إِبْرَاهِيم بن سلم شيخ يروي عَن أبي عَاصِم وَأهل الْعرَاق ثَنَا عَنهُ الْحسن بن سُفْيَان
Ibn Ḥibbān (d. 965 CE) - al-Thiqāt - ابن حبان - الثقات
ا
ب
ت
ث
ج
ح
خ
د
ذ
ر
ز
س
ش
ص
ض
ط
ظ
ع
غ
ف
ق
ك
ل
م
ن
ه
و
ي
Book Home Page
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 16018 130. ابراهيم بن سعد بن ابراهيم بن عبد الرحمن...4 131. ابراهيم بن سعد بن ابي وقاص الزهري1 132. ابراهيم بن سعد بن كثير بن المطلب1 133. ابراهيم بن سعيد2 134. ابراهيم بن سعيد الجوهري ابو اسحاق2 135. ابراهيم بن سلم1136. ابراهيم بن سليمان الافطس2 137. ابراهيم بن سليمان الحلال1 138. ابراهيم بن سليمان الخزاز1 139. ابراهيم بن سليمان الدباس2 140. ابراهيم بن سليمان الزيات2 141. ابراهيم بن سليمان النهمي1 142. ابراهيم بن سليمان بن رزين الشامي1 143. ابراهيم بن سويد النخعي الاعور3 144. ابراهيم بن سويد بن حيان1 145. ابراهيم بن شريح1 146. ابراهيم بن شعيب1 147. ابراهيم بن شماس السمرقندي ابو اسحاق1 148. ابراهيم بن صالح بن درهم الباهلي4 149. ابراهيم بن صالح بن عبد الله1 150. ابراهيم بن صدقة3 151. ابراهيم بن صفوان الحارثي1 152. ابراهيم بن طريف2 153. ابراهيم بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن...1 154. ابراهيم بن طهمان ابو سعيد1 155. ابراهيم بن عاصم البرساني ابو اسحاق الاصبهاني...1 156. ابراهيم بن عامر بن مسعود الجمحي1 157. ابراهيم بن عبد الاعلي الكوفي2 158. ابراهيم بن عبد الحميد بن ذي حماية الرحبي...1 159. ابراهيم بن عبد الرحمن السكسكي3 160. ابراهيم بن عبد الرحمن العذري2 161. ابراهيم بن عبد الرحمن بن الحارث بن حاطب...1 162. ابراهيم بن عبد الرحمن بن عبد القارى1 163. ابراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله2 164. ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري القرشي...1 165. ابراهيم بن عبد الرحمن بن مهدى1 166. ابراهيم بن عبد الرحيم دنوقا1 167. ابراهيم بن عبد السلم1 168. ابراهيم بن عبد العزيز المقوم1 169. ابراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك3 170. ابراهيم بن عبد الله2 171. ابراهيم بن عبد الله ابو سهل1 172. ابراهيم بن عبد الله الخلال ابو اسحاق المروزي...1 173. ابراهيم بن عبد الله العنسي1 174. ابراهيم بن عبد الله بن الحارث الجمحي...2 175. ابراهيم بن عبد الله بن الحارث الجمحي القرشي...1 176. ابراهيم بن عبد الله بن الحارث بن سراقة...1 177. ابراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زبر1 178. ابراهيم بن عبد الله بن المحرز التيمي...1 179. ابراهيم بن عبد الله بن حاتم الهروي2 180. ابراهيم بن عبد الله بن حسن1 181. ابراهيم بن عبد الله بن حنين الهاشمي2 182. ابراهيم بن عبد الله بن زياد العدني1 183. ابراهيم بن عبد الله بن زيد بن ثابت1 184. ابراهيم بن عبد الله بن سعد بن حتمة1 185. ابراهيم بن عبد الله بن سفيان الاخنسي...2 186. ابراهيم بن عبد الله بن عبد الرحمن حجازي...1 187. ابراهيم بن عبد الله بن عبد القاري1 188. ابراهيم بن عبد الله بن عمر القصار العبسي...1 189. ابراهيم بن عبد الله بن عيسى التنوخي1 190. ابراهيم بن عبد الله بن قارظ القرشي الحجازي...1 191. ابراهيم بن عبد الله بن كثير1 192. ابراهيم بن عبد الله بن محرز التيمي2 193. ابراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس2 194. ابراهيم بن عبد الله بن يزيد السعدي1 195. ابراهيم بن عبد الملك1 196. ابراهيم بن عبيد2 197. ابراهيم بن عبيد الطنافسي1 198. ابراهيم بن عبيد بن رفاعة الزرقي الانصاري...3 199. ابراهيم بن عدي1 200. ابراهيم بن عطاء2 201. ابراهيم بن عطاء بن ابي ميمونة1 202. ابراهيم بن عقبة4 203. ابراهيم بن عقبة بن ابي عائشة1 204. ابراهيم بن عقبة بن ابي عياش2 205. ابراهيم بن عقبة بن طلق بن علي1 206. ابراهيم بن عقيل بن معقل بن منبه2 207. ابراهيم بن عكرمة بن يعلى بن امية1 208. ابراهيم بن عمر بن عبد العزيز بن مروان...1 209. ابراهيم بن عمرو بن ابي صالح المكي1 210. ابراهيم بن عمرو بن كيسان الصنعاني1 211. ابراهيم بن عمير1 212. ابراهيم بن عميرة1 213. ابراهيم بن عيسى الابلي1 214. ابراهيم بن عيسى اليشكري2 215. ابراهيم بن عيينة بن ابي عمران الهلالي...1 216. ابراهيم بن قدامة الجمحي1 217. ابراهيم بن مالك الاشتر1 218. ابراهيم بن مالك البزاز1 219. ابراهيم بن مالك بن الحارث بن الاشتر1 220. ابراهيم بن محارب بن دثار1 221. ابراهيم بن محشر البغدادي1 222. ابراهيم بن محمد3 223. ابراهيم بن محمد ابو اسحاق صديق عمرو1 224. ابراهيم بن محمد ابو عبد الله النخلي1 225. ابراهيم بن محمد التيمي ابو اسحاق القرشي...1 226. ابراهيم بن محمد الثقفي4 227. ابراهيم بن محمد الحلبي1 228. ابراهيم بن محمد بن اسحاق1 229. ابراهيم بن محمد بن الحارث بن اسماء3 ◀ Prev. 100▶ Next 100
الصفحة الرئيسية للكتاب Number of entries in this book
عدد المواضيع في هذا الكتاب 16018 130. ابراهيم بن سعد بن ابراهيم بن عبد الرحمن...4 131. ابراهيم بن سعد بن ابي وقاص الزهري1 132. ابراهيم بن سعد بن كثير بن المطلب1 133. ابراهيم بن سعيد2 134. ابراهيم بن سعيد الجوهري ابو اسحاق2 135. ابراهيم بن سلم1136. ابراهيم بن سليمان الافطس2 137. ابراهيم بن سليمان الحلال1 138. ابراهيم بن سليمان الخزاز1 139. ابراهيم بن سليمان الدباس2 140. ابراهيم بن سليمان الزيات2 141. ابراهيم بن سليمان النهمي1 142. ابراهيم بن سليمان بن رزين الشامي1 143. ابراهيم بن سويد النخعي الاعور3 144. ابراهيم بن سويد بن حيان1 145. ابراهيم بن شريح1 146. ابراهيم بن شعيب1 147. ابراهيم بن شماس السمرقندي ابو اسحاق1 148. ابراهيم بن صالح بن درهم الباهلي4 149. ابراهيم بن صالح بن عبد الله1 150. ابراهيم بن صدقة3 151. ابراهيم بن صفوان الحارثي1 152. ابراهيم بن طريف2 153. ابراهيم بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن...1 154. ابراهيم بن طهمان ابو سعيد1 155. ابراهيم بن عاصم البرساني ابو اسحاق الاصبهاني...1 156. ابراهيم بن عامر بن مسعود الجمحي1 157. ابراهيم بن عبد الاعلي الكوفي2 158. ابراهيم بن عبد الحميد بن ذي حماية الرحبي...1 159. ابراهيم بن عبد الرحمن السكسكي3 160. ابراهيم بن عبد الرحمن العذري2 161. ابراهيم بن عبد الرحمن بن الحارث بن حاطب...1 162. ابراهيم بن عبد الرحمن بن عبد القارى1 163. ابراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله2 164. ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري القرشي...1 165. ابراهيم بن عبد الرحمن بن مهدى1 166. ابراهيم بن عبد الرحيم دنوقا1 167. ابراهيم بن عبد السلم1 168. ابراهيم بن عبد العزيز المقوم1 169. ابراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك3 170. ابراهيم بن عبد الله2 171. ابراهيم بن عبد الله ابو سهل1 172. ابراهيم بن عبد الله الخلال ابو اسحاق المروزي...1 173. ابراهيم بن عبد الله العنسي1 174. ابراهيم بن عبد الله بن الحارث الجمحي...2 175. ابراهيم بن عبد الله بن الحارث الجمحي القرشي...1 176. ابراهيم بن عبد الله بن الحارث بن سراقة...1 177. ابراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زبر1 178. ابراهيم بن عبد الله بن المحرز التيمي...1 179. ابراهيم بن عبد الله بن حاتم الهروي2 180. ابراهيم بن عبد الله بن حسن1 181. ابراهيم بن عبد الله بن حنين الهاشمي2 182. ابراهيم بن عبد الله بن زياد العدني1 183. ابراهيم بن عبد الله بن زيد بن ثابت1 184. ابراهيم بن عبد الله بن سعد بن حتمة1 185. ابراهيم بن عبد الله بن سفيان الاخنسي...2 186. ابراهيم بن عبد الله بن عبد الرحمن حجازي...1 187. ابراهيم بن عبد الله بن عبد القاري1 188. ابراهيم بن عبد الله بن عمر القصار العبسي...1 189. ابراهيم بن عبد الله بن عيسى التنوخي1 190. ابراهيم بن عبد الله بن قارظ القرشي الحجازي...1 191. ابراهيم بن عبد الله بن كثير1 192. ابراهيم بن عبد الله بن محرز التيمي2 193. ابراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس2 194. ابراهيم بن عبد الله بن يزيد السعدي1 195. ابراهيم بن عبد الملك1 196. ابراهيم بن عبيد2 197. ابراهيم بن عبيد الطنافسي1 198. ابراهيم بن عبيد بن رفاعة الزرقي الانصاري...3 199. ابراهيم بن عدي1 200. ابراهيم بن عطاء2 201. ابراهيم بن عطاء بن ابي ميمونة1 202. ابراهيم بن عقبة4 203. ابراهيم بن عقبة بن ابي عائشة1 204. ابراهيم بن عقبة بن ابي عياش2 205. ابراهيم بن عقبة بن طلق بن علي1 206. ابراهيم بن عقيل بن معقل بن منبه2 207. ابراهيم بن عكرمة بن يعلى بن امية1 208. ابراهيم بن عمر بن عبد العزيز بن مروان...1 209. ابراهيم بن عمرو بن ابي صالح المكي1 210. ابراهيم بن عمرو بن كيسان الصنعاني1 211. ابراهيم بن عمير1 212. ابراهيم بن عميرة1 213. ابراهيم بن عيسى الابلي1 214. ابراهيم بن عيسى اليشكري2 215. ابراهيم بن عيينة بن ابي عمران الهلالي...1 216. ابراهيم بن قدامة الجمحي1 217. ابراهيم بن مالك الاشتر1 218. ابراهيم بن مالك البزاز1 219. ابراهيم بن مالك بن الحارث بن الاشتر1 220. ابراهيم بن محارب بن دثار1 221. ابراهيم بن محشر البغدادي1 222. ابراهيم بن محمد3 223. ابراهيم بن محمد ابو اسحاق صديق عمرو1 224. ابراهيم بن محمد ابو عبد الله النخلي1 225. ابراهيم بن محمد التيمي ابو اسحاق القرشي...1 226. ابراهيم بن محمد الثقفي4 227. ابراهيم بن محمد الحلبي1 228. ابراهيم بن محمد بن اسحاق1 229. ابراهيم بن محمد بن الحارث بن اسماء3 ◀ Prev. 100▶ Next 100
You are viewing hadithtransmitters.hawramani.com in filtered mode: only posts belonging to
Ibn Ḥibbān (d. 965 CE) - al-Thiqāt - ابن حبان - الثقات are being displayed.
