Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب
Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 5806
1989. الأمجد أبو المظفر بهرام شاه1 1990. الأملوكي أبو المعمر المسدد بن علي1 1991. الأموي أبو عبد الله محمد بن العباس بن يحيى...1 1992. الأموي أبو علي الحسن بن سعيد بن أحمد1 1993. الأمير السيد الحسن بن علي بن المرتضي العلوي...1 1994. الأمين أبو عبد الله محمد ابن الرشيد هارون...11995. الأمين أبو منصور علي بن علي بن عبيد الله...1 1996. الأمين إبراهيم بن محمد بن هشام البخاري...1 1997. الأنباري أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد...1 1998. الأنباري أبو منصور علي بن محمد بن علي...1 1999. الأنجب بن أبي السعادات بن محمد بن عبد الرحمن البغدادي...1 2000. الأندرشي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد...1 2001. الأندقي أبو المظفر عبد الكريم بن أبي حنيفة...1 2002. الأندي أبو الحجاج يوسف بن علي القضاعي...1 2003. الأنطاكي أبو الوليد محمد بن أحمد بن الوليد...1 2004. الأنطاكي أبو عبد الله أحمد بن عاصم1 2005. الأنطاكي أبو عبد الله الحسن بن علي بن عمر...1 2006. الأنطاكي أبو عبد الله الحسين بن علي بن عمر...1 2007. الأنطاكي إبراهيم بن عبد الرزاق بن حسن...1 2008. الأنماطي إبراهيم بن إسحاق بن يوسف1 2009. الأنماطي عبد العزيز بن علي بن أحمد1 2010. الأنماطي عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد...1 2011. الأهوازي أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد...1 2012. الأوحد أيوب ابن الملك العادل بن أيوب الدويني...1 2013. الأودني أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد...1 2014. الأوزاعي عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد1 2015. الأويسي عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى...1 2016. الإخشيذ أبو بكر محمد بن طغج بن جف1 2017. الإخميمي أبو الحسن محمد بن أحمد بن العباس...1 2018. الإدريسي القاسم بن حمود بن ميمون1 2019. الإدريسي عبد الرحمن بن محمد بن محمد1 2020. الإربلي أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن الحسين...1 2021. الإربلي أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن مسلم...1 2022. الإسفراييني أبو الفرج سهل بن بشر بن أحمد...1 2023. الإسفراييني أبو المعالي الفضل بن سهل بن بشر...1 2024. الإسفراييني أبو بكر عبد الله بن محمد بن مسلم...1 2025. الإسفراييني أبو سهل بشر بن أحمد بن بشر...1 2026. الإسفراييني الحسن بن محمد بن إسحاق1 2027. الإسفراييني الحسن بن محمد بن إسحاق بن أزهر...1 2028. الإسفراييني مجد الدين محمد بن محمد بن عمر...1 2029. الإسفراييني محمد بن أحمد بن عبد الوهاب...1 2030. الإسكاف عبد الجبار بن علي بن محمد1 2031. الإسكافي محمد بن عبد الله1 2032. الإسلامي أبو الحسن علي بن أحمد بن علي...1 2033. الإسماعيلي أبو بكر محمد بن إسماعيل بن مهران...1 2034. الإسماعيلي أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل...1 2035. الإسماعيلي أحمد بن عبد الرحيم بن أحمد...1 2036. الإسماعيلي السري بن إسماعيل بن أحمد1 2037. الإسماعيلي المفضل بن إسماعيل بن أبي بكر...1 2038. الإشتيخني أبو بكر محمد بن أحمد بن مت1 2039. الإصطخري أبو سعيد الحسن بن أحمد بن يزيد...1 2040. الإفريقي عبد الرحمن بن زياد بن أنعم1 2041. الإلبيري