أَبُو هَالة وَالِد هِنْد بن أَبى هَالة اسْمه مَالك بن مرَارَة
Abū l-Fatḥ al-Azdī (d. 984 CE) - Asmāʾ man yuʿraf bi-kunyatih - أبو الفتح الأزدي - اسماء من يعرف بكنيته
ا
ب
ج
خ
س
ش
ص
ع
م
Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 198 136. ابو مويهبة4 137. ابو نجيح السلمي4 138. ابو نجيح صاحب النبي1 139. ابو نملة الانصاري5 140. ابو هاشم بن عتبة3 141. ابو هالة1142. ابو هبيرة1 143. ابو هريرة الدوسي5 144. ابو هند الاشجعي5 145. ابو هند الحجام3 146. ابو هند الداري5 147. ابو واقد الليثي6 148. ابو وحوح2 149. ابو وديعة3 150. ابو وهب الجشمي6 151. ابو يحيى الانصاري2 152. ابو يزيد8 153. ابوسبرة1 154. ام الجرين1 155. ام الدرداء4 156. ام الفضل1 157. ام الفضل لبابة بنت الحارث1 158. ام المنذر الانصارية1 159. ام النعمان بن البشر عمرة بن رواحة1 160. ام جميل فاطمة بنت الخطاب بن نفيل1 161. ام حبيبة حمنة بنت جحش 1 162. ام حبيبة زوج النبي1 163. ام حفيد عمرة بن الحارث بن ابى ضرار1 164. ام سلمة2 165. ام شريك الدوسية3 166. ام صبية خولة الجهمية1 167. ام صبية خولة الجهنية 1 168. ام عبد الله بن عامر بن ربيعة ليلى1 169. ام عبد الله بن عمرو بن العاص1 170. ام عطية الانصارية5 171. ام عمارة1 172. ام مبشر1 173. ام محمد خولة بنت قيس 1 174. ام معبد الخزاعية4 175. ام معقل1 176. ام هاشم بنت حارثة1 177. ام هانئ1 178. انيسة2 179. بثينة اخت ثابت بن الضحاك 1 180. بقيرة امراة القعقاع 1 181. جد اسماعيل بن ابراهيم القرشي عبد الله بن ابى ربيعة...1 182. جد المغيرة بن عبد الرحمن عبيد1 183. جد ايوب سعيد بن العاص1 184. جد مليح بن عبد الله حصين الخطمي1 185. جدة يحيى بن الحصين2 186. خولة اخت حذيفة بن اليمان 1 187. خولة امراة اوس بن صامت 1 188. سلمة الهمداني1 189. شيبان ابو يحيى2 190. صعصعة3 191. عبد الرحمن بن نضلة 1 192. عبد المهيمن1 193. عرفجة بن سعد بن منقر1 194. عروة3 195. عقبة الفارسي 1 196. مالك بن قهطم4 197. مخارق والد قابوس 1 198. معاوية بن حيدة2 ◀ Prev. 100
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 198 136. ابو مويهبة4 137. ابو نجيح السلمي4 138. ابو نجيح صاحب النبي1 139. ابو نملة الانصاري5 140. ابو هاشم بن عتبة3 141. ابو هالة1142. ابو هبيرة1 143. ابو هريرة الدوسي5 144. ابو هند الاشجعي5 145. ابو هند الحجام3 146. ابو هند الداري5 147. ابو واقد الليثي6 148. ابو وحوح2 149. ابو وديعة3 150. ابو وهب الجشمي6 151. ابو يحيى الانصاري2 152. ابو يزيد8 153. ابوسبرة1 154. ام الجرين1 155. ام الدرداء4 156. ام الفضل1 157. ام الفضل لبابة بنت الحارث1 158. ام المنذر الانصارية1 159. ام النعمان بن البشر عمرة بن رواحة1 160. ام جميل فاطمة بنت الخطاب بن نفيل1 161. ام حبيبة حمنة بنت جحش 1 162. ام حبيبة زوج النبي1 163. ام حفيد عمرة بن الحارث بن ابى ضرار1 164. ام سلمة2 165. ام شريك الدوسية3 166. ام صبية خولة الجهمية1 167. ام صبية خولة الجهنية 1 168. ام عبد الله بن عامر بن ربيعة ليلى1 169. ام عبد الله بن عمرو بن العاص1 170. ام عطية الانصارية5 171. ام عمارة1 172. ام مبشر1 173. ام محمد خولة بنت قيس 1 174. ام معبد الخزاعية4 175. ام معقل1 176. ام هاشم بنت حارثة1 177. ام هانئ1 178. انيسة2 179. بثينة اخت ثابت بن الضحاك 1 180. بقيرة امراة القعقاع 1 181. جد اسماعيل بن ابراهيم القرشي عبد الله بن ابى ربيعة...1 182. جد المغيرة بن عبد الرحمن عبيد1 183. جد ايوب سعيد بن العاص1 184. جد مليح بن عبد الله حصين الخطمي1 185. جدة يحيى بن الحصين2 186. خولة اخت حذيفة بن اليمان 1 187. خولة امراة اوس بن صامت 1 188. سلمة الهمداني1 189. شيبان ابو يحيى2 190. صعصعة3 191. عبد الرحمن بن نضلة 1 192. عبد المهيمن1 193. عرفجة بن سعد بن منقر1 194. عروة3 195. عقبة الفارسي 1 196. مالك بن قهطم4 197. مخارق والد قابوس 1 198. معاوية بن حيدة2 ◀ Prev. 100
Jump to entry:الذهاب إلى موضوع رقم:
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Abū l-Fatḥ al-Azdī (d. 984 CE) - Asmāʾ man yuʿraf bi-kunyatih - أبو الفتح الأزدي - اسماء من يعرف بكنيته are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=86617&book=5534#79fa89
أبو هالة مالك بن مرارة.
أخبرنا عبد الله قال: حدثني عمي عن الزبير قال: حدثني عمر بن أبي بكر //// المؤملي قال أبو هالة مالك بن مرارة من بني نباش بن زرارة وهو صاحب حديث هند بن أبي هالة في صفة النبي صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا عبد الله قال: حدثني عمي عن الزبير قال: حدثني عمر بن أبي بكر //// المؤملي قال أبو هالة مالك بن مرارة من بني نباش بن زرارة وهو صاحب حديث هند بن أبي هالة في صفة النبي صلى الله عليه وسلم.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=126642&book=5534#53fe2a
أبو عبد اللَّه التميمى من ولد أبى هاله زوج خديجة عن ابن لأبى هالة عن الحسن بن على. روى عنه جميع بن عمير .
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=126642&book=5534#698bb2
أبو عبد اللَّه التميمى، سمع بريد بن أبى بردة الأشعرى روى عنه يزيد بن هارون، فيه وفى ابن أبى هالة نظر. قاله الحاكم ربما كانا واحدا.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=154971&book=5534#7cd282
أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى
ابن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي، ختن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ابنته زينب قيل: اسمه لقيط. وقيل: القاسم. وقيل: مهشم. وقيل: ياسر. أمه هالة بنت خويلد، أخت خديجة، زوج سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. زوجه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زينب، ابنته، وهي أكبر بنات رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فولدت له علياً وأمامة. فتوفي علي بن أبي العاص وهو غلام. وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أردفه ناقته عام الفتح. وقالت فاطمة بنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعلي حين حضرتها الوفاة: تزوج بنت أختي أمامة بنت أبي العاص. فتزوجها علي بن أبي طالب. فمكثت عنده ثلاثين سنة، ولم تلد له شيئاً وكانت عقيماً ثم تزوجها بعد علي المغيرة بن نوفل بن الحارث. وأبو العاص الذي بدأ فيه الجوار في ركب من قريش الذين أخذهم أبو جندل بن سهيل، وأبو بصير، وهو عتبة بن أسيد وأصحابه، فأتى بهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسرى وبأموالهم، فخرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: إن زينب بنت رسول الله قد أجارت زوجها أبا العاص بن الربيع في ماله ومتاعه. فأدى إليهم كل شيء كان لهم. حتى إن الرجل ليأتي بالعقال من متاعهم.
