أَبُو مُحَمَّد الثَّقَفِيّ يروي عَن انس قَالَ الْأَزْدِيّ لَا يكْتب حَدِيثه
Ibn al-Jawzī (d. 1201 CE) - al-Ḍuʿafāʾ wa-l-matrūkūn - ابن الجوزي - الضعفاء والمتروكون
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ظ
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 3984 245. ابو ماجد الحنفي4 246. ابو مالك الواسطي1 247. ابو مبارك1 248. ابو محمد16 249. ابو محمد البصري6 250. ابو محمد الثقفي1251. ابو محمد الخراساني3 252. ابو محمد الشامي2 253. ابو مخيس اليشكري1 254. ابو مرزوق4 255. ابو مرزوق التجيبي3 256. ابو مسكين الجزري3 257. ابو مطر البصري2 258. ابو معمر5 259. ابو معن الايلي1 260. ابو مقاتل السمرقندي2 261. ابو موسى الصفار3 262. ابو موسى الهمداني3 263. ابو ناشرة2 264. ابو نصيرة1 265. ابو نعيم4 266. ابو هارون الشامي2 267. ابو هاشم4 268. ابو همدان القاسم بن بهرام2 269. ابو همدان بن هارون3 270. ابو وقاص2 271. ابو يحيى القتات4 272. ابو يحيى المدني1 273. ابو يحيى الوقار1 274. ابو يزيد الضبي2 275. ابو يسار القرشي3 276. ابو يعقوب2 277. ابو يونس6 278. ابي بن العباس بن سهل بن سعد الساعدي1 279. ابيض بن ابان4 280. ابين بن سفيان لمقدسي1 281. احمد ابن بشير1 282. احمد بن ابراهيم ابو صالح الخراساني2 283. احمد بن ابراهيم ابو معاذ1 284. احمد بن ابراهيم الحلبي2 285. احمد بن ابراهيم المزني2 286. احمد بن ابراهيم بن موسى4 287. احمد بن ابي احمد2 288. احمد بن ابي اوفى2 289. احمد بن ابي روح البغدادي2 290. احمد بن ابي يحيى ابو بكر الانماطي البغدادي...1 291. احمد بن اسماعيل بن نبيه بن عبد الرحمن ابو حذافة السهمي المدني...1 292. احمد بن الاحجم المروزي1 293. احمد بن الازهر ابو الازهر النيسابوري...2 294. احمد بن الحارث الغساني الغنوي البصري...1 295. احمد بن الحسن المكي1 296. احمد بن الحسن بن القاسم بن سمر الكوفي...1 297. احمد بن الحسن بن علي ابو علي المقرىء دبيس...1 298. احمد بن الحسين ابو الحسن البرتي البسطامي...1 299. احمد بن الحسين بن ابان ابو الحسن المصري...1 300. احمد بن الحسين بن احمد ابو الحسين الواعظ ابن السماك...1 301. احمد بن الحسين بن المؤمل1 302. احمد بن الحسين بن خيرون ابو الفضل1 303. احمد بن الحكم العبدي2 304. احمد بن الخليل القومسي3 305. احمد بن الخليل بن مالك بن ميمون ابو العباس حور...1 306. احمد بن العباس بن عيسى بن هارون بن سليمان بن علي ابو بكر الهاشمي ...1 307. احمد بن العباس بن مليح بن ابراهيم بن محمد...1 308. احمد بن الفرج بن سليمان او عتبة الكندي...1 309. احمد بن الوليد المخرمي2 310. احمد بن بكر ويقال ابن بكروية ابو سعيد البالسي...1 311. احمد بن ثابت بن عتاب الرازي1 312. احمد بن جعفر بن عبد الله بن يونس1 313. احمد بن حامد بن احمد ابو سلمة1 314. احمد بن حفص بن عمر بن حاتم ابو محمد السعدي...1 315. احمد بن حمك ابو جعفر النيسابوري1 316. احمد بن داود بن عبد الغفار الحراني2 317. احمد بن دهثم الاسدي2 318. احمد بن زيد بن عبد الله الجمحي المكي1 319. احمد بن سلمة ابو عمرو الكوفي2 320. احمد بن سليمان القرشي1 321. احمد بن سليمان بن ابي الطيب2 322. احمد بن سليمان وقيل ابن سليمان ابو جعفر القواريري...1 323. احمد بن سمرة ابو سمرة2 324. احمد بن صالح ابو جعفر المصري5 325. احمد بن صالح المكي السواق2 326. احمد بن طاهر بن حرملة بن يحيى التجيبي المصري...1 327. احمد بن طاهر بن عبد الرحمن بن اسحاق ابو الحسن...2 328. احمد بن عاصم ابو محمد البلخي1 329. احمد بن عبد الجبار ابو عمر العطاردي الكوفي...1 330. احمد بن عبد الرحمن السقطي1 331. احمد بن عبد الرحمن بن الجارود1 332. احمد بن عبد الرحمن بن الحارث الكفرتوثي...2 333. احمد بن عبد الرحمن بن وهب ابو عبيد الله...1 334. احمد بن عبد الرحمن بن يزيد بن عقال ابو الفوارس التيمي الحراني...1 335. احمد بن عبد الرحيم بن عبد الرزاق ابو جعفر...1 336. احمد بن عبد العزيز بن محمد بن اسحاق ابو حاتم الوراق...1 337. احمد بن عبد العزيز بن يزيد ابو جعفر المؤدب الهشيمي...1 338. احمد بن عبد الله الشاشي1 339. احمد بن عبد الله بن احمد بن اسحاق ابو نعيم الاصبهاني الحافظ...1 340. احمد بن عبد الله بن الحسين ابو بكر الضرير...1 341. احمد بن عبد الله بن الحسين بن علي الضرير...1 342. احمد بن عبد الله بن حكيم ابو عبد الرحمن الفرياناني المروزي قرية...1 343. احمد بن عبد الله بن خالد بن موسى بن فارس بن مرداس بن نهيك ابو علي...1 344. احمد بن عبد الله بن عياض ابو جميل المكي المخزومي...2 ◀ Prev. 100▶ Next 100
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 3984 245. ابو ماجد الحنفي4 246. ابو مالك الواسطي1 247. ابو مبارك1 248. ابو محمد16 249. ابو محمد البصري6 250. ابو محمد الثقفي1251. ابو محمد الخراساني3 252. ابو محمد الشامي2 253. ابو مخيس اليشكري1 254. ابو مرزوق4 255. ابو مرزوق التجيبي3 256. ابو مسكين الجزري3 257. ابو مطر البصري2 258. ابو معمر5 259. ابو معن الايلي1 260. ابو مقاتل السمرقندي2 261. ابو موسى الصفار3 262. ابو موسى الهمداني3 263. ابو ناشرة2 264. ابو نصيرة1 265. ابو نعيم4 266. ابو هارون الشامي2 267. ابو هاشم4 268. ابو همدان القاسم بن بهرام2 269. ابو همدان بن هارون3 270. ابو وقاص2 271. ابو يحيى القتات4 272. ابو يحيى المدني1 273. ابو يحيى الوقار1 274. ابو يزيد الضبي2 275. ابو يسار القرشي3 276. ابو يعقوب2 277. ابو يونس6 278. ابي بن العباس بن سهل بن سعد الساعدي1 279. ابيض بن ابان4 280. ابين بن سفيان لمقدسي1 281. احمد ابن بشير1 282. احمد بن ابراهيم ابو صالح الخراساني2 283. احمد بن ابراهيم ابو معاذ1 284. احمد بن ابراهيم الحلبي2 285. احمد بن ابراهيم المزني2 286. احمد بن ابراهيم بن موسى4 287. احمد بن ابي احمد2 288. احمد بن ابي اوفى2 289. احمد بن ابي روح البغدادي2 290. احمد بن ابي يحيى ابو بكر الانماطي البغدادي...1 291. احمد بن اسماعيل بن نبيه بن عبد الرحمن ابو حذافة السهمي المدني...1 292. احمد بن الاحجم المروزي1 293. احمد بن الازهر ابو الازهر النيسابوري...2 294. احمد بن الحارث الغساني الغنوي البصري...1 295. احمد بن الحسن المكي1 296. احمد بن الحسن بن القاسم بن سمر الكوفي...1 297. احمد بن الحسن بن علي ابو علي المقرىء دبيس...1 298. احمد بن الحسين ابو الحسن البرتي البسطامي...1 299. احمد بن الحسين بن ابان ابو الحسن المصري...1 300. احمد بن الحسين بن احمد ابو الحسين الواعظ ابن السماك...1 301. احمد بن الحسين بن المؤمل1 302. احمد بن الحسين بن خيرون ابو الفضل1 303. احمد بن الحكم العبدي2 304. احمد بن الخليل القومسي3 305. احمد بن الخليل بن مالك بن ميمون ابو العباس حور...1 306. احمد بن العباس بن عيسى بن هارون بن سليمان بن علي ابو بكر الهاشمي ...1 307. احمد بن العباس بن مليح بن ابراهيم بن محمد...1 308. احمد بن الفرج بن سليمان او عتبة الكندي...1 309. احمد بن الوليد المخرمي2 310. احمد بن بكر ويقال ابن بكروية ابو سعيد البالسي...1 311. احمد بن ثابت بن عتاب الرازي1 312. احمد بن جعفر بن عبد الله بن يونس1 313. احمد بن حامد بن احمد ابو سلمة1 314. احمد بن حفص بن عمر بن حاتم ابو محمد السعدي...1 315. احمد بن حمك ابو جعفر النيسابوري1 316. احمد بن داود بن عبد الغفار الحراني2 317. احمد بن دهثم الاسدي2 318. احمد بن زيد بن عبد الله الجمحي المكي1 319. احمد بن سلمة ابو عمرو الكوفي2 320. احمد بن سليمان القرشي1 321. احمد بن سليمان بن ابي الطيب2 322. احمد بن سليمان وقيل ابن سليمان ابو جعفر القواريري...1 323. احمد بن سمرة ابو سمرة2 324. احمد بن صالح ابو جعفر المصري5 325. احمد بن صالح المكي السواق2 326. احمد بن طاهر بن حرملة بن يحيى التجيبي المصري...1 327. احمد بن طاهر بن عبد الرحمن بن اسحاق ابو الحسن...2 328. احمد بن عاصم ابو محمد البلخي1 329. احمد بن عبد الجبار ابو عمر العطاردي الكوفي...1 330. احمد بن عبد الرحمن السقطي1 331. احمد بن عبد الرحمن بن الجارود1 332. احمد بن عبد الرحمن بن الحارث الكفرتوثي...2 333. احمد بن عبد الرحمن بن وهب ابو عبيد الله...1 334. احمد بن عبد الرحمن بن يزيد بن عقال ابو الفوارس التيمي الحراني...1 335. احمد بن عبد الرحيم بن عبد الرزاق ابو جعفر...1 336. احمد بن عبد العزيز بن محمد بن اسحاق ابو حاتم الوراق...1 337. احمد بن عبد العزيز بن يزيد ابو جعفر المؤدب الهشيمي...1 338. احمد بن عبد الله الشاشي1 339. احمد بن عبد الله بن احمد بن اسحاق ابو نعيم الاصبهاني الحافظ...1 340. احمد بن عبد الله بن الحسين ابو بكر الضرير...1 341. احمد بن عبد الله بن الحسين بن علي الضرير...1 342. احمد بن عبد الله بن حكيم ابو عبد الرحمن الفرياناني المروزي قرية...1 343. احمد بن عبد الله بن خالد بن موسى بن فارس بن مرداس بن نهيك ابو علي...1 344. احمد بن عبد الله بن عياض ابو جميل المكي المخزومي...2 ◀ Prev. 100▶ Next 100
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Ibn al-Jawzī (d. 1201 CE) - al-Ḍuʿafāʾ wa-l-matrūkūn - ابن الجوزي - الضعفاء والمتروكون are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=157744&book=5558#85ee5e
أَبُو عَلِيٍّ الثَّقَفِيُّ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ
الإِمَامُ، المُحَدِّث، الفَقِيْه، العَلاَّمَة، الزَّاهِد، العَابِدُ، شَيْخُ خُرَاسَانَ، أَبُو
عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ، الثَّقَفِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ الشَّافِعِيُّ الوَاعِظُ، مِنْ وَلَد الحَّجَاج.مَوْلِدُهُ بقُهُسْتَان فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
سَمِعَ مِنْ: مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَّاء، وَمُوْسَى بن نَصْرٍ الرَّازِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ ملَاعِب الحَافِظ، وَمُحَمَّد بن الجَهْمِ السِّمَّرِيِّ، وَطَبَقَتِهِم.