أبو جعفر أحمد بن عمرو بن منصور...1 2042. الإمام أبو الحسن علي بن الحسن بن سعد الهمذاني...1 2043. الإمام أبو بكر محمد بن أحمد الشافعي1 2044. الإمام أبو عمران موسى بن سهل بن قادم الرملي...1 2045. الإمام الشافعي محمد بن إدريس بن العباس...1 2046. الإمام المحدث أبو محمد عبد الله بن عمر الزهري...1 2047. الإوقي أبو علي الحسن بن أحمد بن يوسف1 2048. الإيلاقي أبو الربيع طاهر بن عبد الله التركي...1 2049. الافتخار عبد المطلب بن الفضل القرشي1 2050. البآر أبو نصر إبراهيم بن الفضل الأصبهاني...1 2051. الباب أبو القاسم حسين بن روح بن بحر1 2052. البابلتي يحيى بن عبد الله بن الضحاك الأموي...1 2053. الباجسرائي أحمد بن عبد الغني بن محمد...1 2054. الباخرزي أبو الحسن علي بن الحسن بن علي...1 2055. الباخرزي أبو المعالي سعيد بن المطهر بن سعيد بن علي...1 2056. الباذرائي أبو المكارم المبارك بن محمد بن المعمر...1 2057. الباذرائي أبو محمد عبد الله بن محمد بن حسن...1 2058. البارزي عبد الواحد بن الحسين بن عبد الواحد...1 2059. البارع الحسين بن محمد بن عبد الوهاب بن أحمد...1 2060. الباشاني أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسين...1 2061. الباشاني أبو علي أحمد بن محمد بن علي1 2062. الباطرقاني أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمد...1 2063. الباغبان محمد بن أحمد بن محمد الأصبهاني...1 2064. الباغندي أبو بكر محمد بن سليمان بن الحارث...1 2065. الباغندي محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث...1 2066. البافي أبو محمد عبد الله بن محمد البخاري...1 2067. الباقداري أبو بكر محمد بن أبي غالب بن أحمد...1 2068. الباقرحي أبو علي الحسن بن محمد بن إسحاق...1 2069. الباقرحي أبو علي مخلد بن جعفر بن مخلد...1 2070. الباقلاني أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد...1 2071. الباقلاني علي بن إبراهيم بن عيسى البغدادي...1 2072. البانياسي أبو عبد الله مالك بن أحمد بن علي...1 2073. الباهر محمد بن أحمد بن عثمان الخزاعي...1 2074. الباهلي أبو الحسن البصري1 2075. الببغاء أبو الفرج عبد الواحد بن نصر بن محمد...1 2076. البتاني أبو عبد الله محمد بن جابر بن سنان...1 2077. البجاني أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسين...1 2078. البجلي محمد بن الهيثم بن خالد1 2079. البحتري أبو عبادة الوليد بن عبيد1 2080. البحراني العباس بن يزيد بن أبي حبيب1 2081. البحري إسحاق بن إبراهيم بن محمد الجرجاني...1 2082. البحيري أبو الحسين أحمد بن محمد بن جعفر...1 2083. البحيري أبو سعيد إسماعيل بن عمرو بن محمد...1 2084. البحيري أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد...1 2085. البحيري أبو عمرو محمد بن أحمد بن محمد...1 2086. البحيري عبد الحميد بن عبد الرحمن بن محمد...1 2087. البحيري عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن...1 2088. البحيري عبد الله بن عبد الرحمن1 Prev. 100
«
Previous

الأمين أبو عبد الله محمد ابن الرشيد هارون

»
Next
الأَمِيْنُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ ابْنُ الرَّشِيْدِ هَارُوْنَ
الخَلِيْفَة، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ ابْنُ الرَّشِيْدِ هَارُوْنَ ابْنِ المَهْدِيِّ مُحَمَّدِ ابْنِ المَنْصُوْرِ الهَاشِمِيُّ، العَبَّاسِيُّ، البَغْدَادِيُّ.