وكانت زينب بنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استأذنت أبا العاص وهو بمكة أن تخرج إلى المدينة. فأذن لها، ثم خرج إلى الشام، فخرجت بعده إلى المدينة، فأنفر بها هبار بن الأسود فكسر ضلعاً من أضلاعها، وأدركها أبو سفيان وأصحابه فردوها إلى بيتها، فلقيتها هند بنت عتبة فقالت لها:
عمل أبي خير من عملك وعمل زوجك. ثم بعث لها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسامة بن زيد، ورجلين من المهاجرين فواعدوها، وخرجت إليهم تحت الليل، فأقدموها على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعها ابنها علي وابنتها أمامة. ثم قدم أبو العاص مكة من سفره، فأراد أن يخرج إلى امرأته وولده، فأخذته قريش وقالوا: هلم بنا ننكحك بنت سعيد بن العاص. فتزوجها أبو العاص فولدت له امرأة يقال لها أمية، فتزوجت محمد بن عبد الرحمن بن عوف، فهي أم القاسم بن محمد بن عبد الرحمن بن عوف. فما مكث أبو العاص بن الربيع مع بنت سعيد بن العاص حتى لحق بزينب بنت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبولده بالمدينة قبيل الفتح بيسير. فلما قدم على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان خرج مع علي بن أبي طالب إلى اليمن، فاستخلفه علي على اليمن عام حجة الوداع. فحج عامه. وكان أبو العاص مع علي في البيت يوم بويع أبو بكر. وتوفيت زينب بنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهي عند أبي العاص. وكان أبو العاص بن الربيع أخاً لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مصافياً له. وكان يقال لأبي العاص: الأمين، وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكثر غشيان أبي العاص في منزل أمه هالة بنت خويلد. وأسلم أبو العاص قبل فتح مكة. وكان يسمى جرو البطحاء يعني أنه متلد بها. أسلم
قبل الحديبية بخمسة أشهر، ثم رجع إلى مكة، ولم يشهد مع سيدنا محمد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئاً. وقيل: جيء به مربوطاً بقيد، فسأل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصحابه أن يطلقوه. وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ما ذممنا صهر أبي العاص. ويقال: قدم مهاجراً إلى المدينة بعدما أسلم بمكة، فرجع إليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابنته زينب بالنكاح الأول. ويقال: ردها عليه بمهر جديد، ونكاح جديد.
وأثنى عليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال: إنه حدثني فصدقني، ووعدني فوفى لي.
وأردف النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابنها علياً يوم فتح مكة، وحمل أمامة في صلاته.
وخرج أبو العاص في بعض أسفاره إلى الشام فقال: من البسيط
ذكرت زينب لما وردت أرما ... فقلت سقيا لشخص يسكن الحرما
بنت الأمين جزاها الله صالحةً ... وكل بعل سيثني بالذي علما
إرم: هي دمشق. وعن الزهري قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " استوصوا بالأسرى خيراً ". فقال أبو العاص بن الربيع: كنت مع رهط من الأنصار جزاهم الله خيراً كنا إذا تعشينا أو تغدينا، آثروني بالخبز، وأكلوا التمر، والخبز معهم قليل، والتمر زادهم. حتى إن الرجل لتقع في يده الكسرة فيدفعها إلي. وكان الوليد بن الوليد بن المغيرة يقول مثل ذلك، ويزيد: وكانوا يحملوننا ويمشون. ولما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب بنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في فداء أبي العاص بن الربيع بمال، وبعثت فيه بقلادة من جزع ظفار كانت لخديجة، وأدخلتها بها
على أبي العاص حين بنى عليها. فلما رآها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عرفها ورق لها، وذكر خديجة، ورحم عليها وقال: إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها، وتردوا إليها متاعها، فعلتم. فقالوا: نعم يا رسول الله. فأطلقوا أبا العاص، وردوا إلى زينب متاعها. وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أخذ عليه أو وعد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يخلي زينب إليه. قال ابن إسحاق: وكان فيما شرط عليه في إطلاقه إياه، ولم يظهر ذلك منه، ولا من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيعلم ما هو، إلى أن خرج أبو العاص إلى مكة، وبعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زيد بن حارثة، ورجلاً من الأنصار. فقال: كونا ببطن يأجج حتى تمر بكما زينب فتصحباها حتى تأتياني بها. وذلك بعد بدر بشهر. وكان أبو العاص من رجال مكة المعدودين مالاً وأمانة وتجارةً. وكانت خديجة خالته، فقالت خديجة لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: زوجه. وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يخالفها، وذلك قبل أن ينزل عليه الوحي، فزوجه. فلما أكرم الله رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنبوته، آمنت به خديجة وبناته. وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد زوج عتبة بن أبي لهب رقية أو أم كلثوم، فلما بادى قريشاً بأمر الله قالوا: إنكم قد فرغتم محمداً من بناته، فردوهن عليه، فاشغلوه بهن. فمشوا إلى أبي العاص فقالوا: فارق صاحبتك ونحن نزوجك أي امرأة شئت من قريش. فقال: لا، ها الله، لا أفارق صاحبتي، وما أحب أن لي بامرأتي امرأة من قريش. ثم مشوا إلى الفاسق عتبة بن أبي لهب فقالوا: طلق ابنة محمد، ونحن نزوجك أي امرأة شئت من قريش. فقال: إن زوجتموني بنت أبان بن سعيد بن العاص، أو بنت سعيد بن العاص، فارقتها. فزوجوه بنت سعيد بن العاص، ففارقها ولم يكن دخل بها، وأخرجها الله من يديه كرامة لها، وهواناً عليه، وخلف عليها عثمان بن عفان. وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يحل بمكة ولا يحرم مغلوباً وكان الإسلام قد فرق بين زينب وبين أبي العاص حين أسلمت، إلا أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان لا يقدر على أن يفرق بينهما.
قالوا: وكان الذي قدم في فداء أبي العاص أخوه عمرو بن الربيع، وكان الذي أسره عبد الله بن جبير بن النعمان، أخو خوات بن جبير الأنصاري. خرج أبو العاص بن الربيع تاجراً إلى الشام وكان رجلاً مأموناً وكانت معه بضائع لقريش، فأقبل قافلاً، فلقيته سرية لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فاستاقوا عيره وأفلت، وقدموا على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بما أصابوا، فقسمه بينهم، وأتى أبو العاص فدخل على زينب فاستجار بها، فسألها أن تطلب له من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رد ماله عليه، وما كان معه من أموال الناس. فدعا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السرية فقال لهم: إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم، وقد أصبتم له مالاً ولغيره مما كان معه، وهو فيء الله الذي أفاء عليكم، فإن رأيتم أن تردوا عليه فافعلوا، وإن كرهتم فأنتم وحقكم. فقالوا: بل نرد عليه يا رسول الله. فردوا عليه ما أصابوا، حتى إن الرجل ليأتي بالشنة، والرجل بالإداوة، والرجل بالحبل، فما تركوا قليلاً أصابوه ولا كثيراً إلا ردوه عليه. ثم قدم مكة، فأدى إلى الناس ما كان معهم من بضائعهم، حتى إذا فرغ قال: يا معشر قريش، هل بقي لأحد منكم معي مال لم أرده عليه؟ قالوا: لا، فجزاك الله خيراً، قد وجدناك وفياً كريماً. فقال: أما والله ما منعني أن أسلم قبل أن أقدم عليكم إلا تخوف أن تظنوا بي أني إنما أسلمت لأذهب بأموالكم، فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله. قالوا في حديث: وأتي بأبي العاص من طريق الشام مربوطاً في قد، فقامت إليه
زينب، فحلته، وكانت معه بضائع للناس، فقيل له: أسلم يكن لك ما معك، وتأخذ هذه الأموال، فإنها أموال المشركين. فقال: لبئس ما أبدأ به إسلامي أن أخون أمانتي. فكفلت عنه امرأته أن يرجع فيؤدي إلى كل ذي حق حقه، ويرجع فيسلم. ففعل، وما فرق بينهما. وقيل: إن أبا العاص لما قدم من الشام، ومعه أموال وتجارات قال أصحاب
النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لو استقبلنا هذا الكافر فقتلناه، وأخذنا ماله. فبلغ ذلك زينب بنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهي امرأته، فأمنته، فاستقبله أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عزلاً. فقالوا: يا أبا العاص، هل لك أن تسلم على ما في يديك من هذه الأموال، فتسود قريشاً، وتكون أكثرهم مالاً؟ قال: ما كنت لأستقبل الإسلام بغدرة، فأتى مكة فدفع إلى كل ذي حق حقه، وأسلم، وهاجر إلى المدينة، فأقاما على نكاحهما. وقيل: إن أبا العاص لما استجار بزينب، خرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الصبح، فلما كبر في الصلاة صرخت زينب: أيها الناس، إني قد أجرت أبا العاص. فلما سلم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من صلاته قال: أيها الناس، هل سمعتم ما سمعت؟ قالوا نعم؛ قال: أما والذي نفس محمد بيده ما علمت بشيء مما كان حتى سمعت منه ما سمعتم، إنه يجير على الناس أدناهم. ثم دخل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على زينب فقال: أي بنية، أكرمي مثواه، ولا يقربنك فإنك لا تحلين له ولا يحل لك. وقيل: إن زينب قالت للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن أبا العاص إن قرب فابن عم، وإن بعد فأبو ولد، وإني قد أجرته. فأجاره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال ابن عباس: رد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زينب ابنته على أبي العاص على النكاح الأول بعد ست سنين. وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سألت ربي عز وجل أن لا أتزوج إلى أحد من أمتي، ولا يتزوج إلي أحد من أمتي، إلا كان معي في الجنة، فأعطاني ذلك. وعن أبي أوفى قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: زينب، فحلته، وكانت معه بضائع للناس، فقيل له: أسلم يكن لك ما معك، وتأخذ هذه الأموال، فإنها أموال المشركين. فقال: لبئس ما أبدأ به إسلامي أن أخون أمانتي. فكفلت عنه امرأته أن يرجع فيؤدي إلى كل ذي حق حقه، ويرجع فيسلم. ففعل، وما فرق بينهما. وقيل: إن أبا العاص لما قدم من الشام، ومعه أموال وتجارات قال أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لو استقبلنا هذا الكافر فقتلناه، وأخذنا ماله. فبلغ ذلك زينب بنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهي امرأته، فأمنته، فاستقبله أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عزلاً. فقالوا: يا أبا العاص، هل لك أن تسلم على ما في يديك من هذه الأموال، فتسود قريشاً، وتكون أكثرهم مالاً؟ قال: ما كنت لأستقبل الإسلام بغدرة، فأتى مكة فدفع إلى كل ذي حق حقه، وأسلم، وهاجر إلى المدينة، فأقاما على نكاحهما. وقيل: إن أبا العاص لما استجار بزينب، خرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الصبح، فلما كبر في الصلاة صرخت زينب: أيها الناس، إني قد أجرت أبا العاص. فلما سلم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من صلاته قال: أيها الناس، هل سمعتم ما سمعت؟ قالوا نعم؛ قال: أما والذي نفس محمد بيده ما علمت بشيء مما كان حتى سمعت منه ما سمعتم، إنه يجير على الناس أدناهم. ثم دخل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على زينب فقال: أي بنية، أكرمي مثواه، ولا يقربنك فإنك لا تحلين له ولا يحل لك. وقيل: إن زينب قالت للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن أبا العاص إن قرب فابن عم، وإن بعد فأبو ولد، وإني قد أجرته. فأجاره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال ابن عباس: رد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زينب ابنته على أبي العاص على النكاح الأول بعد ست سنين. وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سألت ربي عز وجل أن لا أتزوج إلى أحد من أمتي، ولا يتزوج إلي أحد من أمتي، إلا كان معي في الجنة، فأعطاني ذلك. وعن أبي أوفى قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من تزوجت إليه أو تزوج إلي فحرمه على النار أو قال أدخله الجنة. وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كل نسب وصهر ينقطع يوم القيامة إلا نسبي وصهري.