سَمِعَ فِي كبره.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الصِّبْغِيُّ، وَأَبُو الوَلِيْدِ الفَقِيْه، وَأَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيّ، وَأَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ الحَاكِمُ: شَهِدْتُ جِنَازَتَه، فَلا أَذكر أَنِّي رَأَيْتُ بنَيْسَابُوْرَ مِثْلَ ذَلِكَ الجَمْعِ، وَحَضَرْتُ مَجْلِسَ وَعْظه، وَأَنَا صَغِيْرٌ، فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ فِي دعَائِه: إِنَّك أَنْتَ الوَهَّاب الوَهَّاب الوَهَّاب.
قَالَ شَيْخنَا الصِّبْغِيُّ: شمَائِل الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِيْنَ، أَخَذَهَا مَالِك الإِمَامُ عَنْهُم، وَأَخذهَا عَنْ مَالِكٍ يَحْيَى بنُ يَحْيَى التَّمِيْمِيُّ، وَأَخذهَا عَنْ يَحْيَى مُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ المَرْوَزِيُّ، وَأَخذهَا عَنِ ابْنِ نَصْر أَبُو عَلِيٍّ الثَّقَفِيُّ.
قَالَ الحَاكِمُ: وَسَمِعْتُ أَبَا الوَلِيْدِ الفَقِيْه، يَقُوْلُ:
دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ سُرَيْج بِبَغْدَادَ، فَسَأَلنِي: عَلَى مَنْ درستَ فِقْه الشَّافِعِيّ بِخُرَاسَانَ؟ قُلْتُ:
عَلَى أَبِي عَلِيٍّ الثَّقَفِيّ.قَالَ: لَعَلَّك تعنِي: الحَجاجِيّ الأَزْرَق؟
قُلْتُ: بَلَى.
قَالَ: مَا جَاءنَا مِنْ خُرَاسَان أَفقه مِنْهُ.
وَسَمِعْتُ أَبَا العَبَّاسِ الزَّاهِد، يَقُوْلُ: كَانَ أَبُو عَلِيٍّ فِي عَصْره حُجَّةَ اللهِ عَلَى خَلْ?هـ.
وَسَمِعْتُ الصِّبغِيّ، يَقُوْلُ: مَا عَرَفْنَا الجَدَلَ وَالنَّظَر حَتَّى وَرَدَ أَبُو عَلِيٍّ الثَّقَفِيُّ مِنَ العِرَاقِ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ: لقِي أَبُو عَلِيٍّ الثَّقَفِيّ أَبَا حَفْص النَّيْسَابُوْرِيَّ، وَحمدُوْنَ القَصَّار، وَكَانَ إِمَاماً فِي أَكْثَر عُلُوْم الشَّرع، مقدَّماً فِي كُلِّ فنٍّ مِنْهُ.
عطَّل أَكْثَر عُلُوْمه، وَاشتغَل بعِلْم الصُّوْفِيَّة، وَقَعَدَ، وَتكلَّم عَلَيْهِم أَحسنَ كَلامٍ فِي عُيُوب النَّفْس، وَآفَاتِ الأَفْعَال.
وَمَعَ علمه وَكَمَاله خَالفَ الإِمَام ابْنَ خُزَيْمَةَ فِي مَسَائِل التَّوفيق وَالخذلاَن، وَمسأَلَةِ الإِيْمَان، وَمسأَلة اللَّفْظِ، فَأُلزم البَيْت، وَلَمْ يَخْرُجْ مِنْهُ إِلَى أَنْ مَاتَ وَأصَابه فِي ذَلِكَ مِحَنٌ.
وَمِنْ قَوْله: يَا مَنْ بَاعَ كُلَّ شَيْءٍ بِلاَ شَيْء، وَاشْتَرَى لاَ شَيْءَ بِكُلِّ شَيْءٍ.
وَقَالَ: أُفٍّ مِنْ أَشغَال الدُّنْيَا إِذَا أَقْبَلَتْ، وَأَفٍّ مِنْ حَسَرَاتهَا إِذَا أَدْبَرَتْ، العَاقل لاَ يَرْكَن إِلَى شَيْءٍ إِنْ أَقبل كَانَ شُغلاً، وَإِنْ أَدْبَرَ كَانَ حَسْرَةً.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الرَّازِيُّ: سَمِعْتُهُ، يَقُوْلُ: تَرْكُ الرِّيَاء للرِّيَاء أَقبحُ مِنَ الرِّيَاء.وَعَنْهُ قَالَ: هوذَا أَنظرُ إِلَى طَرِيْق نَجَاتِي مِثْل مَا أَنظرُ إِلَى الشَّمْس، وَلَيْسَ أَخطو خَطْوَة.
وَكَانَ كَثِيْراً مَا يَتَكَلَّم فِي رُؤْيَة عَيْب الأَفْعَال.
مَاتَ أَبُو عَلِيٍّ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَة ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
الإِمَامُ، المُحَدِّث، الفَقِيْه، العَلاَّمَة، الزَّاهِد، العَابِدُ، شَيْخُ خُرَاسَانَ، أَبُو
عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ، الثَّقَفِيُّ النَّيْسَابُوْرِيُّ الشَّافِعِيُّ الوَاعِظُ، مِنْ وَلَد الحَّجَاج.مَوْلِدُهُ بقُهُسْتَان فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
سَمِعَ مِنْ: مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الوَهَّابِ الفَرَّاء، وَمُوْسَى بن نَصْرٍ الرَّازِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ ملَاعِب الحَافِظ، وَمُحَمَّد بن الجَهْمِ السِّمَّرِيِّ، وَطَبَقَتِهِم.
سَمِعَ فِي كبره.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ الصِّبْغِيُّ، وَأَبُو الوَلِيْدِ الفَقِيْه، وَأَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيّ، وَأَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ الحَاكِمُ: شَهِدْتُ جِنَازَتَه، فَلا أَذكر أَنِّي رَأَيْتُ بنَيْسَابُوْرَ مِثْلَ ذَلِكَ الجَمْعِ، وَحَضَرْتُ مَجْلِسَ وَعْظه، وَأَنَا صَغِيْرٌ، فَسَمِعْتُهُ يَقُوْلُ فِي دعَائِه: إِنَّك أَنْتَ الوَهَّاب الوَهَّاب الوَهَّاب.
قَالَ شَيْخنَا الصِّبْغِيُّ: شمَائِل الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِيْنَ، أَخَذَهَا مَالِك الإِمَامُ عَنْهُم، وَأَخذهَا عَنْ مَالِكٍ يَحْيَى بنُ يَحْيَى التَّمِيْمِيُّ، وَأَخذهَا عَنْ يَحْيَى مُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ المَرْوَزِيُّ، وَأَخذهَا عَنِ ابْنِ نَصْر أَبُو عَلِيٍّ الثَّقَفِيُّ.
قَالَ الحَاكِمُ: وَسَمِعْتُ أَبَا الوَلِيْدِ الفَقِيْه، يَقُوْلُ:
دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ سُرَيْج بِبَغْدَادَ، فَسَأَلنِي: عَلَى مَنْ درستَ فِقْه الشَّافِعِيّ بِخُرَاسَانَ؟ قُلْتُ:
عَلَى أَبِي عَلِيٍّ الثَّقَفِيّ.قَالَ: لَعَلَّك تعنِي: الحَجاجِيّ الأَزْرَق؟
قُلْتُ: بَلَى.
قَالَ: مَا جَاءنَا مِنْ خُرَاسَان أَفقه مِنْهُ.
وَسَمِعْتُ أَبَا العَبَّاسِ الزَّاهِد، يَقُوْلُ: كَانَ أَبُو عَلِيٍّ فِي عَصْره حُجَّةَ اللهِ عَلَى خَلْ?هـ.
وَسَمِعْتُ الصِّبغِيّ، يَقُوْلُ: مَا عَرَفْنَا الجَدَلَ وَالنَّظَر حَتَّى وَرَدَ أَبُو عَلِيٍّ الثَّقَفِيُّ مِنَ العِرَاقِ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ: لقِي أَبُو عَلِيٍّ الثَّقَفِيّ أَبَا حَفْص النَّيْسَابُوْرِيَّ، وَحمدُوْنَ القَصَّار، وَكَانَ إِمَاماً فِي أَكْثَر عُلُوْم الشَّرع، مقدَّماً فِي كُلِّ فنٍّ مِنْهُ.
عطَّل أَكْثَر عُلُوْمه، وَاشتغَل بعِلْم الصُّوْفِيَّة، وَقَعَدَ، وَتكلَّم عَلَيْهِم أَحسنَ كَلامٍ فِي عُيُوب النَّفْس، وَآفَاتِ الأَفْعَال.
وَمَعَ علمه وَكَمَاله خَالفَ الإِمَام ابْنَ خُزَيْمَةَ فِي مَسَائِل التَّوفيق وَالخذلاَن، وَمسأَلَةِ الإِيْمَان، وَمسأَلة اللَّفْظِ، فَأُلزم البَيْت، وَلَمْ يَخْرُجْ مِنْهُ إِلَى أَنْ مَاتَ وَأصَابه فِي ذَلِكَ مِحَنٌ.
وَمِنْ قَوْله: يَا مَنْ بَاعَ كُلَّ شَيْءٍ بِلاَ شَيْء، وَاشْتَرَى لاَ شَيْءَ بِكُلِّ شَيْءٍ.
