؤْمِنُ مَنْ عَلِمَ أَنَّ مَا قَالَ اللهُ كَمَا قَالَ، وَالمُؤْمِنُ أَحْسَنُ النَّاسِ عَمَلاً، وَأَشَدُّ النَّاسِ وَجَلاً، فَلَو أَنْفَقَ جَبَلاً مِنْ مَالٍ، مَا أَمِنَ دُوْنَ أَنْ يُعَايِنَ، لاَ يَزْدَادُ صَلاَحاً وَبِرّاً إِلاَّ ازْدَادَ فَرَقاً، وَالمُنَافِقُ يَقُوْلُ: سَوَادُ النَّاسِ كَثِيْرٌ، وَسَيُغْفَرُ لِي، وَلاَ بَأْسَ عَلَيَّ، فَيُسِيْءُ العَمَلَ، وَيَتَمَنَّى عَلَى اللهِ.
الطَّيَالِسِيُّ فِي (المُسْنَدِ ) الَّذِي سَمِعْنَاهُ: حَدَّثَنَا جَسْرٌ أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (مَنْ قَرَأَ يس فِي لَيْلَةٍ الْتِمَاسَ وَجْهِ اللهِ، غُفِرَ لَهُ) .
رَوَاهُ: يُوْنُسُ بنُ عُبَيْدٍ، وَغَيْرُهُ، عَنِ الحَسَنِ.خَالِدُ بنُ خِدَاشٍ: حَدَّثَنَا صَالِحٌ المُرِّيُّ، عَنْ يُوْنُسَ، قَالَ:
لَمَّا حَضَرَتِ الحَسَنَ الوَفَاةُ، جَعَلَ يَسْتَرْجِعُ، فَقَامَ إِلَيْهِ ابْنُهُ، فَقَالَ: يَا أَبَتِ، قَدْ غَمَمْتَنَا، فَهَلْ رَأَيْتَ شَيْئاً؟
قَالَ: هِيَ نَفْسِي، لَمْ أُصَبْ بِمِثْلِهَا.
قَالَ هِشَامُ بنُ حَسَّانٍ: كُنَّا عِنْدَ مُحَمَّدٍ عَشِيَّةَ يَوْمِ الخَمِيْسِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ بَعْدَ العَصْرِ، فَقَالَ: مَاتَ الحَسَنُ.
فَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ، وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ، وَأَمْسَكَ عَنِ الكَلاَمِ، فَمَا تَكَلَّمَ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَأَمْسَكَ القَوْمُ عَنْهُ مِمَّا رَأَوْا مِنْ وَجْدِهِ عَلَيْهِ.
قُلْتُ: وَمَا عَاشَ مُحَمَّدُ بنُ سِيْرِيْنَ بَعْدَ الحَسَنِ إِلاَّ مائَةَ يَوْمٍ.
قَالَ ابْنُ عُلَيَّةَ: مَاتَ الحَسَنُ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ عَشْرٍ وَمائَةٍ.
وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ الحَسَنِ: إِنَّ أَبَاهُ عَاشَ نَحْواً مِنْ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً.
قُلْتُ: مَاتَ فِي أَوَّلِ رَجَبٍ، وَكَانَتْ جَنَازَتُهُ مَشْهُوْدَةً، صَلَّوْا عَلَيْهِ عَقِيْبَ الجُمُعَةِ بِالبَصْرَةِ، فَشَيَّعَهُ الخَلْقُ، وَازْدَحَمُوا عَلَيْهِ، حَتَّى إِنَّ صَلاَةَ العَصْرِ لَمْ تُقَمْ فِي الجَامِعِ.
وَيُرْوَى: أَنَّهُ أُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ إِفَاقَةً، فَقَالَ: لَقَدْ نَبَّهْتُمُوْنِي مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُوْنٍ، وَمَقَامٍ كَرِيْمٍ.
قُلْتُ: اخْتَلَفَ النُّقَّادُ فِي الاحْتِجَاجِ بِنُسْخَةِ الحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ، وَهِيَ نَحْوٌ مِنْ خَمْسِيْنَ حَدِيْثاً، فَقَدْ ثَبَتَ سَمَاعُهُ مِنْ سَمُرَةَ، فَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ حَدِيْثَ العَقِيْقَةِ.
وَقَالَ عَفَّانُ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنِي الحَسَنُ، عَنْ هَيَّاجِ بنِ
عِمْرَانَ البُرْجُمِيِّ:أَنَّ غُلاَماً لَهُ أَبَقَ، فَجَعَلَ عَلَيْهِ إِنْ قَدِرَ عَلَيْهِ أَنْ يَقْطَعَ يَدَهُ، فَلَمَّا قَدِرَ عَلَيْهِ، بَعَثَنِي إِلَى عِمْرَانَ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: أَخْبِرْهُ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَحُثُّ فِي خُطْبَتِهِ عَلَى الصَّدَقَةِ، وَيَنْهَى عَنِ المُثْلَةِ، فَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِيْنِهِ، وَيَتَجَاوَزْ عَنْ غُلاَمِهِ.
قَالَ: وَبَعَثنِي إِلَى سَمُرَةَ، فَقَالَ:
كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَحُثُّ فِي خُطْبَتِهِ عَلَى الصَّدَقَةِ، وَيَنْهَى عَنِ المُثْلَةِ، لِيُكَفِّرْ عَنْ يَمِيْنِهِ، وَيَتَجَاوَزْ عَنْ غُلاَمِهِ.
قَالَ قَائِلٌ: إِنَّمَا أَعْرَضَ أَهْلُ الصَّحِيْحِ عَنْ كَثِيْرٍ مِمَّا يَقُوْلُ فِيْهِ الحَسَنُ عَنْ فُلاَنٍ، وَإِنْ كَانَ مِمَّا قَدْ ثَبَتَ لُقِيُّهُ فِيْهِ لِفُلاَنٍ المُعَيَّنِ، لأَنَّ الحَسَنَ مَعْرُوْفٌ بِالتَّدْلِيْسِ، وَيُدَلِّسُ عَنِ الضُّعَفَاءِ، فَيَبْقَى فِي النَّفْسِ مِنْ ذَلِكَ، فَإِنَّنَا وَإِنْ ثَبَّتْنَا سَمَاعَهُ مِنْ سَمُرَةَ، يَجُوْزُ أَنْ يَكُوْنَ لَمْ يَسْمَعْ فِيْهِ غَالِبَ النُّسْخَةِ الَّتِي عَنْ سَمُرَةَ - وَاللهُ أَعْلَمُ -.
هُوَ: الحَسَنُ بنُ أَبِي الحَسَنِ يَسَارٍ، أَبُو سَعِيْدٍ، مَوْلَى زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ
الأَنْصَارِيُّ.وَيُقَالُ: مَوْلَى أَبِي اليَسَرِ كَعْبِ بنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ.
قَالَهُ: عَبْدُ السَّلاَمِ بنُ مُطَهَّرٍ، عَنْ غَاضِرَةَ بِنْتِ قَرْهَدٍ العَوْفِيِّ.
ثُمَّ قَالَ: وَكَانَتْ أُمُّ الحَسَنِ مَوْلاَةً لأُمِّ سَلَمَةَ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ المَخْزُوْمِيَّةِ.
وَيُقَالُ: كَانَ مَوْلَى جَمِيْلِ بنِ قُطْبَةَ.
وَيسَارٌ أَبُوْهُ: مِنْ سَبْيِ مَيْسَانَ، سَكَنَ المَدِيْنَةَ، وَأُعْتِقَ، وَتَزَوَّجَ بِهَا فِي خِلاَفَةِ عُمَرَ، فَوُلِدَ لَهُ بِهَا الحَسَنُ - رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ - لِسَنَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ خِلاَفَةِ عُمَرَ.
وَاسْمُ أُمِّهِ: خَيْرَةُ.
ثُمَّ نَشَأَ الحَسَنُ بِوَادِي القُرَى، وَحَضَرَ الجُمُعَةَ مَعَ عُثْمَانَ، وَسَمِعَهُ يَخْطُبُ، وَشَهِدَ يَوْمَ الدَّارِ، وَلَهُ يَوْمَئِذٍ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً.
قَالَ الحَجَّاجُ بنُ نُصَيْرٍ: سُبِيَتْ أُمُّ الحَسَنِ البَصْرِيِّ مِنْ مَيْسَانَ، وَهِيَ حَامِلٌ بِهِ، وَوَلَدَتْهُ بِالمَدِيْنَةِ.
وَقَالَ سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ: حَدَّثَنِي أَبُو كَرِبٍ، قَالَ:
كَانَ الحَسَنُ وَابْنُ سِيْرِيْنَ مَوْلَيَيْنِ لِعَبْدِ اللهِ بنِ رَوَاحَةَ، وَقَدِمَا البَصْرَةَ مَعَ أَنَسٍ.
قُلْتُ: القَوْلاَنِ شَاذَّانِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَلاَّمٍ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو الشَّعَّابُ بِإِسْنَادٍ لَهُ، قَالَ:
كَانَتْ أُمُّ سَلَمَةَ تَبْعَثُ أُمَّ الحَسَنِ فِي الحَاجَةِ، فَيَبْكِي وَهُوَ طِفْلٌ، فَتُسْكِتُهُ أُمُّ سَلَمَةَ بِثَدْيِهَا،
وَتُخْرِجُهُ إِلَى أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ صَغِيْرٌ، وَكَانَتْ أُمُّهُ مُنْقَطِعَةً إِلَيْهَا، فَكَانُوا يَدْعُوْنَ لَهُ، فَأَخْرَجَتْهُ إِلَى عُمَرَ، فَدَعَا لَهُ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّيْنِ، وَحَبِّبْهُ إِلَى النَّاسِ.قُلْتُ: إِسْنَادُهَا مُرْسَلٌ.
يُوْنُسُ: عَنِ الحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ: أَنَّهَا كَانَتْ تُرْضِعُ لأُمِّ سَلَمَةَ.
قَالَ المَدَائِنِيُّ: قَالَ الحَسَنُ:
كَانَ أَبِي وَأُمِّي لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ، فَتَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، فَسَاقَ أَبِي وَأُمِّي فِي مَهْرِهَا، فَأَعْتَقَتْنَا السَّلَمِيَّةُ.
يُوْنُسُ: عَنِ الحَسَنِ، قَالَ لِي الحَجَّاجُ: مَا أَمَدُكَ يَا حَسَنُ؟
قُلْتُ: سَنَتَانِ مِنْ خِلاَفَةِ عُمَرَ.
وَكَانَ سَيِّدَ أَهْلِ زَمَانِهِ عِلْماً وَعَمَلاً.
قَالَ مُعْتَمِرُ بنُ سُلَيْمَانَ: كَانَ أَبِي يَقُوْلُ: الحَسَنُ شَيْخُ أَهْلِ البَصْرَةِ.
وَرُوِيَ أَنَّ ثَدْيَ أُمِّ سَلَمَةَ دَرَّ عَلَيْهِ، وَرَضِعَهَا غَيْرَ مَرَّةٍ.
رَأَى: عُثْمَانَ، وَطَلْحَةَ، وَالكِبَارَ.
وَرَوَى عَنْ: عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ، وَالمُغِيْرَةِ بنِ شُعْبَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سَمُرَةَ، وَسَمُرَةَ بنِ جُنْدَبٍ، وَأَبِي بَكْرَةَ الثَّقَفِيِّ، وَالنُّعْمَانِ بنِ بَشِيْرٍ، وَجَابِرٍ، وَجُنْدُبٍ البَجَلِيِّ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَمْرِو بنِ تَغْلِبٍ، وَمَعْقِلِ بنِ يَسَارٍ، وَالأَسْوَدِ بنِ سَرِيْعٍ، وَأَنَسٍ، وَخَلْقٍ مِنَ الصَّحَابَةِ.
وَقَرَأَ القُرْآنَ عَلَى: حِطَّانَ بنِ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيِّ.
وَرَوَى عَنْ: خَلْقٍ مِنَ التَّابِعِيْنَ.
وَعَنْهُ: أَيُّوْبُ، وَشَيْبَانُ النَّحْوِيُّ، وَيُوْنُسُ بنُ عُبَيْدٍ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ، وَثَابِتٌ البُنَانِيُّ، وَمَالِكُ بنُ دِيْنَارٍ، وَهِشَامُ بنُ حَسَّانٍ، وَجَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ، وَالرَّبِيْعُ بنُ صَبِيْحٍ، وَيَزِيْدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ التُّسْتَرِيُّ، وَمُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ، وَأَبَانُ بنُ يَزِيْدَ العَطَّارُ، وَقُرَّةُ بنُ خَالِدٍ، وَحَزْمٌ القُطَعِيُّ، وَسَلاَّمُ بنُ مِسْكِيْنٍ، وَشُمَيْطُ بنُ عَجْلاَنَ، وَصَالِحٌ أَبُو عَامِرٍ الخَزَّازُ، وَعَبَّادُ بنُ رَاشِدٍ، وَأَبُو حَرِيْزٍ عَبْدُ اللهِ بنُ الحُسَيْنِ قَاضِي سِجِسْتَانَ، وَمُعَاوِيَةُ بنُ عَبْدِ الكَرِيْمِ الضَّالُّ، وَوَاصِلٌ أَبُو حَرَّةَ الرَّقَاشِيُّ، وَهِشَامُ بنُ زِيَادٍ، وَشَبِيْبُ بنُ شَيْبَةَ، وَأَشْعَثُ بنُ بِرَازٍ، وَأَشْعَثُ بنُ جَابِرٍ الحُدَّانِيُّ، وَأَشْعَثُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ الحُمْرَانِيُّ، وَأَشْعَثُ بنُ سَوَّارٍ، وَأَبُو الأَشْهَبِ، وَأُمَمٌ سِوَاهُمْ.وَقَدْ رَوَى بِالإِرسَالِ عَنْ طَائِفَةٍ: كَعَلِيٍّ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُمَا، وَلاَ مِنْ أَبِي مُوْسَى، وَلاَ مِنِ ابْنِ سَرِيْعٍ، وَلاَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، وَلاَ مِنْ عَمْرِو بنِ تَغْلِبٍ، وَلاَ مِنْ عِمْرَانَ، وَلاَ مِنْ أَبِي بَرْزَةَ، وَلاَ مِنْ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ، وَلاَ مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَلاَ مِنْ عُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ، وَلاَ مِنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ، وَلاَ مِنْ أَبِي بَكْرَةَ، وَلاَ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَلاَ مِنْ جَابِرٍ، وَلاَ مِنْ أَبِي سَعِيْدٍ.
قَالَهُ: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ.
وَقَالَ البُخَارِيُّ: لَمْ يُعْرَفْ لِلْحَسَنِ سَمَاعٌ مِنْ دَغْفَلٍ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: لَمْ يَسْمَعْ مِنْ سَلَمَةَ بنِ المُحَبِّقِ، وَلاَ مِنَ العَبَّاسِ، وَلاَ مِنْ أُبَيٍّ.
قَالَ يَعْقُوْبُ بنُ شَيْبَةَ: قُلْتُ لابْنِ المَدِيْنِيِّ: يُقَالُ عَنِ الحَسَنِ: أَخَذْتُ
بِحُجْزَةِ سَبْعِيْنَ بَدْرِيّاً.فَقَالَ: هَذَا بَاطِلٌ، أَحْصَيْتُ أَهْلَ بَدْرٍ الَّذِيْنَ يُرْوَى عَنْهُم، فَلَمْ يَبْلُغُوا خَمْسِيْنَ، مِنْهُم مِنَ المُهَاجِرِيْنَ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُوْنَ.
وَقَالَ شُعَيْبُ بنُ الحَبْحَابِ، عَنْهُ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ يُصَبُّ عَلَيْهِ مِنْ إِبْرِيْقٍ.
وَقَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: أَحَادِيْثُهُ عَنْ سَمُرَةَ، سَمِعْنَا أَنَّهَا كِتَابٌ.
قُلْتُ: قَدْ صَحَّ سَمَاعُهُ فِي حَدِيْثِ العَقِيْقَةِ، وَفِي حَدِيْثِ النَّهْيِ عَنْ المُثْلَةِ مِنْ سَمُرَةَ.
وَقَالَ قَتَادَةُ: مَا شَافَهَ الحَسَنُ بَدْرِيّاً بِحَدِيْثٍ.
قَالَ يَحْيَى القَطَّانُ فِي أَحَادِيْثِ سَمُرَةَ رِوَايَةَ الحَسَنِ: سَمِعْنَا أَنَّهَا مِنْ كِتَابِ مَعْنٍ القَزَّازِ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو: سَمِعْتُ الحَسَنَ يَقُوْلُ:
سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُوْلُ: الوُضُوْءُ مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ.
فَقَالَ الحَسَنُ: لاَ أَدَعُهُ أَبَداً.
مُسْلِمٌ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلاَلٍ، سَمِعْتُ الحَسَنَ يَقُوْلُ:كَانَ مُوْسَى نَبِيُّ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لاَ يَغْتَسِلُ إِلاَّ مُسْتَتِراً.