توفي أبو العاص في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر الصديق، وأوصى إلى الزبير بن العوام. وقيل: توفي سنة ثلاث عشرة.
ابن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي، ختن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ابنته زينب قيل: اسمه لقيط. وقيل: القاسم. وقيل: مهشم. وقيل: ياسر. أمه هالة بنت خويلد، أخت خديجة، زوج سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. زوجه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زينب، ابنته، وهي أكبر بنات رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فولدت له علياً وأمامة. فتوفي علي بن أبي العاص وهو غلام. وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أردفه ناقته عام الفتح. وقالت فاطمة بنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعلي حين حضرتها الوفاة: تزوج بنت أختي أمامة بنت أبي العاص. فتزوجها علي بن أبي طالب. فمكثت عنده ثلاثين سنة، ولم تلد له شيئاً وكانت عقيماً ثم تزوجها بعد علي المغيرة بن نوفل بن الحارث. وأبو العاص الذي بدأ فيه الجوار في ركب من قريش الذين أخذهم أبو جندل بن سهيل، وأبو بصير، وهو عتبة بن أسيد وأصحابه، فأتى بهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسرى وبأموالهم، فخرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: إن زينب بنت رسول الله قد أجارت زوجها أبا العاص بن الربيع في ماله ومتاعه. فأدى إليهم كل شيء كان لهم. حتى إن الرجل ليأتي بالعقال من متاعهم.
وكانت زينب بنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استأذنت أبا العاص وهو بمكة أن تخرج إلى المدينة. فأذن لها، ثم خرج إلى الشام، فخرجت بعده إلى المدينة، فأنفر بها هبار بن الأسود فكسر ضلعاً من أضلاعها، وأدركها أبو سفيان وأصحابه فردوها إلى بيتها، فلقيتها هند بنت عتبة فقالت لها:
عمل أبي خير من عملك وعمل زوجك. ثم بعث لها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسامة بن زيد، ورجلين من المهاجرين فواعدوها، وخرجت إليهم تحت الليل، فأقدموها على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعها ابنها علي وابنتها أمامة. ثم قدم أبو العاص مكة من سفره، فأراد أن يخرج إلى امرأته وولده، فأخذته قريش وقالوا: هلم بنا ننكحك بنت سعيد بن العاص. فتزوجها أبو العاص فولدت له امرأة يقال لها أمية، فتزوجت محمد بن عبد الرحمن بن عوف، فهي أم القاسم بن محمد بن عبد الرحمن بن عوف. فما مكث أبو العاص بن الربيع مع بنت سعيد بن العاص حتى لحق بزينب بنت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبولده بالمدينة قبيل الفتح بيسير. فلما قدم على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان خرج مع علي بن أبي طالب إلى اليمن، فاستخلفه علي على اليمن عام حجة الوداع. فحج عامه. وكان أبو العاص مع علي في البيت يوم بويع أبو بكر. وتوفيت زينب بنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهي عند أبي العاص. وكان أبو العاص بن الربيع أخاً لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مصافياً له. وكان يقال لأبي العاص: الأمين، وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكثر غشيان أبي العاص في منزل أمه هالة بنت خويلد. وأسلم أبو العاص قبل فتح مكة. وكان يسمى جرو البطحاء يعني أنه متلد بها. أسلم
قبل الحديبية بخمسة أشهر، ثم رجع إلى مكة، ولم يشهد مع سيدنا محمد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئاً. وقيل: جيء به مربوطاً بقيد، فسأل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصحابه أن يطلقوه. وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ما ذممنا صهر أبي العاص. ويقال: قدم مهاجراً إلى المدينة بعدما أسلم بمكة، فرجع إليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابنته زينب بالنكاح الأول. ويقال: ردها عليه بمهر جديد، ونكاح جديد.
وأثنى عليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال: إنه حدثني فصدقني، ووعدني فوفى لي.
وأردف النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابنها علياً يوم فتح مكة، وحمل أمامة في صلاته.
وخرج أبو العاص في بعض أسفاره إلى الشام فقال: من البسيط
ذكرت زينب لما وردت أرما ... فقلت سقيا لشخص يسكن الحرما
بنت الأمين جزاها الله صالحةً ... وكل بعل سيثني بالذي علما
إرم: هي دمشق. وعن الزهري قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " استوصوا بالأسرى خيراً ". فقال أبو العاص بن الربيع: كنت مع رهط من الأنصار جزاهم الله خيراً كنا إذا تعشينا أو تغدينا، آثروني بالخبز، وأكلوا التمر، والخبز معهم قليل، والتمر زادهم. حتى إن الرجل لتقع في يده الكسرة فيدفعها إلي. وكان الوليد بن الوليد بن المغيرة يقول مثل ذلك، ويزيد: وكانوا يحملوننا ويمشون. ولما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب بنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في فداء أبي العاص بن الربيع بمال، وبعثت فيه بقلادة من جزع ظفار كانت لخديجة، وأدخلتها بها
على أبي العاص حين بنى عليها. فلما رآها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عرفها ورق لها، وذكر خديجة، ورحم عليها وقال: إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها، وتردوا إليها متاعها، فعلتم. فقالوا: نعم يا رسول الله. فأطلقوا أبا العاص، وردوا إلى زينب متاعها. وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أخذ عليه أو وعد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يخلي زينب إليه. قال ابن إسحاق: وكان فيما شرط عليه في إطلاقه إياه، ولم يظهر ذلك منه، ولا من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيعلم ما هو، إلى أن خرج أبو العاص إلى مكة، وبعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زيد بن حارثة، ورجلاً من الأنصار. فقال: كونا ببطن يأجج حتى تمر بكما زينب فتصحباها حتى تأتياني بها. وذلك بعد بدر بشهر. وكان أبو العاص من رجال مكة المعدودين مالاً وأمانة وتجارةً. وكانت خديجة خالته، فقالت خديجة لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: زوجه. وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يخالفها، وذلك قبل أن ينزل عليه الوحي، فزوجه. فلما أكرم الله رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنبوته، آمنت به خديجة وبناته. وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد زوج عتبة بن أبي لهب رقية أو أم كلثوم، فلما بادى قريشاً بأمر الله قالوا: إنكم قد فرغتم محمداً من بناته، فردوهن عليه، فاشغلوه بهن. فمشوا إلى أبي العاص فقالوا: فارق صاحبتك ونحن نزوجك أي امرأة شئت من قريش. فقال: لا، ها الله، لا أفارق صاحبتي، وما أحب أن لي بامرأتي امرأة من قريش. ثم مشوا إلى الفاسق عتبة بن أبي لهب فقالوا: طلق ابنة محمد، ونحن نزوجك أي امرأة شئت من قريش. فقال: إن زوجتموني بنت أبان بن سعيد بن العاص، أو بنت سعيد بن العاص، فارقتها. فزوجوه بنت سعيد بن العاص، ففارقها ولم يكن دخل بها، وأخرجها الله من يديه كرامة لها، وهواناً عليه، وخلف عليها عثمان بن عفان. وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يحل بمكة ولا يحرم مغلوباً وكان الإسلام قد فرق بين زينب وبين أبي العاص حين أسلمت، إلا أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان لا يقدر على أن يفرق بينهما.