وَقَالَ: أُفٍّ مِنْ أَشغَال الدُّنْيَا إِذَا أَقْبَلَتْ، وَأَفٍّ مِنْ حَسَرَاتهَا إِذَا أَدْبَرَتْ، العَاقل لاَ يَرْكَن إِلَى شَيْءٍ إِنْ أَقبل كَانَ شُغلاً، وَإِنْ أَدْبَرَ كَانَ حَسْرَةً.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الرَّازِيُّ: سَمِعْتُهُ، يَقُوْلُ: تَرْكُ الرِّيَاء للرِّيَاء أَقبحُ مِنَ الرِّيَاء.وَعَنْهُ قَالَ: هوذَا أَنظرُ إِلَى طَرِيْق نَجَاتِي مِثْل مَا أَنظرُ إِلَى الشَّمْس، وَلَيْسَ أَخطو خَطْوَة.
وَكَانَ كَثِيْراً مَا يَتَكَلَّم فِي رُؤْيَة عَيْب الأَفْعَال.
مَاتَ أَبُو عَلِيٍّ فِي جُمَادَى الأُوْلَى سَنَة ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=157435&book=5558#28e1d0
أَبُو زُرْعَةَ القَاضِي مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ الثَّقَفِيُّ
الإِمَامُ، الكَبِيْرُ، القَاضِي، أَبُو زُرْعَةَ مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ زُرْعَة الثَّقَفِيُّ مَوْلاَهُمُ الدِّمَشْقِيُّ، وَكَانَتْ دَارُه بِنَاحيَة بَاب البَرِيْد، وَكَانَ جَدُّهُ يَهُودِيّاً فَأَسْلَمَ.
قلَّ مَا رَوَى، أَخَذَ عَنْهُ أَبُو عَلِيٍّ الحَصَائِرِيُّ وَغَيْرهُ.
ذكرَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ.
وَكَانَ حَسَنَ المَذْهَب، عَفِيْفاً، مُتثبتاً.
وَلِي قَضَاء الدِّيَار المِصْرِيَّة سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَكَانَ شَافِعِيّاً، وَوَلِيَ قَضَاءَ دِمَشْق.
وَقَدْ كَانَ قَامَ مَعَ الملكِ أَحْمَدَ بنِ طُولُوْنَ، وَخلعَ مِنَ الْعَهْد أَبَا أَحْمَدَ المُوَفَّق لِكَوْنِهِ نَافسَ المعتمدَ أَخَاهُ، فَقَامَ أَبُو زُرْعَةَ عِنْد المِنْبَر بِدِمَشْقَ قَبْل الجُمعَة، وَقَالَ: أَيُّهَا النَّاس! أُشْهِدكُم أَنِّي قَدْ خلعتُ أَبَا أَحمق
كَمَا يُخلعُ الخَاتمُ مِنَ الأُصبع، فَالْعَنُوهُ.ثمَّ تمَّت ملحمَةٌ بِالرَّملَة بَيْنَ الْملك خُمَارَوَيْه بنِ أَحْمَدَ بنِ طُولُوْنَ، وَبَيْنَ ابْن المُوَفَّق، فَانتصرَ فِيْهَا أَحْمَدُ بنُ المُوَفَّق الَّذِي وَلِيَ الخِلاَفَة، وَلقِّبَ بِالمُعتضِد، فَلَمَّا انتصرَ دَخَلَ دِمَشْق، وَأَخَذَ هَذَا، وَيَزِيْدَ بنَ عَبْدِ الصَّمَدِ، وَأَبَا زُرْعَةَ النَّصرِيَّ الحَافِظ فِي الْقُيُود، ثُمَّ اسْتحضَرَهُم فِي الطَّرِيْق وَقَالَ: أَيُّكُم القَائِل: قَدْ نزعتُ أَبَا أَحمق؟
قَالَ: فَرَبَتْ أَلسِنَتُنَا، وَأَيِسْنَا مِنَ الحَيَاة.
قَالَ الحَافِظُ: فَأُبْلِسْت، وَأَمَّا يَزِيْدُ فَخرِسَ وَكَانَ تَمْتَاماً.
وَكَانَ ابْنُ عُثْمَانَ أَصْغَرنَا، فَقَالَ: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيْر.
فَقَالَ كَاتِبهُ: قِفْ حَتَّى يَتَكَلَّم أَكْبَرُ مِنْكَ.
فَقُلْتُ: أَصلحكَ الله وَهُوَ يَتَكَلَّم عَنَّا.
قَالَ: قل.
فَقَالَ: وَاللهِ مَا فِيْنَا هَاشِمِيٌّ صَرِيح، وَلاَ قُرَشِيٌّ صَحِيْح، وَلاَ عربِيٌّ فَصيح، وَلكنَّا قَوْمٌ مُلِكنَا - أَي قُهِرْنَا -.
وَرَوَى أَحَادِيْث فِي السَّمْع وَالطَّاعَة، وَأَحَادِيْثَ فِي العَفْو وَالإِحسَان.
وَهُوَ كَانَ المُتَكَلِّمَ بِتِيْكَ اللَّفْظَة.
وَقَالَ: وَإِنِّيْ أُشهدُ الأَمِيْرَ أَنَّ نِسَائِي طوَالق، وَعَبِيْدِي أَحرَار، وَمَالِي حرَامٌ إِنْ كَانَ فِي هَؤُلاَءِ القَوْم أَحَدٌ قَالَ هَذِهِ الكَلِمَة، فورَاءَنَا حُرَمٌ وَعِيَال، وَقَدْ تسَامعَ الخَلقُ بهلاَكنَا، وَقَدْ قدرتَ، وَإِنَّمَا العفوُ بَعْد المقدرَة.
فَقَالَ لكَاتِبه: أَطْلِقْهُم، لاَ كثَّر اللهُ مِنْهُم.
قَالَ: فَاشْتَغَلتُ أَنَا وَيَزِيْدُ فِي نُزَهِ أَنطَاكيَة عِنْد عُثْمَان بنِ خُرَّزَاذ، وَسبقَ هُوَ إِلَى حِمْصَ.
قَالَ ابْنُ زُوْلاَق فِي (تَارِيْخ قضَاة مِصْر) :وَلِيَ أَبُو زُرْعَةَ، وَكَانَ يُوَالِي عَلَى مَذْهَب الشَّافِعِيِّ وَيصَانعُ عَلَيْهِ، وَكَانَ عَفِيْفاً، شَدِيد التَّوقُّف فِي إِنفَاذ الأَحْكَام، وَلَهُ مَالٌ كَثِيْر، وضيَاعٌ كِبَارٌ بِالشَّامِ، وَاختلف فِي أَمره، فَقِيْلَ: إِنَّهُ كَانَ فِي عهد الْملك هَارُوْنَ بن خُمَارَوَيْه - مُتَوَلِّي مِصْر -:إِنَّ القَضَاءَ إِلَى أَبِي
زُرْعَة، فولاَهُ القَضَاء.وَقِيْلَ: إِنَّ المُعْتَضِدَ نفذ لَهُ عهداً.
قَالَ: وَكَانَ أَبُو زُرْعَةَ يَرقِي مِنْ وَجع الضِّرس، وَيُعْطِي الموجوعَ حَشِيْشَةً توضَع عَلَيْهِ فَيَسْكُن.
وَكَانَ يُوفِي عَنِ الغُرَمَاء الضَّعفَى.
وَسَمِعْتُ الفَقِيْهَ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ الحَدَّاد يَقُوْلُ: سَمِعْتُ مَنْصُوْراً الفَقِيْه يَقُوْلُ:
كُنْتُ عِنْدَ القَاضِي أَبِي زُرْعَةَ، فَذَكَرَ الخُلَفَاء، فَقُلْتُ: أَيجوزُ أَنْ يَكُوْنَ السَّفيهُ وَكيلاً؟
قَالَ: لاَ.
قُلْتُ: فولِيّاً لاَمرأَة؟
قَالَ: لاَ.
قُلْتُ: فَخَلِيْفَة؟
قَالَ: يَا أَبَا الحَسَنِ! هَذِهِ مِنْ مَسَائِل الخَوَارِج.
وَكَانَ أَبُو زُرْعَةَ شرَطَ لِمَنْ حفظ (مُخْتَصَر المُزَنِيّ) مائَة دِيْنَارٍ.
وَهُوَ الَّذِي أَدخل مَذْهَب الشَّافِعِيِّ دِمَشْق، وَكَانَ الغَالِبَ عَلَيْهِ قَوْلُ الأَوْزَاعِيّ.
وَكَانَ مِنَ الأُكَلَة، يَأْكُل سَلَّ مِشْمِشٍ وَسلَّ تِيْنٍ.
بقِي عَلَى قَضَاء مِصْر ثَمَانَ سِنِيْنَ.
فَصُرِفَ، وَرُدَّ إِلَى القَضَاء مُحَمَّد بن عَبْدَةَ.
قُلْتُ: مَاتَ بِدِمَشْقَ، سَنَة اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
أَبُو الخِيَارِ هَارُوْنُ بنُ نَصْرٍ الأَنْدَلُسِيُّ وَمَاتَ بِالأَنْدَلُسِ العَلاَّمَة ُ أَبُو الخيَار هَارُوْنُ بنُ نَصْرٍ الأَنْدَلُسِيُّ الفَقِيْهُ الشَّافِعِيّ، تِلْمِيْذُ الإِمَامُ بَقِيِّ بنِ مَخْلَدٍ، صَحِبَهُ زمَاناً، وَأَكْثَر عَنْهُ، ثُمَّ مَال
إِلَى تَصَانِيْف الشَّافِعِيِّ فَحَفِظَهَا، وَكَانَ إِمَاماً مُنَاظراً.تُوُفِّيَ أَبُو الخيَار الشَّافِعِيُّ فِي عَام اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِ مائَةٍ - رَحِمَهُ اللهُ -.
الإِمَامُ، الكَبِيْرُ، القَاضِي، أَبُو زُرْعَةَ مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ زُرْعَة الثَّقَفِيُّ مَوْلاَهُمُ الدِّمَشْقِيُّ، وَكَانَتْ دَارُه بِنَاحيَة بَاب البَرِيْد، وَكَانَ جَدُّهُ يَهُودِيّاً فَأَسْلَمَ.
قلَّ مَا رَوَى، أَخَذَ عَنْهُ أَبُو عَلِيٍّ الحَصَائِرِيُّ وَغَيْرهُ.
ذكرَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ.
وَكَانَ حَسَنَ المَذْهَب، عَفِيْفاً، مُتثبتاً.
وَلِي قَضَاء الدِّيَار المِصْرِيَّة سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ، وَكَانَ شَافِعِيّاً، وَوَلِيَ قَضَاءَ دِمَشْق.