فَقَالَ لَهُ ابْنُ بُرَيْدَةَ: مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا؟
قَالَ: مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
قَالَ يُوْنُسُ، وَعَلِيُّ بنُ جُدْعَانَ: لَمْ يَسْمَعِ الحَسَنُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
هَمَّامٌ: عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ:
سَمِعْتُ عُثْمَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- يَقُوْلُ فِي خُطْبَتِهِ - أُرَاهُ قَالَ -: اقْتُلُوا الكِلاَبَ وَالحَمَامَ.
شُعَيْبُ بنُ الحَبْحَابِ: عَنِ الحَسَنِ:
شَهِدْتُ عُثْمَانَ جُمَعاً تِبَاعاً يَأْمُرُ بِذَبْحِ الحَمَامِ وَقَتْلِ الكِلاَبِ.
عَفَّانُ: حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ، وَآخَرُ، عَنِ الحَسَنِ، بِمِثْلِهِ.
بَهْزُ بنُ أَسَدٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ زِيَادٍ، عَنْ يُوْنُسَ، عَنِ الحَسَنِ، قَالَ:
رَأَيْتُ عُثْمَانَ نَائِماً فِي المَسْجِدِ حَتَّى جَاءهُ المُؤَذِّنُ، فَقَامَ، فَرَأَيْتُ أَثَرَ الحَصَى عَلَى جَنْبِهِ.
حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: عَنْ أَيُّوْبَ، سَمِعْتُ الحَسَنَ يَقُوْلُ:
خَرَجَ عَلَيْنَا عُثْمَانُ، فَكَانَ بَيْنَهُم تَخْلِيْطٌ، فَتَرَامَوْا بِالحَصْبَاءِ.
وَعَنْ أَبِي مُوْسَى، عَنِ الحَسَنِ، قَالَ:
شَهِدْتُ عُثْمَانَ يَوْمَ الجُمُعَةِ قَامَ يَخْطُبُ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: أَنْشُدُكَ كِتَابَ اللهِ.
فَقَالَ عُثْمَانُ: اجْلِسْ، أَمَا لِكِتَابِ اللهِ مُنْشِدٌ غَيْرَكَ؟!
قَالَ: فَجَلَسَ، ثُمَّ قَامَ - أَوْ قَامَ رَجُلٌ غَيْرُهُ - فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ، فَقَالَ لَهُ: اجْلِسْ، أَمَا لِكِتَابِ اللهِ مُنْشِدٌ غَيْرَكَ.
فَأَبَى أَنْ يَجْلِسَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ الشُّرَطَ لِيُجْلِسُوْهُ، فَقَامَ النَّاسُ، فَحَالُوا بَيْنَهُم وَبَيْنَهُ، ثُمَّ تَرَامَوْا بِالبَطْحَاءِ حَتَّى يَقُوْلَ القَائِلُ: مَا أَكَادُ أَرَى السَّمَاءَ مِنَ البَطْحَاءِ.
فَنَزَلَ عَنْ مِنْبَرِهِ، وَدَخَلَ دَارَهُ، وَلَمْ يُصَلِّ الجُمُعَةَ يَوْمَئِذٍ.مُسْلِمٌ: حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيْلٍ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ، قَالَ:
خَرَجَ عُثْمَانُ، فَقَامَ يَخْطُبُ ... ، فَذَكَرَ بَعْضَ حَدِيْثِ أَبِي مُوْسَى.
سُلَيْمُ بنُ أَخْضَرَ: عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، أَنْبَأَنَا الحَسَنُ، قَالَ:
كَانَ عُثْمَانُ يَوْماً يَخْطُبُ، فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنَّا نَسْأَلُكَ كِتَابَ اللهِ ... ، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَهُ.
فَحَصَبُوْهُ، فَحَصَبُوا الَّذِيْنَ حَصَبُوْهُ، ثُمَّ تَحَاصَبُ القَوْمُ -وَاللهِ- فَأُنْزِلَ الشَّيْخُ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ، مَا كَادَ أَنَّ يُقِيْمَ عُنُقَهُ حَتَّى أُدْخِلَ الدَّارَ، فَقَالَ:
لَوْ جِئْتُمْ بِأُمِّ المُؤْمِنِيْنَ، عَسَى أَنْ يَكُفُّوا عَنْهُ.
قَالَ: فَجَاؤُوا بِأُمِّ حَبِيْبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ، فَنَظَرْتُ إِلَيْهَا وَهِيَ عَلَى بَغْلَةٍ بَيْضَاءَ فِي مِحَفَّةٍ، فَلَمَّا جَاؤُوا بِهَا إِلَى الدَّارِ، صَرَفُوا وَجْهَ البَغْلَةِ حَتَّى رَدُّوْهَا.
حُرَيْثُ بنُ السَّائِبِ: حَدَّثَنَا الحَسَنُ، قَالَ:
كُنْتُ أَدْخُلُ بُيُوْتَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي خِلاَفَةِ عُثْمَانَ أَتَنَاوَلُ سَقْفَهَا بِيَدِي، وَأَنَا غُلاَمٌ مُحْتَلِمٌ يَوْمَئِذٍ.
ضَمْرَةُ: عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، قَالَ:
قَالَ الحَسَنُ: كُنْتُ يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ ابْنَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً.
ثُمَّ قَالَ الحَسَنُ: لَوْلاَ النِّسْيَانُ، كَانَ العِلْمُ كَثِيْراً.
حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: عَنْ أَيُّوْبَ، عَنِ الحَسَنِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُثْمَانَ بنِ أَبِي العَاصِ.
جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ: حَدَّثَنَا الحَسَنُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ تَغْلِبٍ، مَرْفُوْعاً: (تُقَاتِلُوْنَ قَوْماً يَنْتَعِلُوْنَ الشَّعْرَ ) .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَافِظِ بنُ بَدْرَانَ، وَيُوْسُفُ بنُ أَحْمَدَ، قَالاَ:
أَنْبَأَنَا
مُوْسَى بنُ عَبْدِ القَادِرِ، أَنْبَأَنَا سَعِيْدُ بنُ البَنَّاءِ، أَنْبَأَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ البُسْرِيِّ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ المُخَلِّصُ، حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بنُ فَرُّوْخٍ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، قَالَ:كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْطُبُ يَوْمَ الجُمُعَةِ إِلَى جَنْبِ خَشَبَةٍ؛ يُسْنِدُ ظَهْرَهُ إِلَيْهَا، فَلَمَّا كَثُرَ النَّاسُ، قَالَ: (ابْنُوا لِي مِنْبَراً لَهُ عَتَبَتَانِ) .
فَلَمَّا قَامَ عَلَى المِنْبَرِ يَخْطُبُ، حَنَّتِ الخَشَبَةُ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
قَالَ: وَأَنَا فِي المَسْجِدِ، فَسَمِعْتُ الخَشَبَةَ تَحِنُّ حَنِيْنَ الوَالِهِ، فَمَا زَالَتْ تَحِنُّ حَتَّى نَزَلَ إِلَيْهَا، فَاحْتَضَنَهَا، فَسَكَنَتْ.
وَكَانَ الحَسَنُ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الحَدِيْثِ، بَكَى، ثُمَّ قَالَ: يَا عِبَادَ اللهِ، الخَشَبَةُ تَحِنُّ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شَوْقاً إِلَيْهِ، فَأَنْتُم أَحَقُّ أَنْ تَشْتَاقُوا إِلَى لِقَائِهِ.
هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنٌ، غَرِيْبٌ، مَا وَقَعَ لِي مِنْ رِوَايَةِ الحَسَنِ أَعْلَى مِنْهُ، سِوَى حَدِيْثٍ آخَرَ، سَأَسُوْقُهُ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ الهَمْدَانِيُّ، أَنْبَأَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدٍ الكَاتِبُ، أَنْبَأَنَا الأُرْمَوِيُّ، وَمُحَمَّدٌ الطَّرَائِفِيُّ، وَأَبُو غَالِبٍ بنُ الدَّايَةِ، قَالُوا:
أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ بنُ المُسْلِمَةِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الفَضْلِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بنُ فَرُّوْخٍ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ:
حَدَّثَنَا الحَسَنُ فِي هَذِهِ الآيَةِ: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ}
[الجَاثِيَةُ: 23] ، قَالَ: هُوَ المُنَافِقُ، لاَ يَهْوَى شَيْئاً إِلاَّ رَكِبَهُ.أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ الحُبَابِ الكَاتِبُ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ مُخْتَارٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَنْبَأَنَا القَاسِمُ بنُ الفَضْلِ، وَأَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ الفَرَّاءِ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُدَامَةَ، أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ الإِبَرِيَّةُ، وَتَجَنِّي الوَهْبَانِيَّةُ، قَالَتَا:
أَخْبَرَنَا طِرَادٌ الزَّيْنَبِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا هِلاَلُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَفَّارُ، أَنْبَأَنَا الحُسَيْنُ بنُ يَحْيَى القَطَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ، حَدَّثَنَا حَزْمٌ القُطَعِيُّ، سَمِعْتُ الحَسَنَ يَقُوْلُ:
بَلَغَنَا أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (رَحِمَ اللهُ عَبْداً تَكَلَّمَ فَغَنِمَ، أَوْ سَكَتَ فَسَلِمَ ) .
وَبِهِ: حَدَّثَنَا حَزْمٌ، قَالَ:
رَأَيْتُ الحَسَنَ قَدِمَ مَكَّةَ، فَقَامَ خَلْفَ المَقَامِ، فَصَلَّى، فَجَاءَ عَطَاءٌ، وَطَاوُوْسٌ، وَمُجَاهِدٌ، وَعَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ، فَجَلَسُوا إِلَيْهِ.
هَذَا أَعْلَى مَا يَقَعُ لَنَا عَنِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ -رَحِمَهُ اللهُ-.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: لَمْ يَسْمَعِ الحَسَنُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
قِيْلَ لَهُ: فَفِي بَعْضِ الحَدِيْثِ: حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ!
قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
مُوْسَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ: حَدَّثَنَا رَبِيْعَةُ بنُ كُلْثُوْمٍ، عَنِ الحَسَنِ، قَالَ:
نَبَّأَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ:
عَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثَلاَثاً: الغُسْلُ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَالوِتْرُ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ، وَصِيَامُ ثَلاَثَةٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ.
رَبِيْعَةُ: صَدُوْقٌ، خَرَّجَ لَهُ مُسْلِمٌ.
الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ: عَنْ سَالِمٍ الخَيَّاطِ، سَمِعْتُ الحَسَنَ، وَابْنَ سِيْرِيْنَ يَقُوْلاَنِ:سَمِعْنَا أَبَا هُرَيْرَةَ ... ، فَذَكَرَ حَدِيْثاً.
سَالِمٌ: وَاهٍ.
وَالحَسَنُ - مَعَ جَلاَلَتِهِ -: فَهُوَ مُدَلِّسٌ، وَمَرَاسِيْلُهُ لَيْسَتْ بِذَاكَ، وَلَمْ يَطْلُبِ الحَدِيْثَ فِي صِبَاهُ، وَكَانَ كَثِيْرَ الجِهَادِ، وَصَارَ كَاتِباً لأَمِيْرِ خُرَاسَانَ الرَّبِيْعِ بنِ زِيَادٍ.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ: كَانَ الحَسَنُ يَغْزُو، وَكَانَ مُفْتِيَ البَصْرَةِ جَابِرُ بنُ زَيْدٍ أَبُو الشَّعْثَاءِ، ثُمَّ جَاءَ الحَسَنُ، فَكَانَ يُفْتِي.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ : كَانَ الحَسَنُ -رَحِمَهُ اللهُ- جَامِعاً، عَالِماً، رَفِيْعاً، فَقِيْهاً، ثِقَةً، حُجَّةً، مَأْمُوْناً، عَابِداً، نَاسِكاً، كَثِيْرَ العِلْمِ، فَصِيْحاً، جَمِيْلاً، وَسِيْماً، وَمَا أَرْسَلَهُ فَلَيْسَ بِحُجَّةٍ.
الأَصْمَعِيُّ: عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
مَا رَأَيْتُ زَنْداً أَعْرَضَ مِنْ زَنْدِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ، كَانَ عَرْضُهُ شِبْراً.
قُلْتُ: كَانَ رَجُلاً تَامَّ الشَّكْلِ، مَلِيْحَ الصُّوْرَةِ، بَهِيّاً، وَكَانَ مِنَ الشُّجْعَانِ المَوْصُوْفِيْنَ.
ضَمْرَةُ بنُ رَبِيْعَةَ: عَنِ الأَصْبَغِ بنِ زَيْدٍ، سَمِعَ العَوَّامَ بنَ حَوْشَبٍ، قَالَ: مَا أُشَبِّهُ الحَسَنَ إِلاَّ بِنَبِيٍّ.
وَعَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَشْبَهَ بِأَصْحَابِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْهُ.
حُمَيْدُ بنُ هِلاَلٍ: قَالَ لَنَا أَبُو قَتَادَةَ:الْزَمُوا هَذَا الشَّيْخَ، فَمَا رَأَيْتُ أَحَداً أَشْبَهَ رَأْياً بِعُمَرَ مِنْهُ -يَعْنِي: الحَسَنَ -.
وَعَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَلُوا الحَسَنَ، فَإِنَّهُ حَفِظَ وَنَسِيْنَا.
وَقَالَ مَطَرٌ الوَرَّاقُ: لَمَّا ظَهَرَ الحَسَنُ، جَاءَ كَأَنَّمَا كَانَ فِي الآخِرَةِ، فَهُوَ يُخْبِرُ عَمَّا عَايَنَ.
مُجَالِدٌ: عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ الَّذِي كَانَ أَسْوَدَ مِنَ الحَسَنِ.
عَنْ أَمَةِ الحَكَمِ، قَالَتْ: كَانَ الحَسَنُ يَجِيْءُ إِلَى حِطَّانَ الرَّقَاشِيِّ، فَمَا رَأَيْتُ شَابّاً قَطُّ كَانَ أَحْسَنَ وَجْهاً مِنْهُ!
وَعَنْ جُرْثُوْمَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ الحَسَنَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ.
أَبُو هِلاَلٍ: رَأَيْتُ الحَسَنَ يُغَيِّرُ بِالصُّفْرَةِ.
وَقَالَ عَارِمٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ الحَسَنَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ.
وَقَالَ قَتَادَةُ: مَا جَمَعْتُ عِلْمَ الحَسَنِ إِلَى أَحَدٍ مِنَ العُلَمَاءِ، إِلاَّ وَجَدْتُ لَهُ فَضْلاً عَلَيْهِ، غَيْرَ أَنَّهُ إِذَا أَشْكَلَ عَلَيْهِ شَيْءٌ، كَتَبَ فِيْهِ إِلَى سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ يَسْأَلُهُ، وَمَا جَالَسْتُ فَقِيْهاً قَطُّ، إِلاَّ رَأَيْتُ فَضْلَ الحَسَنِ.
قَالَ أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ: كَانَ الرَّجُلُ يَجْلِسُ إِلَى الحَسَنِ ثَلاَثَ حِجَجٍ مَا يَسْأَلُهُ عَنِ المَسْأَلَةِ هَيْبَةً لَهُ.
وَقَالَ مُعَاذُ بنُ مُعَاذٍ: قُلْتُ لِلأَشْعَثِ: قَدْ لَقِيْتَ عَطَاءً وَعِنْدَكَ مَسَائِلُ، أَفَلاَ سَأَلْتَهُ؟!
قَالَ: مَا لَقِيْتُ أَحَداً بَعْدَ الحَسَنِ إِلاَّ صَغُرَ فِي عَيْنِي.
وَقَالَ أَبُو هِلاَلٍ: كُنْتُ عِنْدَ قَتَادَةَ، فَجَاءَ خَبَرٌ بِمَوْتِ الحَسَنِ، فَقُلْتُ:
لَقَدْ كَانَ غَمَسَ فِي العِلْمِ غَمْسَةً.قَالَ قَتَادَةُ: بَلْ نَبَتَ فِيْهِ، وَتَحَقَّبَهُ، وَتَشَرَّبَهُ، وَاللهِ لاَ يُبْغِضُهُ إِلاَّ حَرُوْرِيٌّ.
مُحَمَّدُ بنُ سَلاَّمٍ الجُمَحِيُّ: عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ:
يُقَالُ: مَا خَلَتِ الأَرْضُ قَطُّ مِنْ سَبْعَةِ رَهْطٍ، بِهِم يُسْقَوْنَ، وَبِهِم يُدْفَعُ عَنْهُم، وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَكُوْنَ الحَسَنُ أَحَدَ السَّبْعَةِ.
قَالَ قَتَادَةُ: مَا كَانَ أَحَدٌ أَكْمَلَ مُرُوْءةً مِنَ الحَسَنِ.