Similar and related entries:
مواضيع متعلقة أو متشابهة بهذا الموضوع
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=115386&book=5528#6de28b
إبراهيم بن سَلْم، ابن أخي العلاء.
منكر الحديث، ليس بمعروف.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ الرَّاسِبِيُّ، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بن سَلْم ابْنُ أَخِي الْعَلاءِ، حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ سَعِيد الْقَطَّانُ، حَدَّثَنا عُبَيد اللَّهِ بْنُ عُمَر، عَنْ نَافِعٍ، عنِ ابْنِ عُمَر، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتي فِي بُكُورِهَا.
قَالَ الشَّيْخُ: هَذَا الْحَدِيثُ مُنْكَرٌ مِنْ حَدِيثِ يَحْيى الْقَطَّانِ عَنْ عُبَيد اللَّهِ، وإِنَّما يَرْوِيهِ عَنْ عُبَيد اللَّهِ مُحَمد بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْجُدْعَانِيُّ، عَنْ عَبد اللَّهِ.
حَدَّثَنَاهُ بُهْلُولٌ الأَنْبَارِيُّ، وَمُحمد بْنُ جَعْفَرٍ الإِمَامُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْهُ. وَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ سُفيان، عَن مُحَمد بْنِ عَبد اللَّهِ بْنِ نُمَير، عنِ ابْنِ أَبِي أُوَيْسٍ.
ورَوَاه ابْنُ كَاسِبٍ عَنِ الْجُدْعَانِيِّ هَذَا، عَنْ نَافِعٍ، عنِ ابْنِ عُمَر، وَلَمْ يَذْكُرْ عُبَيد اللَّهِ.
حَدَّثَنَاهُ عَبد اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، يُكَنَّى أبا يوسف.
منكر الحديث، ليس بمعروف.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ الرَّاسِبِيُّ، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بن سَلْم ابْنُ أَخِي الْعَلاءِ، حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ سَعِيد الْقَطَّانُ، حَدَّثَنا عُبَيد اللَّهِ بْنُ عُمَر، عَنْ نَافِعٍ، عنِ ابْنِ عُمَر، قَال: قَال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتي فِي بُكُورِهَا.
قَالَ الشَّيْخُ: هَذَا الْحَدِيثُ مُنْكَرٌ مِنْ حَدِيثِ يَحْيى الْقَطَّانِ عَنْ عُبَيد اللَّهِ، وإِنَّما يَرْوِيهِ عَنْ عُبَيد اللَّهِ مُحَمد بْنُ عَبد الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْجُدْعَانِيُّ، عَنْ عَبد اللَّهِ.
حَدَّثَنَاهُ بُهْلُولٌ الأَنْبَارِيُّ، وَمُحمد بْنُ جَعْفَرٍ الإِمَامُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْهُ. وَأَخْبَرَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ سُفيان، عَن مُحَمد بْنِ عَبد اللَّهِ بْنِ نُمَير، عنِ ابْنِ أَبِي أُوَيْسٍ.
ورَوَاه ابْنُ كَاسِبٍ عَنِ الْجُدْعَانِيِّ هَذَا، عَنْ نَافِعٍ، عنِ ابْنِ عُمَر، وَلَمْ يَذْكُرْ عُبَيد اللَّهِ.
حَدَّثَنَاهُ عَبد اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، يُكَنَّى أبا يوسف.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=131960&book=5528#478380
إبراهيم بن ماهان بن بهمن، أبو إسحاق المعروف بالموصلي :
وهو من أرجان ينتسب إلى ولاء الحنظليين وأصله من الفرس، وإنما سمي الموصلي لأنه صحب بالكوفة فتيانا في طلب الغناء فاشتد عليه أخواله في ذلك فخرج من الكوفة إلى الموصل ثم عاد إلى الكوفة، فقال له أخواله: مرحبا بالصبي الموصلي، فبقي ذلك عليه. وكان ماهان أبوه خرج من أرجان بأم إبراهيم وهي حامل، فقدم الكوفة فولد إبراهيم بها في بني عبد الله بن دارم سنة خمس وعشرين ومائة، ونظر في الأدب وقال الشعر، وطلب عربي الغناء وعجميه، وسافر فيه إلى البلاد حتى برع في العلم به، واتصل بالخلفاء والملوك، ولم يزل ببغداد إلى حين وفاته.
حدثني علي بن المحسن. قَالَ: وجدت في كتاب جدي علي بن مُحَمَّد بن أبي الفهم التنوخي، حدّثنا الحرمي بن أبي العلاء، حدثنا أَبُو خالد يزيد بن مُحَمَّد المهلبي قال: سمعت إسحاق بن إبراهيم الموصلي يقول: نحن قوم من أهل أرجان،
سقط أبي إلى الموصل في طلب الرزق فما أقام بها إلا أربعة أشهر، ثم قدم بغداد فقال الناس: الموصلي، لقدومه منها، ولم يكن من أهلها. قال: وأبي إبراهيم بن ماهان.
قال: وهو عندنا ابن ميمون. قال: وكانت في أيدينا ضياع لبعض الحنظليين فتوليناهم.
أخبرنا علي بن عبد العزيز الطاهري، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الجوهري، حدّثنا أحمد بن سعيد الدّمشقيّ، حدّثنا الزبير بن بكّار، حدثني إسحاق- يعني ابن إبراهيم الموصلي- عن أبيه إبراهيم. قال: جاءني غلامي فقال بالباب رجل حائك يطلب عليك الإذن؟ فقلت: ويلك مالي ولحائك! قال: لا أدري غير أنه قد حلف بالطلاق لا ينصرف حتى يكلمك بحاجته! فقلت: ائذن له. فدخل فقلت: ما حاجتك؟ قال: جعلني الله فداك أنا رجل حائك، وكان عندي بالأمس جماعة من أصحابي وإنا نتذاكر بالغناء والمقدمين فيه، فأجمع من حضر أنك رأس القوم وبندارهم وسيدهم في هذه الصناعة، فحلفت بالطلاق- طلاق ابنة عمى وأعز الخلق عليّ- ثقة مني بكرمك على أن تشرب عندي غدا وتغنيني فإن رأيت جعلني الله فداك تمن على عبدك بذلك فعلت. قال: فقلت له: أين منزلك؟ قال: في دور الصحابة قال: قلت:
فصف للغلام موضعه وانصرف فإني رائح إليك. فوصف للغلام موضعه فلما صليت الظهر وكنت أمرت الغلام أن يحمل معه قنينة وقدحا ومصلى وخريطة العود، ومضيت حتى صرت إلى منزله، فلما دخلت قام إلي الحاكة فأكبوا علي فقبلوا أطرافي وعرضوا عليّ الطعام. فقلت: قد تقدمت في الأكل، فشربت من نبيذي ثم تناولت العود فقلت: اقترح. فقال لي الحائك غنني بحياتي:
يقولون لي لو كان بالرّمل لم يمت ... نسيبة والطراق يكذب قيلها
فغنيت فقال: أحسنت والله جعلني الله فداك. ثم قلت: اقترح فقال: غنني بحياتي:
وخطا بأطراف الأسنة مضجعي ... وردا على عينيّ فضل ردائيا
فغنيت. فقال: أحسنت والله جعلني الله فداك. ثم شربت وقلت: اقترح فقال:
غنني بحياتي:
أحقا عباد الله أن لست واردا ... ولا صادرا إلا عليّ رقيب
فقلت: يا ابن اللخناء أنت بابن سريج أشبه منك بالحاكة، فغنيته ثم قلت: والله إنك إن عدتَ ثانية حلت امرأتك لغلامي قبل أن تحل لك، ثم انصرفت وجاء رسول أمير المؤمنين الرشيد يطلبني، فمضيت من فوري ذلك فدخلت على الرشيد. فقال: أين
كنت يا إبراهيم؟ فقلت: ولي الأمان يا سيدي؟ قال: ولك الأمان. فأخبرته فضحك وقال: هذا أنبل حائك على ظهر الأرض، وقال: والله لقد كرمت في أمره، وأحسنت في إجابته، وبعث على المكان إلى الحائك فاستنطقه وساءله فاستطابه واستظرفه، وأمر له بثلاثين ألف درهم.
قرأت على الحسن بن على الجوهري، عن أبي عبيد الله المرزباني. قال: حدثنا محمّد بن يحيى، حدّثنا محمّد بن عبد الله التّميميّ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل، عن أبيه. قال: كان الرشيد قد أمر بحبس إبراهيم الموصلي لشيء جرى بينه وبين ابن جامع في مجلسه، فتاب إبراهيم من الغناء، فأمر الرشيد بحبسه حتى يغنى، فكتب أبو العتاهية إلى سلم الخاسر:
سلم يا سلم ليس دونك سر ... حبس الموصلي فالعيش مر
ما استطاب اللّذّات قد سكن الم ... طبق رأس اللذات في الأرض حر
حبس اللهو والسّرور فما في الأ ... رض شيء يلهى به ويسر
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ بْن عَبْد الله البيّع، أخبرنا إبراهيم بن مخلد، حدّثنا علي بن الحسين الأصبهانيّ، أخبرني إسماعيل بن يونس، حدّثنا عمر ابن شبة. قَالَ: مات إبراهيم الموصلي في سنة ثمان وثمانين ومائة.
حَدَّثَنَا الْحَسَن بن أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَحْمَد بن كامل القاضي. قال: مات إبراهيم الموصلي المغني والد إسحاق فيما ذكر سنة ثلاث عشرة ومائتين ببغداد، وقيل إن القول الأول أصح، والله أعلم.
وهو من أرجان ينتسب إلى ولاء الحنظليين وأصله من الفرس، وإنما سمي الموصلي لأنه صحب بالكوفة فتيانا في طلب الغناء فاشتد عليه أخواله في ذلك فخرج من الكوفة إلى الموصل ثم عاد إلى الكوفة، فقال له أخواله: مرحبا بالصبي الموصلي، فبقي ذلك عليه. وكان ماهان أبوه خرج من أرجان بأم إبراهيم وهي حامل، فقدم الكوفة فولد إبراهيم بها في بني عبد الله بن دارم سنة خمس وعشرين ومائة، ونظر في الأدب وقال الشعر، وطلب عربي الغناء وعجميه، وسافر فيه إلى البلاد حتى برع في العلم به، واتصل بالخلفاء والملوك، ولم يزل ببغداد إلى حين وفاته.
حدثني علي بن المحسن. قَالَ: وجدت في كتاب جدي علي بن مُحَمَّد بن أبي الفهم التنوخي، حدّثنا الحرمي بن أبي العلاء، حدثنا أَبُو خالد يزيد بن مُحَمَّد المهلبي قال: سمعت إسحاق بن إبراهيم الموصلي يقول: نحن قوم من أهل أرجان،
سقط أبي إلى الموصل في طلب الرزق فما أقام بها إلا أربعة أشهر، ثم قدم بغداد فقال الناس: الموصلي، لقدومه منها، ولم يكن من أهلها. قال: وأبي إبراهيم بن ماهان.
قال: وهو عندنا ابن ميمون. قال: وكانت في أيدينا ضياع لبعض الحنظليين فتوليناهم.