وَقَدْ كَانَ قَامَ مَعَ الملكِ أَحْمَدَ بنِ طُولُوْنَ، وَخلعَ مِنَ الْعَهْد أَبَا أَحْمَدَ المُوَفَّق لِكَوْنِهِ نَافسَ المعتمدَ أَخَاهُ، فَقَامَ أَبُو زُرْعَةَ عِنْد المِنْبَر بِدِمَشْقَ قَبْل الجُمعَة، وَقَالَ: أَيُّهَا النَّاس! أُشْهِدكُم أَنِّي قَدْ خلعتُ أَبَا أَحمق
كَمَا يُخلعُ الخَاتمُ مِنَ الأُصبع، فَالْعَنُوهُ.ثمَّ تمَّت ملحمَةٌ بِالرَّملَة بَيْنَ الْملك خُمَارَوَيْه بنِ أَحْمَدَ بنِ طُولُوْنَ، وَبَيْنَ ابْن المُوَفَّق، فَانتصرَ فِيْهَا أَحْمَدُ بنُ المُوَفَّق الَّذِي وَلِيَ الخِلاَفَة، وَلقِّبَ بِالمُعتضِد، فَلَمَّا انتصرَ دَخَلَ دِمَشْق، وَأَخَذَ هَذَا، وَيَزِيْدَ بنَ عَبْدِ الصَّمَدِ، وَأَبَا زُرْعَةَ النَّصرِيَّ الحَافِظ فِي الْقُيُود، ثُمَّ اسْتحضَرَهُم فِي الطَّرِيْق وَقَالَ: أَيُّكُم القَائِل: قَدْ نزعتُ أَبَا أَحمق؟
قَالَ: فَرَبَتْ أَلسِنَتُنَا، وَأَيِسْنَا مِنَ الحَيَاة.
قَالَ الحَافِظُ: فَأُبْلِسْت، وَأَمَّا يَزِيْدُ فَخرِسَ وَكَانَ تَمْتَاماً.
وَكَانَ ابْنُ عُثْمَانَ أَصْغَرنَا، فَقَالَ: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيْر.
فَقَالَ كَاتِبهُ: قِفْ حَتَّى يَتَكَلَّم أَكْبَرُ مِنْكَ.
فَقُلْتُ: أَصلحكَ الله وَهُوَ يَتَكَلَّم عَنَّا.
قَالَ: قل.
فَقَالَ: وَاللهِ مَا فِيْنَا هَاشِمِيٌّ صَرِيح، وَلاَ قُرَشِيٌّ صَحِيْح، وَلاَ عربِيٌّ فَصيح، وَلكنَّا قَوْمٌ مُلِكنَا - أَي قُهِرْنَا -.
وَرَوَى أَحَادِيْث فِي السَّمْع وَالطَّاعَة، وَأَحَادِيْثَ فِي العَفْو وَالإِحسَان.
وَهُوَ كَانَ المُتَكَلِّمَ بِتِيْكَ اللَّفْظَة.
وَقَالَ: وَإِنِّيْ أُشهدُ الأَمِيْرَ أَنَّ نِسَائِي طوَالق، وَعَبِيْدِي أَحرَار، وَمَالِي حرَامٌ إِنْ كَانَ فِي هَؤُلاَءِ القَوْم أَحَدٌ قَالَ هَذِهِ الكَلِمَة، فورَاءَنَا حُرَمٌ وَعِيَال، وَقَدْ تسَامعَ الخَلقُ بهلاَكنَا، وَقَدْ قدرتَ، وَإِنَّمَا العفوُ بَعْد المقدرَة.
فَقَالَ لكَاتِبه: أَطْلِقْهُم، لاَ كثَّر اللهُ مِنْهُم.
قَالَ: فَاشْتَغَلتُ أَنَا وَيَزِيْدُ فِي نُزَهِ أَنطَاكيَة عِنْد عُثْمَان بنِ خُرَّزَاذ، وَسبقَ هُوَ إِلَى حِمْصَ.
قَالَ ابْنُ زُوْلاَق فِي (تَارِيْخ قضَاة مِصْر) :وَلِيَ أَبُو زُرْعَةَ، وَكَانَ يُوَالِي عَلَى مَذْهَب الشَّافِعِيِّ وَيصَانعُ عَلَيْهِ، وَكَانَ عَفِيْفاً، شَدِيد التَّوقُّف فِي إِنفَاذ الأَحْكَام، وَلَهُ مَالٌ كَثِيْر، وضيَاعٌ كِبَارٌ بِالشَّامِ، وَاختلف فِي أَمره، فَقِيْلَ: إِنَّهُ كَانَ فِي عهد الْملك هَارُوْنَ بن خُمَارَوَيْه - مُتَوَلِّي مِصْر -:إِنَّ القَضَاءَ إِلَى أَبِي
زُرْعَة، فولاَهُ القَضَاء.وَقِيْلَ: إِنَّ المُعْتَضِدَ نفذ لَهُ عهداً.
قَالَ: وَكَانَ أَبُو زُرْعَةَ يَرقِي مِنْ وَجع الضِّرس، وَيُعْطِي الموجوعَ حَشِيْشَةً توضَع عَلَيْهِ فَيَسْكُن.
وَكَانَ يُوفِي عَنِ الغُرَمَاء الضَّعفَى.
وَسَمِعْتُ الفَقِيْهَ مُحَمَّدَ بنَ أَحْمَدَ بنِ الحَدَّاد يَقُوْلُ: سَمِعْتُ مَنْصُوْراً الفَقِيْه يَقُوْلُ:
كُنْتُ عِنْدَ القَاضِي أَبِي زُرْعَةَ، فَذَكَرَ الخُلَفَاء، فَقُلْتُ: أَيجوزُ أَنْ يَكُوْنَ السَّفيهُ وَكيلاً؟
قَالَ: لاَ.
قُلْتُ: فولِيّاً لاَمرأَة؟
قَالَ: لاَ.
قُلْتُ: فَخَلِيْفَة؟
قَالَ: يَا أَبَا الحَسَنِ! هَذِهِ مِنْ مَسَائِل الخَوَارِج.
وَكَانَ أَبُو زُرْعَةَ شرَطَ لِمَنْ حفظ (مُخْتَصَر المُزَنِيّ) مائَة دِيْنَارٍ.
وَهُوَ الَّذِي أَدخل مَذْهَب الشَّافِعِيِّ دِمَشْق، وَكَانَ الغَالِبَ عَلَيْهِ قَوْلُ الأَوْزَاعِيّ.
وَكَانَ مِنَ الأُكَلَة، يَأْكُل سَلَّ مِشْمِشٍ وَسلَّ تِيْنٍ.
بقِي عَلَى قَضَاء مِصْر ثَمَانَ سِنِيْنَ.
فَصُرِفَ، وَرُدَّ إِلَى القَضَاء مُحَمَّد بن عَبْدَةَ.
قُلْتُ: مَاتَ بِدِمَشْقَ، سَنَة اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
أَبُو الخِيَارِ هَارُوْنُ بنُ نَصْرٍ الأَنْدَلُسِيُّ وَمَاتَ بِالأَنْدَلُسِ العَلاَّمَة ُ أَبُو الخيَار هَارُوْنُ بنُ نَصْرٍ الأَنْدَلُسِيُّ الفَقِيْهُ الشَّافِعِيّ، تِلْمِيْذُ الإِمَامُ بَقِيِّ بنِ مَخْلَدٍ، صَحِبَهُ زمَاناً، وَأَكْثَر عَنْهُ، ثُمَّ مَال
إِلَى تَصَانِيْف الشَّافِعِيِّ فَحَفِظَهَا، وَكَانَ إِمَاماً مُنَاظراً.تُوُفِّيَ أَبُو الخيَار الشَّافِعِيُّ فِي عَام اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِ مائَةٍ - رَحِمَهُ اللهُ -.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=157092&book=5558#6f8a65
أَبُو الأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بنُ الهَيْثَمِ بنِ حَمَّادٍ الثَّقَفِيُّ
الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثَّبْتُ، قَاضِي عُكْبَرَى، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ الهَيْثَمِ بنِ حَمَّادِ بنِ وَاقِدٍ، الثَّقَفِيُّ مَوْلاَهُمُ، البَغْدَادِيُّ، المَشْهُورُ بِأَبِي الأَحْوَصِ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي نُعَيْمٍ، وَمُسْلِمِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ رَجَاءَ، وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ الأُوَيْسِيِّ، وَمُوْسَى بنِ دَاوُدَ الضَّبِّيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ كَثِيْرٍ الصَّنْعَانِيِّ، وَعَارِمٍ، وَالقَعْنَبِيِّ، وَأَبِي الوَلِيْدِ، وَسَعِيْدِ بنِ عُفَيْرٍ، وَأَبِي جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَائِذٍ الكَاتِبِ، وَطَبَقَتِهِم.
وَلَهُ رِحْلَةٌ وَاسِعَةٌ، وَمَعْرِفَةٌ تَامَّةٌ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ مَاجَهْ حَدِيْثاً وَاحِداً فِي الاسْتِسْقَاءِ، وَمُوْسَى بنُ هَارُوْنَ، وَابْنُ صَاعِدٍ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَعُثْمَانُ بنُ السَّمَّاكِ، وَأَبُو بَكْرٍ النَّجَّادُ، وَأَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ مَالِكٍ الإِسْكَافِي، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ أَبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَانَ مِنَ الحُفَّاظِ الثِّقَاتِ.قُلْتُ: تُوُفِّيَ بِعُكْبَرَى، فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ -رَحِمَهُ اللهُ-.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَنْبَأَنَا القَاسِمُ بنُ أَبِي سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الأَسْعَدِ القُشَيْرِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، (ح) .
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، عَنِ ابْنِ السَّمْعَانِيِّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ الفَرَاوِيِّ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدٍ، قَالاَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ المِهْرَجَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ قَاضِي عُكْبَرَى، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى، قَالاَ:
حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ الرَّبِيْعِ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيْسَ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ حَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! لَقَدْ جِئْتُكَ مِنْ عِنْدِ قَوْمٍ مَا يَتَزَوَّدُ لَهُم رَاعٍ، وَلاَ يَخْطِرُ لَهُم فَحْل.
فَصَعَدَ المِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللهَ، ثُمَّ قَالَ: (اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثاً مُغِيْثاً مَرِيْعاً مَرِيّاً طَبَقاً غَدَقاً عَاجِلاً غَيْر رَائِثٍ) .
ثُمَّ نَزَلَ.
فَمَا يَأْتِيَهُ أَحَدٌ مِنْ وَجهٍ مِنَ الوُجُوْهِ إِلاَّ قَالَ: قَدِ أُحيِينَا.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ.
الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثَّبْتُ، قَاضِي عُكْبَرَى، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ الهَيْثَمِ بنِ حَمَّادِ بنِ وَاقِدٍ، الثَّقَفِيُّ مَوْلاَهُمُ، البَغْدَادِيُّ، المَشْهُورُ بِأَبِي الأَحْوَصِ.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي نُعَيْمٍ، وَمُسْلِمِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ رَجَاءَ، وَسَعِيْدِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَبْدِ العَزِيْزِ الأُوَيْسِيِّ، وَمُوْسَى بنِ دَاوُدَ الضَّبِّيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ كَثِيْرٍ الصَّنْعَانِيِّ، وَعَارِمٍ، وَالقَعْنَبِيِّ، وَأَبِي الوَلِيْدِ، وَسَعِيْدِ بنِ عُفَيْرٍ، وَأَبِي جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ عَائِذٍ الكَاتِبِ، وَطَبَقَتِهِم.