وَقَالَ حُمَيْدٌ، وَيُوْنُسُ: مَا رَأَيْنَا أَحَداً أَكْمَلَ مُرُوْءةً مِنَ الحَسَنِ.
وَعَنْ عَلِيِّ بنِ يَزِيْدَ، قَالَ:
سَمِعْتُ مِنِ ابْنِ المُسَيِّبِ، وَعُرْوَةَ، وَالقَاسِمِ، وَغَيْرِهِم: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ الحَسَنِ، وَلَوْ أَدْرَكَ الصَّحَابَةَ وَلَهُ مِثْلُ أَسْنَانِهِم، مَا تَقَدَّمُوْهُ.
حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: عَنْ حَجَّاجِ بنِ أَرْطَاةَ:
سَأَلْتُ عَطَاءً عَنِ القِرَاءةِ عَلَى الجَنَازَةِ، قَالَ: مَا سَمِعْنَا وَلاَ عِلَمْنَا أَنَّهُ يُقْرَأُ عَلَيْهَا.
قُلْتُ: إِنَّ الحَسَنَ يَقُوْلُ: يُقْرَأُ عَلَيْهَا.
قَالَ عَطَاءٌ: عَلَيْكَ بِذَاكَ، ذَاكَ إِمَامٌ ضَخْمٌ يُقْتَدَى بِهِ.
وَقَالَ يُوْنُسُ بنُ عُبَيْدٍ: أَمَّا أَنَا، فَإِنِّي لَمْ أَرَ أَحَداً أَقْرَبَ قَوْلاً مِنْ فِعْلٍ مِنَ الحَسَنِ.
أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ: عَنِ الرَّبِيْعِ بنِ أَنَسٍ، قَالَ: اخْتَلَفْتُ إِلَى الحَسَنِ
عَشْرَ سِنِيْنَ أَوْ مَا شَاءَ اللهُ، فَلَيْسَ مِنْ يَوْمٍ إِلاَّ أَسْمَعُ مِنْهُ مَا لَمْ أَسْمَعْ قَبْلَ ذَلِكَ.مُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ: حَدَّثَنَا سَلاَّمُ بنُ مِسْكِيْنٍ: رَأَيْتُ عَلَى الحَسَنِ قَبَاءً مِثْلَ الذَّهَبِ يَتَأَلَّقُ.
وَقَالَ ابْنُ عُلَيَّةَ: عَنْ يُوْنُسَ:
كَانَ الحَسَنُ يَلْبَسُ فِي الشِّتَاءِ: قَبَاءً حِبَرَةً، وَطَيْلَسَاناً كُرْدِيّاً، وَعِمَامَةً سَوْدَاءَ، وَفِي الصِّيفِ: إِزَارَ كَتَّانٍ، وَقَمِيْصاً، وَبُرْداً حِبَرَةً.
وَرَوَى: حَوْشَبٌ، عَنِ الحَسَنِ، قَالَ: المُؤْمِنُ يُدَارِي دِيْنَهُ بِالثِّيَابِ.
يُوْنُسُ: عَنِ الحَسَنِ: أَنَّهُ كَانَ مِنْ رُؤُوْسِ العُلَمَاءِ فِي الفِتَنِ وَالدِّمَاءِ وَالفُرُوْجِ.
وَقَالَ عَوْفٌ: مَا رَأَيْتُ رَجُلاً أَعْلَمَ بِطَرِيْقِ الجَنَّةِ مِنَ الحَسَنِ.
حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: عَنْ يَزِيْدَ بنِ حَازِمٍ، قَالَ:
قَامَ الحَسَنُ مِنَ الجَامِعِ، فَاتَّبَعَهُ نَاسٌ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِم، وَقَالَ: إِنَّ خَفْقَ النِّعَالِ حَوْلَ الرِّجَالِ قَلَّمَا يُلْبِثُ الحَمْقَى.
وَرَوَى: حَوْشَبٌ، عَنِ الحَسَنِ، قَالَ:
يَا ابْنَ آدَمَ، وَاللهِ إِنْ قَرَأْتَ القُرْآنَ ثُمَّ آمَنْتَ بِهِ، لَيَطُوْلَنَّ فِي الدُّنْيَا حُزْنُكَ، وَلَيَشْتَدَّنَّ فِي الدُّنْيَا خَوْفُكَ، وَلَيَكْثُرَنَّ فِي الدُّنْيَا بُكَاؤُكَ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عِيْسَى اليَشْكُرِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَطْوَلَ حُزْناً مِنَ الحَسَنِ، مَا رَأَيْتُهُ إِلاَّ حَسِبْتُهُ حَدِيْثَ عَهْدٍ بِمُصِيْبَةٍ.
الثَّوْرِيُّ: عَنْ عِمْرَانَ القَصِيْرِ، قَالَ:سَأَلْتُ الحَسَن عَنْ شَيْءٍ، فَقُلْتُ: إِنَّ الفُقَهَاءَ يَقُوْلُوْنَ كَذَا وَكَذَا.
فَقَالَ: وَهَلْ رَأَيْتَ فَقِيْهاً بِعَيْنِكَ! إِنَّمَا الفَقِيْهُ: الزَّاهِدُ فِي الدُّنْيَا، البَصِيْرُ بِدِيْنِهِ، المُدَاوِمُ عَلَى عِبَادَةِ رَبِّهِ.
عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ عَبْدِ الوَارِثِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ ذَكْوَانَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بنُ صَفْوَانَ، قَالَ:
لَقِيْتُ مَسْلَمَةَ بنَ عَبْدِ المَلِكِ، فَقَالَ: يَا خَالِدُ، أَخْبِرْنِي عَنْ حَسَنِ أَهْلِ البَصْرَةِ؟
قُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللهُ، أُخْبِرُكَ عَنْهُ بِعِلْمٍ، أَنَا جَارُهُ إِلَى جَنْبِهِ، وَجَلِيْسُهُ فِي مَجْلِسِهِ، وَأَعْلَمُ مَنْ قِبَلِي بِهِ: أَشْبَهُ النَّاسِ سَرِيْرَةً بِعَلاَنِيَةٍ، وَأَشْبَهُهُ قَوْلاً بِفِعْلٍ، إِنْ قَعَدَ عَلَى أَمْرٍ، قَامَ بِهِ، وَإِنْ قَامَ عَلَى أَمْرٍ، قَعَدَ عَلَيْهِ، وَإِنْ أَمَرَ بِأَمْرٍ، كَانَ أَعْمَلَ النَّاسِ بِهِ، وَإِنْ نَهَى عَنْ شَيْءٍ، كَانَ أَتْرَكَ النَّاسِ لَهُ، رَأَيْتُهُ مُسْتَغْنِياً عَنِ النَّاسِ، وَرَأَيْتُ النَّاسَ مُحْتَاجِيْنَ إِلَيْهِ.
قَالَ: حَسْبُكَ، كَيْفَ يَضِلُّ قَوْمٌ هَذَا فِيْهِم ؟
هِشَامُ بنُ حَسَّانٍ: سَمِعْتُ الحَسَنَ يَحْلِفُ بِاللهِ: مَا أَعَزَّ أَحَدٌ الدِّرْهَمَ إِلاَّ أَذَلَّهُ اللهُ.
وَقَالَ حَزْمُ بنُ أَبِي حَزْمٍ: سَمِعْتُ الحَسَنَ يَقُوْلُ:
بِئْسَ الرَّفِيْقَانِ: الدِّيْنَارُ وَالدِّرْهَمُ، لاَ يَنْفَعَانِكَ حَتَّى يُفَارِقَاكَ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: كُلُّ شَيْءٍ: قَالَ الحَسَنُ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَجَدْتَ لَهُ أَصْلاً ثَابِتاً، مَا خَلاَ أَرْبَعَةِ أَحَادِيْثَ.
رَوْحُ بنُ عُبَادَةَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ الأَسْوَدُ، قَالَ:تَمَنَّى رَجُلٌ، فَقَالَ: لَيْتَنِي بِزُهْدِ الحَسَنِ، وَوَرَعِ ابْنِ سِيْرِيْنَ، وَعِبَادَةِ عَامِرِ بنِ عَبْدِ قَيْسٍ، وَفِقْهِ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، وَذِكْرِ مُطَرِّفِ بنِ الشِّخِّيْرِ بِشَيْءٍ.
قَالَ: فَنَظَرُوا فِي ذَلِكَ، فَوَجَدُوْهُ كُلَّهُ كَامِلاً فِي الحَسَنِ.
عِيْسَى بنُ يُوْنُسَ: عَنِ الفُضَيْلِ أَبِي مُحَمَّدٍ:
سَمِعْتُ الحَسَنَ يَقُوْلُ: أَنَا يَوْمَ الدَّارِ ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً، جَمَعْتُ القُرْآنَ، أَنْظُرُ إِلَى طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ.
الفُضَيْلُ: لاَ يُعْرَفُ.
يَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ التَّبُوْذَكِيَّ يَقُوْلُ: حَفِظْتُ عَنِ الحَسَنِ ثَمَانِيَةَ آلاَفِ مَسْأَلَةٍ.
وَقَالَ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ، قَالَ:
رَأَيْتُ سَعِيْدَ بنَ المُسَيِّبِ، وَعُرْوَةَ، وَالقَاسِمَ فِي آخَرِيْنَ، مَا رَأَيْتُ مِثْلَ الحَسَنِ!
وَقَالَ جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ: عَنْ حُمَيْدِ بنِ هِلاَلٍ:
قَالَ لَنَا أَبُو قَتَادَةَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَشْبَهَ رَأْياً بِعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ مِنْهُ -يَعْنِي: الحَسَنَ -.
ابْنُ المُبَارَكِ: عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ:
دَخَلْنَا عَلَى الحَسَنِ وَهُوَ نَائِمٌ، وَعِنْدَ رَأْسِهِ سَلَّةٌ، فَجَذَبْنَاهَا، فَإِذَا خُبْزٌ وَفَاكِهَةٌ، فَجَعَلْنَا نَأْكُلُ، فَانْتَبَهَ، فَرَآنَا، فَسَرَّهُ، فَتَبَسَّمَ، وَهُوَ يَقْرَأُ: {أَوْ صَدِيْقِكُم} لاَ جُنَاحَ عَلَيْكُم.
حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: سَمِعْتُ أَيُّوْبَ يَقُوْلُ:
كَانَ الحَسَنُ يَتَكَلَّمُ بِكَلاَمٍ كَأَنَّهُ الدُّرُّ، فَتَكَلَّمَ قَوْمٌ مِنْ بَعْدِهِ بِكَلاَمٍ يَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِم كَأَنَّهُ القَيْءُ.
وَقَالَ السَّرِيُّ بنُ يَحْيَى: كَانَ الحَسَنُ يَصُوْمُ: البِيْضَ، وَأَشْهُرَ الحُرُمِ، وَالاثْنَيْنَ، وَالخَمِيْسَ.يُوْنُسُ بنُ عُبَيْدٍ: عَنِ الحَسَنِ، قَالَ:
كُنَّا نُعَارِي أَصْحَابَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
غَالِبٌ القَطَّانُ: عَنْ بَكْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ المُزَنِيِّ، قَالَ:
مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَفْقَهِ مَنْ رَأَيْنَا، فَلْيَنْظُرْ إِلَى الحَسَنِ.
وَقَالَ قَتَادَةُ: كَانَ الحَسَنُ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِالحَلاَلِ وَالحَرَامِ.
رَوَى: أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ:
لَمْ يَحُجَّ الحَسَنُ إِلاَّ حَجَّتَيْنِ، وَكَانَ يَكُوْنُ بِخُرَاسَانَ! وَكَانَ يُرَافِقُ مِثْلَ قَطَرِيِّ بنِ الفُجَاءةِ، وَالمُهَلَّبِ بنِ أَبِي صُفْرَةَ، وَكَانَ مِنَ الشُّجْعَانِ.
قَالَ هِشَامُ بنُ حَسَّانٍ: كَانَ الحَسَنُ أَشْجَعَ أَهْلِ زَمَانِهِ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو بنُ العَلاَءِ: مَا رَأَيْتُ أَفْصَحَ مِنَ الحَسَنِ، وَالحَجَّاجِ.
فُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ: عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الحَسَنِ، قَالَ:
مَا حُلِّيَتِ الجَنَّةُ لأُمَّةٍ مَا حُلِّيَتْ لِهَذِهِ الأُمَّةِ، ثُمَّ لاَ تَرَى لَهَا عَاشِقاً.
أَبُو عُبَيْدَةَ النَّاجِيُّ: عَنِ الحَسَنِ، قَالَ:
ابْنَ آدَمَ، تَرْكُ الخَطِيْئَةِ أَهْوَنُ عَلَيْكَ مِنْ مُعَالَجَةِ التَّوْبَةِ، مَا يُؤْمِنُكَ أَنْ تَكُوْنَ أَصَبْتَ كَبِيْرَةً أُغْلِقَ دُوْنَهَا بَابُ التَّوْبَةِ، فَأَنْتَ فِي غَيْرِ مَعْمَلٍ.
سَلاَّمُ بنُ مِسْكِيْنٍ: عَنِ الحَسَنِ، قَالَ:أَهِيْنُوا الدُّنْيَا، فَوَاللهِ لأَهْنَأُ مَا تَكُوْنُ إِذَا أَهَنْتَهَا.
وَقَالَ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ: كَانَ الحَسَنُ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ، وَكَانَ المُهَلَّبُ إِذَا قَاتَلَ المُشْرِكِيْنَ، يُقَدِّمُهُ.
وَقَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ الأَعْرَابِيِّ فِي (طَبَقَاتِ النُّسَّاكِ) :
كَانَ عَامَّةُ مَنْ ذَكَرْنَا مِنَ النُّسَّاكِ يَأْتُوْنَ الحَسَنَ، وَيَسْمَعُوْنَ كَلاَمَهُ، وَيُذْعِنُوْنَ لَهُ بِالفِقْهِ فِي هَذِهِ المَعَانِي خَاصَّةً، وَكَانَ عَمْرُو بنُ عُبَيْدٍ، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ زَيْدٍ مِنَ المُلاَزِمِيْنَ لَهُ، وَكَانَ لَهُ مَجْلِسٌ خَاصٌّ فِي مَنْزِلِهِ، لاَ يَكَادُ يَتَكَلَّمُ فِيْهِ إِلاَّ فِي مَعَانِي الزُّهْدِ وَالنُّسُكِ وَعُلُوْمِ البَاطِنِ، فَإِنْ سَأَلَهُ إِنْسَانٌ غَيْرَهَا، تَبَرَّمَ بِهِ، وَقَالَ: إِنَّمَا خَلَوْنَا مَعَ إِخْوَانِنَا نَتَذَاكَرُ.
فَأَمَّا حَلْقَتُهُ فِي المَسْجِدِ، فَكَانَ يَمُرُّ فِيْهَا الحَدِيْثُ، وَالفِقْهُ، وَعِلْمُ القُرْآنِ وَاللُّغَةِ، وَسَائِرُ العُلُوْمِ، وَكَانَ رُبَّمَا يُسْأَلُ عَنِ التَّصَوُّفِ، فَيُجِيْبُ، وَكَانَ مِنْهُم مَنْ يَصْحَبُهُ لِلْحَدِيْثِ، وَكَانَ مِنْهُم مَنْ يَصْحَبُهُ لِلْقُرَآنِ وَالبَيَانِ، وَمِنْهُم مَنْ يَصْحَبُهُ لِلْبَلاَغَةِ، وَمِنْهُم مَنْ يَصْحَبُهُ لِلإِخْلاَصِ وَعِلْمِ الخُصُوْصِ، كَعَمْرِو بنِ عُبَيْدٍ، وَأَبِي جَهِيْرٍ، وَعَبْدِ الوَاحِدِ بنِ زَيْدٍ، وَصَالِحٍ المُرِّيِّ، وَشُمَيْطٍ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ النَّاجِيِّ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلاَءِ اشْتُهِرَ بِحَالٍ -يَعْنِي: فِي العِبَادَةِ-.
حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: عَنْ أَيُّوْبَ، قَالَ: كَذَبَ عَلَى الحَسَنِ ضَرْبَانِ مِنْ
النَّاسِ، قَوْمٌ القَدَرُ رَأْيُهُم؛ لِيُنْفِقُوْهُ فِي النَّاسِ بِالحَسَنِ، وَقَوْمٌ فِي صُدُوْرِهِم شَنَآنٌ وَبُغْضٌ لِلْحَسَنِ، وَأَنَا نَازَلْتُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ فِي القَدَرِ حَتَّى خَوَّفْتُهُ بِالسُّلْطَانِ، فَقَالَ: لاَ أَعُوْدُ فِيْهِ بَعْدَ اليَوْمِ، فَلاَ أَعْلَمُ أَحَداً يَسْتَطِيْعُ أَنْ يَعِيْبَ الحَسَنَ إِلاَّ بِهِ، وَقَدْ أَدْرَكْتُ الحَسَنَ -وَاللهِ- وَمَا يَقُوْلُهُ.قَالَ الحَمَّادَانِ: عَنْ يُوْنُسَ، قَالَ: مَا اسْتَخَفَّ الحَسَنَ شَيْءٌ مَا اسْتَخَفَّهُ القَدَرُ.
حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: أَنَّ أَيُّوْبَ، وَحُمَيْداً خَوَّفَا الحَسَنَ بِالسُّلْطَانِ، فَقَالَ لَهُمَا: وَلاَ تَرَيَانِ ذَاكَ؟
قَالاَ: لاَ.
قَالَ: لاَ أَعُوْدُ.
قَالَ حَمَّادٌ: لاَ أَعْلَمُ أَحَداً يَسْتَطِيْعُ أَنْ يَعِيْبَ الحَسَنَ إِلاَّ بِهِ.
وَرَوَى: أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ: أَنَّ الحَسَنَ تَكَلَّمَ فِي القَدَرِ.
رَوَاهُ: مُغِيْرَةُ بنُ مِقْسَمٍ، عَنْهُ.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ: رَجَعَ الحَسَنُ عَنْ قَوْلِهِ فِي القَدَرِ.
حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: عَنْ حُمَيْدٍ:
سَمِعْتُ الحَسَنَ يَقُوْلُ: خَلَقَ اللهُ الشَّيْطَانَ، وَخَلَقَ الخَيْرَ، وَخَلَقَ الشَّرَّ.
فَقَالَ رَجُلٌ: قَاتَلَهُمُ اللهُ، يَكْذِبُوْنَ عَلَى هَذَا الشَّيْخِ.
أَبُو الأَشْهَبِ: سَمِعْتُ الحَسَنَ يَقُوْلُ فِي قَوْلِهِ: {وَحِيْلَ بَيْنَهُم وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُوْنَ} [سَبَأٌ: 54] ، قَالَ: حِيْلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الإِيْمَانِ.
وَقَالَ حَمَّادٌ: عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ: قَرَأْتُ القُرْآنَ كُلَّهُ عَلَى الحَسَنِ، فَفَسَّرَهُ
لِي أَجْمَعَ عَلَى الإِثْبَاتِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِهِ: {كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوْبِ المُجْرِمِيْنَ} [الشُّعَرَاءُ: 200] ، قَالَ: الشِّرْكُ سَلَكَهُ اللهُ فِي قُلُوْبِهِم.حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاءِ، قَالَ:
سَأَلَ الرَّجُلُ الحَسَنَ، فَقَالَ: {وَلاَ يَزَالُوْنَ مُخْتَلِفِيْنَ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ} [هُوْدٌ: 118، 119] ؟
قَالَ: أَهْلُ رَحْمَتِهَ لاَ يَخْتَلِفُوْنَ، وَلِذَلِكَ خَلَقهُم، خَلَقَ هَؤُلاَءِ لِجَنَّتِهِ، وَخَلَقَ هَؤُلاَءِ لِنَارِهِ.
فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيْدٍ، آدَمُ خُلِقَ لِلسَّمَاءِ أَمْ لِلأَرْضِ؟
قَالَ: لِلأَرْضِ خُلِقَ.
قُلْتُ: أَرَأَيْتَ لَوْ اعْتَصَمَ فَلَمْ يَأْكُلْ مِنَ الشَّجَرَةِ؟
قَالَ: لَمْ يَكُنْ بُدٌّ مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا، لأَنَّهُ خُلِقَ لِلأَرْضِ.
فَقُلْتُ: {وَمَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِيْنَ إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ الجَحِيْمِ} [الصَّافَّاتُ: 162، 163] ؟
قَالَ: نَعَمْ، الشَّيَاطِيْنُ لاَ يُضِلُّوْنَ إِلاَّ مَنْ أَحَبَّ اللهُ لَهُ أَنْ يَصْلَى الجَحِيْمَ.
أَبُو هِلاَلٍ مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمٍ: دَخَلْتُ عَلَى الحَسَنِ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَلَمْ يَكُنْ جَمَّعَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيْدٍ، أَمَا جَمَّعْتَ؟
قَالَ: أَرَدْتُ ذَلِكَ، وَلَكِنْ مَنَعَنِي قَضَاءُ اللهِ.
مَنْصُوْرُ بنُ زَاذَانَ: سَأَلْنَا الحَسَنَ عَنِ القُرْآنِ، فَفَسَّرَهُ كُلَّهُ عَلَى الإِثْبَاتِ.
ضَمْرَةُ بنُ رَبِيْعَةَ: عَنْ رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ الحَسَنِ، قَالَ:
مَنْ كَذَّبَ بِالقَدَرِ فَقَدْ كَفَرَ.
حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ:
لَمَّا وَلِيَ الحَسَنُ القَضَاءَ، كَلَّمَنِي
رَجُلٌ أَنْ أُكَلِّمَهُ فِي مَالِ يَتِيْمٍ يُدْفَعُ إِلَيْهِ وَيَضُمُّهُ.فَكَلَّمْتُهُ، فَقَالَ: أَتَعْرِفُ الرَّجُلَ؟
قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: فَدَفَعَهُ إِلَيْهِ.
رَجَاءُ بنُ سَلَمَةَ: عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ - وَقِيْلَ لَهُ فِي الحَسَنِ: وَمَا كَانَ يَنْحَلُ إِلَيْهِ أَهْلُ القَدَرِ؟ - قَالَ:
كَانُوا يَأْتُوْنَ الشَّيْخَ بِكَلاَمٍ مُجْمَلٍ، لَوْ فَسَّرُوْهُ لَهُم، لَسَاءهُم.
ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ: كَلَّمْتُ مَطَراً الوَرَّاقَ فِي بَيْعِ المَصَاحِفِ، فَقَالَ:
قَدْ كَانَ حَبْرَا الأُمَّةِ، أَوْ فَقِيْهَا الأُمَّةِ لاَ يَرَيَانِ بِهِ بَأْساً: الحَسَنُ، وَالشَّعْبِيُّ.
ابْنُ شَوْذَبٍ: عَنْ مَطَرٍ، قَالَ:
دَخَلْنَا عَلَى الحَسَنِ نَعُوْدُهُ، فَمَا كَانَ فِي البَيْتِ شَيْءٌ، لاَ فِرَاشٌ، وَلاَ بِسَاطٌ، وَلاَ وِسَادَةٌ، وَلاَ حَصِيْرٌ، إِلاَّ سَرِيْرٌ مَرْمُوْلٌ هُوَ عَلَيْهِ.
عَبْدُ الرَّزَّاقِ بنُ هَمَّامٍ: عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:
وُلِّيَ وَهْبٌ القَضَاءَ زَمَنَ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، فَلَمْ يُحْمَدْ فَهْمُهُ، فَحَدَّثْتُ بِهِ مَعْمَراً، فَتَبَسَّمَ، وَقَالَ: وُلِّيَ الحَسَنُ القَضَاءَ زَمَن عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، فَلَمْ يُحْمَدْ فَهْمُهُ.
وَقَالَ أَبُو سَعِيْدٍ بنُ الأَعْرَابِيِّ: كَانَ يَجْلِسُ إِلَى الحَسَنِ طَائِفَةٌ مِنْ هَؤُلاَءِ، فَيَتَكَلَّمُ فِي الخُصُوْصِ حَتَّى نَسَبَتْهُ القَدَرِيَّةُ إِلَى الجَبْرِ، وَتَكَلَّمَ فِي الاكْتِسَابِ حَتَّى نَسَبَتْهُ السُّنَّةُ إِلَى القَدَرِ، كُلُّ ذَلِكَ لافْتِنَانِهِ، وَتَفَاوُتِ النَّاسِ
عِنْدَهُ، وَتَفَاوُتِهِمْ فِي الأَخْذِ عَنْهُ، وَهُوَ بَرِيْءٌ مِنَ القَدَرِ، وَمِنْ كُلِّ بِدْعَةٍ.قُلْتُ: وَقَدْ مَرَّ إِثْبَاتُ الحَسَنِ لِلأَقْدَارِ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْهُ، سِوَى حِكَايَةِ أَيُّوْبَ عَنْهُ، فَلَعَلَّهَا هَفْوَةٌ مِنْهُ، وَرَجَعَ عَنْهَا - وَللهِ الحَمْدُ -.
كَمَا نَقَلَ أَحْمَدُ الأَبَّارُ فِي (تَارِيْخِهِ) : حَدَّثَنَا مُؤَمِّلُ بنُ إِهَابٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ، قَالَ:
الخَيْرُ بِقَدَرٍ، وَالشَّرُّ لَيْسَ بِقَدَرٍ.
قُلْتُ: قَدْ رُمِيَ قَتَادَةُ بِالقَدَرِ.
قَالَ غُنْدَرٌ: عَنْ شُعْبَةَ: رَأَيْتُ عَلَى الحَسَنِ عِمَامَةً سَوْدَاءَ.
وَقَالَ سَلاَّمُ بنُ مِسْكِيْنٍ: رَأَيْتُ عَلَى الحَسَنِ طَيْلَسَاناً، كَأَنَّمَا يَجْرِي فِيْهِ المَاءُ، وَخَمِيْصَةً كَأَنَّهَا خَزٌّ.
وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: كَانَ الحَسَنُ يَرْوِي بِالمَعْنَى.
أَيُّوْبُ: قِيْلَ لابْنِ الأَشْعَثِ: إِنَّ سَرَّكَ أَنَّ يُقْتَلُوا حَوْلَكَ كَمَا قُتِلُوا حَوْلَ جَمَلِ عَائِشَةَ، فَأَخْرِجِ الحَسَنَ.
فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَأَكْرَهَهُ.
قَالَ سُلَيْمُ بنُ أَخْضَرَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، قَالُوا لابْنِ الأَشْعَثِ: أَخْرِجِ الحَسَنَ.
قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ بَيْنَ الجِسْرَيْنِ، وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ، فَغَفِلُوا عَنْهُ، فَأَلْقَى نَفْسَهُ فِي نَهْرٍ حَتَّى نَجَا مِنْهُم، وَكَادَ يَهْلِكُ يَوْمَئِذٍ.
وَقَالَ القَاسِمُ الحُدَّانِيُّ: رَأَيْتُ الحَسَنَ قَاعِداً فِي أَصْلِ مِنْبَرِ ابْنِ الأَشْعَثِ.
هِشَامٌ: عَنِ الحَسَنِ، قَالَ:
كَانَ الرَّجُلُ يَطْلُبُ العِلْمَ، فَلاَ يَلْبَثُ أَنْ يَرَى ذَلِكَ فِي تَخَشُّعِهِ، وَزُهْدِهِ، وَلِسَانِهِ، وَبَصَرِهِ.
حَمَّادٌ: سَمِعْتُ ثَابِتاً يَقُوْلُ:لَوْلاَ أَنْ تَصْنَعُوا بِي مَا صَنَعْتُمْ بِالحَسَنِ، حَدَّثْتُكُم أَحَادِيْثَ مُوْنِقَةً.
ثُمَّ قَالَ: مَنَعُوْهُ القَائِلَةَ، مَنَعُوْهُ النَّوْمَ.
حُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ: كَانَ الحَسَنُ يَقُوْلُ:
اصْحَبِ النَّاسَ بِمَا شِئْتَ أَنْ تَصَحَبَهُمْ، فَإِنَّهُم سَيَصْحَبُوْنَكَ بِمِثْلِهِ.
قَالَ أَيُّوْبُ: مَا وَجَدْتُ رِيْحَ مَرْقَةٍ طُبِخَتْ أَطْيَبَ مِنْ رِيْحِ قِدْرِ الحَسَنِ.
وَقَالَ أَبُو هِلاَلٍ: قَلَّمَا دَخَلْنَا عَلَى الحَسَنِ، إِلاَّ وَقَدْ رَأَيْنَا قِدْراً يَفُوْحُ مِنْهَا رِيْحٌ طَيِّبَةٌ.
مُسْلِمُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ: حَدَّثَنَا إِيَاسُ بنُ أَبِي تَمِيْمَةَ:
شَهِدْتُ الحَسَنَ فِي جِنَازَةِ أَبِي رَجَاءٍ عَلَى بَغْلَةٍ، وَالفَرَزْدَقُ إِلَى جَنْبِهِ عَلَى بَعِيْرٍ، فَقَالَ لَهُ الفَرَزْدَقُ: قَدِ اسْتَشْرَفَنَا النَّاسُ، يَقُوْلُوْنَ: خَيْرُ النَّاسِ، وَشَرُّ النَّاسِ.
قَالَ: يَا أَبَا فَرَاسٍ، كَمْ مِنْ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ خَيْرٌ مِنِّي، وَكَمْ مِنْ شَيْخٍ مُشْرِكٍ أَنْتَ خَيْرٌ مِنْهُ، مَا أَعْدَدْتَ لِلْمَوْتِ؟
قَالَ: شَهَادَةَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ.
قَالَ: إِنَّ مَعَهَا شُرُوْطاً، فَإِيَّاكَ وَقَذْفَ المُحْصَنَةِ.
قَالَ: هَلْ مِنْ تَوْبَةٍ؟
قَالَ: نَعَمْ.
ضَمْرَةُ: عَنْ أَصْبَغَ بنِ زَيْدٍ، قَالَ: مَاتَ الحَسَنُ، وَتَرَكَ كُتُباً فِيْهَا عِلْمٌ.
مُوْسَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بنُ الحُصَيْنِ البَاهِلِيُّ، قَالَ:
بَعَثْتُ إِلَى عَبْدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ: ابْعَثْ إِلَيَّ بِكُتُبِ أَبِيْكَ.
فَبَعَثَ إِلَيَّ: أَنَّهُ لَمَّا ثَقُلَ، قَالَ لِي: اجْمَعْهَا لِي، فَجَمَعْتُهَا لَهُ، وَمَا أَدْرِي مَا يَصْنَعُ بِهَا، فَأَتَيْتُ بِهَا، فَقَالَ لِلْخَادِمِ: اسْجُرِي التَّنُّوْرَ.
ثُمَّ أَمَرَ بِهَا، فَأُحْرِقَتْ غَيْرَ صَحِيْفَةٍ وَاحِدَةٍ، فَبَعَثَ بِهَا إِلَيَّ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ كَانَ يَقُوْلُ: ارْوِ مَا فِي هَذِهِ الصَّحِيْفَةِ.
ثُمَّ لَقِيْتُهُ بَعْدُ، فَأَخْبَرَنِي بِهِ مُشَافَهَةً بِمِثْلِ مَا أَدَّى الرَّسُوْلُ.
وَعَنْ عَلْقَمَةَ بنِ مَرْثَدٍ فِي ذِكْرِ الثَّمَانِيَةِ مِنَ التَّابِعِيْنَ، قَالَ:وَأَمَّا الحَسَنُ، فَمَا رَأَيْنَا أَحَداً أَطْوَلَ حُزْناً مِنْهُ، مَا كُنَّا نَرَاهُ إِلاَّ حَدِيْثَ عَهْدٍ بِمُصِيْبَةٍ، ثُمَّ قَالَ: نَضْحَكُ وَلاَ نَدْرِي لَعَلَّ اللهَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى بَعْضِ أَعْمَالِنَا.
وَقَالَ: لاَ أَقْبَلُ مِنْكُم شَيْئاً، وَيَحَكَ يَا ابْنَ آدَمَ! هَلْ لَكَ بِمُحَارِبَةِ اللهِ -يَعْنِي: قُوَّةً-.
وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُ أَقْوَاماً كَانَتِ الدُّنْيَا أَهْوَنَ عَلَى أَحَدِهِمْ مِنَ التُّرَابِ تَحْتَ قَدَمَيْهِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ أَقْوَاماً يُمْسِي أَحَدُهُمْ وَلاَ يَجِدُ عِنْدَهُ إِلاَّ قُوْتاً، فَيَقُوْلُ: لاَ أَجْعَلُ هَذَا كُلَّهُ فِي بَطْنِي.
فَيَتَصَدَّقُ بِبَعْضِهِ، وَلَعَلَّهُ أَجْوَعُ إِلَيْهِ مِمَّنْ يَتَصَدَّقُ بِهِ عَلَيْهِ.
قَالَ أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ: لَوْ رَأَيْتَ الحَسَنَ، لَقُلْتَ: إِنَّكَ لَمْ تُجَالِسْ فَقِيْهاً قَطُّ.
وَعَنِ الأَعْمَشِ، قَالَ: مَا زَالَ الحَسَنُ يَعِي الحِكْمَةَ حَتَّى نَطَقَ بِهَا، وَكَانَ إِذَا ذُكِرَ الحَسَنُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ البَاقِرِ، قَالَ: ذَاكَ الَّذِي يُشْبِهُ كَلاَمُهُ كَلاَمَ الأَنْبِيَاءِ.
صَالِحٌ المُرِّيُّ: عَنِ الحَسَنِ، قَالَ:
ابْنَ آدَمَ، إِنَّمَا أَنْتَ أَيَّامٌ، كُلَّمَا ذَهَبَ يَوْمٌ، ذَهَبَ بَعْضُكَ.