وَأُمُّهُ: زُبَيْدَةُ بِنْتُ الأَمِيْرِ جَعْفَرِ ابْنِ المَنْصُوْرِ.
عَقَدَ لَهُ أَبُوْهُ بِالخِلاَفَةِ بَعْدَهُ، وَكَانَ مَلِيْحاً، بَدِيْعَ الحُسْنِ، أَبْيَضَ، وَسِيْماً، طَوِيْلاً، ذَا قُوَّةٍ، وَشَجَاعَةٍ، وَأَدَبٍ، وَفَصَاحَةٍ، وَلَكِنَّهُ سَيِّئُ التَّدْبِيْرِ، مُفْرِطُ
التَّبْذِيْرِ، أَرْعَنَ، لَعَّاباً، مَعَ صِحَّةِ إِسْلاَمٍ وَدِيْنٍ.يُقَالَ: قَتَلَ مَرَّةً أَسَداً بِيَدَيْهِ.
وَيُقَالُ: كَتَبَ بِخَطِّهِ رُقعَةً إِلَى طَاهِرِ بنِ الحُسَيْنِ الَّذِي قَاتَلَهُ: يَا طَاهِرُ! مَا قَامَ لَنَا مُنْذُ قُمْنَا قَائِمٌ بِحَقِّنَا، فَكَانَ جَزَاؤُه عِنْدَنَا إِلاَّ السَّيْفَ، فَانْظُرْ لِنَفْسِكَ، أَوْ دَعْ.
يُلَوِّحُ لَهُ بِأَبِي مُسْلِمٍ وَأَمْثَالِهِ.
قَالَ المَسْعُوْدِيُّ: مَا وُلِّي لِلْخِلاَفَةِ هَاشِمِيُّ ابْنُ هَاشِمِيَّةٍ سِوَى: عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدٍ الأَمِيْنِ.
وَقَدْ جَعَلَهُ أَبُوْهُ وَلِيَّ عَهْدِهِ وَلَهُ خَمْسُ سِنِيْنَ، وَتَسَلَّمَ الأَمْرَ بَعْدَ مَوْتِ أَبِيْهِ بِبَغْدَادَ، وَكَانَ أَخُوْهُ الآخَرُ - وَهُوَ المَأْمُوْنُ - بِمَرْوَ، فَأَمَرَ الأَمِيْنُ لِلنَّاسِ بِرِزْقِ سَنَتَيْنِ، وَوَصَلَ إِلَيْهِ البُرْدَةُ وَالقَضِيْبُ وَالخَاتَمُ مِنْ خُرَاسَانَ فِي اثْنَيْ عَشَرَ يَوْماً، فِي نِصْفِ الشَّهْرِ، وَبَايَعَ المَأْمُوْنُ لأَخِيْهِ، وَأَقَامَ بِخُرَاسَانَ، وَأَهدَى لأَخِيْهِ تُحَفاً وَنَفَائِسَ، وَالحَرْبُ مُتَّصِلٌ بِسَمَرْقَنْدَ بَيْنَ رَافِعٍ وَهَرْثَمَةَ، وَأَعَانَ رَافِعاً التُّرْكُ.
وَفِيْهَا: قُتِلَ نِقْفُوْرُ طَاغِيَةُ الرُّوْمِ فِي حَرْبِ بُرْجَانَ.