وَلَهُ رِحْلَةٌ وَاسِعَةٌ، وَمَعْرِفَةٌ تَامَّةٌ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ مَاجَهْ حَدِيْثاً وَاحِداً فِي الاسْتِسْقَاءِ، وَمُوْسَى بنُ هَارُوْنَ، وَابْنُ صَاعِدٍ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَعُثْمَانُ بنُ السَّمَّاكِ، وَأَبُو بَكْرٍ النَّجَّادُ، وَأَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ مَالِكٍ الإِسْكَافِي، وَآخَرُوْنَ.
قَالَ أَبُو الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَانَ مِنَ الحُفَّاظِ الثِّقَاتِ.قُلْتُ: تُوُفِّيَ بِعُكْبَرَى، فِي جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ -رَحِمَهُ اللهُ-.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ هِبَةِ اللهِ، أَنْبَأَنَا القَاسِمُ بنُ أَبِي سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الأَسْعَدِ القُشَيْرِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَمِيْدِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، (ح) .
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، عَنِ ابْنِ السَّمْعَانِيِّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ الفَرَاوِيِّ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدٍ، قَالاَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ المِهْرَجَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ قَاضِي عُكْبَرَى، وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى، قَالاَ:
حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ الرَّبِيْعِ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيْسَ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ حَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! لَقَدْ جِئْتُكَ مِنْ عِنْدِ قَوْمٍ مَا يَتَزَوَّدُ لَهُم رَاعٍ، وَلاَ يَخْطِرُ لَهُم فَحْل.
فَصَعَدَ المِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللهَ، ثُمَّ قَالَ: (اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثاً مُغِيْثاً مَرِيْعاً مَرِيّاً طَبَقاً غَدَقاً عَاجِلاً غَيْر رَائِثٍ) .
ثُمَّ نَزَلَ.
فَمَا يَأْتِيَهُ أَحَدٌ مِنْ وَجهٍ مِنَ الوُجُوْهِ إِلاَّ قَالَ: قَدِ أُحيِينَا.
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=122678&book=5558#a3c9f5
أَبُو عون الثَّقَفِيّ مُحَمَّد بن عبيد الله
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=122678&book=5558#f750fe
أبو عون الثقفى محمد بن عبيد اللَّه بن سعيد الأعور الثقفى. سمع جابر بن سمرة وابن الزبير وعبد الرحمن بن أبى ليلى وعبد اللَّه بن شداد، وأبا صالح الحنفى. روى عنه الأعمش ومسعر والثورى، وشعبه. أجمعوا أنه ثقة. قاله ابن معين وغيره.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=125601&book=5558#20ba34
أَبُو محجن الثقفي.
اختلف فِي اسمه، فقيل: اسمه مالك بْن حبيب .
وقيل عَبْد اللَّهِ بْن حبيب بْن عَمْرو بْن عمير بْن عوف بن عقدة بن غيرة ابن عوف بْن قسي- وَهُوَ ثقيف- الثقفي. وقيل اسمه كنيته. أسلم حين أسلمت ثقيف، وسمع من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروى عنه. حدث عنه أَبُو سعد البقال، قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أخوف مَا أخاف عَلَى أمتي من بعدي ثلاث: إيمان بالنجوم، وتكذيب بالقدر، وحيف الأئمة. وَكَانَ أَبُو محجن هَذَا من الشجعان الأبطال فِي الجاهلية والإسلام، من أولي البأس والنجدة ومن الفرسان البهم، وَكَانَ شاعرًا مطبوعًا كريمًا، إلا أنه كَانَ منهمكًا فِي الشراب، لا يكاد يقلع عنه، ولا يردعه حد ولا لوم لائم، وَكَانَ أَبُو بَكْر الصديق يستعين به، وجلده عُمَر بْن الْخَطَّابِ [فِي الخمر] مرارًا، ونفاه إِلَى جزيرة فِي البحر، وبعث معه رَجُلا، فهرب منه ولحق بسعد بْن أبي وقاص بالقادسية، وَهُوَ محارب للفرس، وَكَانَ قد هم بقتل الرجل الَّذِي بعثه معه عمر، فأحس الرجل بذلك، فخرج فارًا فلحق بعمر فأخبره خبره، فكتب عمر إِلَى سعد [بْن أبي وقاص] بحبس أبي محجن، فحبسه. فلما كَانَ؟ يوم [قس] الناطف بالقادسية، والتحم القتال، سأل أَبُو محجن امرأة سعد أن تحل قيده وتعطيه فرس سعد،
وعاهدها أنه إن سلم عاد إِلَى حاله من القيد والسجن، وإن استشهد فلا تبعة [عَلَيْهِ] ، فخلت سبيله، وأعطته الفرس، فقاتل [أيام القادسية] . وأبلى [فِيهَا] بلاءً حسنًا، ثم عاد إِلَى محبسه.
وكانت بالقادسية أيام مشهورة، منها يوم [قس] الناطف، ومنها يوم أرماث، ويوم أغواث، ويوم الكتائب، وغيرها. وكانت قصة أبي محجن في يوم منها، ويومئذ قال:
كفى حزنا أن ترتدي الخيل بالقنا ... وأترك مشدودًا علي وثاقيا
إذا قمت عناني الحديد وغلقت ... مصارع دوني [قد] تصم المناديا
وقد كنت ذا مال كثير وإخوة ... فقد تركوني واحدًا لا أخا ليا
وقد شف جسمي أنني كل شارق ... أعالج كبلًا مصمتًا قد برانيا
فلله دري يوم أترك موثقًا ... ويذهل عني أسرتي ورجاليا
حبسنا عَنِ الحرب العوان وقد بدت ... وأعمال غيري يوم ذاك العواليا
فلله عهد لا أخيس بعهده ... لئن فرجت ألا أزور الحوانيا
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ سَعْدٍ، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا أحمد بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حَدَّ أَبَا مِحْجَنِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عُمَيْرٍ الثَّقَفِيَّ فِي الْخَمْرِ سَبْعَ مَرَّاتٍ.
وَقَالَ قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ: ضَرَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَبَا مِحْجَنٍ الثَّقَفِيَّ فِي الْخَمْرِ ثَمَانِي مَرَّاتٍ وذكر ذلك عبد الرزاق فِي باب من حد من الصحابة فِي الخمر، [قَالَ: وأخبرنا معمر، عَنْ أيوب، عَنِ ابن سيرين، قال:
كَانَ أَبُو محجن الثقفي لا يزال يجلد فِي الخمر] ، فلما أكثر عليهم سجنوه وأوثقوه، فلما كَانَ يوم القادسية رآهم يقتتلون فكأنه رأى أن المشركين قد أصابوا من المسلمين، فأرسل إلى أم ولد سعد- أَوْ إِلَى امرأة سعد- يقول لَهَا:
إن أبا محجن يقول لك: إن خليت سبيله وحملته عَلَى هَذَا الفرس، ودفعت إليه سلاحًا ليكونن أول من يرجع إليك إلا أن يقتل، وأنشأ يقول:
كفى حزنا أن تلتقي الخيل بالقنا ... وأترك مشدودًا علي وثاقيا
إذا قمت عناني الحديد وغلقت ... مصارع دوني [قد] تصم المناديا
فذهبت الأخرى فقالت ذلك لامرأة سعد، فحلت عنه قيوده، وحمل عَلَى فرس كَانَ فِي الدار، وأعطى سلاحًا، ثم خرج يركض حَتَّى لحق بالقوم، فجعل لا يزال يحمل عَلَى رجل فيقتله ويدق صلبه، فنظر إليه سعد فجعل [منه] يتعجب ويقول: من ذلك الفارس؟ فلم يلبثوا إلا يسيرًا حَتَّى هزمهم اللَّه ورد السلاح، وجعل رجليه فِي القيود كما كَانَ، فجاء سعد، فقالت له امرأته- أَوْ أم ولده:
كيف كَانَ قتالكم؟ فجعل يخبرها، ويقول: لقينا ولقينا، حَتَّى بعث اللَّه رَجُلا عَلَى فرس أبلق، لولا أني تركت أبا محجن فِي القيود لظننت أنها بعض شمائل أبي محجن. فقالت: والله إنه لا بو محجن، كَانَ من أمره كذا وكذا ...
فقصت عَلَيْهِ قصته، فدعا به، وحل قيوده، وَقَالَ: والله لا نجلدك عَلَى الخمر أبدًا. قَالَ أَبُو محجن: وأنا والله لا أشربها أبدًا، كنت آنف أن أدعها من أجل جلدكم. قَالَ: فلم يشربها بعد ذلك.
وروى ابْن الأعرابي، عَنِ المفضل الضبي، قَالَ: قَالَ أَبُو محجن في تركه الخمر:
رأيت الخمر صالحة وفيها ... خصال تهلك الرجل الحليما
فلا والله أشر بها حياتي ... ولا أشفي بها أبدًا سقيما
وأنشد غيره هذه الأبيات لقيس بْن عَاصِم.