مُبَارَكُ بنُ فَضَالَةَ: سَمِعْتُ الحَسَنَ يَقُوْلُ:
فَضَحَ المَوْتُ الدُّنْيَا، فَلَمْ يَتْرُكْ فِيْهَا لِذِي لُبٍّ فَرَحاً.
وَرَوَى: ثَابِتٌ، عَنْهُ، قَالَ: ضَحِكُ المُؤْمِنِ غَفْلَةٌ مِنْ قَلْبِهِ.
أَبُو نُعَيْمٍ فِي (الحِلْيَةِ ) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الفَضْلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سَعِيْدٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عِصْمَةُ بنُ سُلَيْمَانَ الخَزَّازُ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بنُ جَعْفَرٍ، قَالَ:خَرَجَ الحَسَنُ مِنْ عِنْدِ ابْنِ هُبَيْرَةَ، فَإِذَا هُوَ بِالقُرَّاءِ عَلَى البَابِ، فَقَالَ: مَا يُجْلِسُكُمْ هَا هُنَا، تُرِيْدُوْنَ الدُّخُوْلَ عَلَى هَؤُلاَءِ الخُبَثَاءِ، أَمَا وَاللهِ مَا مُجَالَسَتُهُمْ مُجَالَسَةُ الأَبرَارِ، تَفَرَّقُوا، فَرَّقَ اللهُ بَيْنَ أَرْوَاحِكُم وَأَجَسَادِكُم، قَدْ فَرْطَحْتُم نِعَالَكُم، وَشَمَّرْتُم ثِيَابَكُم، وَجَزَزْتُم شُعُوْرَكُم، فَضَحْتُمُ القُرَّاءَ، فَضَحَكُمُ اللهُ، وَاللهِ لَوْ زَهِدْتُم فِيْمَا عِنْدَهُم، لَرَغِبُوا فِيْمَا عِنْدَكُم، وَلَكِنَّكُم رَغِبْتُم فِيْمَا عِنْدَهُم، فَزَهِدُوا فِيْكُم، أَبْعَدَ اللهُ مَنْ أَبْعَدَ.
وَعَنِ الحَسَنِ، قَالَ: ابْنَ آدَم، السِّكِّيْنُ تُحَدُّ، وَالكَبْشُ يُعْلَفُ، وَالتَّنُّوْرُ يُسْجَرُ.
ابْنُ المُبَارَكِ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بنُ صُبَيْحٍ، عَنِ الحَسَنِ، قَالَ:
المُؤْمِنُ مَنْ عَلِمَ أَنَّ مَا قَالَ اللهُ كَمَا قَالَ، وَالمُؤْمِنُ أَحْسَنُ النَّاسِ عَمَلاً، وَأَشَدُّ النَّاسِ وَجَلاً، فَلَو أَنْفَقَ جَبَلاً مِنْ مَالٍ، مَا أَمِنَ دُوْنَ أَنْ يُعَايِنَ، لاَ يَزْدَادُ صَلاَحاً وَبِرّاً إِلاَّ ازْدَادَ فَرَقاً، وَالمُنَافِقُ يَقُوْلُ: سَوَادُ النَّاسِ كَثِيْرٌ، وَسَيُغْفَرُ لِي، وَلاَ بَأْسَ عَلَيَّ، فَيُسِيْءُ العَمَلَ، وَيَتَمَنَّى عَلَى اللهِ.
الطَّيَالِسِيُّ فِي (المُسْنَدِ ) الَّذِي سَمِعْنَاهُ: حَدَّثَنَا جَسْرٌ أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (مَنْ قَرَأَ يس فِي لَيْلَةٍ الْتِمَاسَ وَجْهِ اللهِ، غُفِرَ لَهُ) .
رَوَاهُ: يُوْنُسُ بنُ عُبَيْدٍ، وَغَيْرُهُ، عَنِ الحَسَنِ.خَالِدُ بنُ خِدَاشٍ: حَدَّثَنَا صَالِحٌ المُرِّيُّ، عَنْ يُوْنُسَ، قَالَ:
لَمَّا حَضَرَتِ الحَسَنَ الوَفَاةُ، جَعَلَ يَسْتَرْجِعُ، فَقَامَ إِلَيْهِ ابْنُهُ، فَقَالَ: يَا أَبَتِ، قَدْ غَمَمْتَنَا، فَهَلْ رَأَيْتَ شَيْئاً؟
قَالَ: هِيَ نَفْسِي، لَمْ أُصَبْ بِمِثْلِهَا.
قَالَ هِشَامُ بنُ حَسَّانٍ: كُنَّا عِنْدَ مُحَمَّدٍ عَشِيَّةَ يَوْمِ الخَمِيْسِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ بَعْدَ العَصْرِ، فَقَالَ: مَاتَ الحَسَنُ.
فَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ، وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ، وَأَمْسَكَ عَنِ الكَلاَمِ، فَمَا تَكَلَّمَ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَأَمْسَكَ القَوْمُ عَنْهُ مِمَّا رَأَوْا مِنْ وَجْدِهِ عَلَيْهِ.
قُلْتُ: وَمَا عَاشَ مُحَمَّدُ بنُ سِيْرِيْنَ بَعْدَ الحَسَنِ إِلاَّ مائَةَ يَوْمٍ.
قَالَ ابْنُ عُلَيَّةَ: مَاتَ الحَسَنُ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ عَشْرٍ وَمائَةٍ.
وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ الحَسَنِ: إِنَّ أَبَاهُ عَاشَ نَحْواً مِنْ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً.
قُلْتُ: مَاتَ فِي أَوَّلِ رَجَبٍ، وَكَانَتْ جَنَازَتُهُ مَشْهُوْدَةً، صَلَّوْا عَلَيْهِ عَقِيْبَ الجُمُعَةِ بِالبَصْرَةِ، فَشَيَّعَهُ الخَلْقُ، وَازْدَحَمُوا عَلَيْهِ، حَتَّى إِنَّ صَلاَةَ العَصْرِ لَمْ تُقَمْ فِي الجَامِعِ.
وَيُرْوَى: أَنَّهُ أُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ إِفَاقَةً، فَقَالَ: لَقَدْ نَبَّهْتُمُوْنِي مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُوْنٍ، وَمَقَامٍ كَرِيْمٍ.
قُلْتُ: اخْتَلَفَ النُّقَّادُ فِي الاحْتِجَاجِ بِنُسْخَةِ الحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ، وَهِيَ نَحْوٌ مِنْ خَمْسِيْنَ حَدِيْثاً، فَقَدْ ثَبَتَ سَمَاعُهُ مِنْ سَمُرَةَ، فَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ حَدِيْثَ العَقِيْقَةِ.
وَقَالَ عَفَّانُ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنِي الحَسَنُ، عَنْ هَيَّاجِ بنِ
عِمْرَانَ البُرْجُمِيِّ:أَنَّ غُلاَماً لَهُ أَبَقَ، فَجَعَلَ عَلَيْهِ إِنْ قَدِرَ عَلَيْهِ أَنْ يَقْطَعَ يَدَهُ، فَلَمَّا قَدِرَ عَلَيْهِ، بَعَثَنِي إِلَى عِمْرَانَ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: أَخْبِرْهُ أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَحُثُّ فِي خُطْبَتِهِ عَلَى الصَّدَقَةِ، وَيَنْهَى عَنِ المُثْلَةِ، فَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِيْنِهِ، وَيَتَجَاوَزْ عَنْ غُلاَمِهِ.
قَالَ: وَبَعَثنِي إِلَى سَمُرَةَ، فَقَالَ:
كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَحُثُّ فِي خُطْبَتِهِ عَلَى الصَّدَقَةِ، وَيَنْهَى عَنِ المُثْلَةِ، لِيُكَفِّرْ عَنْ يَمِيْنِهِ، وَيَتَجَاوَزْ عَنْ غُلاَمِهِ.
قَالَ قَائِلٌ: إِنَّمَا أَعْرَضَ أَهْلُ الصَّحِيْحِ عَنْ كَثِيْرٍ مِمَّا يَقُوْلُ فِيْهِ الحَسَنُ عَنْ فُلاَنٍ، وَإِنْ كَانَ مِمَّا قَدْ ثَبَتَ لُقِيُّهُ فِيْهِ لِفُلاَنٍ المُعَيَّنِ، لأَنَّ الحَسَنَ مَعْرُوْفٌ بِالتَّدْلِيْسِ، وَيُدَلِّسُ عَنِ الضُّعَفَاءِ، فَيَبْقَى فِي النَّفْسِ مِنْ ذَلِكَ، فَإِنَّنَا وَإِنْ ثَبَّتْنَا سَمَاعَهُ مِنْ سَمُرَةَ، يَجُوْزُ أَنْ يَكُوْنَ لَمْ يَسْمَعْ فِيْهِ غَالِبَ النُّسْخَةِ الَّتِي عَنْ سَمُرَةَ - وَاللهُ أَعْلَمُ -.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=70282&book=5565#1c2aa3
الحسن بن يسار، أبو سعيد البصري
قال صالح: حدثني أبي، ثنا محمد بن الحسن الواسطي أنا عوف أن رجلا سأل الحسن فقال: يا أبا سعيد.
"الأسامي والكنى" (149).
وقال صالح: حدثني أبي، ثنا عفان، ثنا سلام بن مسكين، ثنا أبو بحر ميمون بن سياه، عن الحسن قال: قيل له يا أبا سعيد.
"الأسامي والكنى" (259).
وقال صالح: قال أبي: الحسن بن يسار، البصري.
"الأسامي والكنى" (296).
قال صالح: حدثني أبي، قال: حدثنا عفان قال: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد قال: لم يسمع الحسن من أبي هريرة.
"العلل" رواية المروذي وغيره (320).
وقال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا عفان قال: حدثنا وهيب قال: قال أيوب: لم يسمع الحسن من أبي هريرة.
"العلل" رواية المروذي وغيره (321).
قال الميموني: حدثنا ابن حنبل قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا أبو رجاء، قال عبد اللَّه: قلت للحسن: متى عهدك بالمدينة؟ قال: ليالي
صفين، قال: قلت: فمتى احتلمت؟ قال: بعد صفين بعام.
"العلل" رواية المروذي وغيره (422).
قال أبو داود: سمعت أحمد قال: أكثر الفتيا للحسن، وعطاء، ولإبراهيم فتيا كثير، إلا أنه ليس مثل هذين، هذان ثقتان.
"سؤالات أبي داود" (468).
وقال أبو داود: سمعت أحمد يقول: الأسود بن سريع ما أرى سمع منه الحسن، وذاك أن يونس يقول: حدثه.
سمعت أحمد عد من سمع منه الحسن من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وعد منهم: أحمر.
قيل لأحمد: عمرو بن تغلب؟ فجعل يجبن أن يعده في من سمع منه الحسن، وقال: ليس يقوله غير جرير -يعني: ابن حازم- عن الحسن قال: حدثني عمرو بن تغلب.
قيل لأحمد: سمع الحسن من عمران؟ قال: ما أُنكرِه، ابن سيرين أصغر منه بعشر سنين، سمع منه.
قال أحمد: وقتادة يدخل -يعني: الحسن وعمران- بينهما: هياج.
"مسائل أبي داود" (2042).
قال ابن أبي خيثمة: حدثنا أحمد بن حنبل قال: نا سفيان بن عيينة قال: قال رجل للحسن: يا أبا سعيد! أهل البصرة أو أهل الكوفة، قال: كان عمر قد يبدأ بأهل الكوفة.
قال سفيان: وها بيوتات العرب كلها وليست بالبصرة.
"تاريخ ابن أبي خيثمة" (3552).
قال حرب: قال أحمد: لم يسمع الحسن من ابن عباس، إنما كان ابن عباس بالبصرة واليًا أيام علي.
حدثنا أحمد: قال: ثنا عفان قال: ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد قال: لم يسمع الحسن من أبي هريرة.
قال أحمد: وحدثنا عفان قال: ثنا وهيب قال: قال أيوب: لم يسمع الحسن من أبي هريرة.
"مسائل حرب" ص 453.
وقال حرب: قال أحمد: الحسن لم يسمع من ابن عباس.
وقال: الحسن ولد بالمدينة، ثم صار إلى البصرة بعد.
"مسائل حرب" ص 459 - 460.
وقال حرب: قال أبو عبد اللَّه: الحسن البصري لم يسمع من ابن عباس.
"مسائل حرب" ص 471.
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثني يحيى بن أبي بكير قال: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد، قال عبد اللَّه: كان ثلاثة من أصحابه إذا سمعوا الحديث رفعوه: الحسن، وأبو العالية، وذكر رجلًا آخر.
"العلل" رواية عبد اللَّه (67)، (554).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان عن أيوب قال: سألت الحسن: (فاستمرت به) (1)، قال: لو كنت عربيًا عرفتها.
"العلل" رواية عبد اللَّه (91).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الصمد قال: حدثنا أبان ابن خالد قال: سمعت الحسن يقول: بلغني أن فرعون كان يعبد إلهًا في السر.
"العلل" رواية عبد اللَّه (208).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: حدثنا يونس، عن الحسن: أن قومًا قالوا لعقيل بن أبي طالب: يا أبا يزيد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (291)، (2068)، (5278).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا خالد بن خداش قال: قال حماد بن زيد: مات الحسن في أول يوم من رجب سنة عشر، وصليت عليه، ومات محمد لتسع مضين من شوال سنة عشر.
"العلل" رواية عبد اللَّه (524).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عفان قال: أحفظه عن شيخ ثقة عبد المؤمن بن عبيد اللَّه السدوسي، قال: الحسن البصري الحسن ابن يسار.
"العلل" رواية عبد اللَّه (680)، (5574).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان قال: كان الحسن يقول: ما سكن البصرة مثله -يعني عمران بن حصين.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1034).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان قال: قال عمرو بن عبيد لابن جدعان كأنه أراد أن يترضاه فقال أبي: أنا فلان رب مخبأة للحسن عندك، قال سفيان: وكان الحسن مختبئًا عنده.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1511).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان قال: وكان الحسن يقول: ما رأينا أفضل منه -يعني عثمان بن أبي العاص.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1550).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا الحكم بن عطية قال: سألت الحسن عن الكلب يكون في الدار، قال: حدثني عبد اللَّه ابن مُغفل عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (1).
"العلل" رواية عبد اللَّه (1731).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا أبو عامر، عن الحسن قال: كنا ندخل على عثمان بن أبي العاص وكان له بيت.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1732).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال: رأيت على الحسن عمامة سوداء و [. . .] (2)، سعيدي قد أرخى العمامة من خلفه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1974).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا معتمر، عن كهمس، عن رجل، عن الشعبي قال: لو لقيت هذا الكبش -يعني الحسن- لنهيته عن قوله: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. قال: صحبت ابن عمر ستة أشهر فلم أسمعه يقول: قال
رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، إلا في حديث واحد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1999)، (5613)، (5614).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا معتمر عن أبيه قال: رأى الحسن أمة تأكل كراثًا، فقال: يا أمة، اتقي هذِه الشجرة الخبيثة، قالت: أنت شيخ قد كبرت، قال: يا أمة أنا أكبر أو أنت.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2000).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا هشام وسألته عن الذي ذكر من أمر الحسن في القدر، فقال: كذبوا، إنما تغفلوا الشيخ بكلمة فقالوا عليها.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2123).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عفان قال: حدثنا حماد بن زيد قال: قال يحيى بن عتيق لأيوب: هل تجد شيئًا كنا نجده (ازدرانا فقهاء الناس إذا رأيناهم) (1) بالحسن.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2442).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا إسماعيل قال: أخبرنا سعيد الجريري، عن أبي نضرة قال: قلت لأبي سعيد: إنك تحدثنا أحاديث معجبة، وإنا نخاف أن نزيد أو ننقص، فلو أكتبتنا، فقال: لن نكتبكم ولن نجعله قرآنا، احفظوا عنا كما حفظنا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2749).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا إسماعيل قال: أخبرنا يونس قال: لما مات سعيد بن أبي الحسن وجد عليه الحسن وجدًا شديدًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2750).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سيار قال: حدثنا جعفر قال: حدثنا عباد بن عمرو العبدي، قال: سألت الحسن قلت: يا أبا سعيد ما الحور العين؟ قال: هن عجائزكم هؤلاء الدُّرد (1)، ينشئهن اللَّه تبارك وتعالى خلقًا آخر. قال بُريد بن أبي مريم السلولي للحسن: من حدثك بهذا الحديث يا أبا سعيد؟ فحسر عن كم قميصه فقال: حدثني فلان بن فلان المهاجري، وحدثني فلان بن فلان الأنصاري، حتى عد خمسة من المهاجرين وأربعة من الأنصار.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3527).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا مؤمل قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا أيوب قال: سمعت الحسن يقول: شهدتهم يوم تراموا بالحصى في أمر عثمان، حتى جعلت انظر فما أرى أديم السماء من الرهج، فسمعت كلام امرأة من بعض الحُجَر، فقيل لي: هذِه أم المؤمنين فسمعتها تقول: إن نبيكم -صلى اللَّه عليه وسلم- قد برئ ممن فرق دينه واحتزب.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3597).