قالوا: وكان الذي قدم في فداء أبي العاص أخوه عمرو بن الربيع، وكان الذي أسره عبد الله بن جبير بن النعمان، أخو خوات بن جبير الأنصاري. خرج أبو العاص بن الربيع تاجراً إلى الشام وكان رجلاً مأموناً وكانت معه بضائع لقريش، فأقبل قافلاً، فلقيته سرية لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فاستاقوا عيره وأفلت، وقدموا على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بما أصابوا، فقسمه بينهم، وأتى أبو العاص فدخل على زينب فاستجار بها، فسألها أن تطلب له من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رد ماله عليه، وما كان معه من أموال الناس. فدعا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السرية فقال لهم: إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم، وقد أصبتم له مالاً ولغيره مما كان معه، وهو فيء الله الذي أفاء عليكم، فإن رأيتم أن تردوا عليه فافعلوا، وإن كرهتم فأنتم وحقكم. فقالوا: بل نرد عليه يا رسول الله. فردوا عليه ما أصابوا، حتى إن الرجل ليأتي بالشنة، والرجل بالإداوة، والرجل بالحبل، فما تركوا قليلاً أصابوه ولا كثيراً إلا ردوه عليه. ثم قدم مكة، فأدى إلى الناس ما كان معهم من بضائعهم، حتى إذا فرغ قال: يا معشر قريش، هل بقي لأحد منكم معي مال لم أرده عليه؟ قالوا: لا، فجزاك الله خيراً، قد وجدناك وفياً كريماً. فقال: أما والله ما منعني أن أسلم قبل أن أقدم عليكم إلا تخوف أن تظنوا بي أني إنما أسلمت لأذهب بأموالكم، فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله. قالوا في حديث: وأتي بأبي العاص من طريق الشام مربوطاً في قد، فقامت إليه
زينب، فحلته، وكانت معه بضائع للناس، فقيل له: أسلم يكن لك ما معك، وتأخذ هذه الأموال، فإنها أموال المشركين. فقال: لبئس ما أبدأ به إسلامي أن أخون أمانتي. فكفلت عنه امرأته أن يرجع فيؤدي إلى كل ذي حق حقه، ويرجع فيسلم. ففعل، وما فرق بينهما. وقيل: إن أبا العاص لما قدم من الشام، ومعه أموال وتجارات قال أصحاب
النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لو استقبلنا هذا الكافر فقتلناه، وأخذنا ماله. فبلغ ذلك زينب بنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهي امرأته، فأمنته، فاستقبله أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عزلاً. فقالوا: يا أبا العاص، هل لك أن تسلم على ما في يديك من هذه الأموال، فتسود قريشاً، وتكون أكثرهم مالاً؟ قال: ما كنت لأستقبل الإسلام بغدرة، فأتى مكة فدفع إلى كل ذي حق حقه، وأسلم، وهاجر إلى المدينة، فأقاما على نكاحهما. وقيل: إن أبا العاص لما استجار بزينب، خرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الصبح، فلما كبر في الصلاة صرخت زينب: أيها الناس، إني قد أجرت أبا العاص. فلما سلم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من صلاته قال: أيها الناس، هل سمعتم ما سمعت؟ قالوا نعم؛ قال: أما والذي نفس محمد بيده ما علمت بشيء مما كان حتى سمعت منه ما سمعتم، إنه يجير على الناس أدناهم. ثم دخل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على زينب فقال: أي بنية، أكرمي مثواه، ولا يقربنك فإنك لا تحلين له ولا يحل لك. وقيل: إن زينب قالت للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن أبا العاص إن قرب فابن عم، وإن بعد فأبو ولد، وإني قد أجرته. فأجاره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال ابن عباس: رد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زينب ابنته على أبي العاص على النكاح الأول بعد ست سنين. وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سألت ربي عز وجل أن لا أتزوج إلى أحد من أمتي، ولا يتزوج إلي أحد من أمتي، إلا كان معي في الجنة، فأعطاني ذلك. وعن أبي أوفى قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: زينب، فحلته، وكانت معه بضائع للناس، فقيل له: أسلم يكن لك ما معك، وتأخذ هذه الأموال، فإنها أموال المشركين. فقال: لبئس ما أبدأ به إسلامي أن أخون أمانتي. فكفلت عنه امرأته أن يرجع فيؤدي إلى كل ذي حق حقه، ويرجع فيسلم. ففعل، وما فرق بينهما. وقيل: إن أبا العاص لما قدم من الشام، ومعه أموال وتجارات قال أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لو استقبلنا هذا الكافر فقتلناه، وأخذنا ماله. فبلغ ذلك زينب بنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهي امرأته، فأمنته، فاستقبله أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عزلاً. فقالوا: يا أبا العاص، هل لك أن تسلم على ما في يديك من هذه الأموال، فتسود قريشاً، وتكون أكثرهم مالاً؟ قال: ما كنت لأستقبل الإسلام بغدرة، فأتى مكة فدفع إلى كل ذي حق حقه، وأسلم، وهاجر إلى المدينة، فأقاما على نكاحهما. وقيل: إن أبا العاص لما استجار بزينب، خرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الصبح، فلما كبر في الصلاة صرخت زينب: أيها الناس، إني قد أجرت أبا العاص. فلما سلم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من صلاته قال: أيها الناس، هل سمعتم ما سمعت؟ قالوا نعم؛ قال: أما والذي نفس محمد بيده ما علمت بشيء مما كان حتى سمعت منه ما سمعتم، إنه يجير على الناس أدناهم. ثم دخل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على زينب فقال: أي بنية، أكرمي مثواه، ولا يقربنك فإنك لا تحلين له ولا يحل لك. وقيل: إن زينب قالت للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن أبا العاص إن قرب فابن عم، وإن بعد فأبو ولد، وإني قد أجرته. فأجاره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال ابن عباس: رد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زينب ابنته على أبي العاص على النكاح الأول بعد ست سنين. وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سألت ربي عز وجل أن لا أتزوج إلى أحد من أمتي، ولا يتزوج إلي أحد من أمتي، إلا كان معي في الجنة، فأعطاني ذلك. وعن أبي أوفى قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من تزوجت إليه أو تزوج إلي فحرمه على النار أو قال أدخله الجنة. وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كل نسب وصهر ينقطع يوم القيامة إلا نسبي وصهري.
توفي أبو العاص في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر الصديق، وأوصى إلى الزبير بن العوام. وقيل: توفي سنة ثلاث عشرة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=144012&book=5534#f996b6
أبو العاص
ب د ع: أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي العبشمي صهر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ابنته زينب أكبر بناته، وأمه هالة بنت خويلد، أخت خديجة لأبيها وأمها، قاله أبو عمر.
وقال ابن منده، وأبو نعيم: اسمها هند.
فهو ابن خالة أولاد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من خديجة.
واختلف في اسمه فقيل: لقيط، وقيل: هشيم، وقيل: مهشم.
والأكثر لقيط.
وكان أبو العاص ممن شهد بدرا مع الكفار، وأسره عبد الله بن جبير بن النعمان الأنصاري، فلما بعث أهل مكة في فداء أسراهم، قدم في فدائه عمرو بن الربيع بمال دفعته إليه زينب بنت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من ذلك قلادة لها كانت خديجة قد أدخلتها بها على أبي العاص، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها، وتردوا عليها الذي لها، فافعلوا ".
فقالوا: نعم.
وكان أبو العاص مصاحبا لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مصافيا، وكان قد أبى أن يطلق زينب بنت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما أمره المشركون أن يطلقها، فشكر له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك.
ولما أطلقه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الأسر شرط عليه أن يرسل زينب إلى المدينة، فعاد إلى مكة وأرسلها إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة فلهذا قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنه: " حدثني فصدقني، ووعدني فوفى لي ".
وأقام أبو العاص بمكة على شركه، حتى كان قبيل الفتح خرج بتجارة إلى الشام، ومعه أموال من أموال قريش، ومعه جماعة منهم، فلما عاد لقيته سرية لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أميرهم زيد بن حارثة، فأخذ المسلمون ما في تلك العير من الأموال، وأسروا أناسا، وهرب أبو العاص بن الربيع ثم أتى المدينة ليلا، فدخل على زينب فاستجار بها، فأجارته.
فلما صلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلاة الصبح صاحت زينب: أيها الناس، إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع.