ومن رواية أهل الأخبار أن ابنًا لأبي محجن الثقفي دخل عَلَى معاوية، فَقَالَ له معاوية: أبوك الّذي يقول:
إذا مت فادفني إِلَى جنب كرمة ... تروي عظامي بعد موتى عروقها
ولا تدفننّي بالفلاة فإنني ... أخاف إذا مَا مت أن لا أذوقها
فَقَالَ له ابْن أبي محجن: لو شئت ذكرت أحسن من هَذَا من شعره، فقال: وما ذاك؟ قال: قوله:
لا تسأل الناس عَنْ مالي وكثرته ... وسائل الناس عَنْ حزمي وعن خلقي
القوم أعلم أني من سراتهم ... إذا تطيش يد الرعديدة الفرق
قد أركب الهول مسدولًا عساكره ... وأكتم السر فيه ضربة العنق
أعطي السنان غداة الروع حصته ... وحامل الرمح أرويه من العلق
وزاد بعضهم في هذه الأبيات:
وأطعن الطعنة النجلاء لو علموا ... وأحفظ السر فيه ضربة العنق
عف المطالب عما لست نائله ... وإن ظلمت شديد الحقد والحنق
وقد أجود وما مالي بذي فنع ... وقد أكر وراء المجحر الفرق
والقوم أعلم أني من سراتهم ... إذا سما بصر الرعديدة الشفق
قد يعسر المرء حينًا وَهُوَ ذو كرم ... وقد يثوب سوام العاجز الحمق
سيكثر المال يومًا بعد قلته ... ويكتسي العود بعد اليبس بالورق
فَقَالَ [له] معاوية: لئن كنا أسأنا القول لنحسنن لك الصفد، وأجزل جائزته. وَقَالَ: إذا ولدت النساء فلتلدن مثلك. وزعم هيثم بْن عدي أنه أخبره من رأى قبر أبي محجن الثقفي بأذربيجان- أَوْ قَالَ فِي نواحي جرجان، وقد نبتت عَلَيْهِ ثلاثة أصول كرم، وقد طالت وأنمرت، وهي معروشة عَلَى قبره، ومكتوب عَلَى القبر: هَذَا قبر أبي محجن الثقفي. قَالَ: فجعلت أتعجب، وأذكر قوله: إذا مت فادفني إِلَى جنب كرمة- وذكر البيت.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيُّ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْقَادِسِيَّةِ أَتَي سَعْدٌ بِأَبِي مِحْجَنٍ وَهُوَ سَكْرَانُ مِنَ الْخَمْرِ، فَأَمَرَ بِهِ إِلَى الْقَيْدِ، وَكَانَ سَعْدٌ بِهِ جِرَاحَةٌ فَلَمْ يَخْرُجْ يَوْمَئِذٍ عَلَى النَّاسِ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْخَيْلِ خَالِدَ بْنَ عُرْفُطَةَ، وَرَفَعَ سَعْدٌ فَوْقَ الْعُذَيْبِ لِيَنْظُرَ إِلَى النَّاسِ، فَلَمَّا الْتَقَى النَّاسُ قَالَ أَبُو مِحْجَنٍ:
كفى حزنا أن ترتدي الخيل بالقنا ... وأترك مَشْدُودًا عَلَيَّ وَثَاقِيَا
فَقَالَ لابْنَةِ خَصْفَةَ امْرَأَةِ سَعْدٍ: وَيْحَكِ حِلِّينِي وَلَكِ عَهْدُ اللَّهِ عَلَيَّ إِنْ سَلَّمَنِي اللَّهُ أَنْ أَجِيءَ حَتَّى أَضَعَ رِجْلِي فِي الْقَيْدِ، وَإِنْ قُتِلْتُ اسْتَرَحْتُمْ مِنِّي، فخلته
فَوَثَبَ عَلَى فَرَسٍ لِسَعْدٍ يُقَالُ لَهَا الْبَلْقَاءُ، ثُمَّ أَخَذَ الرُّمْحَ، ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى أَتَى النَّاسَ فَجَعَلَ لا يَحْمِلُ فِي نَاحِيَةٍ إِلا هَزَمَهُمْ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَقُولُونَ: هَذَا مَلَكٌ، وَسَعْدٌ يَنْظُرُ، فَجَعَلَ سَعْدٌ يَقُولُ: الضَّبْرُ ضَبْرُ الْبَلْقَاءِ، وَالطَّعْنُ طَعْنُ أَبِي مِحْجَنٍ، وَأَبُو مِحْجَنٍ فِي الْقَيْدِ. فَلَمَّا هُزِمَ الْعَدُوَّ رَجَعَ أَبُو مِحْجَنٍ حَتَّى وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْقَيْدِ، فَأَخْبَرَتِ ابْنَةُ خَصْفَةَ سَعْدًا بِالَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِهِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَبْلَى أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مَا أَبْلَى فِي هَذَا الْيَوْمِ، لا أَضْرِبُ رَجُلا أَبْلَى فِي الْمُسْلِمِينَ مَا أَبْلَى. قَالَ:
فَخَلَّى سَبِيلَهُ. قَالَ أَبُو مِحْجَنٍ: قَدْ كُنْتُ أَشْرَبُهَا إِذْ يُقَامُ عَلَيَّ الْحَدُّ وَأَطْهُرُ مِنْهَا، فَأَمَّا إذ بهرجتني فو الله لا أشربها أبدا
اختلف فِي اسمه، فقيل: اسمه مالك بْن حبيب .
وقيل عَبْد اللَّهِ بْن حبيب بْن عَمْرو بْن عمير بْن عوف بن عقدة بن غيرة ابن عوف بْن قسي- وَهُوَ ثقيف- الثقفي. وقيل اسمه كنيته. أسلم حين أسلمت ثقيف، وسمع من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروى عنه. حدث عنه أَبُو سعد البقال، قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أخوف مَا أخاف عَلَى أمتي من بعدي ثلاث: إيمان بالنجوم، وتكذيب بالقدر، وحيف الأئمة. وَكَانَ أَبُو محجن هَذَا من الشجعان الأبطال فِي الجاهلية والإسلام، من أولي البأس والنجدة ومن الفرسان البهم، وَكَانَ شاعرًا مطبوعًا كريمًا، إلا أنه كَانَ منهمكًا فِي الشراب، لا يكاد يقلع عنه، ولا يردعه حد ولا لوم لائم، وَكَانَ أَبُو بَكْر الصديق يستعين به، وجلده عُمَر بْن الْخَطَّابِ [فِي الخمر] مرارًا، ونفاه إِلَى جزيرة فِي البحر، وبعث معه رَجُلا، فهرب منه ولحق بسعد بْن أبي وقاص بالقادسية، وَهُوَ محارب للفرس، وَكَانَ قد هم بقتل الرجل الَّذِي بعثه معه عمر، فأحس الرجل بذلك، فخرج فارًا فلحق بعمر فأخبره خبره، فكتب عمر إِلَى سعد [بْن أبي وقاص] بحبس أبي محجن، فحبسه. فلما كَانَ؟ يوم [قس] الناطف بالقادسية، والتحم القتال، سأل أَبُو محجن امرأة سعد أن تحل قيده وتعطيه فرس سعد،
وعاهدها أنه إن سلم عاد إِلَى حاله من القيد والسجن، وإن استشهد فلا تبعة [عَلَيْهِ] ، فخلت سبيله، وأعطته الفرس، فقاتل [أيام القادسية] . وأبلى [فِيهَا] بلاءً حسنًا، ثم عاد إِلَى محبسه.
وكانت بالقادسية أيام مشهورة، منها يوم [قس] الناطف، ومنها يوم أرماث، ويوم أغواث، ويوم الكتائب، وغيرها. وكانت قصة أبي محجن في يوم منها، ويومئذ قال:
كفى حزنا أن ترتدي الخيل بالقنا ... وأترك مشدودًا علي وثاقيا
إذا قمت عناني الحديد وغلقت ... مصارع دوني [قد] تصم المناديا
وقد كنت ذا مال كثير وإخوة ... فقد تركوني واحدًا لا أخا ليا
وقد شف جسمي أنني كل شارق ... أعالج كبلًا مصمتًا قد برانيا
فلله دري يوم أترك موثقًا ... ويذهل عني أسرتي ورجاليا
حبسنا عَنِ الحرب العوان وقد بدت ... وأعمال غيري يوم ذاك العواليا
فلله عهد لا أخيس بعهده ... لئن فرجت ألا أزور الحوانيا
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ سَعْدٍ، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا أحمد بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حَدَّ أَبَا مِحْجَنِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عُمَيْرٍ الثَّقَفِيَّ فِي الْخَمْرِ سَبْعَ مَرَّاتٍ.
وَقَالَ قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ: ضَرَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَبَا مِحْجَنٍ الثَّقَفِيَّ فِي الْخَمْرِ ثَمَانِي مَرَّاتٍ وذكر ذلك عبد الرزاق فِي باب من حد من الصحابة فِي الخمر، [قَالَ: وأخبرنا معمر، عَنْ أيوب، عَنِ ابن سيرين، قال:
كَانَ أَبُو محجن الثقفي لا يزال يجلد فِي الخمر] ، فلما أكثر عليهم سجنوه وأوثقوه، فلما كَانَ يوم القادسية رآهم يقتتلون فكأنه رأى أن المشركين قد أصابوا من المسلمين، فأرسل إلى أم ولد سعد- أَوْ إِلَى امرأة سعد- يقول لَهَا:
إن أبا محجن يقول لك: إن خليت سبيله وحملته عَلَى هَذَا الفرس، ودفعت إليه سلاحًا ليكونن أول من يرجع إليك إلا أن يقتل، وأنشأ يقول:
كفى حزنا أن تلتقي الخيل بالقنا ... وأترك مشدودًا علي وثاقيا
إذا قمت عناني الحديد وغلقت ... مصارع دوني [قد] تصم المناديا
فذهبت الأخرى فقالت ذلك لامرأة سعد، فحلت عنه قيوده، وحمل عَلَى فرس كَانَ فِي الدار، وأعطى سلاحًا، ثم خرج يركض حَتَّى لحق بالقوم، فجعل لا يزال يحمل عَلَى رجل فيقتله ويدق صلبه، فنظر إليه سعد فجعل [منه] يتعجب ويقول: من ذلك الفارس؟ فلم يلبثوا إلا يسيرًا حَتَّى هزمهم اللَّه ورد السلاح، وجعل رجليه فِي القيود كما كَانَ، فجاء سعد، فقالت له امرأته- أَوْ أم ولده:
كيف كَانَ قتالكم؟ فجعل يخبرها، ويقول: لقينا ولقينا، حَتَّى بعث اللَّه رَجُلا عَلَى فرس أبلق، لولا أني تركت أبا محجن فِي القيود لظننت أنها بعض شمائل أبي محجن. فقالت: والله إنه لا بو محجن، كَانَ من أمره كذا وكذا ...
فقصت عَلَيْهِ قصته، فدعا به، وحل قيوده، وَقَالَ: والله لا نجلدك عَلَى الخمر أبدًا. قَالَ أَبُو محجن: وأنا والله لا أشربها أبدًا، كنت آنف أن أدعها من أجل جلدكم. قَالَ: فلم يشربها بعد ذلك.
وروى ابْن الأعرابي، عَنِ المفضل الضبي، قَالَ: قَالَ أَبُو محجن في تركه الخمر:
رأيت الخمر صالحة وفيها ... خصال تهلك الرجل الحليما
فلا والله أشر بها حياتي ... ولا أشفي بها أبدًا سقيما
وأنشد غيره هذه الأبيات لقيس بْن عَاصِم.