أخبرنا علي بن عبد العزيز الطاهري، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الجوهري، حدّثنا أحمد بن سعيد الدّمشقيّ، حدّثنا الزبير بن بكّار، حدثني إسحاق- يعني ابن إبراهيم الموصلي- عن أبيه إبراهيم. قال: جاءني غلامي فقال بالباب رجل حائك يطلب عليك الإذن؟ فقلت: ويلك مالي ولحائك! قال: لا أدري غير أنه قد حلف بالطلاق لا ينصرف حتى يكلمك بحاجته! فقلت: ائذن له. فدخل فقلت: ما حاجتك؟ قال: جعلني الله فداك أنا رجل حائك، وكان عندي بالأمس جماعة من أصحابي وإنا نتذاكر بالغناء والمقدمين فيه، فأجمع من حضر أنك رأس القوم وبندارهم وسيدهم في هذه الصناعة، فحلفت بالطلاق- طلاق ابنة عمى وأعز الخلق عليّ- ثقة مني بكرمك على أن تشرب عندي غدا وتغنيني فإن رأيت جعلني الله فداك تمن على عبدك بذلك فعلت. قال: فقلت له: أين منزلك؟ قال: في دور الصحابة قال: قلت:
فصف للغلام موضعه وانصرف فإني رائح إليك. فوصف للغلام موضعه فلما صليت الظهر وكنت أمرت الغلام أن يحمل معه قنينة وقدحا ومصلى وخريطة العود، ومضيت حتى صرت إلى منزله، فلما دخلت قام إلي الحاكة فأكبوا علي فقبلوا أطرافي وعرضوا عليّ الطعام. فقلت: قد تقدمت في الأكل، فشربت من نبيذي ثم تناولت العود فقلت: اقترح. فقال لي الحائك غنني بحياتي:
يقولون لي لو كان بالرّمل لم يمت ... نسيبة والطراق يكذب قيلها
فغنيت فقال: أحسنت والله جعلني الله فداك. ثم قلت: اقترح فقال: غنني بحياتي:
وخطا بأطراف الأسنة مضجعي ... وردا على عينيّ فضل ردائيا
فغنيت. فقال: أحسنت والله جعلني الله فداك. ثم شربت وقلت: اقترح فقال:
غنني بحياتي:
أحقا عباد الله أن لست واردا ... ولا صادرا إلا عليّ رقيب
فقلت: يا ابن اللخناء أنت بابن سريج أشبه منك بالحاكة، فغنيته ثم قلت: والله إنك إن عدتَ ثانية حلت امرأتك لغلامي قبل أن تحل لك، ثم انصرفت وجاء رسول أمير المؤمنين الرشيد يطلبني، فمضيت من فوري ذلك فدخلت على الرشيد. فقال: أين
كنت يا إبراهيم؟ فقلت: ولي الأمان يا سيدي؟ قال: ولك الأمان. فأخبرته فضحك وقال: هذا أنبل حائك على ظهر الأرض، وقال: والله لقد كرمت في أمره، وأحسنت في إجابته، وبعث على المكان إلى الحائك فاستنطقه وساءله فاستطابه واستظرفه، وأمر له بثلاثين ألف درهم.
قرأت على الحسن بن على الجوهري، عن أبي عبيد الله المرزباني. قال: حدثنا محمّد بن يحيى، حدّثنا محمّد بن عبد الله التّميميّ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل، عن أبيه. قال: كان الرشيد قد أمر بحبس إبراهيم الموصلي لشيء جرى بينه وبين ابن جامع في مجلسه، فتاب إبراهيم من الغناء، فأمر الرشيد بحبسه حتى يغنى، فكتب أبو العتاهية إلى سلم الخاسر:
سلم يا سلم ليس دونك سر ... حبس الموصلي فالعيش مر
ما استطاب اللّذّات قد سكن الم ... طبق رأس اللذات في الأرض حر
حبس اللهو والسّرور فما في الأ ... رض شيء يلهى به ويسر
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ بْن عَبْد الله البيّع، أخبرنا إبراهيم بن مخلد، حدّثنا علي بن الحسين الأصبهانيّ، أخبرني إسماعيل بن يونس، حدّثنا عمر ابن شبة. قَالَ: مات إبراهيم الموصلي في سنة ثمان وثمانين ومائة.
حَدَّثَنَا الْحَسَن بن أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَحْمَد بن كامل القاضي. قال: مات إبراهيم الموصلي المغني والد إسحاق فيما ذكر سنة ثلاث عشرة ومائتين ببغداد، وقيل إن القول الأول أصح، والله أعلم.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=145081&book=5528#715454
إبراهيم بن عبد الله بن مسلم بن ماعز بن المهاجر أبو مسلم الكشي.
ويقال الكجي بالجيم البصري سمع من محمد بن عبد الله الأنصاري وأبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل ومعاذ بن عوذ الله وعبد الله بن مسلمة القعنبي وعبد الرحمن بن حماد الشعيثي ومحمد بن عرعرة بن البرند السامي وسليمان بن داود الطيالسي وسليمان بن حرب الواشحي وغيرهم وجمع السنن.
حدث عنه عبد الله بن محمد البغوي وإسماعيل بن محمد الصفار وأبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك وأبو بكر الشافعي وأحمد بن سليمان النجاد وأبو علي بن أحمد بن الصواف وحبيب بن الحسن القزاز وسليمان أحمد الطبراني وفاروق بن عبد الكبير الخطابي وأبو بكر بن أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي في خلق كثير وخرج حديثه في الصحيح جماعة من المتأخرين.
أخبرنا أبو الفخر أسعد بن سعيد التاجر وعفيفة بنت أحمد وعائشة بنت معمر بن عبد الواحد بن الفاخر قالوا أحبرتنا فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية قالت أنبأ أبو بكر ابن ريذة قال أنبأ الطبراني قال ثنا علي بن عبد العزيز قال ثنا مسلم بن إبراهيم وثنا أبو مسلم الكشي قالا ثنا سليمان بن حرب قال ثنا شعبة عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق عن عبد الله بن عمرو قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا وقال: "من أحبكم إلي احاسنكم أخلاقا" 1.
أخبرنا أبو علي منصور بن ظافر بن موسى القرشي الزبيري فيما قرأت عليه بالإسكندرية فأقر به قال أنبأ أبو طاهر السلفي قال أنبأ أبو الحسين ابن الطيوري قال أنبأ إبراهيم بن عمر البرمكي إجازة قال أنبأ أبو الحسن محمد بن أبي العباس بن الفرات قال أنبأ محمد بن مخلد العطار قال سنة
اثنتين وتسعين ومائتين مات أبو مسلم الكجي إبراهيم بن عبد الله يوم الأحد لسبع خلون من المحرم ببغداد وأحدر إلى البصرة.
أخبرنا عمر بن محمد بن طبرزد قال أنبأ أبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون قال أنبأ الخطيب أبو بكر قال أنبأ بشرى بن عبد الله الرومي قال سمعت أبا بكر أحمد بن جعفر بن سلم يقول لما قدم علينا أبو مسلم الكجي أملا الحديث في رحبة غسان وكان في مجلسه سبعة مستملين يبلغ كل واحد منهم صاحبه الذي يليه وكتب الناس عنه قياما بأيديهم المحابر ثم مسحت الرحبة وحسب من حضر بمحبره فبلغ ذلك نيفا وأربعين ألف محبرة سوى النظارة قال ابن سلم وبلغني أن أبا مسلم كان نذر أن يتصدق إذا حدث بعشرة آلاف درهم.
ويقال الكجي بالجيم البصري سمع من محمد بن عبد الله الأنصاري وأبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل ومعاذ بن عوذ الله وعبد الله بن مسلمة القعنبي وعبد الرحمن بن حماد الشعيثي ومحمد بن عرعرة بن البرند السامي وسليمان بن داود الطيالسي وسليمان بن حرب الواشحي وغيرهم وجمع السنن.
حدث عنه عبد الله بن محمد البغوي وإسماعيل بن محمد الصفار وأبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك وأبو بكر الشافعي وأحمد بن سليمان النجاد وأبو علي بن أحمد بن الصواف وحبيب بن الحسن القزاز وسليمان أحمد الطبراني وفاروق بن عبد الكبير الخطابي وأبو بكر بن أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي في خلق كثير وخرج حديثه في الصحيح جماعة من المتأخرين.
أخبرنا أبو الفخر أسعد بن سعيد التاجر وعفيفة بنت أحمد وعائشة بنت معمر بن عبد الواحد بن الفاخر قالوا أحبرتنا فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية قالت أنبأ أبو بكر ابن ريذة قال أنبأ الطبراني قال ثنا علي بن عبد العزيز قال ثنا مسلم بن إبراهيم وثنا أبو مسلم الكشي قالا ثنا سليمان بن حرب قال ثنا شعبة عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق عن عبد الله بن عمرو قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا وقال: "من أحبكم إلي احاسنكم أخلاقا" 1.
أخبرنا أبو علي منصور بن ظافر بن موسى القرشي الزبيري فيما قرأت عليه بالإسكندرية فأقر به قال أنبأ أبو طاهر السلفي قال أنبأ أبو الحسين ابن الطيوري قال أنبأ إبراهيم بن عمر البرمكي إجازة قال أنبأ أبو الحسن محمد بن أبي العباس بن الفرات قال أنبأ محمد بن مخلد العطار قال سنة
اثنتين وتسعين ومائتين مات أبو مسلم الكجي إبراهيم بن عبد الله يوم الأحد لسبع خلون من المحرم ببغداد وأحدر إلى البصرة.