قال عبد اللَّه: قرأت على أبي: حدثنا حماد بن خالد الخياط، عن سفيان، عن مطرف، عن الحسن قال: قال عمر: وَرِّع السارق لا تراعه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3746).
قال عبد اللَّه: قرأت على أبي: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا سفيان، عن (مطرح) (2)، عن الحسن قال: قال عمر رَوِّع السارق ولا تراعه بقول:
لا ترصد السارق لتأخذه ولكن روعه أنفذه، صح به.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3747).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا إسماعيل ابن علية، عن يونس قال: قال الحسن: ألقي يوسف عليه السلام في الجُب وهو ابن سبع عشرة سنة فكان في العبودة وفي السجن وفي الملك ثمانين سنة، ثم جمع له شمله، فعاش ثلاثًا وعشرين سنة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3798).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر، عن قتادة، عن الحسن وغيره قال: وكان أولُ من آمن به عليُ بن أبي طالب وهو ابن خمس عشرة أو "الاستيعاب" عشرة (1).
"العلل" رواية عبد اللَّه (3803).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن أُميَّ، عن العلاء بن بدر: دخلت على الحسن وهو على سرير، قلت: وددت أنك لم تكن تكلمت في القدر قال: وأنا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4205).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الصمد قال: حدثنا حزم قال: سمعت الحسن يقول وحدث بحديث، قال: فقال له عبد اللَّه بن بُريدة: من أخبرك بهذا يا أبا سعيد؟ فقال: عثمان بن أبي العاصي قال: ثقة واللَّه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4540).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عفان قال: حدثنا حماد بن زيد، عن يونس قال: قال الحسن احتسابًا، وسكت محمد احتسابًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4601).
قال عبد اللَّه: سمعته يقول: جلس عوف إلى الحسن قبل الهزيمة هزيمة ابن الأشعث، قبل أن يجالسه يونس بن عبيد فمن ثم يقول عوف عن الحسن: بلغني أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يقول، ثم إن الحسن ترك ذاك قوله: بلغني، كان بعد الهزيمة يقول: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4648).
قال عبد اللَّه: قال أبي: سمعت يحيى بن سعيد يقول: مطرف أكبر من الحسن بعشرين سنة وأبو العلاء أكبر من الحسن بعشر سنين.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4649).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا إسماعيل، عن يونس، عن الحسن قال: قال الحجاج ما أمدك يا حسن. قال: قلت: سنتان من خلافة عمر، قال: فقال: واللَّه لعينك أكبر من أمدك.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4783 أ).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا إسماعيل قال أخبرنا أبو رجاء قال: قلت للحسن: متى عهدك بالمدينة؟ قال: ليلة صفين. قال: قلت فمتى احتلمت؟ قال: بعد صفين عامًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4784).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا إسماعيل قال: مات الحسن البصري في رجب سنة عشر ومائة.
قال أبي: وفيها ولد إسماعيل.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4785).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا إسماعيل، عن أبي رجاء قال: سئل الحسن وأنا أسمع عن بيت المقدس، فقال: أسسه داود وأكمل بناءه سليمان.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4786).
قال عبد اللَّه: وجدت في كتاب أبي بخط يده: حدثنا رجُل قال: حدثنا مُعتمر قال سمعتُ حميدًا يحدث عن الحسن قال: قال سمرة: وكان مُنكرًا أن الإسلام كان في حصن حصين، وإنهم ثلموا من الإسلام ثلمة بقتلهم عثمان.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4870).
قال عبد اللَّه: وجدت في كتاب أبي بخط يده: حدثني أبو إبراهيم يعني المعقب عن معاذ قال: كان الحسن أكبر من ابن سيرين بعشر سنين.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4872).
قال عبد اللَّه: وجدت في كتاب أبي بخط يده: حدثني أبو إبراهيم أخبرنا معاذ عن الشعبي قال: صحبت الحسن إحدى عشرة سنة ومات في سنة عشر ومائة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4873).
قال سلمة: حدثنا أحمد قال: حدثنا مؤمل قال: سمعت شعبة يقول: قلت ليونس: الحسن سمع من أبي هريرة شيئًا؟ قال: لا، وسمعت قتادة يقول: ما شافه الحسن أحدًا من البدريين بالحديث.
"المعرفة والتاريخ" 1/ 233.
قال سلمة: قال أحمد بن حنبل -قال: أظنه- عن عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا حماد بن زيد، قال: سمعت يحيى بن عتيق يقول لأيوب
وذكر الحسن قال: يا أبا بكر هل تجد شيئًا كنا نجده إن ازدرانا علماء الناس ازدريناهم بالحسن.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 49.
وقال سلمة: قال أحمد بن حنبل: حدثنا عفان بن مسلم، حدثنا حماد بن زيد، عن يونس قال: قال الحسن احتسابًا، وسكت محمد احتسابًا.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 56.
قال سلمة: قال أحمد: حدثنا محمد بن الحسن الواسطي قال: أخبرنا عوف أن رجلًا سأل الحسن فقال: يا أبا سعيد إن منزلي ناء، والاختلاف شق عليّ ومعي أحاديث، فإن لم يكن عرضت بالقراءة، فإنها قرأت عليك، فقال: ما أبالي قرأت عليّ فأخبرتك أنه حدثني أو حدثتك به. قال: يا أبا سعيد فأقول حدثني الحسن؟ قال: نعم فقل: حدثني الحسن.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 828.
قال علي بن الحسن الهسنجاني: نا أحمد بن حنبل، نا عثمان، حدثنا وهيب قال: قال أيوب: لم يسمع الحسن من أبي هريرة.
"المراسيل" لابن أبي حاتم ص 35.
قال صالح: قال أبي: سمع الحسن من ابن عمر، وأنس بن مالك، وابن مغفل، وسمع من عمرو بن تغلب أحاديث. وقال بعضهم: حدثني عمران بن حصين -يعني إنكارًا عليه أنه لم يسمع من عمران بن حصين.
"الجرح والتعديل" 3/ 41، "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 38، 44، 45.
قال البغوي: سمعت أبا عبد اللَّه أحمد بن حنبل يقول: قد روى الحسن عن معقل بن يسار.
"معجم الصحابة" 5/ 322
قال البغوي: سمعت أبا عبد اللَّه أحمد بن حنبل يقول: قد روى الحسن عن علي بن أبي طالب.
"طبقات الحنابلة" 2/ 36.
وقال صالح: قال أبي رحمه اللَّه: سمع الحسن من ابن عمر، وأنس بن مالك، وابن مغفل، وعمرو بن تغلب، ولم يصح له السماع من جندب، ولا معقل بن يسار، ولا من عمران بن حصين، ولا من أبي هريرة.
"الأباطيل والمناكير" 1/ 71 - 72.
قال الفضل بن زياد: قال أحمد بن حنبل: وليس في المرسلات شيء أضعف من مرسلات الحسن وعطاء بن أبي رباح؛ فإنهما كانا يأخذان عن كل أحد.
"تهذيب الكمال" 20/ 83، "الفروع" 3/ 227.
قال الأثرم: قال أبو عبد اللَّه: لا يصح سماع الحسن من سمرة.
"تهذيب السنن" لابن القيم 5/ 31، "المبدع" 1/ 190.
قال مهنا: سألت أحمد: هل شيء يجيء عن الحسن قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟
قال: هو صحيح، ما نكاد نجدها إلا صحيحة، ولاسيما مثل هذا المرسل.
"الفروع" 3/ 227.
قال صالح: حدثني أبي، ثنا محمد بن الحسن الواسطي أنا عوف أن رجلا سأل الحسن فقال: يا أبا سعيد.
"الأسامي والكنى" (149).
وقال صالح: حدثني أبي، ثنا عفان، ثنا سلام بن مسكين، ثنا أبو بحر ميمون بن سياه، عن الحسن قال: قيل له يا أبا سعيد.
"الأسامي والكنى" (259).
وقال صالح: قال أبي: الحسن بن يسار، البصري.
"الأسامي والكنى" (296).
قال صالح: حدثني أبي، قال: حدثنا عفان قال: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد قال: لم يسمع الحسن من أبي هريرة.
"العلل" رواية المروذي وغيره (320).
وقال صالح: حدثني أبي قال: حدثنا عفان قال: حدثنا وهيب قال: قال أيوب: لم يسمع الحسن من أبي هريرة.
"العلل" رواية المروذي وغيره (321).
قال الميموني: حدثنا ابن حنبل قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا أبو رجاء، قال عبد اللَّه: قلت للحسن: متى عهدك بالمدينة؟ قال: ليالي
صفين، قال: قلت: فمتى احتلمت؟ قال: بعد صفين بعام.
"العلل" رواية المروذي وغيره (422).
قال أبو داود: سمعت أحمد قال: أكثر الفتيا للحسن، وعطاء، ولإبراهيم فتيا كثير، إلا أنه ليس مثل هذين، هذان ثقتان.
"سؤالات أبي داود" (468).
وقال أبو داود: سمعت أحمد يقول: الأسود بن سريع ما أرى سمع منه الحسن، وذاك أن يونس يقول: حدثه.
سمعت أحمد عد من سمع منه الحسن من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وعد منهم: أحمر.
قيل لأحمد: عمرو بن تغلب؟ فجعل يجبن أن يعده في من سمع منه الحسن، وقال: ليس يقوله غير جرير -يعني: ابن حازم- عن الحسن قال: حدثني عمرو بن تغلب.
قيل لأحمد: سمع الحسن من عمران؟ قال: ما أُنكرِه، ابن سيرين أصغر منه بعشر سنين، سمع منه.
قال أحمد: وقتادة يدخل -يعني: الحسن وعمران- بينهما: هياج.
"مسائل أبي داود" (2042).
قال ابن أبي خيثمة: حدثنا أحمد بن حنبل قال: نا سفيان بن عيينة قال: قال رجل للحسن: يا أبا سعيد! أهل البصرة أو أهل الكوفة، قال: كان عمر قد يبدأ بأهل الكوفة.
قال سفيان: وها بيوتات العرب كلها وليست بالبصرة.
"تاريخ ابن أبي خيثمة" (3552).
قال حرب: قال أحمد: لم يسمع الحسن من ابن عباس، إنما كان ابن عباس بالبصرة واليًا أيام علي.
حدثنا أحمد: قال: ثنا عفان قال: ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد قال: لم يسمع الحسن من أبي هريرة.
قال أحمد: وحدثنا عفان قال: ثنا وهيب قال: قال أيوب: لم يسمع الحسن من أبي هريرة.
"مسائل حرب" ص 453.
وقال حرب: قال أحمد: الحسن لم يسمع من ابن عباس.
وقال: الحسن ولد بالمدينة، ثم صار إلى البصرة بعد.
"مسائل حرب" ص 459 - 460.
وقال حرب: قال أبو عبد اللَّه: الحسن البصري لم يسمع من ابن عباس.
"مسائل حرب" ص 471.
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثني يحيى بن أبي بكير قال: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد، قال عبد اللَّه: كان ثلاثة من أصحابه إذا سمعوا الحديث رفعوه: الحسن، وأبو العالية، وذكر رجلًا آخر.
"العلل" رواية عبد اللَّه (67)، (554).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان عن أيوب قال: سألت الحسن: (فاستمرت به) (1)، قال: لو كنت عربيًا عرفتها.
"العلل" رواية عبد اللَّه (91).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الصمد قال: حدثنا أبان ابن خالد قال: سمعت الحسن يقول: بلغني أن فرعون كان يعبد إلهًا في السر.
"العلل" رواية عبد اللَّه (208).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: حدثنا يونس، عن الحسن: أن قومًا قالوا لعقيل بن أبي طالب: يا أبا يزيد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (291)، (2068)، (5278).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا خالد بن خداش قال: قال حماد بن زيد: مات الحسن في أول يوم من رجب سنة عشر، وصليت عليه، ومات محمد لتسع مضين من شوال سنة عشر.
"العلل" رواية عبد اللَّه (524).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عفان قال: أحفظه عن شيخ ثقة عبد المؤمن بن عبيد اللَّه السدوسي، قال: الحسن البصري الحسن ابن يسار.
"العلل" رواية عبد اللَّه (680)، (5574).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان قال: كان الحسن يقول: ما سكن البصرة مثله -يعني عمران بن حصين.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1034).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان قال: قال عمرو بن عبيد لابن جدعان كأنه أراد أن يترضاه فقال أبي: أنا فلان رب مخبأة للحسن عندك، قال سفيان: وكان الحسن مختبئًا عنده.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1511).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان قال: وكان الحسن يقول: ما رأينا أفضل منه -يعني عثمان بن أبي العاص.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1550).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا الحكم بن عطية قال: سألت الحسن عن الكلب يكون في الدار، قال: حدثني عبد اللَّه ابن مُغفل عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (1).
"العلل" رواية عبد اللَّه (1731).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا أبو عامر، عن الحسن قال: كنا ندخل على عثمان بن أبي العاص وكان له بيت.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1732).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال: رأيت على الحسن عمامة سوداء و [. . .] (2)، سعيدي قد أرخى العمامة من خلفه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1974).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا معتمر، عن كهمس، عن رجل، عن الشعبي قال: لو لقيت هذا الكبش -يعني الحسن- لنهيته عن قوله: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. قال: صحبت ابن عمر ستة أشهر فلم أسمعه يقول: قال
رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، إلا في حديث واحد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (1999)، (5613)، (5614).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا معتمر عن أبيه قال: رأى الحسن أمة تأكل كراثًا، فقال: يا أمة، اتقي هذِه الشجرة الخبيثة، قالت: أنت شيخ قد كبرت، قال: يا أمة أنا أكبر أو أنت.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2000).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا هشام وسألته عن الذي ذكر من أمر الحسن في القدر، فقال: كذبوا، إنما تغفلوا الشيخ بكلمة فقالوا عليها.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2123).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عفان قال: حدثنا حماد بن زيد قال: قال يحيى بن عتيق لأيوب: هل تجد شيئًا كنا نجده (ازدرانا فقهاء الناس إذا رأيناهم) (1) بالحسن.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2442).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا إسماعيل قال: أخبرنا سعيد الجريري، عن أبي نضرة قال: قلت لأبي سعيد: إنك تحدثنا أحاديث معجبة، وإنا نخاف أن نزيد أو ننقص، فلو أكتبتنا، فقال: لن نكتبكم ولن نجعله قرآنا، احفظوا عنا كما حفظنا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2749).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا إسماعيل قال: أخبرنا يونس قال: لما مات سعيد بن أبي الحسن وجد عليه الحسن وجدًا شديدًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (2750).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سيار قال: حدثنا جعفر قال: حدثنا عباد بن عمرو العبدي، قال: سألت الحسن قلت: يا أبا سعيد ما الحور العين؟ قال: هن عجائزكم هؤلاء الدُّرد (1)، ينشئهن اللَّه تبارك وتعالى خلقًا آخر. قال بُريد بن أبي مريم السلولي للحسن: من حدثك بهذا الحديث يا أبا سعيد؟ فحسر عن كم قميصه فقال: حدثني فلان بن فلان المهاجري، وحدثني فلان بن فلان الأنصاري، حتى عد خمسة من المهاجرين وأربعة من الأنصار.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3527).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا مؤمل قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا أيوب قال: سمعت الحسن يقول: شهدتهم يوم تراموا بالحصى في أمر عثمان، حتى جعلت انظر فما أرى أديم السماء من الرهج، فسمعت كلام امرأة من بعض الحُجَر، فقيل لي: هذِه أم المؤمنين فسمعتها تقول: إن نبيكم -صلى اللَّه عليه وسلم- قد برئ ممن فرق دينه واحتزب.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3597).
قال عبد اللَّه: قرأت على أبي: حدثنا حماد بن خالد الخياط، عن سفيان، عن مطرف، عن الحسن قال: قال عمر: وَرِّع السارق لا تراعه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3746).
قال عبد اللَّه: قرأت على أبي: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا سفيان، عن (مطرح) (2)، عن الحسن قال: قال عمر رَوِّع السارق ولا تراعه بقول:
لا ترصد السارق لتأخذه ولكن روعه أنفذه، صح به.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3747).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا إسماعيل ابن علية، عن يونس قال: قال الحسن: ألقي يوسف عليه السلام في الجُب وهو ابن سبع عشرة سنة فكان في العبودة وفي السجن وفي الملك ثمانين سنة، ثم جمع له شمله، فعاش ثلاثًا وعشرين سنة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (3798).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر، عن قتادة، عن الحسن وغيره قال: وكان أولُ من آمن به عليُ بن أبي طالب وهو ابن خمس عشرة أو "الاستيعاب" عشرة (1).