فلما سلم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقبل على الناس، وقال: " هل سمعتم ما سمعت؟ " قالوا: نعم.
قال: " أما والذي نفسي بيده ما علمت بذلك حتى سمعته كما سمعتم؟ ".
وقال: " يجير على المسلمين أدناهم "، ثم دخل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ابنته فقال: " أكرمي مثواه، ولا يخلصن إليك، فإنك لا تحلين له ".
قالت: إنه قد جاء في طلب ماله.
فجمع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تلك السرية، وقال: " إن هذا الرجل منا بحيث علمتم، وقد أصبتم له مالا، وهو مما أفاءه الله عليكم، وأنا أحب أن تحسنوا وتردوا عليه الذي له، فإن أبيتم فانتم أحق به "، فقالوا: بل نرده عليه.
فردوا عليه ماله أجمع، فعاد إلى مكة وأدى إلى الناس أموالهم، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، والله ما منعني من الإسلام إلا خوفا أن تظنوا بي أكل أموالكم، ثم قدم على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسلما، وحسن إسلامه ورد عليه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابنته زينب بنكاح جديد، وقيل: بالنكاح الأول.
وقال ابن منده: رد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابنته على أبي العاص بعد سنتين بنكاحها الأول.
وولد له من زينب علي بن أبي العاص وقد ذكرناه، وأمامة بنت أبي العاص، ويرد ذكرها في الكنى إن شاء الله تعالى.
ولما أرسل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علي بن أبي طالب إلى اليمن، سار معه.
وكان مع علي أيضا لما بويع أبو بكر، وتوفيت زينب وهي عند أبي العاص، وتوفي أبو العاص سنة اثنتي عشرة.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قول ابن منده: فإن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رد زينب بعد سنتين ليس بشيء، فإن أبا العاص أرسلها بعد بدر، وكانت بدر في السنة الثانية، وأسلم أبو العاص قبيل الفتح أول السنة الثامنة، فيكون نحو ست سنين، فقوله: سنتين، ليس بشيء.
ب د ع: أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي العبشمي صهر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ابنته زينب أكبر بناته، وأمه هالة بنت خويلد، أخت خديجة لأبيها وأمها، قاله أبو عمر.
وقال ابن منده، وأبو نعيم: اسمها هند.
فهو ابن خالة أولاد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من خديجة.
واختلف في اسمه فقيل: لقيط، وقيل: هشيم، وقيل: مهشم.
والأكثر لقيط.
وكان أبو العاص ممن شهد بدرا مع الكفار، وأسره عبد الله بن جبير بن النعمان الأنصاري، فلما بعث أهل مكة في فداء أسراهم، قدم في فدائه عمرو بن الربيع بمال دفعته إليه زينب بنت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من ذلك قلادة لها كانت خديجة قد أدخلتها بها على أبي العاص، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها، وتردوا عليها الذي لها، فافعلوا ".
فقالوا: نعم.
وكان أبو العاص مصاحبا لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مصافيا، وكان قد أبى أن يطلق زينب بنت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما أمره المشركون أن يطلقها، فشكر له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك.
ولما أطلقه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الأسر شرط عليه أن يرسل زينب إلى المدينة، فعاد إلى مكة وأرسلها إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة فلهذا قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنه: " حدثني فصدقني، ووعدني فوفى لي ".
وأقام أبو العاص بمكة على شركه، حتى كان قبيل الفتح خرج بتجارة إلى الشام، ومعه أموال من أموال قريش، ومعه جماعة منهم، فلما عاد لقيته سرية لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أميرهم زيد بن حارثة، فأخذ المسلمون ما في تلك العير من الأموال، وأسروا أناسا، وهرب أبو العاص بن الربيع ثم أتى المدينة ليلا، فدخل على زينب فاستجار بها، فأجارته.
فلما صلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلاة الصبح صاحت زينب: أيها الناس، إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع.
فلما سلم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقبل على الناس، وقال: " هل سمعتم ما سمعت؟ " قالوا: نعم.
قال: " أما والذي نفسي بيده ما علمت بذلك حتى سمعته كما سمعتم؟ ".
وقال: " يجير على المسلمين أدناهم "، ثم دخل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ابنته فقال: " أكرمي مثواه، ولا يخلصن إليك، فإنك لا تحلين له ".
قالت: إنه قد جاء في طلب ماله.
فجمع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تلك السرية، وقال: " إن هذا الرجل منا بحيث علمتم، وقد أصبتم له مالا، وهو مما أفاءه الله عليكم، وأنا أحب أن تحسنوا وتردوا عليه الذي له، فإن أبيتم فانتم أحق به "، فقالوا: بل نرده عليه.
فردوا عليه ماله أجمع، فعاد إلى مكة وأدى إلى الناس أموالهم، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، والله ما منعني من الإسلام إلا خوفا أن تظنوا بي أكل أموالكم، ثم قدم على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسلما، وحسن إسلامه ورد عليه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابنته زينب بنكاح جديد، وقيل: بالنكاح الأول.
وقال ابن منده: رد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابنته على أبي العاص بعد سنتين بنكاحها الأول.
وولد له من زينب علي بن أبي العاص وقد ذكرناه، وأمامة بنت أبي العاص، ويرد ذكرها في الكنى إن شاء الله تعالى.
ولما أرسل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علي بن أبي طالب إلى اليمن، سار معه.
وكان مع علي أيضا لما بويع أبو بكر، وتوفيت زينب وهي عند أبي العاص، وتوفي أبو العاص سنة اثنتي عشرة.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قول ابن منده: فإن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رد زينب بعد سنتين ليس بشيء، فإن أبا العاص أرسلها بعد بدر، وكانت بدر في السنة الثانية، وأسلم أبو العاص قبيل الفتح أول السنة الثامنة، فيكون نحو ست سنين، فقوله: سنتين، ليس بشيء.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=124941&book=5534#d38cff
أَبُو الْعَاصِ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ زَوْجُ زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ ابْنُ خَالَتِهَا هِنْدَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ , أُخْتِ خَدِيجَةَ، فَوَلَدَتْ عَلِيًّا وَأُمَامَةَ، أَرْدَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَحَمَلَ أُمَامَةَ فِي صَلَاتِهِ، تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ، فِي حَرْفِ اللَّامِ
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=124941&book=5534#523932
أَبُو العاص بْن الربيع بْن عبد العزى بْن عبد شمس بْن عبد مناف ابن قصي القرشي العبشمي
صهر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زوج ابنته زينب أكبر بناته. كَانَ يعرف بجرو البطحاء، هُوَ وأخوه يقال لهما: جروا البطحاء.
وقيل: بل كَانَ ذلك أبوه وعمه. اختلف فِي اسمه، فقيل لقيط. وقيل مهشم.
وقيل هشيم ، والأكثر لقيط وأمه هالة بنت خويلد بْن أسد أخت خديجة لأبها وأمها وَكَانَ أَبُو العاص بْن الربيع ممن شهد بدرًا مَعَ كفار قريش، وأسره عَبْد اللَّهِ بْن جبير بْن النعمان الأَنْصَارِيّ، فلما بعث أهل مكة فِي فداء أسراهم قدم فِي فدائه أخوه عَمْرو بْن الربيع بمال دفعته إِلَيْهِ زينب بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من ذلك قلادة لَهَا كانت خديجة أمها قد أدخلتها بها عَلَى أبي العاص حين بنى عليها. فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن رأيتم أن تطلقوا لَهَا أسيرها وتردوا الَّذِي لَهَا فافعلوا. فَقَالُوا: نعم. وَكَانَ أَبُو العاص ابْن الربيع مواخيًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مصافيًا، وَكَانَ قد أبى أن يطلق
زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ إذ مشى إليه مشركو قريش فِي ذلك، فشكر له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مصاهرته، وأثنى عَلَيْهِ بذلك خيرًا، وهاجرت زينب مسلمة رضي اللَّه عنها وتركته عَلَى شركه، فلم يزل كذلك مقيمًا عَلَى الشرك حَتَّى كَانَ قبل الفتح، فخرج بتجارة إِلَى الشام، ومعه أموال من أموال قريش، فلما انصرف قافلًا لقيته سرية لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أميرهم زيد بْن حارثة رضي اللَّه عنه. وَكَانَ أَبُو العاص فِي جماعة عير، وَكَانَ زيد فِي نحو سبعين ومائة راكب، فأخذوا مَا فِي تلك العير من الأثقال، وأسروا ناسًا منهم، وأفلتهم أَبُو العاص هربًا.