وَفِي سَنَةِ 194: أَمَرَ الأَمِيْنُ بِالدُّعَاءِ لابْنِهِ مُوْسَى بِوِلاَيَةِ العَهْدِ بَعْدَ وَلِيِّ العَهْدِ المَأْمُوْنِ وَالقَاسِمِ، وَأَغْرَى الفَضْلُ بنُ الرَّبِيْعِ الأَمِيْنَ بِالمَأْمُوْنِ، وَحَثَّهُ عَلَى خَلعِهِ لِعَدَاوَةٍ بَيْنَهُمَا، وَحَسَّنَ لَهُ ذَلِكَ السِّنْدِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ عِيْسَى بنِ مَاهَانَ،
ثُمَّ اصْطَلَحَ هَرْثَمَةُ وَرَافِعُ بنُ اللَّيْثِ بنِ نَصْرِ بنِ سَيَّارٍ، وَقَدِمَا عَلَى المَأْمُوْنِ، وَمَعَهُ طَاهِرُ بنُ الحُسَيْنِ.ثُمَّ بَعَثَ الأَمِيْنُ يَطلُبُ مِنَ المَأْمُوْنِ تَقْدِيْمَ مُوْسَى وَلدِهِ عَلَى المَأْمُوْنِ، وَلَقَّبَهُ النَّاطِقَ بِالحَقِّ، فَأَبَى ذَلِكَ المَأْمُوْنُ، وَاسْتَمَالَ المَأْمُوْنُ الرَّسُوْلَ، فَبَايَعَهُ سِرّاً، وَبَقِيَ يُكَاتِبُهُ، وَهُوَ العَبَّاسُ بنُ مُوْسَى بنِ عِيْسَى بنِ مُوْسَى.
وَأَمَّا الأَمِيْنُ، فَبَلَغَهُ خِلاَفُ المَأْمُوْنِ، فَأَسقَطَهُ مِنَ الدُّعَاءِ، وَطَلَبَ مَا كَتَبَهُ الرَّشِيْدُ وَعَلَّقَهُ بِالكَعْبَةِ مِنَ العَهْدِ بَيْنَ الأَخَوَينِ، فَمَزَّقَهُ.
فَلاَمَهُ الأَلِبَّاءُ، فَلَمْ يَنْتَصِحْ، حَتَّى قَالَ لَهُ خَازِمُ بنُ خُزَيْمَةَ:
لَنْ يَنْصَحَكَ مَنْ كَذَبَكَ، وَلَنْ يَغُشَّكَ مَنْ صَدَقَكَ، لاَ تُجَسِّرِ القُوَّادَ عَلَى الخَلعِ، فَيَخلَعُوكَ، وَلاَ تَحمِلْهُم عَلَى النَّكْثِ، فَالغَادِرُ مَفْلُولٌ، وَالنَّاكِثُ مَخْذُوْلٌ.
فَلَمْ يَلْتَفِتْ، وَبَايَعَ لِمُوْسَى بِالعَهْدِ، وَاسْتَوْزَرَ لَهُ.
فَلَمَّا عَرَفَ المَأْمُوْنُ، خَلَعَ أَخَاهُ، وَتَسَمَّى بِأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، وَأَمَّا ابْنُ مَاهَانَ، فَجَهَّزَهُ الأَمِيْنُ، وَخَصَّهُ بِمائَتَيْ أَلْفِ دِيْنَارٍ، وَأَعْطَاهُ قَيداً مِنْ فِضَّةٍ لِيُقَيِّدَ بِهِ المَأْمُوْنَ بِزَعمِهِ.
وَعَرَضَ الأَمِيْنُ جَيْشَه بِالنَّهْرَوَانِ، وَأَقْبَلَ طَاهِرٌ فِي أَرْبَعَةِ آلاَفٍ، فَالْتَقَوْا، فَقُتِلَ ابْنُ مَاهَانَ، وَتَمَزَّقَ جَيْشُه، هَذَا وَالأَمِيْنُ عَاكِفٌ عَلَى اللَّهْوِ وَاللَّعِبِ، فَبَعَثَ جَيْشاً آخَرَ، وَنَدِمَ عَلَى خَلْعِ المَأْمُوْنِ، وَطَمِعَ فِيْهِ أُمَرَاؤُهُ، ثُمَّ الْتَقَى طَاهِرٌ وَعَسْكَرُ الأَمِيْنِ عَلَى هَمَذَانَ، وَقُتِلَ خَلْقٌ، وَعَظُمُ الخَطْبُ، وَدَخَلَ جَيْشُ الأَمِيْنِ إِلَى هَمَذَانَ، فَحَاصَرَهُم طَاهِرٌ، ثُمَّ نَزَلَ أَمِيْرُهُم إِلَى طَاهِرٍ بِالأَمَانِ فِي سَنَةِ 95.