أخبرنا عمر بن محمد بن طبرزد قال أنبأ أبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون قال أنبأ الخطيب أبو بكر قال أنبأ بشرى بن عبد الله الرومي قال سمعت أبا بكر أحمد بن جعفر بن سلم يقول لما قدم علينا أبو مسلم الكجي أملا الحديث في رحبة غسان وكان في مجلسه سبعة مستملين يبلغ كل واحد منهم صاحبه الذي يليه وكتب الناس عنه قياما بأيديهم المحابر ثم مسحت الرحبة وحسب من حضر بمحبره فبلغ ذلك نيفا وأربعين ألف محبرة سوى النظارة قال ابن سلم وبلغني أن أبا مسلم كان نذر أن يتصدق إذا حدث بعشرة آلاف درهم.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=116743&book=5528#cdd6cc
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ ابْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَوَى عَنْهُ يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ قَدِمَ عَلَيْهِمْ قُمَّ
رَوَاهُ يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ وَقَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , وَكَانَ قَدِمَ عَلَيْنَا قُمَّ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {يَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا} [هود: ] قَالَ: «مُسْتَقَرُّهَا فِي الصُّلْبِ وَمُسْتَوْدَعُهَا فِي الرَّحِمِ» وَلَهُ أَحَادِيثُ
حَدَّثَنَا سَلَمُ بْنُ عِصَامٍ , قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ آدَمَ , قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ , قَالَ: ثنا إِسْرَائِيلُ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , قَالَ: «طُفْتُ مَعَ أَبِي مُحَمَّدٍ وَقَدْ جَمَعَ بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ وَطَافَ لَهُمَا طَوَافَيْنِ وَسَعَى لَهُمَا سَعْيَيْنِ , وَحَدَّثَنِي , أَنَّ عَلِيًّا فَعَلَ ذَلِكَ , وَحَدَّثَهُ عَلِيٌّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ ذَلِكَ»
وَحَدَّثَنَا سَلَمٌ , قَالَ: ثنا ابْنُ أَخِي هِلَالٌ قَالَ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ , قَالَ: ثنا يَاسِينُ الْعِجْلِيُّ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَلِيٍّ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمَهْدِيُّ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ»
رَوَاهُ يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ وَقَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , وَكَانَ قَدِمَ عَلَيْنَا قُمَّ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {يَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا} [هود: ] قَالَ: «مُسْتَقَرُّهَا فِي الصُّلْبِ وَمُسْتَوْدَعُهَا فِي الرَّحِمِ» وَلَهُ أَحَادِيثُ
حَدَّثَنَا سَلَمُ بْنُ عِصَامٍ , قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ آدَمَ , قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ , قَالَ: ثنا إِسْرَائِيلُ , عَنْ حَمَّادِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , قَالَ: «طُفْتُ مَعَ أَبِي مُحَمَّدٍ وَقَدْ جَمَعَ بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ وَطَافَ لَهُمَا طَوَافَيْنِ وَسَعَى لَهُمَا سَعْيَيْنِ , وَحَدَّثَنِي , أَنَّ عَلِيًّا فَعَلَ ذَلِكَ , وَحَدَّثَهُ عَلِيٌّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ ذَلِكَ»
وَحَدَّثَنَا سَلَمٌ , قَالَ: ثنا ابْنُ أَخِي هِلَالٌ قَالَ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ , قَالَ: ثنا يَاسِينُ الْعِجْلِيُّ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَلِيٍّ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمَهْدِيُّ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ»
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=131880&book=5528#bfb1e5
إبراهيم بن عبد الله بن مسلم بن ماعز بن المهاجر، أبو مسلم البصري، المعروف بالكجّي وبالكشيّ :
سمع محمد بن عبد الله الأنصاري، وعبد الرّحمن بن حمّاد الشّعبيّ، وحجاج بن نصير الفساطيطي، وحجاج بن منهال الأنماطي، وأبا عاصم النبيل، ومسلم بْن إِبْرَاهِيمَ، وَعبد اللَّه بْن مسلمة القعنبي، وأبا الوليد الطيالسي، وسليمان بن حرب، وعمرو بن مرزوق، ومحمد بن عرعرة، وعبد الملك بن قريب الأصمعي، وعبد الله ابن رجاء الغداني، ومعاذ بن عبد الله العوذي، وجماعة من أمثال هؤلاء. روى عنه أبو القاسم البغوي، وإسماعيل بن محمد الصفار، وأبو عمرو بن السَّماك، وَأَحْمَد بْن سلمان النجَّاد، وأبو سهل بْن زياد، ومحمد بْن جعفر الأدمي القاري، وأبو بكر الشافعي، وجعفر الخالدي، وعبد الباقي بن قانع، وإسماعيل الخطبي؛ وأبو بكر بن مالك القطيعي، وأبو محمد بن ماسي، وغيرهم.
وكان من أهل الفضل والعلم والأمانة، نزل بغداد وروى بها حديثا كثيرا، وذكر أن مولده كان في سنة مائتين.
حَدَّثَنِي أبو القاسم الأزهري، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بن عثمان بن يَحْيَى الدقاق، حَدَّثَنَا إسماعيل الخطبي قَالَ: سمعت أبا مسلم إبراهيم بن عبد الله يقول: كتبت الحديث وعبد الله بن داود حي؛ ولم أقصده لأني كنت يوما في بيت عمتي ولها بنون أكبر مني فلم أرهم فسألت عنهم فقالوا: قد مضوا إلى عبد الله بن داود فأبطئوا، ثم جاءوا يذمونه وقالوا: طلبناه في منزله فلم نجده، وقالوا: هو في بسيتينة له بالقرب، فقصدناه
فإذا هو فيها، فسلمنا عليه وسألناه أن يحدثنا فقال: متعت بكم، أنا في شغل عن هذا؛ هذه البسيتينة لي فيها معاش وتحتاج أن تسقى وليس لي من يسقيها، فقلنا: نحن ندير الدولاب ونسقيها، فقال: إن حضرتكم نية فافعلوا، قَالَ: فتشلحنا وأدرنا الدولاب حتى سقينا البستان، ثم قلنا له: حَدَّثَنَا الآن. قال: متعت بكم ليس لي نية في أن أحدثكم، وأنتم كانت لكم نية تؤجرون عليها.
قَالَ إسماعيل: سمعت أبا مسلم يحكي هذه الحكاية بهذا المعنى ألفاظا تشبهها ونحوها.
حَدَّثَنَا بشرى بن عبد الله الرومي قَالَ: سمعتُ أَبَا بَكْر أَحْمَد بْن جَعْفَر بن سلم يقول: لما قدم علينا أبو مسلم الكجي أملى الحديث في رحبة غسان، وكان في مجلسه سبعة مستملين يبلغ كل واحد منهم صاحبه الذي يليه. وكتب الناس عنه قياما بأيديهم المحابر، ثم مسحت الرحبة وحسب من حضر بمحبرة فبلغ ذلك نيفا وأربعين ألف محبرة سوى النظارة! قَالَ ابن سلم: وبلغني أن أبا مسلم كان نذر أن يتصدق إذا حدث بعشرة آلاف درهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْنِ محمد القرشيّ، حدّثنا عبد الله بن إبراهيم ابن أيّوب، حدّثنا ابن ماسي، حَدَّثَنِي أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ الكجي.
قَالَ: خرجت يوما في حاجة لي سحرا فغرني القمر وكان يوما باردا، وإذا الحمام قد فتح، فقلت أدخل إلى الحمام قبل مضيّى في حاجتي، فقلت للحمامي: يا حمامي أدخل حمامك أحد؟ فقال: لا، فدخلت الحمام فساعة فتحت الباب قَالَ لي قائل: أبو مسلم أسلم تسلم، ثم أنشأ يقول:
لك الحمد إما على نعمة ... وإما على نقمة تدفع
تشاء فتفعل ما شئته ... وتسمع من حيث لا يسمع
قال: فبادرت وخرجت وأنا جزع، فقلت للحمامي: أليس زعمت أنه ليس في الحمام أحد؟! فقال لي: هل سمعت شيئا؟ فأخبرته بما كان، فقال لي: ذاك جنى يتراءى لنا في كل حين، وينشدنا الشعر فقلت: هل عندك من شعره شيء؟ فقال لي:
نعم، وأنشدني:
أيها المذنب المفرط مهلا ... كم تمادي وتكسب الذنب جهلا
كم وكم تسخط الجليل بفعل ... سمج وهو يحسن الصنع فعلا
كيف تهدا جفون من ليس يدري ... أرضي عنه من على العرش أم لا
أَخْبَرَنِي علي بن أبي علي، أَخْبَرَنَا محمد بن عمران المَرْزُباني أن مُحَمَّد بن يَحْيَى أخبره قَالَ: كان أبو مسلم الكجي، وأسد بن جهور يتقلدان أعمالا بالشام، فقال البحتري يمدحهما:
هل تبدين لي الأيام عارفة ... لدى أبي مسلم الكجي أو أسد
كلاهما آخذ للمجد أهبته ... وباعث بعد وعد اليوم نجح غد
لله دركما من سيدي ومن ... أحويتما من معاليه إلى أمد
وجدت عندكما الجدوى ميسرة ... أوان لا أحد يجدي على أحد
وقد تطلبت جهدي ثالثا لكما ... عند الليالي فلم تفعل ولم تكد
لن يبعد الله مني حاجة أمما ... وأنتما غايتي فيها ومعتمدي
إن تقرضا، فقضاء لا يريث وإن ... وهبتما فقبول الرّفد والصّفد
وفي القوافي إذا سومتها بدع ... يثقلن في الوزن أو يكثرن في العدد
فيها جزاء لما يأتي الرسول به ... من عاجل سلس أو آجل نكد
وَقَالَ المرزباني: حَدَّثَنِي أحمد بن زياد قَالَ: حَدَّثَنِي يحيى بن البحتري. قَالَ: قَالَ أبي يمدح أبا مسلم الكجي من قصيدة أولها:
هين ما يقول فيك اللاحي ... ولعمري لئن دعوتك للجو
د لقدما لبيتني بالنجاح ... خلق كالغمام ليس له بر
ق سوى بشر وجهك الوضاح ... ارتياحا للطالبين وبذلا
والمعالي للباذل المرتاح ... وكلا جانبيك سبط الخوافي
حين يسمو أثيث ريش الجناح
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أَخْبَرَنَا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ هارون يقول: أبو مسلم الكشي ثقة.
أَخْبَرَنِي الأزهري، عن أبي الحسن الدارقطني. قَالَ: أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله ابن مسلم البصريّ يعرف بالكجي صدوق ثقة.
حَدَّثَنِي محمد بن علي الصوري قَالَ: سألت عبد الغني بن سعيد الحافظ عن أبي مسلم الكجي فقال: ثقة نبيل.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الخطبي. قَالَ: ومات أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي يوم الأحد لسبع خلون من المحرم سنة اثنتين وتسعين ومائتين، وأحدر به إلى البصرة فدفن هناك.
سمع محمد بن عبد الله الأنصاري، وعبد الرّحمن بن حمّاد الشّعبيّ، وحجاج بن نصير الفساطيطي، وحجاج بن منهال الأنماطي، وأبا عاصم النبيل، ومسلم بْن إِبْرَاهِيمَ، وَعبد اللَّه بْن مسلمة القعنبي، وأبا الوليد الطيالسي، وسليمان بن حرب، وعمرو بن مرزوق، ومحمد بن عرعرة، وعبد الملك بن قريب الأصمعي، وعبد الله ابن رجاء الغداني، ومعاذ بن عبد الله العوذي، وجماعة من أمثال هؤلاء. روى عنه أبو القاسم البغوي، وإسماعيل بن محمد الصفار، وأبو عمرو بن السَّماك، وَأَحْمَد بْن سلمان النجَّاد، وأبو سهل بْن زياد، ومحمد بْن جعفر الأدمي القاري، وأبو بكر الشافعي، وجعفر الخالدي، وعبد الباقي بن قانع، وإسماعيل الخطبي؛ وأبو بكر بن مالك القطيعي، وأبو محمد بن ماسي، وغيرهم.
وكان من أهل الفضل والعلم والأمانة، نزل بغداد وروى بها حديثا كثيرا، وذكر أن مولده كان في سنة مائتين.
حَدَّثَنِي أبو القاسم الأزهري، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بن عثمان بن يَحْيَى الدقاق، حَدَّثَنَا إسماعيل الخطبي قَالَ: سمعت أبا مسلم إبراهيم بن عبد الله يقول: كتبت الحديث وعبد الله بن داود حي؛ ولم أقصده لأني كنت يوما في بيت عمتي ولها بنون أكبر مني فلم أرهم فسألت عنهم فقالوا: قد مضوا إلى عبد الله بن داود فأبطئوا، ثم جاءوا يذمونه وقالوا: طلبناه في منزله فلم نجده، وقالوا: هو في بسيتينة له بالقرب، فقصدناه
فإذا هو فيها، فسلمنا عليه وسألناه أن يحدثنا فقال: متعت بكم، أنا في شغل عن هذا؛ هذه البسيتينة لي فيها معاش وتحتاج أن تسقى وليس لي من يسقيها، فقلنا: نحن ندير الدولاب ونسقيها، فقال: إن حضرتكم نية فافعلوا، قَالَ: فتشلحنا وأدرنا الدولاب حتى سقينا البستان، ثم قلنا له: حَدَّثَنَا الآن. قال: متعت بكم ليس لي نية في أن أحدثكم، وأنتم كانت لكم نية تؤجرون عليها.
قَالَ إسماعيل: سمعت أبا مسلم يحكي هذه الحكاية بهذا المعنى ألفاظا تشبهها ونحوها.