وقيل: إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث زيدًا فِي تلك السرية قاصدًا للعير التي كَانَ فِيهَا أَبُو العاص، فلما قدمت السرية بما أصابوا أقبل أَبُو العاص فِي الليل حَتَّى دخل عَلَى زينب رضي اللَّه عنها، فاستجار بها فأجارته. فلما خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الصبح، وكبر وكبر الناس معه، صرخت زينب رضي اللَّه عنها: أيها الناس، إني قد أجرت أبا العاص بْن الربيع فلما سلم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الصلاة أقبل عَلَى الناس، فَقَالَ: هل سمعتم مَا سمعت؟ فَقَالُوا: نعم. قَالَ: أما والذي نفسي بيده مَا علمت بشيء كَانَ حَتَّى سمعت منه مَا سمعتم، إنه يجير عَلَى المسلمين أدناهم ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل عَلَى ابنته، فَقَالَ: أي بنية، أكرمي مثواه، ولا يخلصن إليك، فإنك لا تحلين له. فقالت: إنه جاء فِي طلب ماله. فخرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبعث فِي تلك السرية، فاجتمعوا إليه، فَقَالَ لهم: إن هَذَا الرجل منا بحيث علمتم، وقد أصبتم له مالا، وهو مما أفاءه اللَّه عَزَّ وَجَلَّ عليكم، وأنا أحب أن تحسنوا وتردوا إليه ماله الَّذِي له، وإن أبيتم فأنتم أحق به. قَالُوا:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، بل نرده عَلَيْهِ. فردوا عَلَيْهِ ماله مَا فقد منه شَيْئًا، فاحتمل إلى مكة، فأدّى إلى كل ذي مال من قريش ماله الَّذِي كَانَ أبضع معه، ثم قَالَ: يَا معشر قريش، هل لأحد منكم مال لم يأخذه؟ قَالُوا: جزاك اللَّه خيرًا، فقد وجدناك وفيًا كريمًا. قَالَ: فإني أشهد أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، والله مَا منعني من الإسلام إلا تخوف أن تظنوا أني آكل أموالكم، فلما أداها اللَّه عَزَّ وَجَلَّ إليكم أسلمت. ثم خرج حَتَّى قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسلمًا، وحسن إسلامه، ورد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابنته عَلَيْهِ.
هَذَا كله خبر ابْن إِسْحَاق، ومنه شيء عَنْ غيره.
وذكر مُوسَى بْن عُقْبَةَ خبر أبي العاص بْن الربيع وأخذ أبي بصير وأبي جندل له فِي حين مكثهم بالساحل يقطعون عَلَى عير قريش، وفي ذلك الخبر مَا يخالف بعض مَا ذكر ابْن إِسْحَاق، وقد أشرنا إِلَى خبر مُوسَى بْن عُقْبَةَ فِي باب أبي بصير.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: رَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ عَلَى النِّكَاحِ الأَوَّلِ، وَلَمْ يُحْدِثْ شَيْئًا بَعْدَ سِتِّ سِنِينَ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: قَدْ رُوِيَ مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَدَّهَا عَلَيْهِ بِنِكَاحٍ جَدِيدٍ. وَهُوَ قَوْلُ الشَّعْبِيِّ وَطَائِفَةٍ من أَهْلِ السِّيَرِ، وَقَدْ أَوْضَحْنَا مَعْنَى ذَلِكَ فِي كتاب التمهيد، والحمد للَّه تعالى.
قَالَ إِبْرَاهِيم بْن المنذر: وتوفي أَبُو العاص بْن الربيع، ويسمى جرو البطحاء، فِي ذي الحجة سنة اثنتي عشرة.
صهر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زوج ابنته زينب أكبر بناته. كَانَ يعرف بجرو البطحاء، هُوَ وأخوه يقال لهما: جروا البطحاء.
وقيل: بل كَانَ ذلك أبوه وعمه. اختلف فِي اسمه، فقيل لقيط. وقيل مهشم.
وقيل هشيم ، والأكثر لقيط وأمه هالة بنت خويلد بْن أسد أخت خديجة لأبها وأمها وَكَانَ أَبُو العاص بْن الربيع ممن شهد بدرًا مَعَ كفار قريش، وأسره عَبْد اللَّهِ بْن جبير بْن النعمان الأَنْصَارِيّ، فلما بعث أهل مكة فِي فداء أسراهم قدم فِي فدائه أخوه عَمْرو بْن الربيع بمال دفعته إِلَيْهِ زينب بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من ذلك قلادة لَهَا كانت خديجة أمها قد أدخلتها بها عَلَى أبي العاص حين بنى عليها. فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن رأيتم أن تطلقوا لَهَا أسيرها وتردوا الَّذِي لَهَا فافعلوا. فَقَالُوا: نعم. وَكَانَ أَبُو العاص ابْن الربيع مواخيًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مصافيًا، وَكَانَ قد أبى أن يطلق
زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ إذ مشى إليه مشركو قريش فِي ذلك، فشكر له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مصاهرته، وأثنى عَلَيْهِ بذلك خيرًا، وهاجرت زينب مسلمة رضي اللَّه عنها وتركته عَلَى شركه، فلم يزل كذلك مقيمًا عَلَى الشرك حَتَّى كَانَ قبل الفتح، فخرج بتجارة إِلَى الشام، ومعه أموال من أموال قريش، فلما انصرف قافلًا لقيته سرية لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أميرهم زيد بْن حارثة رضي اللَّه عنه. وَكَانَ أَبُو العاص فِي جماعة عير، وَكَانَ زيد فِي نحو سبعين ومائة راكب، فأخذوا مَا فِي تلك العير من الأثقال، وأسروا ناسًا منهم، وأفلتهم أَبُو العاص هربًا.
وقيل: إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث زيدًا فِي تلك السرية قاصدًا للعير التي كَانَ فِيهَا أَبُو العاص، فلما قدمت السرية بما أصابوا أقبل أَبُو العاص فِي الليل حَتَّى دخل عَلَى زينب رضي اللَّه عنها، فاستجار بها فأجارته. فلما خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الصبح، وكبر وكبر الناس معه، صرخت زينب رضي اللَّه عنها: أيها الناس، إني قد أجرت أبا العاص بْن الربيع فلما سلم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الصلاة أقبل عَلَى الناس، فَقَالَ: هل سمعتم مَا سمعت؟ فَقَالُوا: نعم. قَالَ: أما والذي نفسي بيده مَا علمت بشيء كَانَ حَتَّى سمعت منه مَا سمعتم، إنه يجير عَلَى المسلمين أدناهم ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل عَلَى ابنته، فَقَالَ: أي بنية، أكرمي مثواه، ولا يخلصن إليك، فإنك لا تحلين له. فقالت: إنه جاء فِي طلب ماله. فخرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبعث فِي تلك السرية، فاجتمعوا إليه، فَقَالَ لهم: إن هَذَا الرجل منا بحيث علمتم، وقد أصبتم له مالا، وهو مما أفاءه اللَّه عَزَّ وَجَلَّ عليكم، وأنا أحب أن تحسنوا وتردوا إليه ماله الَّذِي له، وإن أبيتم فأنتم أحق به. قَالُوا:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، بل نرده عَلَيْهِ. فردوا عَلَيْهِ ماله مَا فقد منه شَيْئًا، فاحتمل إلى مكة، فأدّى إلى كل ذي مال من قريش ماله الَّذِي كَانَ أبضع معه، ثم قَالَ: يَا معشر قريش، هل لأحد منكم مال لم يأخذه؟ قَالُوا: جزاك اللَّه خيرًا، فقد وجدناك وفيًا كريمًا. قَالَ: فإني أشهد أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، والله مَا منعني من الإسلام إلا تخوف أن تظنوا أني آكل أموالكم، فلما أداها اللَّه عَزَّ وَجَلَّ إليكم أسلمت. ثم خرج حَتَّى قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسلمًا، وحسن إسلامه، ورد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابنته عَلَيْهِ.
هَذَا كله خبر ابْن إِسْحَاق، ومنه شيء عَنْ غيره.
وذكر مُوسَى بْن عُقْبَةَ خبر أبي العاص بْن الربيع وأخذ أبي بصير وأبي جندل له فِي حين مكثهم بالساحل يقطعون عَلَى عير قريش، وفي ذلك الخبر مَا يخالف بعض مَا ذكر ابْن إِسْحَاق، وقد أشرنا إِلَى خبر مُوسَى بْن عُقْبَةَ فِي باب أبي بصير.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: رَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ عَلَى النِّكَاحِ الأَوَّلِ، وَلَمْ يُحْدِثْ شَيْئًا بَعْدَ سِتِّ سِنِينَ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: قَدْ رُوِيَ مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَدَّهَا عَلَيْهِ بِنِكَاحٍ جَدِيدٍ. وَهُوَ قَوْلُ الشَّعْبِيِّ وَطَائِفَةٍ من أَهْلِ السِّيَرِ، وَقَدْ أَوْضَحْنَا مَعْنَى ذَلِكَ فِي كتاب التمهيد، والحمد للَّه تعالى.