"العلل" رواية عبد اللَّه (3803).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن أُميَّ، عن العلاء بن بدر: دخلت على الحسن وهو على سرير، قلت: وددت أنك لم تكن تكلمت في القدر قال: وأنا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4205).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الصمد قال: حدثنا حزم قال: سمعت الحسن يقول وحدث بحديث، قال: فقال له عبد اللَّه بن بُريدة: من أخبرك بهذا يا أبا سعيد؟ فقال: عثمان بن أبي العاصي قال: ثقة واللَّه.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4540).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا عفان قال: حدثنا حماد بن زيد، عن يونس قال: قال الحسن احتسابًا، وسكت محمد احتسابًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4601).
قال عبد اللَّه: سمعته يقول: جلس عوف إلى الحسن قبل الهزيمة هزيمة ابن الأشعث، قبل أن يجالسه يونس بن عبيد فمن ثم يقول عوف عن الحسن: بلغني أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يقول، ثم إن الحسن ترك ذاك قوله: بلغني، كان بعد الهزيمة يقول: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4648).
قال عبد اللَّه: قال أبي: سمعت يحيى بن سعيد يقول: مطرف أكبر من الحسن بعشرين سنة وأبو العلاء أكبر من الحسن بعشر سنين.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4649).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا إسماعيل، عن يونس، عن الحسن قال: قال الحجاج ما أمدك يا حسن. قال: قلت: سنتان من خلافة عمر، قال: فقال: واللَّه لعينك أكبر من أمدك.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4783 أ).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا إسماعيل قال أخبرنا أبو رجاء قال: قلت للحسن: متى عهدك بالمدينة؟ قال: ليلة صفين. قال: قلت فمتى احتلمت؟ قال: بعد صفين عامًا.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4784).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا إسماعيل قال: مات الحسن البصري في رجب سنة عشر ومائة.
قال أبي: وفيها ولد إسماعيل.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4785).
قال عبد اللَّه: حدثني أبي قال: حدثنا إسماعيل، عن أبي رجاء قال: سئل الحسن وأنا أسمع عن بيت المقدس، فقال: أسسه داود وأكمل بناءه سليمان.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4786).
قال عبد اللَّه: وجدت في كتاب أبي بخط يده: حدثنا رجُل قال: حدثنا مُعتمر قال سمعتُ حميدًا يحدث عن الحسن قال: قال سمرة: وكان مُنكرًا أن الإسلام كان في حصن حصين، وإنهم ثلموا من الإسلام ثلمة بقتلهم عثمان.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4870).
قال عبد اللَّه: وجدت في كتاب أبي بخط يده: حدثني أبو إبراهيم يعني المعقب عن معاذ قال: كان الحسن أكبر من ابن سيرين بعشر سنين.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4872).
قال عبد اللَّه: وجدت في كتاب أبي بخط يده: حدثني أبو إبراهيم أخبرنا معاذ عن الشعبي قال: صحبت الحسن إحدى عشرة سنة ومات في سنة عشر ومائة.
"العلل" رواية عبد اللَّه (4873).
قال سلمة: حدثنا أحمد قال: حدثنا مؤمل قال: سمعت شعبة يقول: قلت ليونس: الحسن سمع من أبي هريرة شيئًا؟ قال: لا، وسمعت قتادة يقول: ما شافه الحسن أحدًا من البدريين بالحديث.
"المعرفة والتاريخ" 1/ 233.
قال سلمة: قال أحمد بن حنبل -قال: أظنه- عن عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا حماد بن زيد، قال: سمعت يحيى بن عتيق يقول لأيوب
وذكر الحسن قال: يا أبا بكر هل تجد شيئًا كنا نجده إن ازدرانا علماء الناس ازدريناهم بالحسن.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 49.
وقال سلمة: قال أحمد بن حنبل: حدثنا عفان بن مسلم، حدثنا حماد بن زيد، عن يونس قال: قال الحسن احتسابًا، وسكت محمد احتسابًا.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 56.
قال سلمة: قال أحمد: حدثنا محمد بن الحسن الواسطي قال: أخبرنا عوف أن رجلًا سأل الحسن فقال: يا أبا سعيد إن منزلي ناء، والاختلاف شق عليّ ومعي أحاديث، فإن لم يكن عرضت بالقراءة، فإنها قرأت عليك، فقال: ما أبالي قرأت عليّ فأخبرتك أنه حدثني أو حدثتك به. قال: يا أبا سعيد فأقول حدثني الحسن؟ قال: نعم فقل: حدثني الحسن.
"المعرفة والتاريخ" 2/ 828.
قال علي بن الحسن الهسنجاني: نا أحمد بن حنبل، نا عثمان، حدثنا وهيب قال: قال أيوب: لم يسمع الحسن من أبي هريرة.
"المراسيل" لابن أبي حاتم ص 35.
قال صالح: قال أبي: سمع الحسن من ابن عمر، وأنس بن مالك، وابن مغفل، وسمع من عمرو بن تغلب أحاديث. وقال بعضهم: حدثني عمران بن حصين -يعني إنكارًا عليه أنه لم يسمع من عمران بن حصين.
"الجرح والتعديل" 3/ 41، "المراسيل" لابن أبي حاتم ص 38، 44، 45.
قال البغوي: سمعت أبا عبد اللَّه أحمد بن حنبل يقول: قد روى الحسن عن معقل بن يسار.
"معجم الصحابة" 5/ 322
قال البغوي: سمعت أبا عبد اللَّه أحمد بن حنبل يقول: قد روى الحسن عن علي بن أبي طالب.
"طبقات الحنابلة" 2/ 36.
وقال صالح: قال أبي رحمه اللَّه: سمع الحسن من ابن عمر، وأنس بن مالك، وابن مغفل، وعمرو بن تغلب، ولم يصح له السماع من جندب، ولا معقل بن يسار، ولا من عمران بن حصين، ولا من أبي هريرة.
"الأباطيل والمناكير" 1/ 71 - 72.
قال الفضل بن زياد: قال أحمد بن حنبل: وليس في المرسلات شيء أضعف من مرسلات الحسن وعطاء بن أبي رباح؛ فإنهما كانا يأخذان عن كل أحد.
"تهذيب الكمال" 20/ 83، "الفروع" 3/ 227.
قال الأثرم: قال أبو عبد اللَّه: لا يصح سماع الحسن من سمرة.
"تهذيب السنن" لابن القيم 5/ 31، "المبدع" 1/ 190.
قال مهنا: سألت أحمد: هل شيء يجيء عن الحسن قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟
قال: هو صحيح، ما نكاد نجدها إلا صحيحة، ولاسيما مثل هذا المرسل.
"الفروع" 3/ 227.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=132619&book=5565#fded2d
الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن زكريا بْن صالح بن عاصم بن زفر بن العلاء بن أسلم، أَبُو سعيد العدوي البصري :
سكن بغداد وحدث بِها عَنْ عمرو بْن مرزوق، وعروة بن سعيد، ومسدد بن مسرهد، وهدبة بن خالد، وطالوت بن عبّاد، وكامل بن طلحة، وجويرية بن أشرس، وعَبْد اللَّهِ بْن معاوية الجمحي، وشيبان بن فروخ، وجبارة بن مغلس، وخراش بن عَبْد اللَّهِ، وغيرهم. رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن مالك القطيعي، وأحمد بْن جعفر بْن سلم، وأبو الْقَاسِم بن النخاس، وأحمد بن إبراهيم شاذان، وأبو الْحَسَن الدارقطني، وأبو حفص الكتاني فِي آخرين.
أخبرني التنوخي. قَالَ: قَالَ لنا أَبُو بَكْر بْن شَاذَانَ: سألت أبا سعيد الْحَسَن بن عَلِيّ البصري فِي أي سنة ولدت؟ قَالَ فِي سنة عشر ومائتين.
أخبرنا محمود بن عمر العكبري أخبرنا أَبُو طالب عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن عَبْد اللَّه حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا بن صالح بن عاصم بن زفر البصري قَالَ:
مررت بالبصرة بباب عُثْمَان بن أَبِي العاص الثقفي فإذا الناس مجتمعون فِي منخل طحان، فملت إليهم لأنظر كما ينظر الغلمان، فإذا بهذا الشيخ فقلت: من هذا؟
فقالوا: هذا خراش بن عَبْد اللَّهِ خادم أنس بن مالك، قُلْتُ: كم لَهُ من سنة؟ قالوا:
ثلاثون ومائة سنة! فزحمت الناس ودخلت إليه وبين يديه جمعية يكتبون عنه، والباقون نظارة، فأخذت قلما من يد رجل وكتبت هذه الثلاثة عشر حديثا في أسفل نعلى، وذلك فِي سنة اثنتين وعشرين ومائتين. وأنا ابن اثنتي عشرة سنة.
أنبأنا أَحْمَد بن علي اليزدي أخبرنا أَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاق الْحَافِظ. قَالَ: أَبُو سعيد الْحَسَن بن عَلِيّ العدوي البصري سكن بغداد، رأيت مشايخنا وكهولنا قد كتبوا عنه لكن فيه نظر، يقال حبسه إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق الْقَاضِي إنكارا عليه فيما كَانَ يحدث به عن مشايخنا.
نقلت من أصل أبي سعيد المالينى- وأجاز لي روايته عنه- أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ. قال: أَبُو سعيد الْحَسَن بن عَلِيّ العدوي يضع الحديث، ويسرق الحديث ويلزقه عَلَى قوم آخرين، ويحدث عَنْ قوم لا يعرفون، وهو متهم فيهم، وإن اللَّه لم يخلقهم، وعامة ما حدث به- إلا القليل- موضوعات، وكنا نتهمه بل نتيقنه أَنَّهُ هو الذي وضعها.
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بْن يُوسُف يَقُول: سألت الدارقطني عَنِ الْحَسَن بن عَلِيّ أَبِي سعيد البصري فَقَالَ: ذا متروك، قُلْتُ: كَانَ يسمى الذئب؟ قَالَ: نعم.
وَقَالَ حمزة: سمعت أبا محمّد الحسين بن علي الصيمري يقول: الحسن بن علي ابن زكريا أَبُو سعيد العدوي أصله بصري سكن بغداد، كذاب عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ عَلَى النَّبِيّ ما لم يقل، زعم لنا أن خراشا حدثه عَنْ أنس بن مالك أحاديث فوق العشرة. وزعم لنا أن عروة بن سعيد حدثه عَنِ ابن عون نسخة.
ومما حدث به- لا جزاه اللَّه خيرا- عَنْ شيخ قد سماه لنا عَنْ شُعْبَة عَنْ توبة العنبري عَنْ أنس رفعه إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «عليكم بالوجوه الملاح، والحدق السود، فإن الله يستحي أن يعذب وجها مليحا بالنار »
وأشياء كثيرة تبين كذبه عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ المالينى- قراءة- أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْنِ سليمان النخاس المقرئ حدّثنا الحسن بن علي بن زفر حَدَّثَنَا الصَّبَّاحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو بِشْرٍ
حدثنا شعبة عن توبة العنبري عَنْ أَنَسٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ: «عَلَيْكُمْ بِالْحَدَقِ السُّودِ، فَإِنَّ اللَّهَ يَسْتَحِي أَنْ يُعَذِّبَ الْوَجْهَ الْحَسَنَ بِالنَّارِ »
. رَوَاهُ أَبُو سعيد مَرَّةً أُخْرَى عَنْ شَيْخٍ غَيْرِ الصَّبَّاحِ سَمَّاهُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سُلَيْمَانَ الزَّيَّاتَ عَنْ شُعْبَةَ.
أَخْبَرَنَاهُ الحسن بن الحسين بن العبّاس النّعاليّ أخبرنا أحمد بن عبد الله الذارع حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ. وَأَخْبَرَنِيهِ أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْوَكِيلُ قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن بْن مُوسَى النيسابوري أخبرنا محمّد بن طاهر القرشيّ حدّثنا الحسن بن صالح البصريّ حدّثنا إبراهيم بن سليمان الزيات حدثنا شعبة عن توبة العنبري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «عليكم بالوجوه الملاح، والحدق السود، فإن الله يستحي أن يعذب وجها مَلِيحًا بِالنَّارِ»
وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ الطَّرَازِيُّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمُقْرِئُ أخبرنا عمر بن إبراهيم بن كثير حدّثنا أبو سعيد العدويّ حدّثنا مسدد بن مسرهد حدّثنا حمّاد بن زيد حدّثنا أبان بن تغلب حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ. قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الدَّالُّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ »
. وَهَذَا الْحَدِيثُ يَرْوِيهِ عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ هَكَذَا، وَقَدْ سَرَقَهُ الْعَدَوِيُّ فَرَوَاهُ عَنْ مُسَدَّدٍ، وَلَيْسَ الْحَدِيثُ عِنْدَ مُسَدَّدٍ، وَإِنَّمَا عَارِمٌ يَتَفَرَّدُ بِهِ. وَقَدْ رَوَاهُ الْحَسَنُ ابن عمر الْعَبْدِيُّ عَنْ حَمَّادٍ، فَقَالَ فِيهِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَخْطَأَ فِي ذَلِكَ؛ لأَنَّهُ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ.
أَخْبَرَنَا الأزهرى حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن حدّثنا الحسن بن علي العدويّ حدّثنا كامل بن طلحة حدّثنا ابن لهيعة حدّثنا سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا ثَمَانِينَ ألف ملك يستغفرون الله لمن أحب أبا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَفِي السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ ثَمَانُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَلْعَنُونَ مَنْ أبغض أبا
بكر وعمر »
وهذا الحديث وضعه العدويّ عن كامل بن طلحة، وإنما يرويه عبد الرزاق بن مَنْصُور البندار عَنْ أَبِي عَبْد اللَّهِ الزاهد السمرقندي عَنِ ابن لهيعة، وأبو عَبْد اللَّهِ الزاهد مجهول، فألزقه العدوي عَلَى كامل وكامل ثقة، والحديث ليس بمحفوظ عَنِ ابن لهيعة.
حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بن أبي طالب حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزاز حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ القافلائى حدّثنا عبد الرّزّاق بن منصور البندار حدّثنا أبو عبد الله السمرقندي الزاهد حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا ثَمَانِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ أَحَبَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَفِي السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ ثَمَانِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَلْعَنُونَ مَنْ أَبْغَضَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَمَنْ أَحَبَّ جَمِيعَ الصَّحَابَةِ فَقَدْ بَرِئَ مِنَ النِّفَاقِ »
. وَقَدْ صَنَعَ الْعَدَوِيُّ لِهَذَا الْحَدِيثِ إِسْنَادًا آخَرَ.
أَخْبَرَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن إسحاق المقرئ أخبرنا عمر بن إبراهيم بن كثير حدّثنا أبو سعيد العدويّ حدّثنا طالوت عن عبّاد الجحدري حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ فِي السماء الدنيا ثمانين ألف ملك يستغفرون الله لِمَنْ أَحَبَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَفِي السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ ثَمَانِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَلْعَنُونَ مَنْ أَبْغَضَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ »
. وَهَذَا الإِسْنَادُ صَحِيحٌ وَرِجَالُهُ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ، وَقَدْ أَتَى الْعَدَوِيُّ أَمْرًا عَظِيمًا وَارْتَكَبَ أَمْرًا قَبِيحًا، فِي الْجُرْأَةِ بِوَضْعِهِ أَعْظَمَ مِنْ جُرْأَتِهِ فِي حَدِيثِ ابْنِ لَهِيعَةَ.
قَالَ مُحَمَّد بن أَبِي الفوارس: قرأت عَلَى أَبِي الْحَسَن الدارقطني. قَالَ: حسن بن عَلِيّ العدوي أَبُو سعيد متروك.
حَدَّثَنَا عَلِيّ بن أَبِي عَلِيّ قَالَ: سمعت أبا بكر بْن شاذان يَقُولُ: رأيت أبا سعيد العدوي وقد اسودت طاقات يسيرة من شعر لحيته بعد بياضها لفرط الكبر.
قَالَ لي الْحَسَن بن مُحَمَّد الخلال: مات أَبُو سعيد العدوي سنة ثمان عشرة وثلاثمائة. وكان مولده سنة عشر ومائتين.
ذكر أبو القاسم بن الثلاج فيما قرأت بخطه أن أبا سعيد العدوي مات فِي شهر ربيع الأول من سنة تسع عشرة وثلاثمائة.
قَالَ غيره: مات فِي يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة تسع عشرة.
سكن بغداد وحدث بِها عَنْ عمرو بْن مرزوق، وعروة بن سعيد، ومسدد بن مسرهد، وهدبة بن خالد، وطالوت بن عبّاد، وكامل بن طلحة، وجويرية بن أشرس، وعَبْد اللَّهِ بْن معاوية الجمحي، وشيبان بن فروخ، وجبارة بن مغلس، وخراش بن عَبْد اللَّهِ، وغيرهم. رَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن مالك القطيعي، وأحمد بْن جعفر بْن سلم، وأبو الْقَاسِم بن النخاس، وأحمد بن إبراهيم شاذان، وأبو الْحَسَن الدارقطني، وأبو حفص الكتاني فِي آخرين.