وَفِيْهَا: ظَهَرَ بِدِمَشْقَ السُّفْيَانِيُّ، وَهُوَ أَبُو العَمَيْطَرِ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ خَالِدِ بنِ يَزِيْدَ بنِ مُعَاوِيَةَ، فَدَعَا إِلَى نَفْسِهِ، وَطَرَدَ عَامِلَ الأَمِيْنِ، وَتَمَكَّنَ، وَانضَمَّتْ إِلَيْهِ اليَمَانِيَّةُ، وَأَهْلُ حِمْصَ وَقِنَّسْرِيْنَ وَالسَّاحِلِ، إِلاَّ أَنَّ قَيْساً لَمْ تُتَابِعْهُ، وَهَرَبُوا.ثُمَّ هَزَمَ طَاهِرٌ جَيْشاً ثَالِثاً لِلأَمِيْنِ، ثُمَّ نَزَلَ حُلْوَانَ.
وَأَنْفَقَ الأَمِيْنُ بُيُوْتَ الأَمْوَالِ عَلَى الجُنْدِ وَلاَ يَنْفَعُوْنَ، وَجَاءتْ أَمْدَادُ المَأْمُوْنِ مَعَ هَرْثَمَةَ بنِ أَعْيَنَ، وَالفَضْلِ بنِ سَهْلٍ، وَضَعُفَ أَمرُ الأَمِيْنِ، وَجَبُنَ جُندُهُ مِنَ الخُرَاسَانِيِّيْنَ، فَجَهَّزَ عَبْدَ المَلِكِ بنَ صَالِحٍ العَبَّاسِيَّ إِلَى الشَّامِ لِيَجمَعَ لَهُ جُنْداً، وَبَذَلَ خَزَائِنَ الذَّهَبِ لَهُم، فَوَقَعَ مَا بَيْنَ العَرَبِ وَبَيْنَ الزَّوَاقِيْلِ، فَرَاحَ تَحْتَ السَّيْفِ خَلقٌ مِنْهُم، وَأَحَاطَتْ المَأْمُوْنِيَّةُ بِبَغْدَادَ، يُحَاصِرُوْنَ الأَمِيْنَ، وَاشتَدَّ البَلاَءُ، وَعَظُمَ القِتَالُ، وَقَاتَلَتِ العَامَّةُ وَالرَّعَاعُ عَنِ الأَمِيْنِ قِتَالَ المَوْتِ، وَاسْتَمَرَّ الوَيلُ وَالحِصَارُ، وَجَرَتْ أُمُوْرٌ لاَ تُوصَفُ، وَتَفَاقَمَ الأَمْرُ.
وَدَخَلَتْ سَنَةُ سَبْعٍ وَتِسْعِيْنَ، وَفَرَّ القَاسِمُ المُلَقَّبُ بِالمُؤْتَمَنِ وَعَمُّهُ مَنْصُوْرٌ، فَلَحِقَا بِالمَأْمُوْنِ، وَرُمِي بِالمَجَانِيقِ، وَأُخِذَتِ النُّقُوبُ، وَنَفِدَتْ
خَزَائِنُ الأَمِيْنِ، حَتَّى بَاعَ الأَمْتِعَةَ، وَأَنْفَقَ فِي المُقَاتِلَةِ، وَمَا زَالَ أَمرُهُ فِي سِفَالٍ، وَدَثَرَتْ مَحَاسِنُ بَغْدَادَ، وَاسْتَأْمَنَ عِدَّةٌ إِلَى طَاهِرٍ، وَدَامَ الحِصَارُ وَالوَبَالُ خَمْسَةَ عَشَرَ شَهْراً.وَاسْتَفْحَلَ أَمرُ السُّفْيَانِيِّ بِالشَّامِ، ثُمَّ وَثَبَ عَلَيْهِ مَسْلَمَةُ الأُمَوِيُّ، فَقَيَّدَه، وَاسْتَبَدَّ بِالأَمْرِ، فَمَا بَلَعَ رِيقَهُ حَتَّى حَاصَرَهُمُ ابْنُ بَيْهَسٍ الكِلاَبِيُّ مُدَّةً، ثُمَّ نَصَبَ السَّلاَلِمَ عَلَى السُّوْرِ، وَأَخَذَ دِمَشْقَ، فَهَرَبَ السُّفْيَانِيُّ وَمَسْلَمَةُ فِي زِيِّ النِّسَاءِ إِلَى المِزَّةِ.