قَالَ إِبْرَاهِيم بْن المنذر: وتوفي أَبُو العاص بْن الربيع، ويسمى جرو البطحاء، فِي ذي الحجة سنة اثنتي عشرة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=155203&book=5534#969140
أَبُو العَاصِ بنُ الرَّبِيْعِ بنِ عَبْدِ العُزَّى القُرَشِيُّ
ابْنِ عَبْدِ شَمْسٍ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيِّ بنِ كِلاَبٍ القُرَشِيُّ،
العَبْشَمِيُّ.صِهْرُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زَوْجُ بِنْتِهِ زَيْنَبَ، وَهُوَ وَالِدُ أُمَامَةَ الَّتِي كَانَ يَحْمِلُهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي صَلاَتِهِ.
وَاسْمُهُ: لَقِيْطٌ.
وَقِيْلَ: اسْمُ أَبِيْهِ رَبِيْعَةُ، وَهُوَ ابْنُ أُخْتِ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ خَدِيْجَةَ.
أُمُّهُ: هِيَ هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَكَانَ أَبُو العَاصِ يُدْعَى: جَرْوَ البَطْحَاءِ.
أَسْلَمَ قَبْلَ الحُدَيْبِيَةِ بِخَمْسَةِ أَشْهُرٍ.
قَالَ المِسْوَرُ بنُ مَخْرَمَةَ: أَثْنَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى أَبِي العَاصِ فِي مُصَاهَرَتِهِ خَيْراً.
وَقَالَ: (حَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي، وَوَعَدَنِي فَوَفَى لِي ) .
وَكَانَ قَدْ وَعَدَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَرْجِعَ إِلَى مَكَّةَ بَعْدَ وَقْعَةِ بَدْرٍ، فَيَبْعَثَ إِلَيْهِ بِزَيْنَبَ ابْنَتِهِ، فَوَفَى بِوَعْدِهِ، وَفَارَقَهَا مَعَ شِدَّةِ حُبِّهِ لَهَا، وَكَانَ مِنْ تُجَّارِ قُرَيْشٍ وَأُمَنَائِهِم، وَمَا عَلِمْتُ لَهُ رِوَايَةً.
وَلَمَّا هَاجَرَ، رَدَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زَوْجَتَهُ زَيْنَبَ بَعْدَ سِتَّةِ أَعْوَامٍ عَلَى النِّكَاحِ الأَوَّلِ.وَجَاءَ فِي رِوَايَةٍ: أَنَّهُ رَدَّهَا إِلَيْهِ بِعَقْدٍ جَدِيْدٍ، وَقَدْ كَانَتْ زَوْجَتُهُ لَمَّا أُسِرَ نَوْبَةَ بَدْرٍ، بَعَثَتْ قِلاَدَتَهَا لِتَفْتَكَّهُ بِهَا.
فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِنْ رَأَيْتُم أَنْ تُطْلِقُوا لِهَذِهِ أَسِيْرَهَا) .
فَبَادَرَ الصَّحَابَةُ إِلَى ذَلِكَ.
وَمِنَ السِّيْرَةِ: أَنَّهَا بَعَثَتْ فِي فِدَائِهِ قِلاَدَةً لَهَا كَانَتْ لِخَدِيْجَةَ، أَدْخَلَتْهَا بِهَا.
فَلَمَّا رَآهَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَقَّ لَهَا، وَقَالَ: (إِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُطْلِقُوا لَهَا أَسِيْرَهَا، وَتَرُدُّوا عَلَيْهَا) .
قَالُوا: نَعَمْ.
وَأَطْلَقُوْهُ، فَأَخَذَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُخْلِيَ سَبِيْلَ زَيْنَبَ، وَكَانَتْ مِنَ المُسْتَضْعَفِيْنَ مِنَ النِّسَاءِ، وَاسْتَكْتَمَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَلِكَ، وَبَعَثَ زَيْدَ
بنَ حَارِثَةَ، وَرَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ.فَقَالَ: (كُوْنَا بِبَطْنِ يَأْجِجٍ، حَتَّى تَمُرَّ بِكُمَا زَيْنَبُ، فَتَصْحَبَانِهَا) .
وَذَلِكَ بَعْد بَدْرٍ بِشَهْرٍ، فَلَمَّا قَدِمَ أَبُو العَاصِ مَكَّةَ، أَمَرَهَا بِاللُّحُوْقِ بِأَبِيْهَا، فَتَجَهَّزَتْ.
فَقَدَّمَ أَخُو زَوْجِهَا كِنَانَةُ - قُلْتُ: وَهُوَ ابْنُ خَالَتِهَا - بَعِيْراً، فَرَكِبَتْ، وَأَخَذَ قَوْسَهُ وَكِنَانَتَهُ نَهَاراً، فَخَرَجُوا فِي طَلَبِهَا، فَبَرَكَ كِنَانَةُ، وَنَثَرَ كِنَانَتَهُ بِذِي طُوَى، فَرَوَّعَهَا هَبَّارُ بنُ الأَسْوَدِ بِالرُّمْحِ.
فَقَالَ كِنَانَةُ: وَاللهِ لاَ يَدْنُو أَحَدٌ إِلاَّ وَضَعْتُ فِيْهِ سَهْماً.
فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: كُفَّ أَيُّهَا الرَّجُلُ عَنَّا نَبْلَكَ حَتَّى نُكَلِّمَكَ.
فَكَفَّ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ، فَقَالَ:
إِنَّكَ لَمْ تُصِبْ، خَرَجْتَ بِالمَرْأَةِ عَلَى رُؤُوْسِ النَّاسِ عَلاَنِيَةً، وَقَدْ عَرَفْتَ مُصِيْبَتَنَا وَنَكْبَتَنَا، وَمَا دَخَلَ عَلَيْنَا مِنْ مُحَمَّدٍ، فَيَظُنُّ النَّاسُ أَنَّ ذَلِكَ عَنْ ذُلٍّ أَصَابَنَا، وَلَعَمْرِي مَا بِنَا بِحَبْسِهَا عَنْ أَبِيْهَا مِنْ حَاجَةٍ، ارْجِعْ بِهَا، حَتَّى إِذَا هَدَتِ الأَصْوَاتُ، وَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنَّا رَدَدْنَاهَا، فَسُلَّهَا سِرّاً، وَأَلْحِقْهَا بِأَبِيْهَا.
قَالَ: فَفَعَلَ، وَخَرَجَ بِهَا بَعْدَ لَيَالٍ، فَسَلَّمَهَا إِلَى زَيْدٍ وَصَاحِبِهِ، فَقَدِمَا بِهَا.
فَلَمَّا كَانَ قَبْلَ الفَتْحِ، خَرَجَ أَبُو العَاصِ تَاجِراً إِلَى الشَّامِ بِمَالِهِ وَمَالٍ كَثِيْرٍ لقُرَيْشٍ، فَلَمَّا رَجَعَ لَقِيَتْهُ سَرِيَّةٌ، فَأَصَابُوا مَا مَعَهُ، وَأَعْجَزَهُم هَرَباً، فَقَدِمُوا بِمَا أَصَابُوا، وَأَقْبَلَ هُوَ فِي اللَّيْلِ، حَتَّى دَخَلَ عَلَى زَيْنَبَ، فَاسْتَجَارَ بِهَا، فَأَجَارَتْهُ.
فَلَمَّا كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَالنَّاسُ فِي صَلاَةِ الصُّبْحِ، صَرَخَتْ زَيْنَبُ مِنْ صُفَّةِ النِّسَاءِ:
أَيُّهَا النَّاسُ! قَدْ أَجَرْتُ أَبَا العَاصِ بنَ الرَّبِيْعِ.
وَبَعَثَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى السَّرِيَّةِ الَّذِيْنَ أَصَابُوا مَالَهُ، فَقَالَ: (إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ مِنَّا حَيْثُ قَدْ عَلِمْتُمْ، وَقَدْ أَصَبْتُمْ لَهُ مَالاً، فَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَرُدُّوْهُ، فَإِنَّا نُحِبَّ ذَلِكَ، وَإِنْ أَبَيْتُمْ فَهُوَ فَيْءُ اللهِ، فَأَنْتُم أَحَقُّ بِهِ) .
قَالُوا: بَلْ نَرُدُّهُ.
فَرَدُّوْهُ كُلَّهُ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ إِلَى مَكَّةَ، فَأَدَّى إِلَى كُلِّ ذِي مَالٍ مَالَهُ، ثُمَّ قَالَ:
يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ! هَلْ
بَقِيَ لأَحَدٍ مِنْكُم عِنْدِي شَيْءٌ؟قَالُوا: لاَ، فَجَزَاكَ اللهُ خَيْراً.
قَالَ: فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ، وَاللهِ مَا مَنَعَنِي مِنَ الإِسْلاَمِ عِنْدَهُ إِلاَّ خَوْفُ أَنْ تَظُنُّوا أَنِّي إِنَّمَا أَرَدْتُ أَكْلَ أَمْوَالِكُم.
ثُمَّ قَدِمَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
رَدَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زَيْنَبَ عَلَى النِّكَاحِ الأَوَّلِ، لَمْ يُحْدِثْ شَيْئاً.