حَدَّثَنَا بشرى بن عبد الله الرومي قَالَ: سمعتُ أَبَا بَكْر أَحْمَد بْن جَعْفَر بن سلم يقول: لما قدم علينا أبو مسلم الكجي أملى الحديث في رحبة غسان، وكان في مجلسه سبعة مستملين يبلغ كل واحد منهم صاحبه الذي يليه. وكتب الناس عنه قياما بأيديهم المحابر، ثم مسحت الرحبة وحسب من حضر بمحبرة فبلغ ذلك نيفا وأربعين ألف محبرة سوى النظارة! قَالَ ابن سلم: وبلغني أن أبا مسلم كان نذر أن يتصدق إذا حدث بعشرة آلاف درهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْن عَلِيّ بْنِ محمد القرشيّ، حدّثنا عبد الله بن إبراهيم ابن أيّوب، حدّثنا ابن ماسي، حَدَّثَنِي أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ الكجي.
قَالَ: خرجت يوما في حاجة لي سحرا فغرني القمر وكان يوما باردا، وإذا الحمام قد فتح، فقلت أدخل إلى الحمام قبل مضيّى في حاجتي، فقلت للحمامي: يا حمامي أدخل حمامك أحد؟ فقال: لا، فدخلت الحمام فساعة فتحت الباب قَالَ لي قائل: أبو مسلم أسلم تسلم، ثم أنشأ يقول:
لك الحمد إما على نعمة ... وإما على نقمة تدفع
تشاء فتفعل ما شئته ... وتسمع من حيث لا يسمع
قال: فبادرت وخرجت وأنا جزع، فقلت للحمامي: أليس زعمت أنه ليس في الحمام أحد؟! فقال لي: هل سمعت شيئا؟ فأخبرته بما كان، فقال لي: ذاك جنى يتراءى لنا في كل حين، وينشدنا الشعر فقلت: هل عندك من شعره شيء؟ فقال لي:
نعم، وأنشدني:
أيها المذنب المفرط مهلا ... كم تمادي وتكسب الذنب جهلا
كم وكم تسخط الجليل بفعل ... سمج وهو يحسن الصنع فعلا
كيف تهدا جفون من ليس يدري ... أرضي عنه من على العرش أم لا
أَخْبَرَنِي علي بن أبي علي، أَخْبَرَنَا محمد بن عمران المَرْزُباني أن مُحَمَّد بن يَحْيَى أخبره قَالَ: كان أبو مسلم الكجي، وأسد بن جهور يتقلدان أعمالا بالشام، فقال البحتري يمدحهما:
هل تبدين لي الأيام عارفة ... لدى أبي مسلم الكجي أو أسد
كلاهما آخذ للمجد أهبته ... وباعث بعد وعد اليوم نجح غد
لله دركما من سيدي ومن ... أحويتما من معاليه إلى أمد
وجدت عندكما الجدوى ميسرة ... أوان لا أحد يجدي على أحد
وقد تطلبت جهدي ثالثا لكما ... عند الليالي فلم تفعل ولم تكد
لن يبعد الله مني حاجة أمما ... وأنتما غايتي فيها ومعتمدي
إن تقرضا، فقضاء لا يريث وإن ... وهبتما فقبول الرّفد والصّفد
وفي القوافي إذا سومتها بدع ... يثقلن في الوزن أو يكثرن في العدد
فيها جزاء لما يأتي الرسول به ... من عاجل سلس أو آجل نكد
وَقَالَ المرزباني: حَدَّثَنِي أحمد بن زياد قَالَ: حَدَّثَنِي يحيى بن البحتري. قَالَ: قَالَ أبي يمدح أبا مسلم الكجي من قصيدة أولها:
هين ما يقول فيك اللاحي ... ولعمري لئن دعوتك للجو
د لقدما لبيتني بالنجاح ... خلق كالغمام ليس له بر
ق سوى بشر وجهك الوضاح ... ارتياحا للطالبين وبذلا
والمعالي للباذل المرتاح ... وكلا جانبيك سبط الخوافي
حين يسمو أثيث ريش الجناح
أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أَخْبَرَنَا دَعْلَجِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ هارون يقول: أبو مسلم الكشي ثقة.
أَخْبَرَنِي الأزهري، عن أبي الحسن الدارقطني. قَالَ: أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله ابن مسلم البصريّ يعرف بالكجي صدوق ثقة.
حَدَّثَنِي محمد بن علي الصوري قَالَ: سألت عبد الغني بن سعيد الحافظ عن أبي مسلم الكجي فقال: ثقة نبيل.
أَخْبَرَنَا محمد بن أحمد بن رزق، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيل بْن علي الخطبي. قَالَ: ومات أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي يوم الأحد لسبع خلون من المحرم سنة اثنتين وتسعين ومائتين، وأحدر به إلى البصرة فدفن هناك.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64423&book=5528#d255d7
- وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. أمه أيضًا أم كلثوم بنت عقبة, يكنى أبا إسحاق. توفي سنة ست وتسعين.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64423&book=5528#f56570
- وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. أمه أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64423&book=5528#2c6a5c
إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَن عن نافع ويزيد بن امية (3)
روى عنه سلم بن قتيبة، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَالِد بْنِ خِدَاشٍ قَالَ حدثنا سلم ابن قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَن (1) بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَاطِبٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَنِ اسْتَغْنَى يُغْنِهِ اللَّهُ، وقَالَ لَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن الحارث الجمحي عَنْ مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن حبان، وقَالَ مرة إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن الحارث الجمحي عَنْ مُحَمَّد بْن يحيى بن حبان،
مراسيل، وَسَمِعَ منه عَبْد اللَّه بْن مسلمة وعلي بْن حفص.
روى عنه سلم بن قتيبة، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَالِد بْنِ خِدَاشٍ قَالَ حدثنا سلم ابن قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَن (1) بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَاطِبٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَنِ اسْتَغْنَى يُغْنِهِ اللَّهُ، وقَالَ لَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن الحارث الجمحي عَنْ مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن حبان، وقَالَ مرة إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن الحارث الجمحي عَنْ مُحَمَّد بْن يحيى بن حبان،
مراسيل، وَسَمِعَ منه عَبْد اللَّه بْن مسلمة وعلي بْن حفص.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=64423&book=5528#f9d368
إِبْرَاهِيمُ بن عَبْدُ الرَّحْمَنِ
- إِبْرَاهِيمُ بن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ بْنِ زهرة بْن كلاب. وأمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط بْن أبي عَمْرو بْن أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْن قصي. وأمها أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قصي. وَأُمُّهَا أُمُّ حَكِيمٍ وَهِيَ الْبَيْضَاءُ بِنْتُ عَبْدِ المطلب بن هاشم بن عَبْد مناف بْن قصي. فولد إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَن قريرا وأم القاسم وشفية وهي الشفاء وأمهم أم القاسم بِنْت سَعْد بْن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة. وعمر والمسور وسعدا وصالحا وزكرياء وأم عمرو وأمهم أم كلثوم بنت سعد بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة. وعتيقا وحفصة وأمهما بِنْت مطيع بْن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عَوْفِ بْنِ عَبِيدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بن كعب. وإسحاق بْن إِبْرَاهِيم وأمه أمّ مُوسَى بِنْت عبد الله بْنُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْن الحارث بْن زهرة. وعثمان بن إبراهيم وأمه عليا بِنْت معروف بْن عامر بْن خرنق. وهود بْن إِبْرَاهِيم وشفية الصغرى وأمهما أم ولد. والزُّبَيْر بْن إِبْرَاهِيم وأم عبّاد وأمهما أم ولد. وأم عمرو الصغرى لأم ولد. والوليد بْن إِبْرَاهِيم لأم ولد. وكان إِبْرَاهِيم يكني أبا إسحاق. أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ قَالُوا: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حَرَّقَ بَيْتَ رُوَيْشِدٍ الثَّقَفِيِّ وَكَانَ حَانُوتًا لِلشَّرَابِ. وَكَانَ عُمَرُ قَدْ نَهَاهُ. فَلَقَدْ. رَأَيْتُهُ يَلْتَهِبُ كَأَنَّهُ جَمْرَةٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلا نَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ وَلَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ رَوَى عَنْ عُمَرَ سَمَاعًا وَرُؤْيَةً غَيْرَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ. وَقَدْ رَوَى أَيْضًا عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَأَبِي بَكْرَةَ. وَتُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً.
- إِبْرَاهِيمُ بن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ بْنِ زهرة بْن كلاب. وأمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط بْن أبي عَمْرو بْن أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْن قصي. وأمها أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قصي. وَأُمُّهَا أُمُّ حَكِيمٍ وَهِيَ الْبَيْضَاءُ بِنْتُ عَبْدِ المطلب بن هاشم بن عَبْد مناف بْن قصي. فولد إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَن قريرا وأم القاسم وشفية وهي الشفاء وأمهم أم القاسم بِنْت سَعْد بْن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة. وعمر والمسور وسعدا وصالحا وزكرياء وأم عمرو وأمهم أم كلثوم بنت سعد بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة. وعتيقا وحفصة وأمهما بِنْت مطيع بْن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عَوْفِ بْنِ عَبِيدِ بْنِ عَوِيجِ بْنِ عَدِيِّ بن كعب. وإسحاق بْن إِبْرَاهِيم وأمه أمّ مُوسَى بِنْت عبد الله بْنُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْن الحارث بْن زهرة. وعثمان بن إبراهيم وأمه عليا بِنْت معروف بْن عامر بْن خرنق. وهود بْن إِبْرَاهِيم وشفية الصغرى وأمهما أم ولد. والزُّبَيْر بْن إِبْرَاهِيم وأم عبّاد وأمهما أم ولد. وأم عمرو الصغرى لأم ولد. والوليد بْن إِبْرَاهِيم لأم ولد. وكان إِبْرَاهِيم يكني أبا إسحاق. أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ قَالُوا: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حَرَّقَ بَيْتَ رُوَيْشِدٍ الثَّقَفِيِّ وَكَانَ حَانُوتًا لِلشَّرَابِ. وَكَانَ عُمَرُ قَدْ نَهَاهُ. فَلَقَدْ. رَأَيْتُهُ يَلْتَهِبُ كَأَنَّهُ جَمْرَةٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلا نَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ وَلَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ رَوَى عَنْ عُمَرَ سَمَاعًا وَرُؤْيَةً غَيْرَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفِ. وَقَدْ رَوَى أَيْضًا عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَأَبِي بَكْرَةَ. وَتُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=149891&book=5528#739ae1
إبراهيم بن سعد الحسنيّ الزّاهد
بغدادي اجتاز بدمشق أو بساحلها.
قال أبو الحارث الأولاسي: خرجت من الحصن أريد البحر، فقال لي بعض إخواننا: لا تبرح، فإني قد هيأت لك عجّة حتى تتغدّى، فجلست وأكلت معه، ونزلت إلى السّاحل، فإذا إبراهيم بن سعد العلويّ قائم يصلّي، فقلت في نفسي: يريد أن يقول لي: امش بنا على الماء، ولئن قال لأمشينّ معه؛ فما استتم ذلك الخاطر حتى سلّم من صلاته، وقال لي: يا أبا الحارث، هيه، عزمت، بسم الله، امش على ما خطر في نفسك، فقلت: بسم الله؛ فمشى على الماء، وذهبت لأمشي خلفه فغاصت رجلي في الماء، فالتفت إليّ وقال: يا أبا الحارث، أخذت العجّة برجلك، فذهب وتركني.
