Permalink (
الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=131088&book=5551#58d7bd
أَحْمَد بْن عِيسَى، أَبُو سَعِيد الخراز الصوفي :
من كبار شيوخهم، كَانَ أحد المذكورين بالورع والمراقبة، وحسن الرعاية والمجاهدة، وَحَدَّثَ شيئا يسيرا عَنْ إِبْرَاهِيم بْن بشار صاحب إِبْرَاهِيم بْن أدهم، وعن غيره. رَوَى عَنْهُ على بْن مُحَمَّد المصري.
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عمر القواس، حدّثنا علي بن محمّد المصريّ، حدّثنا أبو سعيد أحمد بن عيسى الخرّاز البغداديّ الصّوفيّ، أخبرنا عبد الله بن إبراهيم الغفاري، حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سعيد، عن محمّد ابن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سُوءُ الْخُلُقِ شُؤْمٌ، وَشِرَارُكُمْ أَسْوَؤُكُمْ خُلُقًا »
. وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، عَنِ الْقَوَّاسِ، أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن محمد بن عبد الله المعدّل، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ المصري قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيد أَحْمَد بن عيسى الخرّاز يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بْن بشار يَقُولُ: الآية التي مات فيها علي ابن الفضيل فِي الأنعام: وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقالُوا يَا لَيْتَنا نُرَدُّ
[الأنعام 27] مع هَذَا الموضع مات، وكنت فيمن صلى عليه.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي قَالَ: سَمِعْتُ أبا بكر بن الطرسوسي يقول: أبو سعيد الخرّاز قمر الصوفية. أَنْبَأَنَا أَبُو سعد الماليني قَالَ: سَمِعْتُ على بْن عُمَر الدينوري يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بْن شيبان يَقُولُ: قَالَ الجنيد: لو طالبنا اللَّه بحقيقة ما عَلَيْهِ أَبُو سَعِيد الخرّاز لهلكنا. قَالَ عَلِيّ: فقلت لإبراهيم: وأيش كَانَ حاله؟ فَقَالَ: أقام كذا وكذا سنة يخرز ما فاته [ذكر ] الحق بين الخرزتين.
أَخْبَرَنَا أَبُو حازم عُمَر بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم العبدوي- بنيسابور- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الله الرَّازِيّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا جعفر الصيدلاني يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيد الخراز يَقُولُ: من ظن أنه ببذل الجهد يصل، فمتمن، ومن ظن أنه بغير بذل الجهد يصل فمتعن.
حَدَّثَنِي أَبُو نصر إِبْرَاهِيم بْن هبة اللَّه بْن إبراهيم الجرباذقاني- بها لفظا-، حَدَّثَنَا أَبُو مَنْصُور معمر بْن أَحْمَدَ الأصبهاني قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الفتح الْفَضْل بْن جعفر يَقُولُ:
سَمِعْتُ أَبَا الْفَضْل الْعَبَّاس بْن الشاعر يذكر عَنْ تلميذة لأبي سَعِيد الخراز قالت: كنت أسأله مسألة والإزار بيني وبينه مشدود، فأستقري حلاوة كلامه، فنظرت في ثقب من الإزار فرأيت شفته، فلما وقعت عيني عَلَيْهِ سكت. وقال: جرى ها هنا حدث فأخبريني ما هو؟ فعرفته أني نظرت إليه. فَقَالَ: أما علمت أن نظرك إِلَيَّ معصية- وهذا العلم لا يحتمل التخليط، ولذلك حرمت هَذَا العلم.
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ النعالي، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ الذَّرَّاعُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ بْنَ يَاسِينَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ حَفْصٍ الرَّازِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخَرَّازُ يَقُولُ: ذُنُوبُ الْمُقَرَّبِينَ حَسَنَاتُ الأَبْرَارِ.
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمُحْتَسِبُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى الصُّوفِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الْجَرِيرِيَّ يَقُولُ:
سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخَرَّازَ يَقُولُ فِي مَعْنَى قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «جُبِلَتِ الْقُلُوبُ عَلَى حُبِّ مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْهَا » - وا عجبا مِمَّنْ لَمْ يَرَ مُحْسِنًا غَيْرَ اللَّهِ كَيْفَ لا يميل بكليته إليه؟!.
أخبرنا أبو حازم العبدوي، حَدَّثَنِي على بْن عَبْد اللَّه بْن جهضم- بمكة- حدّثني أبو بكر السنجاري، حدّثني أبو بكر الزقاق، حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيد الخراز. قَالَ: كنت بمكة ومعي رفيق لي من الورعين، فأقمنا ثلاثة أيام لم نأكل شيئا، وَكَانَ بحذائنا فقير معه كويزة وركوة مغطاة بقطعة خيش، وربما كنت أراه يأكل خبزا حواريا، فقلت فِي نفسي: والله لأقولن لهذا نحن الليلة فِي ضيافتك، فقلت لَهُ، فَقَالَ لي: نعم وكرامة.
فلما جاء وقت العشاء جعلت أراعيه ولم أر معه شيئا، فمسح يده على سارية فوقع على يده شيء، فناولني فإذا درهم ليس يشبه الدراهم، فاشترينا خبزا وإداما. فلما مضى لذلك مدة جئت إليه وسلمت عَلَيْهِ وقلت: إني ما زلت أراعيك تلك الليلة وأنا أحب أن وتعرفني بم وصلت إِلَى ذلك؟ فإن كَانَ يُبلغ بعمل حدثتني. فَقَالَ: يا أَبَا سَعِيد ما هو إلا حرف واحد، قلت: ما هو؟ قَالَ: تخرج قدر الخلق من قلبك، تصل إِلَى حاجتك.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَدَ الحيري، أَخْبَرَنَا أبو عبد الرّحمن السّلميّ، أخبرني أحمد ابن محمّد بن المفضّل قَالَ: سألت أَبَا بَكْر بْن أَبِي العجوز عَنْ موت أَبِي سَعِيد الخراز فَقَالَ: مات سنة سبع وأربعين ومائتين، أو سنة سبع وسبعين ومائتين.
قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن: وأظن أن هَذَا أصح.
قلت: لا شك أن القول الأول باطل، وهو سنة سبع وأربعين، وأما القول الثاني فهو أقرب إِلَى الصواب إن كَانَ محفوظا، وقد قيل فِي موت أَبِي سَعِيد غيره.
أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْد الماليني قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أسامة الحارث بْن عدي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِم بن وردان يَقُولُ: صحبت أَبَا سعيد الخراز أربع عشرة سنة، ومات سنة ست وثمانين ومائتين.