وَخَلَعَ الأَمِيْنَ: خُزَيْمَةُ بنُ خَازِمٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَاهَانَ، وَخَامَرَا إِلَى طَاهِرٍ.
ثُمَّ دَخَلَ طَاهِرٌ بَغْدَادَ عَنْوَةً، وَنَادَى: مَنْ لَزِمَ بَيْتَه، فَهُوَ آمِنٌ.
وَحَاصَرُوا الأَمِيْنَ فِي قُصُوْرِه أَيَّاماً، ثُمَّ رَأَى أَنْ يَخْرُجَ عَلَى حَمِيَّةٍ لَيْلاً، وَفَعَلَ، فَظَفِرُوا بِهِ وَهُوَ فِي حَرَّاقَةٍ، فَشَدَّ عَلَيْهِ أَصْحَابُ طَاهِرٍ فِي الزَّوَارِيقِ، وَتَعَلَّقُوا بِحَرَّاقَتِهِ، فَنُقِبَتْ، وَغَرِقَتْ، فَرَمَى الأَمِيْنُ بِنَفْسِهِ فِي المَاءِ، فَظَفِرَ بِهِ رَجُلٌ، وَذَهَبَ بِهِ إِلَى طَاهِرٍ، فَقَتَلَهُ، وَبَعَثَ بِرَأْسِهِ إِلَى المَأْمُوْنِ - فَإِنَّا للهِ - وَلَمْ يُسَرَّ المَأْمُوْنُ بِمَصْرَعِ أَخِيْهِ.
وَفِي تَارِيْخِنَا عَجَائِبُ وَأَشعَارٌ لَمْ أَنْشَطْ هُنَا لاسْتِيعَابِهَا.
قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: إِنِّيْ لأَرْجُو أَنْ يَرْحَمَ اللهُ الأَمِيْنَ بِإِنْكَارِهِ عَلَى ابْنِ عُلَيَّةَ، فَإِنَّهُ أُدخِلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا ابْنَ الفَاعِلَةِ، أَنْتَ الَّذِي تَقُوْل: كَلاَمُ اللهِ مَخْلُوْقٌ ؟قُلْتُ: وَلَمْ يُصَرِّحْ بِذَلِكَ ابْنُ عُلَيَّةَ - حَاشَاهُ - بَلْ قَالَ عِبَارَةً تُلْزِمُهُ بَعْضَ ذَلِكَ.
وَعَاشَ الأَمِيْنُ سَبْعاً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، وَقُتِلَ فِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ، وَخِلاَفَتُهُ دُوْنَ الخَمْسِ سِنِيْنَ - سَامَحَهُ اللهُ، وَغَفَرَ لَهُ -.
وَلَهُ مِنَ الوَلَدِ: عَبْدُ اللهِ، وَمُوْسَى، وَإِبْرَاهِيْمُ، لأُمَّهَاتِ أَوْلاَدٍ شَتَّى.
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to Al-Dhahabī (d. 1348 CE) - Siyar aʿlām al-nubalāʾ - الذهبي - سير أعلام النبلاء are being displayed.