ومن رواية أهل الأخبار أن ابنًا لأبي محجن الثقفي دخل عَلَى معاوية، فَقَالَ له معاوية: أبوك الّذي يقول:
إذا مت فادفني إِلَى جنب كرمة ... تروي عظامي بعد موتى عروقها
ولا تدفننّي بالفلاة فإنني ... أخاف إذا مَا مت أن لا أذوقها
فَقَالَ له ابْن أبي محجن: لو شئت ذكرت أحسن من هَذَا من شعره، فقال: وما ذاك؟ قال: قوله:
لا تسأل الناس عَنْ مالي وكثرته ... وسائل الناس عَنْ حزمي وعن خلقي
القوم أعلم أني من سراتهم ... إذا تطيش يد الرعديدة الفرق
قد أركب الهول مسدولًا عساكره ... وأكتم السر فيه ضربة العنق
أعطي السنان غداة الروع حصته ... وحامل الرمح أرويه من العلق
وزاد بعضهم في هذه الأبيات:
وأطعن الطعنة النجلاء لو علموا ... وأحفظ السر فيه ضربة العنق
عف المطالب عما لست نائله ... وإن ظلمت شديد الحقد والحنق
وقد أجود وما مالي بذي فنع ... وقد أكر وراء المجحر الفرق
والقوم أعلم أني من سراتهم ... إذا سما بصر الرعديدة الشفق
قد يعسر المرء حينًا وَهُوَ ذو كرم ... وقد يثوب سوام العاجز الحمق
سيكثر المال يومًا بعد قلته ... ويكتسي العود بعد اليبس بالورق
فَقَالَ [له] معاوية: لئن كنا أسأنا القول لنحسنن لك الصفد، وأجزل جائزته. وَقَالَ: إذا ولدت النساء فلتلدن مثلك. وزعم هيثم بْن عدي أنه أخبره من رأى قبر أبي محجن الثقفي بأذربيجان- أَوْ قَالَ فِي نواحي جرجان، وقد نبتت عَلَيْهِ ثلاثة أصول كرم، وقد طالت وأنمرت، وهي معروشة عَلَى قبره، ومكتوب عَلَى القبر: هَذَا قبر أبي محجن الثقفي. قَالَ: فجعلت أتعجب، وأذكر قوله: إذا مت فادفني إِلَى جنب كرمة- وذكر البيت.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيُّ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْقَادِسِيَّةِ أَتَي سَعْدٌ بِأَبِي مِحْجَنٍ وَهُوَ سَكْرَانُ مِنَ الْخَمْرِ، فَأَمَرَ بِهِ إِلَى الْقَيْدِ، وَكَانَ سَعْدٌ بِهِ جِرَاحَةٌ فَلَمْ يَخْرُجْ يَوْمَئِذٍ عَلَى النَّاسِ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْخَيْلِ خَالِدَ بْنَ عُرْفُطَةَ، وَرَفَعَ سَعْدٌ فَوْقَ الْعُذَيْبِ لِيَنْظُرَ إِلَى النَّاسِ، فَلَمَّا الْتَقَى النَّاسُ قَالَ أَبُو مِحْجَنٍ:
كفى حزنا أن ترتدي الخيل بالقنا ... وأترك مَشْدُودًا عَلَيَّ وَثَاقِيَا
فَقَالَ لابْنَةِ خَصْفَةَ امْرَأَةِ سَعْدٍ: وَيْحَكِ حِلِّينِي وَلَكِ عَهْدُ اللَّهِ عَلَيَّ إِنْ سَلَّمَنِي اللَّهُ أَنْ أَجِيءَ حَتَّى أَضَعَ رِجْلِي فِي الْقَيْدِ، وَإِنْ قُتِلْتُ اسْتَرَحْتُمْ مِنِّي، فخلته
فَوَثَبَ عَلَى فَرَسٍ لِسَعْدٍ يُقَالُ لَهَا الْبَلْقَاءُ، ثُمَّ أَخَذَ الرُّمْحَ، ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى أَتَى النَّاسَ فَجَعَلَ لا يَحْمِلُ فِي نَاحِيَةٍ إِلا هَزَمَهُمْ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَقُولُونَ: هَذَا مَلَكٌ، وَسَعْدٌ يَنْظُرُ، فَجَعَلَ سَعْدٌ يَقُولُ: الضَّبْرُ ضَبْرُ الْبَلْقَاءِ، وَالطَّعْنُ طَعْنُ أَبِي مِحْجَنٍ، وَأَبُو مِحْجَنٍ فِي الْقَيْدِ. فَلَمَّا هُزِمَ الْعَدُوَّ رَجَعَ أَبُو مِحْجَنٍ حَتَّى وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْقَيْدِ، فَأَخْبَرَتِ ابْنَةُ خَصْفَةَ سَعْدًا بِالَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِهِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَبْلَى أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مَا أَبْلَى فِي هَذَا الْيَوْمِ، لا أَضْرِبُ رَجُلا أَبْلَى فِي الْمُسْلِمِينَ مَا أَبْلَى. قَالَ:
فَخَلَّى سَبِيلَهُ. قَالَ أَبُو مِحْجَنٍ: قَدْ كُنْتُ أَشْرَبُهَا إِذْ يُقَامُ عَلَيَّ الْحَدُّ وَأَطْهُرُ مِنْهَا، فَأَمَّا إذ بهرجتني فو الله لا أشربها أبدا
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=125601&book=5558#03999d
أبو مِحْجَن الثقفى، اختلف في اسمه، فقيل: اسمه مالك بن حبيب بن عمرو بن عمير الثقفى. وقيل: اسمه كنيته. أسلم حين أسلمت ثقيف، وسمع من النبى عليه السلام، وروى عنه حدث عنه أبو (سعد) البقال أنه قال: سمعت النبى عليه السلام يقول: "أخوف ما أخاف على أمتى إيمان بالنجوم وتكذيب بالقدر، وحيف الأئمة" . كان شجاعا شاعرا مطبوعا كريما إلا أنه كان منهمكا في شرب الخمر وجلد فيها مرتان، وهو أحد الذين جلدوا فيها من الصحابة . وقد ذكرت خبره مستوعبا في الصحابة .
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=125601&book=5558#a86487
أبو محجن الثقفي
ب د ع: أبو محجن الثقفي واسمه عمرو بن حبيب بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف الثقفي وقيل اسمه مالك بن حبيب، وقيل عبد الله بن حبيب وقيل اسمه كنيته.
أسلم حين أسلمت تثقيف سنة تسع في رمضان.
روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روى عنه أبو سعيد البقال أنه قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " أخوف ما أخاف على أمتي ثلاث: إيمان بالنجوم، وتكذيب بالقدر، وجور الأئمة ".
وكان أبو محجن شاعرا حسن الشعر، ومن الشجعان المشهورين بالشجاعة في الجاهلية والإسلام.
وكان كريما جوادا، إلا أنه كان منهمكا في الشرب، لا يتركه خوف حد ولا لوم.
وجلده عمر مرارا، سبعا أو ثمانيا، ونفاه إلى جزيرة في البحر، وبعث معه رجلا فهرب منه، ولحق بسعد بن أبي وقاص وهو بالقادسية يحارب الفرس، فكتب عمر إلى سعد ليحبسه، فحبسه.
فلما كان بعض أيام القادسية واشتد القتال بين الفريقين، سأل أبو محجن امرأة سعد أن تحل قيده وتعطيه فرس سعد البلقاء، وعاهدها أنه إن سلم عاد إلى حاله من القيد والسجن، وإن استشهد فلا تبعة عليه.
فلم تفعل، فقال:
كفى حزنا أن تردي الخيل بالقنا وأترك مشدودا علي وثاقيا
إذا قمت عناني الحديد وغلقت مصارع دوني قد تصم المناديا
وقد كنت ذا مال كثير وإخوة فقد تركوني واحدا لا أخا ليا
حبسنا عن الحرب العوان وقد بدت وأعمال غيري يوم ذاك العواليا
فلله عهد لا أخيس بعهده لئن فرجت أن لا أزور الحوانيا
فلما سمعت سلمى امرأة سعد ذلك، رقت له فخلت سبيله، وأعطته الفرس، فقاتل قتالا عظيما، وكان يكبر ويحمل فلا يقف بين يديه أحد، وكان يقصف الناس قصفا منكرا.
فعجب الناس منه، وهم لا يعرفونه، ورآه سعد وهو فوق القصر ينظر إلى القتال ولم يقدر على الركوب لجراح كانت به وضربان من عرق النسا، فقال: لولا أن أبا محجن محبوس لقلت: هذا أبو محجن، وهذه البلقاء تحته.
فلما تراجع الناس عن القتال، عاد إلى القصر وأدخل رجليه في القيد، فأعلمت سلمى سعدا خبرا أبي محجن، فأطلقه، وقال: اذهب لا أحدك أبدا.
فتاب أبو محجن حينئذ، وقال: كنت آنف أن أتركها من أجل الحد.
قيل إن ابنا لأبي محجن دخل على معاوية، فقال له: أبوك الذي يقول:
إذا مت فادفني إلى جنب كرمة تروي عظامي بعد موتي عروقها
ولا تدفنني بالفلاة فإنني أخاف إذا ما مت أن لا أذوقها؟
فقال ابن أبي محجن: لو شئت لقلت أحسن من هذا من شعره.
قال: وما ذاك؟ قال: قوله:
لا تسأل الناس عن مالي وكثرته وسائل الناس عن حزمي وعن خلقي
القوم أعلم أني من سراتهم إذا تطيش يد بالرعديدة الفرق
قد أركب الهول مسدولا عساكره وأكتم السر فيه ضربة العنق
أعطي السنان عداة الروع حصته وعامل الرمح أرويه من العلق
عف المطالب عما لست نائلة وإن ظلمت شديد الحقد والحنق
وقد أجود وما مالي بذي فنع وقد أكر وراء المحجر الفرق
قد يعسر المرء حينا وهو ذو كرم وقد يثوب سوام العاجز الحمق
سيكثر المال يوما بعد قلته ويكتسي العود بعد اليبس بالورق
فقال معاوية: لئن كنا أسأنا القول لنحسنن الصفد.
وأجزل جائزته.
وقال: إذا ولدت النساء فلتلدن مثلك، وقيل: إن ابن سعد قال: إن أبا محجن مات بأذربيجان، وقيل: بجرجان.
أخرجه الثلاثة.
ب د ع: أبو محجن الثقفي واسمه عمرو بن حبيب بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف الثقفي وقيل اسمه مالك بن حبيب، وقيل عبد الله بن حبيب وقيل اسمه كنيته.
أسلم حين أسلمت تثقيف سنة تسع في رمضان.
روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روى عنه أبو سعيد البقال أنه قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " أخوف ما أخاف على أمتي ثلاث: إيمان بالنجوم، وتكذيب بالقدر، وجور الأئمة ".
وكان أبو محجن شاعرا حسن الشعر، ومن الشجعان المشهورين بالشجاعة في الجاهلية والإسلام.
وكان كريما جوادا، إلا أنه كان منهمكا في الشرب، لا يتركه خوف حد ولا لوم.
وجلده عمر مرارا، سبعا أو ثمانيا، ونفاه إلى جزيرة في البحر، وبعث معه رجلا فهرب منه، ولحق بسعد بن أبي وقاص وهو بالقادسية يحارب الفرس، فكتب عمر إلى سعد ليحبسه، فحبسه.
فلما كان بعض أيام القادسية واشتد القتال بين الفريقين، سأل أبو محجن امرأة سعد أن تحل قيده وتعطيه فرس سعد البلقاء، وعاهدها أنه إن سلم عاد إلى حاله من القيد والسجن، وإن استشهد فلا تبعة عليه.
فلم تفعل، فقال:
كفى حزنا أن تردي الخيل بالقنا وأترك مشدودا علي وثاقيا
إذا قمت عناني الحديد وغلقت مصارع دوني قد تصم المناديا
وقد كنت ذا مال كثير وإخوة فقد تركوني واحدا لا أخا ليا
حبسنا عن الحرب العوان وقد بدت وأعمال غيري يوم ذاك العواليا
فلله عهد لا أخيس بعهده لئن فرجت أن لا أزور الحوانيا
فلما سمعت سلمى امرأة سعد ذلك، رقت له فخلت سبيله، وأعطته الفرس، فقاتل قتالا عظيما، وكان يكبر ويحمل فلا يقف بين يديه أحد، وكان يقصف الناس قصفا منكرا.