وقال أبو الحارث الأولاسي: خرجت من مكة في غير أيام الموسم أريد الشّام، فإذا أنا بثلاثة نفر على جبل، فإذا هم يتذاكرون الدّنيا، فلّما فرغوا أخذوا يعاهدون الله أن لا يمسّوا ذهباً ولا فضّة، فقلت: وأنا أيضاً معكم، فقالوا: إن شئت، ثم قاموا، فقال أحدهم: أمّا أنا فصائر إلى بلد كذا وكذا، وقال الآخر: أمّ أنا فصائر إلى بلد كذا وكذا، وبقيت أنا وآخر، فقال لي: أين تريد؟ فقلت: أريد الشام، فقال: وأنا أريد الشام؛ فكان إبراهيم بن سعد العلويّ، فوّدّع بعضاً وافترقنا، فمكثت حيناً أنتظر أن يأتيني كفايتي، فما شعرت يوماً وأنا بالأولاس، فخرجت أريد البحر، فصرت بين الأشجار، إلاّ برجل صافّ قدميه يصلّي؛ فاضطرب قلبي لمّا رأيته، وعلاني له هيبة، فلّما حسّ بي سلّم والتفت إليّ، فإذا هو إبراهيم بن سعد، فعرفته بعد ساعة، فقال لي: هاه،
فوبّخني، وقال: اذهب فغيّب عني شخصك ثلاثة أيّام ولا تطعم شيئاً ثم ائتني، فعلت ذلك، فجئته بعد ثلاثة وهو قائم يصلّي، فلّما حسّ بي وجز في صلاته ثم أخذ بيدي فأوقفني على البحر وحرّك شفتيه، فقلت في نفسي: يريد أن يمشي بي على الماء، ولئن فعل لأمشينّ، فما لبثت إلاّ يسيراً، فإذا أنا برفّ من الحيتان مدّ البصر قد أقبلت إلينا رافعةً رؤوسها فاتحةً أفواهها، فلّما رأيته قلت في نفسي: أين أبو بشر الصيّاد إنسان كان بالأولاس هذه السّاعة؟ فإذا الحيتان قد تفرّقت كأنما طرح في وسطها حجر، فالتفت إليّ وقال: فعلتها! فقلت: إنّما قلت كذا وكذا، فقال لي: مرّ، لست مطلوباً بهذا الأمر، ولكن عليك بهذه الرّمال والجبال، فوار شخصك ما أمكنك، وتقلل من الدّنيا حتى يأتيك أمر الله فإني أراك بهذا مطالباً، ثم غاب عنّي، فلم أره حتى مات؛ وكانت كتبه تصل إليّ.
فلّما مات كنت قاعداً يوماً فتحرّك قلبي للخروج من باب البحر، ولم يكن لي حاجة، فقلت: لا أكره القلب فيعمى، فخرجت، فلّما صرت في المسجد الذي على الباب إذا أنا بأسود، قام إليّ فقال: أنت أبو الحارث؟ فقلت: نعم، فقال: آجرك الله في أخيك إبراهيم بن سعد، وكان اسمه ناصح، مولى لإبراهيم بن سعد، فذكر أن إبراهيم أوصاه أن يوصل إليّ هذه الرّسالة، فإذا فيها مكتوب:
بسم الله الرّحمن الرّحيم، يا أخي إذا نزل بك أمر من أمر فقر أو سقم أو أذىً فاستعن بالله واستعمل عن الله الرّضى، فإنّ الله مطلع عليك، يعلم ضميرك، وما أنت عليه، ولا بدّ لك من أن ينفذ فيك حكمه، فإن رضيت فلك الثّواب الجزيل، والأمن من الهول الشديد؛ وأنت في رضاك وسخطك لست تقدر أن تتعدّى المقدور، ولا تزداد في الرّزق المقسوم والأمر المكتوم والأجل المعلوم؛ ففي أيّ هذه تريد أن تحتال في نقضها بهمّتك، وبأيّ قدرة تريد أن تدفعها عنك عند حلولها، أن تجتليها من قبل أوانها! كلاّ والله لا بدّ لأمر الله أن ينفذ فيك طوعاً منك أو كرهاً فإن لم تجد إلى الرّضا سبيلاً فعليك بالتّجمّل، ولا تشك ممّن ليس بأهل أن يشكى، وهو من أهل الشكر والثناء القديم، ما أوفى من نعمته علينا، فما أعطى وعافى أكثر مّما زوى وأبلى، وهو مع ذلك أعرف بموضع الخير لنا منّا، وإذا اضطرّتك الأمور وقلّ صبرك، فالجأ إليه بهمّتك، واشك إليه بثّك
وليكن طبعك فيه، واحذر أن تستبطئه أو تسيء به ظناً، فإن لكل شيء سبباً، ولكل سبب أجل، ولكل همّ في الله ولله فرج عاجل أو آجل، ومن علم أنه بعين الله استحيا أن يراه الله يؤمّل سواه، ومن أيقن ينظر الله أسقط الاختيار لنفسه في الأمور، ومن علم أن الله الضّارّ النّافع أسقط مخاوف المخلوقين عن قلبه، وراقب الله في قربه، وطلب الأشياء من معادنها، فاحذر أن تعلّق قلبك بمخلوق خوفاً أو رجاءً، أو تفشي إلى أحد اليوم سرّك، أو تشكو إليه بثّك، أو تعتمد على إخائه، أو تستريح إليه استراحة يكون فيها موضع شكوى بثّ، فإن غنيّهم فقير في غناه، وفقيرهم ذليل في فقره، وعالمهم جاهل في علمه، فاجر في فعله، إلاّ القليل ممّن عصم الله.
قال أبو الحارث الأولاسي: قلت لإبراهيم بن سعد، ما كان مبتدأ أمرك؟ قال: كنت من الغلويّة، وفي نخوتهم وتكبّرهم، والتّزيّن بالشّرف والتّعظيم به على النّاس، فرأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما يرى النّائم، فقال لي: أنت شريف؟ فقلت: نعم يا رسول الله، أنا من أولادك؛ فقال: لم لا تتواضع في شرفك حتى تكون شريفاً؟ فالشّرف بالله يكون حقيقته الشرف والتواضع لعباده، وقضاء حوائجهم تكون المروءة، وصحبة الفقراء تزيل عنك هذا الكبر، وتدلّك على منهاج الحقّ، وإيّاك والرذكون إلى الدنيا ومحبّتها، وصحبة أهلها، وتشرّف بالفقر تكن شريفاً. قال: فانتبهت، وقد زال عنّي ما كنت أجده من التكبّر ورؤية الشرف وأنفقت كلّ ما كنت أملكه، وصحبت الفقراء، وقصدتهم في أماكنهم، وتتبّعتهم في كلّ أمورهم؛ فتلك رؤيا كانت سبب أمري. وقال: كان أحبّ شيء إليّ لبس الثّياب الفاخرة، فالآن إذا لبست ثوباً جديداً وقلّ ما ألبسه إلاّ وجدت نفسي ذلاًّ إلى أن يتّسخ أو يتخرّق، كل هذا ببركة موعظة النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
بغدادي اجتاز بدمشق أو بساحلها.
قال أبو الحارث الأولاسي: خرجت من الحصن أريد البحر، فقال لي بعض إخواننا: لا تبرح، فإني قد هيأت لك عجّة حتى تتغدّى، فجلست وأكلت معه، ونزلت إلى السّاحل، فإذا إبراهيم بن سعد العلويّ قائم يصلّي، فقلت في نفسي: يريد أن يقول لي: امش بنا على الماء، ولئن قال لأمشينّ معه؛ فما استتم ذلك الخاطر حتى سلّم من صلاته، وقال لي: يا أبا الحارث، هيه، عزمت، بسم الله، امش على ما خطر في نفسك، فقلت: بسم الله؛ فمشى على الماء، وذهبت لأمشي خلفه فغاصت رجلي في الماء، فالتفت إليّ وقال: يا أبا الحارث، أخذت العجّة برجلك، فذهب وتركني.
وقال أبو الحارث الأولاسي: خرجت من مكة في غير أيام الموسم أريد الشّام، فإذا أنا بثلاثة نفر على جبل، فإذا هم يتذاكرون الدّنيا، فلّما فرغوا أخذوا يعاهدون الله أن لا يمسّوا ذهباً ولا فضّة، فقلت: وأنا أيضاً معكم، فقالوا: إن شئت، ثم قاموا، فقال أحدهم: أمّا أنا فصائر إلى بلد كذا وكذا، وقال الآخر: أمّ أنا فصائر إلى بلد كذا وكذا، وبقيت أنا وآخر، فقال لي: أين تريد؟ فقلت: أريد الشام، فقال: وأنا أريد الشام؛ فكان إبراهيم بن سعد العلويّ، فوّدّع بعضاً وافترقنا، فمكثت حيناً أنتظر أن يأتيني كفايتي، فما شعرت يوماً وأنا بالأولاس، فخرجت أريد البحر، فصرت بين الأشجار، إلاّ برجل صافّ قدميه يصلّي؛ فاضطرب قلبي لمّا رأيته، وعلاني له هيبة، فلّما حسّ بي سلّم والتفت إليّ، فإذا هو إبراهيم بن سعد، فعرفته بعد ساعة، فقال لي: هاه،
فوبّخني، وقال: اذهب فغيّب عني شخصك ثلاثة أيّام ولا تطعم شيئاً ثم ائتني، فعلت ذلك، فجئته بعد ثلاثة وهو قائم يصلّي، فلّما حسّ بي وجز في صلاته ثم أخذ بيدي فأوقفني على البحر وحرّك شفتيه، فقلت في نفسي: يريد أن يمشي بي على الماء، ولئن فعل لأمشينّ، فما لبثت إلاّ يسيراً، فإذا أنا برفّ من الحيتان مدّ البصر قد أقبلت إلينا رافعةً رؤوسها فاتحةً أفواهها، فلّما رأيته قلت في نفسي: أين أبو بشر الصيّاد إنسان كان بالأولاس هذه السّاعة؟ فإذا الحيتان قد تفرّقت كأنما طرح في وسطها حجر، فالتفت إليّ وقال: فعلتها! فقلت: إنّما قلت كذا وكذا، فقال لي: مرّ، لست مطلوباً بهذا الأمر، ولكن عليك بهذه الرّمال والجبال، فوار شخصك ما أمكنك، وتقلل من الدّنيا حتى يأتيك أمر الله فإني أراك بهذا مطالباً، ثم غاب عنّي، فلم أره حتى مات؛ وكانت كتبه تصل إليّ.
فلّما مات كنت قاعداً يوماً فتحرّك قلبي للخروج من باب البحر، ولم يكن لي حاجة، فقلت: لا أكره القلب فيعمى، فخرجت، فلّما صرت في المسجد الذي على الباب إذا أنا بأسود، قام إليّ فقال: أنت أبو الحارث؟ فقلت: نعم، فقال: آجرك الله في أخيك إبراهيم بن سعد، وكان اسمه ناصح، مولى لإبراهيم بن سعد، فذكر أن إبراهيم أوصاه أن يوصل إليّ هذه الرّسالة، فإذا فيها مكتوب:
بسم الله الرّحمن الرّحيم، يا أخي إذا نزل بك أمر من أمر فقر أو سقم أو أذىً فاستعن بالله واستعمل عن الله الرّضى، فإنّ الله مطلع عليك، يعلم ضميرك، وما أنت عليه، ولا بدّ لك من أن ينفذ فيك حكمه، فإن رضيت فلك الثّواب الجزيل، والأمن من الهول الشديد؛ وأنت في رضاك وسخطك لست تقدر أن تتعدّى المقدور، ولا تزداد في الرّزق المقسوم والأمر المكتوم والأجل المعلوم؛ ففي أيّ هذه تريد أن تحتال في نقضها بهمّتك، وبأيّ قدرة تريد أن تدفعها عنك عند حلولها، أن تجتليها من قبل أوانها! كلاّ والله لا بدّ لأمر الله أن ينفذ فيك طوعاً منك أو كرهاً فإن لم تجد إلى الرّضا سبيلاً فعليك بالتّجمّل، ولا تشك ممّن ليس بأهل أن يشكى، وهو من أهل الشكر والثناء القديم، ما أوفى من نعمته علينا، فما أعطى وعافى أكثر مّما زوى وأبلى، وهو مع ذلك أعرف بموضع الخير لنا منّا، وإذا اضطرّتك الأمور وقلّ صبرك، فالجأ إليه بهمّتك، واشك إليه بثّك
وليكن طبعك فيه، واحذر أن تستبطئه أو تسيء به ظناً، فإن لكل شيء سبباً، ولكل سبب أجل، ولكل همّ في الله ولله فرج عاجل أو آجل، ومن علم أنه بعين الله استحيا أن يراه الله يؤمّل سواه، ومن أيقن ينظر الله أسقط الاختيار لنفسه في الأمور، ومن علم أن الله الضّارّ النّافع أسقط مخاوف المخلوقين عن قلبه، وراقب الله في قربه، وطلب الأشياء من معادنها، فاحذر أن تعلّق قلبك بمخلوق خوفاً أو رجاءً، أو تفشي إلى أحد اليوم سرّك، أو تشكو إليه بثّك، أو تعتمد على إخائه، أو تستريح إليه استراحة يكون فيها موضع شكوى بثّ، فإن غنيّهم فقير في غناه، وفقيرهم ذليل في فقره، وعالمهم جاهل في علمه، فاجر في فعله، إلاّ القليل ممّن عصم الله.