أخبرني التنوخي. قَالَ: قَالَ لنا أَبُو بَكْر بْن شَاذَانَ: سألت أبا سعيد الْحَسَن بن عَلِيّ البصري فِي أي سنة ولدت؟ قَالَ فِي سنة عشر ومائتين.
أخبرنا محمود بن عمر العكبري أخبرنا أَبُو طالب عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّدِ بْن عَبْد اللَّه حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا بن صالح بن عاصم بن زفر البصري قَالَ:
مررت بالبصرة بباب عُثْمَان بن أَبِي العاص الثقفي فإذا الناس مجتمعون فِي منخل طحان، فملت إليهم لأنظر كما ينظر الغلمان، فإذا بهذا الشيخ فقلت: من هذا؟
فقالوا: هذا خراش بن عَبْد اللَّهِ خادم أنس بن مالك، قُلْتُ: كم لَهُ من سنة؟ قالوا:
ثلاثون ومائة سنة! فزحمت الناس ودخلت إليه وبين يديه جمعية يكتبون عنه، والباقون نظارة، فأخذت قلما من يد رجل وكتبت هذه الثلاثة عشر حديثا في أسفل نعلى، وذلك فِي سنة اثنتين وعشرين ومائتين. وأنا ابن اثنتي عشرة سنة.
أنبأنا أَحْمَد بن علي اليزدي أخبرنا أَبُو أَحْمَد مُحَمَّد بن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاق الْحَافِظ. قَالَ: أَبُو سعيد الْحَسَن بن عَلِيّ العدوي البصري سكن بغداد، رأيت مشايخنا وكهولنا قد كتبوا عنه لكن فيه نظر، يقال حبسه إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق الْقَاضِي إنكارا عليه فيما كَانَ يحدث به عن مشايخنا.
نقلت من أصل أبي سعيد المالينى- وأجاز لي روايته عنه- أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ. قال: أَبُو سعيد الْحَسَن بن عَلِيّ العدوي يضع الحديث، ويسرق الحديث ويلزقه عَلَى قوم آخرين، ويحدث عَنْ قوم لا يعرفون، وهو متهم فيهم، وإن اللَّه لم يخلقهم، وعامة ما حدث به- إلا القليل- موضوعات، وكنا نتهمه بل نتيقنه أَنَّهُ هو الذي وضعها.
حدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نَصْر قَالَ: سمعت حمزة بْن يُوسُف يَقُول: سألت الدارقطني عَنِ الْحَسَن بن عَلِيّ أَبِي سعيد البصري فَقَالَ: ذا متروك، قُلْتُ: كَانَ يسمى الذئب؟ قَالَ: نعم.
وَقَالَ حمزة: سمعت أبا محمّد الحسين بن علي الصيمري يقول: الحسن بن علي ابن زكريا أَبُو سعيد العدوي أصله بصري سكن بغداد، كذاب عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ عَلَى النَّبِيّ ما لم يقل، زعم لنا أن خراشا حدثه عَنْ أنس بن مالك أحاديث فوق العشرة. وزعم لنا أن عروة بن سعيد حدثه عَنِ ابن عون نسخة.
ومما حدث به- لا جزاه اللَّه خيرا- عَنْ شيخ قد سماه لنا عَنْ شُعْبَة عَنْ توبة العنبري عَنْ أنس رفعه إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «عليكم بالوجوه الملاح، والحدق السود، فإن الله يستحي أن يعذب وجها مليحا بالنار »
وأشياء كثيرة تبين كذبه عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ المالينى- قراءة- أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِم عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْنِ سليمان النخاس المقرئ حدّثنا الحسن بن علي بن زفر حَدَّثَنَا الصَّبَّاحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو بِشْرٍ
حدثنا شعبة عن توبة العنبري عَنْ أَنَسٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ: «عَلَيْكُمْ بِالْحَدَقِ السُّودِ، فَإِنَّ اللَّهَ يَسْتَحِي أَنْ يُعَذِّبَ الْوَجْهَ الْحَسَنَ بِالنَّارِ »
. رَوَاهُ أَبُو سعيد مَرَّةً أُخْرَى عَنْ شَيْخٍ غَيْرِ الصَّبَّاحِ سَمَّاهُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سُلَيْمَانَ الزَّيَّاتَ عَنْ شُعْبَةَ.
أَخْبَرَنَاهُ الحسن بن الحسين بن العبّاس النّعاليّ أخبرنا أحمد بن عبد الله الذارع حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ. وَأَخْبَرَنِيهِ أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْوَكِيلُ قَالا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْن بْن مُوسَى النيسابوري أخبرنا محمّد بن طاهر القرشيّ حدّثنا الحسن بن صالح البصريّ حدّثنا إبراهيم بن سليمان الزيات حدثنا شعبة عن توبة العنبري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «عليكم بالوجوه الملاح، والحدق السود، فإن الله يستحي أن يعذب وجها مَلِيحًا بِالنَّارِ»
وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ الطَّرَازِيُّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمُقْرِئُ أخبرنا عمر بن إبراهيم بن كثير حدّثنا أبو سعيد العدويّ حدّثنا مسدد بن مسرهد حدّثنا حمّاد بن زيد حدّثنا أبان بن تغلب حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ. قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الدَّالُّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ »
. وَهَذَا الْحَدِيثُ يَرْوِيهِ عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ هَكَذَا، وَقَدْ سَرَقَهُ الْعَدَوِيُّ فَرَوَاهُ عَنْ مُسَدَّدٍ، وَلَيْسَ الْحَدِيثُ عِنْدَ مُسَدَّدٍ، وَإِنَّمَا عَارِمٌ يَتَفَرَّدُ بِهِ. وَقَدْ رَوَاهُ الْحَسَنُ ابن عمر الْعَبْدِيُّ عَنْ حَمَّادٍ، فَقَالَ فِيهِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَخْطَأَ فِي ذَلِكَ؛ لأَنَّهُ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ.
أَخْبَرَنَا الأزهرى حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن حدّثنا الحسن بن علي العدويّ حدّثنا كامل بن طلحة حدّثنا ابن لهيعة حدّثنا سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا ثَمَانِينَ ألف ملك يستغفرون الله لمن أحب أبا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَفِي السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ ثَمَانُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَلْعَنُونَ مَنْ أبغض أبا
بكر وعمر »
وهذا الحديث وضعه العدويّ عن كامل بن طلحة، وإنما يرويه عبد الرزاق بن مَنْصُور البندار عَنْ أَبِي عَبْد اللَّهِ الزاهد السمرقندي عَنِ ابن لهيعة، وأبو عَبْد اللَّهِ الزاهد مجهول، فألزقه العدوي عَلَى كامل وكامل ثقة، والحديث ليس بمحفوظ عَنِ ابن لهيعة.
حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بن أبي طالب حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزاز حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ القافلائى حدّثنا عبد الرّزّاق بن منصور البندار حدّثنا أبو عبد الله السمرقندي الزاهد حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا ثَمَانِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ أَحَبَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَفِي السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ ثَمَانِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَلْعَنُونَ مَنْ أَبْغَضَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَمَنْ أَحَبَّ جَمِيعَ الصَّحَابَةِ فَقَدْ بَرِئَ مِنَ النِّفَاقِ »
. وَقَدْ صَنَعَ الْعَدَوِيُّ لِهَذَا الْحَدِيثِ إِسْنَادًا آخَرَ.
أَخْبَرَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن إسحاق المقرئ أخبرنا عمر بن إبراهيم بن كثير حدّثنا أبو سعيد العدويّ حدّثنا طالوت عن عبّاد الجحدري حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ فِي السماء الدنيا ثمانين ألف ملك يستغفرون الله لِمَنْ أَحَبَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَفِي السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ ثَمَانِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَلْعَنُونَ مَنْ أَبْغَضَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ »
. وَهَذَا الإِسْنَادُ صَحِيحٌ وَرِجَالُهُ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ، وَقَدْ أَتَى الْعَدَوِيُّ أَمْرًا عَظِيمًا وَارْتَكَبَ أَمْرًا قَبِيحًا، فِي الْجُرْأَةِ بِوَضْعِهِ أَعْظَمَ مِنْ جُرْأَتِهِ فِي حَدِيثِ ابْنِ لَهِيعَةَ.
قَالَ مُحَمَّد بن أَبِي الفوارس: قرأت عَلَى أَبِي الْحَسَن الدارقطني. قَالَ: حسن بن عَلِيّ العدوي أَبُو سعيد متروك.
حَدَّثَنَا عَلِيّ بن أَبِي عَلِيّ قَالَ: سمعت أبا بكر بْن شاذان يَقُولُ: رأيت أبا سعيد العدوي وقد اسودت طاقات يسيرة من شعر لحيته بعد بياضها لفرط الكبر.
قَالَ لي الْحَسَن بن مُحَمَّد الخلال: مات أَبُو سعيد العدوي سنة ثمان عشرة وثلاثمائة. وكان مولده سنة عشر ومائتين.
ذكر أبو القاسم بن الثلاج فيما قرأت بخطه أن أبا سعيد العدوي مات فِي شهر ربيع الأول من سنة تسع عشرة وثلاثمائة.
قَالَ غيره: مات فِي يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة تسع عشرة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=89397&book=5565#898a7a
الحسن بن الحكم بن طهمان الحنفي البصري أبو سعيد وهو ابن عزة الدباغ بصري سكن الري روى عن هشام الدستوائي وداود ابن أبي عاصم وحماد بن سلمة روى عنه هشام الرازي وعبد الله بن الجهم ويحيى بن المغيرة ويوسف بن موسى القطان سمعت ابى يقول ذلك.
حدثنا عبد الرحمن قال سألت أبي عنه فقال: ما أقربه من عبد الله بن العلاء بن خالد، وحديثه صالح ليس بذلك يضطرب وبالبصرة لا يعرفونه لأنه مات قديما فلذلك لا يعرفونه.
حدثنا عبد الرحمن قال سئل أبو زرعة عن الحسن بن الحكم بن طهمان فقال: رازي من عندنا حدثنا عنه يوسف القطان.
حدثنا عبد الرحمن قال سألت أبي عنه فقال: ما أقربه من عبد الله بن العلاء بن خالد، وحديثه صالح ليس بذلك يضطرب وبالبصرة لا يعرفونه لأنه مات قديما فلذلك لا يعرفونه.
حدثنا عبد الرحمن قال سئل أبو زرعة عن الحسن بن الحكم بن طهمان فقال: رازي من عندنا حدثنا عنه يوسف القطان.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=89397&book=5565#15bd34
الْحسن بْن أبي الْحسن أَبُو سَعِيد الْبَصْرِيّ وَاسم أَبِيه يسَار مولى زيد بْن ثَابت الْأنْصَارِيّ وَكَانَ من سبي ميسَان وَاسم أمه خيرة مولاة
أم سَلمَة ولد الْحسن لِسنتَيْنِ بَقِيَتَا من خلَافَة عمر وَكَانَ يَوْم الدَّار بن أَربع عشرَة سنة واحتلم سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَخرج من الْمَدِينَة ليَالِي صفّين وَلم يلق عليا وَقد أدْرك بعض صفّين وَرَأى عشْرين وَمِائَة من أَصْحَاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا شافه بَدْرِيًّا قطّ إِلَّا عُثْمَان وَعُثْمَان لم يشْهد بَدْرًا مَاتَ فِي شهر رَجَب سنة عشر وَمِائَة وَهُوَ بن تسع وَثَمَانِينَ سنة وَكَانَ يُدَلس وَصلى عَلَيْهِ النَّضر بْن عَمْرو المقرى من حمير من أهل الشَّام وَكَانَ الْحسن من أفْصح أهل الْبَصْرَة لِسَانا وأجملهم وَجها وأعَبْدهم عبَادَة وَأَحْسَنهمْ عشرَة وأنقاهم بدنا رَحْمَة الله عَلَيْهِ
أم سَلمَة ولد الْحسن لِسنتَيْنِ بَقِيَتَا من خلَافَة عمر وَكَانَ يَوْم الدَّار بن أَربع عشرَة سنة واحتلم سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَخرج من الْمَدِينَة ليَالِي صفّين وَلم يلق عليا وَقد أدْرك بعض صفّين وَرَأى عشْرين وَمِائَة من أَصْحَاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا شافه بَدْرِيًّا قطّ إِلَّا عُثْمَان وَعُثْمَان لم يشْهد بَدْرًا مَاتَ فِي شهر رَجَب سنة عشر وَمِائَة وَهُوَ بن تسع وَثَمَانِينَ سنة وَكَانَ يُدَلس وَصلى عَلَيْهِ النَّضر بْن عَمْرو المقرى من حمير من أهل الشَّام وَكَانَ الْحسن من أفْصح أهل الْبَصْرَة لِسَانا وأجملهم وَجها وأعَبْدهم عبَادَة وَأَحْسَنهمْ عشرَة وأنقاهم بدنا رَحْمَة الله عَلَيْهِ
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=74795&book=5565#ab7039
الْحسن بن أبي جَعْفَر الْجفْرِي الْبَصْرِيّ عَن أبي الزبير مُنكر الحَدِيث هُوَ الْحسن بن عجلَان الْجفْرِي
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=74795&book=5565#47a200
الْحَسَن بْن أَبِي جَعْفَر الجفري (3) الْبَصْرِيّ
وهو الْحَسَن ابن عجلان عَنْ أَبِي الزبير منكر الحديث يُقَالُ: أَبُو سَعِيد قَالَ لنا
مُوسَى: مات حماد بْن سلمة والجفري سنة سبع وستين ومائة بينهما ثلاثة أشهر ; قَالَ إِسْحَاق: ضعفه أَحْمَد.
وهو الْحَسَن ابن عجلان عَنْ أَبِي الزبير منكر الحديث يُقَالُ: أَبُو سَعِيد قَالَ لنا
مُوسَى: مات حماد بْن سلمة والجفري سنة سبع وستين ومائة بينهما ثلاثة أشهر ; قَالَ إِسْحَاق: ضعفه أَحْمَد.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=74795&book=5565#1c82af
الحسن بن أبي جعفر: "بصري"، ضعيف الحديث.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=115568&book=5565#efb646
الحسن بن السكن البصري.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثني عَبد اللَّه بن أحمد، عن أبيه قال الحسن بن السكن روى، عَنِ الأَعْمَش منكر الحديث.
حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى وَأَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الصُّوفيّ، قَال: حَدَّثَنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيد، حَدَّثني الْحَسَنُ بْنُ السَّكَنِ بَصْرِيٌّ، عَنِ الأَعْمَش، عَن أَبِي ظَبْيَانَ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِكُلِّ شَيْءٍ صَفْوَةٌ وَصَفْوَةُ الصَّلاةِ التَّكْبِيرَةُ الأُولَى.
قَالَ الشَّيْخُ: وَالَّذِي قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ إِنَّهُ رَوَى، عَنِ الأَعْمَش، وَهو مُنْكَرُ الْحَدِيثِ عَنْهُ أَرَادَ بِهِ هَذَا الْحَدِيثَ الَّذِي أَمْلَيْتُهُ وَلِلْحَسَنِ بْنِ السَّكَنِ مِنَ الْحَدِيثِ شَيْءٌ قَلِيلٌ وَأَنْكَرُ مَا رَأَيْتُ لَهُ هَذَا الْحَدِيثُ.
حَدَّثَنَا ابن حماد، حَدَّثني عَبد اللَّه بن أحمد، عن أبيه قال الحسن بن السكن روى، عَنِ الأَعْمَش منكر الحديث.
حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى وَأَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الصُّوفيّ، قَال: حَدَّثَنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيد، حَدَّثني الْحَسَنُ بْنُ السَّكَنِ بَصْرِيٌّ، عَنِ الأَعْمَش، عَن أَبِي ظَبْيَانَ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِكُلِّ شَيْءٍ صَفْوَةٌ وَصَفْوَةُ الصَّلاةِ التَّكْبِيرَةُ الأُولَى.
قَالَ الشَّيْخُ: وَالَّذِي قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ إِنَّهُ رَوَى، عَنِ الأَعْمَش، وَهو مُنْكَرُ الْحَدِيثِ عَنْهُ أَرَادَ بِهِ هَذَا الْحَدِيثَ الَّذِي أَمْلَيْتُهُ وَلِلْحَسَنِ بْنِ السَّكَنِ مِنَ الْحَدِيثِ شَيْءٌ قَلِيلٌ وَأَنْكَرُ مَا رَأَيْتُ لَهُ هَذَا الْحَدِيثُ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=115568&book=5565#e81753
الْحسن بن السكن الْبَصْرِيّ
يروي عَن الْأَعْمَش
قَالَ أَحْمد مُنكر الحَدِيث وَضَعفه
يروي عَن الْأَعْمَش
قَالَ أَحْمد مُنكر الحَدِيث وَضَعفه