فعجب الناس منه، وهم لا يعرفونه، ورآه سعد وهو فوق القصر ينظر إلى القتال ولم يقدر على الركوب لجراح كانت به وضربان من عرق النسا، فقال: لولا أن أبا محجن محبوس لقلت: هذا أبو محجن، وهذه البلقاء تحته.
فلما تراجع الناس عن القتال، عاد إلى القصر وأدخل رجليه في القيد، فأعلمت سلمى سعدا خبرا أبي محجن، فأطلقه، وقال: اذهب لا أحدك أبدا.
فتاب أبو محجن حينئذ، وقال: كنت آنف أن أتركها من أجل الحد.
قيل إن ابنا لأبي محجن دخل على معاوية، فقال له: أبوك الذي يقول:
إذا مت فادفني إلى جنب كرمة تروي عظامي بعد موتي عروقها
ولا تدفنني بالفلاة فإنني أخاف إذا ما مت أن لا أذوقها؟
فقال ابن أبي محجن: لو شئت لقلت أحسن من هذا من شعره.
قال: وما ذاك؟ قال: قوله:
لا تسأل الناس عن مالي وكثرته وسائل الناس عن حزمي وعن خلقي
القوم أعلم أني من سراتهم إذا تطيش يد بالرعديدة الفرق
قد أركب الهول مسدولا عساكره وأكتم السر فيه ضربة العنق
أعطي السنان عداة الروع حصته وعامل الرمح أرويه من العلق
عف المطالب عما لست نائلة وإن ظلمت شديد الحقد والحنق
وقد أجود وما مالي بذي فنع وقد أكر وراء المحجر الفرق
قد يعسر المرء حينا وهو ذو كرم وقد يثوب سوام العاجز الحمق
سيكثر المال يوما بعد قلته ويكتسي العود بعد اليبس بالورق
فقال معاوية: لئن كنا أسأنا القول لنحسنن الصفد.
وأجزل جائزته.
وقال: إذا ولدت النساء فلتلدن مثلك، وقيل: إن ابن سعد قال: إن أبا محجن مات بأذربيجان، وقيل: بجرجان.
أخرجه الثلاثة.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
https://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=148354&book=5558#cc502f
أبو الفضل الثَقَفِي
أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد بن محمد بن محمود بن أحمد بن محمود الثقفي من أهل أصبهان.
كان شيخاً، صالحاً، سديداً، معروفاً، من بيت الحديث وأهله، عمر العمر الطويل حتى حدث بالكثير، وسمع منه، وكان آخر من روى
من الرجال عن أبي بكر محمد بن عبد الله بن ريذة الضبي، وسمع أبا طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم الكاتب، وأبا القاسم عبد الرحمن الذكواني، وأبا طاهر أحمد بن محمود الثقفي، وأبا بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني، وأبا منصور عبد الرزاق بن أحمد الخطيب، وغيرهم. كتب إليّ الإجازة بجميع مسموعاته ورواياته، ومن جملتها كتاب " مواقيت الصلاة " لأبي الشيخ، وكتاب " شروط
الذمة " لأبي الشيخ وكتاب " السنة " له، وكتاب " العتق والمدبر " له. وكتاب " فوائد أصبهان " له، وكتاب " الضحايا والعقيقة " له، وكتاب " فوائد العراقيين " له، وكتاب الأقران له، وكتاب " النوادر والنتف " له، وكتاب " أحاديث أبي الزبير عن غير جابر " له، وكتاب " أحاديث طلحة ابن مُصّرِف وزبيد الأيامي " لأبي الشيخ، وكتاب " السبق والرمي " له، وكتاب " القطع والسرقة " له. يروى هذه الكتب عن أبي طاهر
ابن عبد الرحيم، عن أبي الشيخ، وكتاب " الأدب " لأبي بكر بن أبي عاصم يرويه عن أبي طاهر بن عبد الرحيم عن أبي بكر القبّاب عنه، وكتاب " المعجم " لأبي بكر ابن المقرئ يرويه عن عم أبيه أبي طاهر بن محمود الثقفي عنه، وكتاب " الفوائد " في خمسة عشر جزءاً يرويه عن عم أبيه أبي طاهر وأبي الفته منصور بن الحسين بن علي بن القاسم
كلاهما عنه، وكتاب " أحاديث حرملة بن يحيى "، يرويه عن عم أبيه أبي طاهر الثقفي عن أبي بكر ابن المقرئ عن أبي عباس محمد بن الحسن بن قيبة عنه، وكتاب " الأسامي والكنى " لأبي عروبة الحرّاني بروايته عن عم أبيه أبي طاهر، عن ابن المقرئ عنه، وكتاب " الجامع " لأبي مسعود بن الفرات، عن عم أبيه أبي طاهر، عن أبي العباس الأسدي الأعرج، عن أبي حامد بن جعفر عنه، وكتاب " سنن الشافعي " يرويه عن عم أبيه طاهر الثقفي، عن أبي بكر المقرئ، عن أحمد بن مسعود
الزبيري، عن محمد بن الحكم عنه، وكتاب " الأحاد والمثاني " لأبي بكر بن أبي عاصم يرويه عن أبي القاسم الذكواني عن أبي بكر القبّاب عنه، وكتاب " طبقات أصبهان " لأبي الشيخ بروايته عن أبي القاسم ابن أبي بكر بن أبي علي عنه. وكتاب " الصلاة " لأبي نعيم الفضل ابن دكين الكوفي، بروايته عن أبي طاهر بن عبد الرحيم، عن أبي بكر القبّاب، عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن النعمان الأصبهاني
عنه، وكتاب " البكاء " لأبي بكر جعفر بن محمد بن الحسن الفِرْيَابي، بروايته عن أبي طاهر بن عبد الرحيم، وأبي القاسم بن أبي بكر كلاهما، عن أبي محمد الصائغ عنه، وكتاب " شواهد الشعر " لأبي عروبة الحراني، بروايته عن أبي طاهر بن عبد الرحيم الكاتب، عن أبي بكر بن المقرئ عنه، وكتاب " الجامع الصحيح " للبخاري يرويه عن سعيد
العيار، عن أبي علي بن عمر الشَبّوي، عن أبي عبد الله الفَرَبْري، عنه وجزء فيه إنتخاب أبي بكر بن مردويه، على أبي الشيخ يرويه، عن أبي القاسم بن أبي بكر الذكواني، عنه. وكانت ولادته سنة أربع وثلاثين وأربعمئة بأصبهان. وتوفي بها في أوائل جمادى الأولى سنة ثلاث وعشرين وخمسمئة.
أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد بن محمد بن محمود بن أحمد بن محمود الثقفي من أهل أصبهان.
كان شيخاً، صالحاً، سديداً، معروفاً، من بيت الحديث وأهله، عمر العمر الطويل حتى حدث بالكثير، وسمع منه، وكان آخر من روى
من الرجال عن أبي بكر محمد بن عبد الله بن ريذة الضبي، وسمع أبا طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم الكاتب، وأبا القاسم عبد الرحمن الذكواني، وأبا طاهر أحمد بن محمود الثقفي، وأبا بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني، وأبا منصور عبد الرزاق بن أحمد الخطيب، وغيرهم. كتب إليّ الإجازة بجميع مسموعاته ورواياته، ومن جملتها كتاب " مواقيت الصلاة " لأبي الشيخ، وكتاب " شروط
الذمة " لأبي الشيخ وكتاب " السنة " له، وكتاب " العتق والمدبر " له. وكتاب " فوائد أصبهان " له، وكتاب " الضحايا والعقيقة " له، وكتاب " فوائد العراقيين " له، وكتاب الأقران له، وكتاب " النوادر والنتف " له، وكتاب " أحاديث أبي الزبير عن غير جابر " له، وكتاب " أحاديث طلحة ابن مُصّرِف وزبيد الأيامي " لأبي الشيخ، وكتاب " السبق والرمي " له، وكتاب " القطع والسرقة " له. يروى هذه الكتب عن أبي طاهر
ابن عبد الرحيم، عن أبي الشيخ، وكتاب " الأدب " لأبي بكر بن أبي عاصم يرويه عن أبي طاهر بن عبد الرحيم عن أبي بكر القبّاب عنه، وكتاب " المعجم " لأبي بكر ابن المقرئ يرويه عن عم أبيه أبي طاهر بن محمود الثقفي عنه، وكتاب " الفوائد " في خمسة عشر جزءاً يرويه عن عم أبيه أبي طاهر وأبي الفته منصور بن الحسين بن علي بن القاسم
كلاهما عنه، وكتاب " أحاديث حرملة بن يحيى "، يرويه عن عم أبيه أبي طاهر الثقفي عن أبي بكر ابن المقرئ عن أبي عباس محمد بن الحسن بن قيبة عنه، وكتاب " الأسامي والكنى " لأبي عروبة الحرّاني بروايته عن عم أبيه أبي طاهر، عن ابن المقرئ عنه، وكتاب " الجامع " لأبي مسعود بن الفرات، عن عم أبيه أبي طاهر، عن أبي العباس الأسدي الأعرج، عن أبي حامد بن جعفر عنه، وكتاب " سنن الشافعي " يرويه عن عم أبيه طاهر الثقفي، عن أبي بكر المقرئ، عن أحمد بن مسعود
الزبيري، عن محمد بن الحكم عنه، وكتاب " الأحاد والمثاني " لأبي بكر بن أبي عاصم يرويه عن أبي القاسم الذكواني عن أبي بكر القبّاب عنه، وكتاب " طبقات أصبهان " لأبي الشيخ بروايته عن أبي القاسم ابن أبي بكر بن أبي علي عنه. وكتاب " الصلاة " لأبي نعيم الفضل ابن دكين الكوفي، بروايته عن أبي طاهر بن عبد الرحيم، عن أبي بكر القبّاب، عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن النعمان الأصبهاني
عنه، وكتاب " البكاء " لأبي بكر جعفر بن محمد بن الحسن الفِرْيَابي، بروايته عن أبي طاهر بن عبد الرحيم، وأبي القاسم بن أبي بكر كلاهما، عن أبي محمد الصائغ عنه، وكتاب " شواهد الشعر " لأبي عروبة الحراني، بروايته عن أبي طاهر بن عبد الرحيم الكاتب، عن أبي بكر بن المقرئ عنه، وكتاب " الجامع الصحيح " للبخاري يرويه عن سعيد
العيار، عن أبي علي بن عمر الشَبّوي، عن أبي عبد الله الفَرَبْري، عنه وجزء فيه إنتخاب أبي بكر بن مردويه، على أبي الشيخ يرويه، عن أبي القاسم بن أبي بكر الذكواني، عنه. وكانت ولادته سنة أربع وثلاثين وأربعمئة بأصبهان. وتوفي بها في أوائل جمادى الأولى سنة ثلاث وعشرين وخمسمئة.