قال أبو الحارث الأولاسي: قلت لإبراهيم بن سعد، ما كان مبتدأ أمرك؟ قال: كنت من الغلويّة، وفي نخوتهم وتكبّرهم، والتّزيّن بالشّرف والتّعظيم به على النّاس، فرأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما يرى النّائم، فقال لي: أنت شريف؟ فقلت: نعم يا رسول الله، أنا من أولادك؛ فقال: لم لا تتواضع في شرفك حتى تكون شريفاً؟ فالشّرف بالله يكون حقيقته الشرف والتواضع لعباده، وقضاء حوائجهم تكون المروءة، وصحبة الفقراء تزيل عنك هذا الكبر، وتدلّك على منهاج الحقّ، وإيّاك والرذكون إلى الدنيا ومحبّتها، وصحبة أهلها، وتشرّف بالفقر تكن شريفاً. قال: فانتبهت، وقد زال عنّي ما كنت أجده من التكبّر ورؤية الشرف وأنفقت كلّ ما كنت أملكه، وصحبت الفقراء، وقصدتهم في أماكنهم، وتتبّعتهم في كلّ أمورهم؛ فتلك رؤيا كانت سبب أمري. وقال: كان أحبّ شيء إليّ لبس الثّياب الفاخرة، فالآن إذا لبست ثوباً جديداً وقلّ ما ألبسه إلاّ وجدت نفسي ذلاًّ إلى أن يتّسخ أو يتخرّق، كل هذا ببركة موعظة النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=155896&book=5528#1857bb
إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ حَسَنٍ العَلَوِيُّ
الَّذِي خَرَجَ بِالبَصْرَةِ، زَمَنَ خُرُوْجِ أَخِيْهِ بِالمَدِيْنَةِ.
قَالَ مُطَهِّرُ بنُ الحَارِثِ: أَقْبَلْنَا مَعَ إِبْرَاهِيْمَ مِنْ مَكَّةَ نُرِيْدُ البَصْرَةَ، وَنَحْنُ عَشْرَةٌ، فَنَزَلنَا عَلَى يَحْيَى بنِ زِيَادٍ.وَعَنْ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: اضْطَّرَنِي الطَّلَبُ بِالمَوْصِلِ، حَتَّى جَلَستُ عَلَى مَوَائِدِ أَبِي جَعْفَرٍ، وَكَانَ قَدْ قَدِمهَا يَطْلُبُنِي، فَتَحَيَّرتُ، وَلَفَظَتْنِي الأَرْضُ، وَضَاقَتْ عَلَيَّ، وَوَضَعَ عَلَيَّ الأَرصَادَ، وَدَعَا يَوْماً النَّاسَ إِلَى غَدَائِهِ، فَدَخَلتُ، وَأَكَلتُ.
وَجَرَتْ لِهَذَا أَلوَانٌ فِي اخْتِفَائِهِ، وَرُبَّمَا يَظفَرُ بِهِ بَعْضُ الأَعْوَانِ، فَيُطلِقُه لِمَا يَعْلَمُ مِنْ ظُلمِ عَدُوِّهُ.
ثُمَّ اخْتَفَى بِالبَصْرَةِ، وَهُوَ يَدْعُو إِلَى نَفْسِهِ، فَاسْتَجَابَ لَهُ خَلقٌ، لِشدَّةِ بُغضِهم فِي أَبِي جَعْفَرٍ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ظَهَرَ مُحَمَّدٌ، وَغَلَبَ عَلَى الحَرَمَيْنِ، فَوَجَّهَ أَخَاهُ إِبْرَاهِيْمَ إِلَى البَصْرَةِ، فَدَخَلهَا فِي أَوَّلِ رَمَضَانَ، فَغَلَبَ عَلَيْهَا، وَبَيَّضَ أَهْلُهَا، وَرَمَوُا السَّوَادَ، فَخَرَجَ مَعَهُ عِدَّةُ عُلَمَاءٍ.
وَقِيْلَ: لَمَّا قَارَبَ جَمْعُه أَرْبَعَةَ آلاَفٍ، شَهَرَ أَمرَهُ، وَنَزَلَ فِي دَارِ أَبِي مَرْوَانَ النَّيْسَابُوْرِيِّ.
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ سُفْيَانَ: أَتَيْتُ إِبْرَاهِيْمَ وَهُوَ مَرْعُوْبٌ، فَأَخْبَرتُه بِكِتَابِ أَخِيْهِ، وَأَنَّهُ ظَهَرَ بِالمَدِيْنَةِ، وَيَأمُرُه بِالظُّهُوْرِ، فَوَجَمَ لَهَا، وَاغتَمَّ.
فَأَخَذتُ أُسَهِّلُ عَلَيْهِ، وَأَقُوْلُ: مَعَكَ مضَاءُ التَّغْلِبِيِّ، وَالطُّهَوِيِّ، وَالمُغِيْرَةِ، وَأَنَا، وَنَخرُجُ فِي اللَّيْلِ إِلَى السِّجنِ، فَنَفتَحُهُ، وَيُصبِحُ مَعَكَ خَلقٌ.
فَطَابَتْ نَفْسُه.
وَبَلَغَ المَنْصُوْرَ، فَنَدَبَ جَيْشاً إِلَى البَصْرَةِ، وَسَارَ بِنَفْسِهِ، فَضَبَطَ الكُوْفَةَ، خَوْفاً مِنْ وُثُوْبِ الشِّيْعَةِ.
قَالَ أَبُو الحَسَنِ الحَذَّاءُ: أَلزمَ أَبُو جَعْفَرٍ النَّاسَ بِالسَّوَادِ، فَكُنْتُ أَرَى بَعْضَهم يَصبِغُ بِالمِدَادِ، ثُمَّ أَخَذَ يَحبِسُ، أَوْ يَقتُلُ كُلَّ مَنْ يَتَّهِمُه.وَكَانَتِ البَيْعَةُ فِي السِّرِّ تُعمَلُ بِالكُوْفَةِ لإِبْرَاهِيْمَ.
وَكَانَ بِالمَوْصِلِ أَلفَانِ لِمَكَانِ الخَوَارِجِ، فَطَلَبَهمُ المَنْصُوْرُ، فَقَاتَلَهُم بَعْضُ مَنْ هَوِيَ إِبْرَاهِيْمَ، فَقُتِلَ مِنْهُم خَمْسُ مائَةٍ.
وَصَارَ إِبْرَاهِيْمُ فِي أَوَّلِ رَمَضَانَ إِلَى مَقْبرَةِ بَنِي يَشْكُرَ، فِي بِضْعَةَ عَشَرَ فَارِساً، ثُمَّ صَلَّى بِالنَّاسِ الصُّبْحَ فِي الجَامِعِ، فَتَحَصَّنَ مِنْهُ نَائِبُ البَصْرَةِ.
وَكَانَ يَتَرَاكَكُ فِي أَمرِه، حَتَّى تَمَكَّنَ إِبْرَاهِيْمُ، ثُمَّ نَزَلَ إِلَيْهِ بِأَمَانٍ، فَقَيَّدَه بِقَيدٍ خَفِيْفٍ، وَعَفَا عَنِ الأَجنَادِ، فَانْتُدِبَ لِحَرْبِهِ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَأَخُوْهُ مُحَمَّدٌ فِي سِتِّ مائَةِ فَارِسٍ، فَأَبرَزَ إِبْرَاهِيْمُ لِحرْبِهِم مضَاءً فِي خَمْسِيْنَ مُقَاتِلاً، فَهَزَمَهُم مضَاءٌ، وَجُرِحَ مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ.
وَوَجَدَ إِبْرَاهِيْمُ فِي بَيْتِ المَالِ سِتَّ مائَةِ أَلْفٍ، فَفَرَّقهَا عَلَى عَسْكَرِهِ خَمْسِيْنَ، خَمْسِيْنَ.
ثُمَّ جَهَّزَ المُغِيْرَةَ فِي خَمْسِيْنَ مُقَاتِلاً، فَقَدِمَهَا، وَقَدِ التَفَّ مَعَهُ نَحْوُ مائَتَيْنِ، فَهَزَمَ مُتَوَلِّي الأَهْوَازِ مُحَمَّدَ بنَ حُصَيْنٍ، وَاسْتَولَى المُغِيْرَةُ عَلَى البَلَدِ.
وَهَمَّ إِبْرَاهِيْمُ بِالمَسِيْرِ إِلَى الكُوْفَةِ، وَبَعَثَ جَمَاعَةً، فَغَلَبُوا عَلَى إِقْلِيْمِ فَارِسَ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى وَاسِطَ هَارُوْنَ العِجْلِيَّ.
فَجَهَّزَ المَنْصُوْرُ لِحَرْبِهِ خَمْسَةَ آلاَفٍ، فَجَرَتْ بَيْنَهُم وَقعَاتٌ، حَتَّى كَلَّ الفَرِيقَانِ، وَبَقِيَ إِبْرَاهِيْمُ سَائِرَ رَمَضَانَ يُنفِذُ عُمَّالَه عَلَى البِلاَدِ، وَحَارَبَ، فَوَلَّى المَنْصُوْرُ، وَتَحَيَّرَ، وَحَدَّثَ نَفْسَه بِالهَرَبِ.
فَلَمَّا جَاءَ نَعْيُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بِالمَدِيْنَةِ، رَجَعَتْ إِلَى المَنْصُوْرِ رُوْحُه، وَفَتَّ ذَلِكَ فِي عَضُدِ إِبْرَاهِيْمَ، وَبُهِتَ، وَصَلَّى بِالنَّاسِ العِيْدَ بِالمُصَلَّى، وَيُعْرَفُ فِيْهِ الحُزْنُ.
وَقِيْلَ: إِنَّ المَنْصُوْرَ قَالَ: مَا أَدْرِي مَا أَصْنَعُ، مَا عِنْدِي نَحْوُ أَلْفَيْ فَارِسٍ، فَمَعَ
ابْنِي بِالرَّيِّ ثَلاَثُوْنَ أَلفاً، وَمَعَ مُحَمَّدِ بنِ أَشْعَثَ بِالمَغْرِبِ أَرْبَعُوْنَ أَلفاً، وَمَعَ عِيْسَى بِالحِجَازِ سِتَّةُ آلاَفٍ، لَئِنْ نَجَوتُ لاَ يُفَارِقُنِي ثَلاَثُوْنَ أَلْفَ فَارِسٍ.فَمَا لَبِثَ أَنْ أَتَاهُ عِيْسَى مُؤَيَّداً مَنْصُوْراً، فَوَجَّهَهُ لِحَربِ إِبْرَاهِيْمَ.