ابْنِ عَبْدِ شَمْسٍ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيِّ بنِ كِلاَبٍ القُرَشِيُّ،
العَبْشَمِيُّ.صِهْرُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زَوْجُ بِنْتِهِ زَيْنَبَ، وَهُوَ وَالِدُ أُمَامَةَ الَّتِي كَانَ يَحْمِلُهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي صَلاَتِهِ.
وَاسْمُهُ: لَقِيْطٌ.
وَقِيْلَ: اسْمُ أَبِيْهِ رَبِيْعَةُ، وَهُوَ ابْنُ أُخْتِ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ خَدِيْجَةَ.
أُمُّهُ: هِيَ هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَكَانَ أَبُو العَاصِ يُدْعَى: جَرْوَ البَطْحَاءِ.
أَسْلَمَ قَبْلَ الحُدَيْبِيَةِ بِخَمْسَةِ أَشْهُرٍ.
قَالَ المِسْوَرُ بنُ مَخْرَمَةَ: أَثْنَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى أَبِي العَاصِ فِي مُصَاهَرَتِهِ خَيْراً.
وَقَالَ: (حَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي، وَوَعَدَنِي فَوَفَى لِي ) .
وَكَانَ قَدْ وَعَدَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَرْجِعَ إِلَى مَكَّةَ بَعْدَ وَقْعَةِ بَدْرٍ، فَيَبْعَثَ إِلَيْهِ بِزَيْنَبَ ابْنَتِهِ، فَوَفَى بِوَعْدِهِ، وَفَارَقَهَا مَعَ شِدَّةِ حُبِّهِ لَهَا، وَكَانَ مِنْ تُجَّارِ قُرَيْشٍ وَأُمَنَائِهِم، وَمَا عَلِمْتُ لَهُ رِوَايَةً.
وَلَمَّا هَاجَرَ، رَدَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زَوْجَتَهُ زَيْنَبَ بَعْدَ سِتَّةِ أَعْوَامٍ عَلَى النِّكَاحِ الأَوَّلِ.وَجَاءَ فِي رِوَايَةٍ: أَنَّهُ رَدَّهَا إِلَيْهِ بِعَقْدٍ جَدِيْدٍ، وَقَدْ كَانَتْ زَوْجَتُهُ لَمَّا أُسِرَ نَوْبَةَ بَدْرٍ، بَعَثَتْ قِلاَدَتَهَا لِتَفْتَكَّهُ بِهَا.
فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِنْ رَأَيْتُم أَنْ تُطْلِقُوا لِهَذِهِ أَسِيْرَهَا) .
فَبَادَرَ الصَّحَابَةُ إِلَى ذَلِكَ.
وَمِنَ السِّيْرَةِ: أَنَّهَا بَعَثَتْ فِي فِدَائِهِ قِلاَدَةً لَهَا كَانَتْ لِخَدِيْجَةَ، أَدْخَلَتْهَا بِهَا.
فَلَمَّا رَآهَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَقَّ لَهَا، وَقَالَ: (إِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُطْلِقُوا لَهَا أَسِيْرَهَا، وَتَرُدُّوا عَلَيْهَا) .
قَالُوا: نَعَمْ.
وَأَطْلَقُوْهُ، فَأَخَذَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُخْلِيَ سَبِيْلَ زَيْنَبَ، وَكَانَتْ مِنَ المُسْتَضْعَفِيْنَ مِنَ النِّسَاءِ، وَاسْتَكْتَمَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَلِكَ، وَبَعَثَ زَيْدَ
بنَ حَارِثَةَ، وَرَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ.فَقَالَ: (كُوْنَا بِبَطْنِ يَأْجِجٍ، حَتَّى تَمُرَّ بِكُمَا زَيْنَبُ، فَتَصْحَبَانِهَا) .
وَذَلِكَ بَعْد بَدْرٍ بِشَهْرٍ، فَلَمَّا قَدِمَ أَبُو العَاصِ مَكَّةَ، أَمَرَهَا بِاللُّحُوْقِ بِأَبِيْهَا، فَتَجَهَّزَتْ.
فَقَدَّمَ أَخُو زَوْجِهَا كِنَانَةُ - قُلْتُ: وَهُوَ ابْنُ خَالَتِهَا - بَعِيْراً، فَرَكِبَتْ، وَأَخَذَ قَوْسَهُ وَكِنَانَتَهُ نَهَاراً، فَخَرَجُوا فِي طَلَبِهَا، فَبَرَكَ كِنَانَةُ، وَنَثَرَ كِنَانَتَهُ بِذِي طُوَى، فَرَوَّعَهَا هَبَّارُ بنُ الأَسْوَدِ بِالرُّمْحِ.
فَقَالَ كِنَانَةُ: وَاللهِ لاَ يَدْنُو أَحَدٌ إِلاَّ وَضَعْتُ فِيْهِ سَهْماً.
فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: كُفَّ أَيُّهَا الرَّجُلُ عَنَّا نَبْلَكَ حَتَّى نُكَلِّمَكَ.
فَكَفَّ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ، فَقَالَ:
إِنَّكَ لَمْ تُصِبْ، خَرَجْتَ بِالمَرْأَةِ عَلَى رُؤُوْسِ النَّاسِ عَلاَنِيَةً، وَقَدْ عَرَفْتَ مُصِيْبَتَنَا وَنَكْبَتَنَا، وَمَا دَخَلَ عَلَيْنَا مِنْ مُحَمَّدٍ، فَيَظُنُّ النَّاسُ أَنَّ ذَلِكَ عَنْ ذُلٍّ أَصَابَنَا، وَلَعَمْرِي مَا بِنَا بِحَبْسِهَا عَنْ أَبِيْهَا مِنْ حَاجَةٍ، ارْجِعْ بِهَا، حَتَّى إِذَا هَدَتِ الأَصْوَاتُ، وَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنَّا رَدَدْنَاهَا، فَسُلَّهَا سِرّاً، وَأَلْحِقْهَا بِأَبِيْهَا.
قَالَ: فَفَعَلَ، وَخَرَجَ بِهَا بَعْدَ لَيَالٍ، فَسَلَّمَهَا إِلَى زَيْدٍ وَصَاحِبِهِ، فَقَدِمَا بِهَا.
فَلَمَّا كَانَ قَبْلَ الفَتْحِ، خَرَجَ أَبُو العَاصِ تَاجِراً إِلَى الشَّامِ بِمَالِهِ وَمَالٍ كَثِيْرٍ لقُرَيْشٍ، فَلَمَّا رَجَعَ لَقِيَتْهُ سَرِيَّةٌ، فَأَصَابُوا مَا مَعَهُ، وَأَعْجَزَهُم هَرَباً، فَقَدِمُوا بِمَا أَصَابُوا، وَأَقْبَلَ هُوَ فِي اللَّيْلِ، حَتَّى دَخَلَ عَلَى زَيْنَبَ، فَاسْتَجَارَ بِهَا، فَأَجَارَتْهُ.
فَلَمَّا كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَالنَّاسُ فِي صَلاَةِ الصُّبْحِ، صَرَخَتْ زَيْنَبُ مِنْ صُفَّةِ النِّسَاءِ:
أَيُّهَا النَّاسُ! قَدْ أَجَرْتُ أَبَا العَاصِ بنَ الرَّبِيْعِ.
وَبَعَثَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى السَّرِيَّةِ الَّذِيْنَ أَصَابُوا مَالَهُ، فَقَالَ: (إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ مِنَّا حَيْثُ قَدْ عَلِمْتُمْ، وَقَدْ أَصَبْتُمْ لَهُ مَالاً، فَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَرُدُّوْهُ، فَإِنَّا نُحِبَّ ذَلِكَ، وَإِنْ أَبَيْتُمْ فَهُوَ فَيْءُ اللهِ، فَأَنْتُم أَحَقُّ بِهِ) .
قَالُوا: بَلْ نَرُدُّهُ.
فَرَدُّوْهُ كُلَّهُ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ إِلَى مَكَّةَ، فَأَدَّى إِلَى كُلِّ ذِي مَالٍ مَالَهُ، ثُمَّ قَالَ:
يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ! هَلْ
بَقِيَ لأَحَدٍ مِنْكُم عِنْدِي شَيْءٌ؟قَالُوا: لاَ، فَجَزَاكَ اللهُ خَيْراً.
قَالَ: فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ، وَاللهِ مَا مَنَعَنِي مِنَ الإِسْلاَمِ عِنْدَهُ إِلاَّ خَوْفُ أَنْ تَظُنُّوا أَنِّي إِنَّمَا أَرَدْتُ أَكْلَ أَمْوَالِكُم.
ثُمَّ قَدِمَ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
رَدَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زَيْنَبَ عَلَى النِّكَاحِ الأَوَّلِ، لَمْ يُحْدِثْ شَيْئاً.