وَأَقبَلَ سَلْمُ بنُ قُتَيْبَةَ البَاهِلِيُّ مِنَ الرَّيِّ، فَكَاتَبَ أَهْلَ البَصْرَةِ، فَلَحِقَتْ بِهِ بَاهِلَةُ، وَسَارَ خَازِمُ بنُ خُزَيْمَةَ إِلَى الأَهْوَازِ، وَبَقِيَ المَنْصُوْرُ كَالجَمَلِ الهَائِدِ، إِلَى أَنْ انْتَصَرَ، وَقَتَلَ إِبْرَاهِيْمَ.
فَمَكَثَ شَهْرَيْنِ، لاَ يَأوِي إِلَى فِرَاشٍ.
قَالَ حَجَّاجُ بنُ مُسْلِمٍ: دَخَلْتُ عَلَيْهِ تِلْكَ الأَيَّامَ، وَقَدْ جَاءهُ فَتقُ البَصْرَةِ، وَفَتقُ فَارِسَ، وَوَاسِطَ، وَالمَدَائِنِ، وَهُوَ مُطرِقٌ يَتَمَثَّلُ:
وَنَصَبْتُ نَفْسِي لِلرِّمَاحِ دَرِيْئَةً ... إِنَّ الرَّئِيْسَ لِمِثْلِهَا لَفَعُولُ
هَذَا وَمائَةُ أَلْفِ سَيْفٍ كَامِنَةٌ حَوْلَه بِالكُوْفَةِ، يَنْتَظِرُوْنَ صَيْحَةً، فَوَجَدتُه صَقراً، أَحْوذِيّاً، مُشَمِّراً.
وَعَنْ وَالِدِ عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ، قَالَ:
خَرَجنَا مَعَ إِبْرَاهِيْمَ، فَعَسْكَرنَا بِبَاخَمْرَا، فَطُفنَا لَيْلَةً، فَسَمِعَ إِبْرَاهِيْمُ أَصوَاتَ طَنَابِيْرَ وَغِنَاءً، فَقَالَ: مَا أَطمَعُ فِي نَصْرِ عَسْكَرٍ فِيْهِ هَذَا.
وَعَنْ دَاوُدَ بنِ جَعْفَرِ بنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: أُحصِيَ دِيْوَانُ إِبْرَاهِيْمَ عَلَى مائَةِ أَلْفِ مُقَاتِلٍ.
وَقِيْلَ: بَلْ كَانُوا عَشْرَةَ آلاَفٍ - وَهَذَا أَصَحُّ -.
وَكَانَ مَعَ عِيْسَى بنِ مُوْسَى خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفاً.
وَأُشِيْرَ عَلَى إِبْرَاهِيْمَ أَنْ يَكبِسَ الكُوْفَةَ، وَلَوْ فَعَلَ، لَرَاحَتْ عَلَى المَنْصُوْرِ، فَقَالَ: بَلْ
أُبَيِّتُ عِيْسَى.وَعَنْ هُرَيْمٍ، قَالَ: قُلْتُ لإِبْرَاهِيْمَ:
لاَ تَظهَرْ عَلَى المَنْصُوْرِ حَتَّى تَأْتِيَ الكُوْفَةَ، فَإِنْ مَلَكْتَهَا، لَمْ تَقُمْ لَهُ قَائِمَةٌ، وَإِلاَّ فَدَعنِي أَسِيْرُ إِلَيْهَا، أَدْعُو لَكَ سِرّاً، ثُمَّ أَجهَرُ، فَلَوْ سَمِعَ المَنْصُوْرُ هَيْعَةً بِهَا، طَارَ إِلَى حُلْوَانَ.
فَقَالَ: لاَ نَأمَنُ أَنْ تُجِيْبَكَ مِنْهُم طَائِفَةٌ، [فَيُرسِلُ إِلَيْهِم أَبُو جَعْفَرٍ خَيْلاً، فَيَطَأُ البَرِيْءَ، وَالنَّطِفَ، وَالصَّغِيْرَ، وَالكَبِيْرَ]، فَتَتَعَرَّضُ لإِثْمٍ.
فَقُلْتُ: خَرَجْتَ لِقِتَالِ مِثْلِ المَنْصُوْرِ وَتَتَوَقَّى ذَلِكَ؟!
لَمَّا نَزَلَ بَاخَمْرَا، كَتَبَ إِلَيْهِ سَلْمُ بنُ قُتَيْبَةَ: إِنَّكَ قَدْ أَصحَرْتَ، وَمِثْلُكَ أَنْفَسُ بِهِ عَلَى المَوْتِ، فَخَنْدِقْ عَلَى نَفْسِكَ، فَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَفْعَلْ، فَقَدْ أَعْرَى أَبُو جَعْفَرٍ عَسْكَرَهُ، فَخُفَّ فِي طَائِفَةٍ حَتَّى تَأْتِيَهُ، فَتَأْخُذَ بِقَفَاهُ.
فَشَاورَ قُوَّادَه، فَقَالُوا: نُخَنْدِقُ عَلَى نُفُوْسِنَا وَنَحْنُ ظَاهِرُوْنَ؟!
وَقَالَ بَعْضُهُم: أَنَأْتِيْهِ وَهُوَ فِي أَيْدِيْنَا مَتَى شِئْنَا؟!
وَعَنْ بَعْضِهم، قَالَ: الْتَقَى الجَمعَانِ، فَقُلْتُ لإِبْرَاهِيْمَ: إِنَّ الصَّفَّ إِذَا انْهَزَمَ، تَدَاعَى، فَاجْعَلْنَا كَرَادِيسَ.
فَتَنَادَى أَصْحَابُه: لاَ، لاَ.
وَقُلْتُ: إِنَّهُم مُصَبِّحُوكَ فِي أَكمَلِ سِلاَحٍ وَكُرَاعٍ، وَمَعَكَ عُرَاةٌ، فَدَعنَا نُبَيِّتْهُمْ.
فَقَالَ: إِنِّي أَكرَهُ القَتْلَ.
فَقَالَ: تُرِيْدُ الخِلاَفَةَ، وَتَكرَهُ القَتْلَ؟ - وَبَاخَمْرَا عَلَى يَوْمَيْنِ مِنَ الكُوْفَةِ -.
فَالتَحَمَ الحَرْبُ، وَانْهَزَمَ حُمَيْدُ بنُ قَحْطَبَةَ، فَتَدَاعَى الجَيْشُ، فَنَاشَدَهُم عِيْسَى، فَمَا أَفَادَ، وَثَبَتَ هُوَ فِي مائَةِ فَارِسٍ.
فَقِيْلَ لَهُ: لَوْ تَنَحَّيتَ؟
قَالَ: لاَ أَزُولُ حَتَّى أُقتَلَ، أَوْ أُنْصَرَ، وَلاَ يُقَالَ: انْهَزَمَ.
وَكَانَ المَنْصُوْرُ يُصغِي إِلَى النُّجُوْمِ، وَلاَ يَتَأَثَّمُ مِنْ ذَلِكَ.
فَيُقَالُ: إِنَّهُ قَالَ لِعِيْسَى: إِنَّهُم يَقُوْلُوْنَ: إِنَّكَ لاَقِيْهِ، وَإِنَّ لَكَ جَولَةً، ثُمَّ يَفِيءُ إِلَيْكَ أَصْحَابُه.
قَالَ عِيْسَى: فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي وَمَا مَعِي إِلاَّ ثَلاَثَةٌ أَوْ أَرْبَعَةٌ.
فَقَالَ غُلاَمِي: عَلاَمَ تَقِفُ؟!
قُلْتُ:
وَاللهِ لاَ يَرَانِي أَهْلُ بَيْتِي مُنْهَزِماً، فَإِنَّا لَكَذَلِكَ، إِذْ صَمَدَ ابْنَا سُلَيْمَانَ بنِ عَلِيٍّ لإِبْرَاهِيْمَ، فَخَرَجَا مِنْ خَلْفِهِ، وَلَوْلاَهُمَا لافْتُضِحْنَا، وَكَانَ مِنْ صُنْعِ اللهِ أَنَّ أَصْحَابَنَا لَمَّا انْهَزَمُوا، عَرَضَ لَهُم نَهْرٌ، وَلَمْ يَجِدُوا مَخَاضَةً، فَرَجَعُوا، فَانْهَزَمَ أَصْحَابُ إِبْرَاهِيْمَ، وَثَبَتَ هُوَ فِي خَمْسِ مائَةٍ.وَقِيْلَ: بَلْ فِي سَبْعِيْنَ.
وَاشتَدَّ القِتَالُ، وَتَطَايَرَتِ الرُّؤُوْسُ، وَحَمِيَ الحَرْبُ، إِلَى أَنْ جَاءَ سَهْمٌ غَرْبٌ، لاَ يُعْرَفُ رَامِيهِ فِي حَلقِ إِبْرَاهِيْمَ، فَتَنَحَّى، وَأَنْزَلُوْهُ، وَهُوَ يَقُوْلُ: {وَكَانَ أَمْرُ اللهِ قَدَراً مَقْدُوْراً} [الأَحْزَابُ: 38] أَرَدْنَا أَمراً، وَأَرَادَ اللهُ غَيْرَه.
فَحَمَاهُ أَصْحَابُه، فَأَنْكَرَ حُمَيْدُ بنُ قَحْطَبَةَ اجْتِمَاعَهُم، وَحَمَلَ عَلَيْهِم، فَانْفَرَجُوا عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، فَنَزَلَ طَائِفَةٌ، فَاحْتَزُّوا رَأْسَه -رَحِمَهُ اللهُ- وَأُتِيَ بِالرَّأْسِ إِلَى عِيْسَى، فَسَجَدَ، وَنَفَّذَه إِلَى المَنْصُوْرِ، لِخَمْسٍ بَقِيْنَ مِنْ ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ.
وَعَاشَ: ثَمَانِياً وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً.
وَقِيْلَ: كَانَ عَلَيْهِ زَرَدِيَّةٌ، فَحَسَرَ مِنَ الحَرِّ عَنْ صَدْرِه، فَأُصِيْبَ.
وَكَانَ قَدْ وَصَلَ خَلقٌ مِنَ المُنهَزِمِيْنَ إِلَى الكُوْفَةِ، وَتَهَيَّأَ المَنْصُوْرُ، وَأَعَدَّ السُّبَّقَ لِلْهَرَبِ إِلَى الرَّيِّ.
فَقَالَ لَهُ نُوْبَخْتُ المُنَجِّمُ: الظَّفَرُ لَكَ.
فَمَا قَبِلَ مِنْهُ، فَلَمَّا كَانَ الفَجْرُ، أَتَاهُ الرَّأْسُ، فَتَمَثَّلَ بِقَوْلِ مَعْقِرٍ البَارِقِيِّ :
فَأَلْقَتْ عَصَاهَا وَاسْتَقَرَّتْ بِهَا النَّوَى ... كَمَا قَرَّ عَيْناً بِالإِيَابِ المُسَافِرُ
قَالَ خَلِيْفَةُ: صَلَّى إِبْرَاهِيْمُ العِيْدَ بِالنَّاسِ أَرْبَعاً، وَخَرَجَ مَعَهُ أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، وَهُشَيْمٌ، وَعَبَّادُ بنُ العَوَّامِ، وَعِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، وَيَزِيْد بنُ هَارُوْنَ، وَلَمْ يَخْرُجْ شُعْبَةُ، وَكَانَ أَبُو حَنِيْفَةَ يَأمُرُ بِالخُرُوْجِ.
قَالَ: وَحَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ حَمَّادَ بنَ زَيْدٍ يَقُوْلُ:
مَا بِالبَصْرَةِ إِلاَّ مَنْ تَغَيَّرَ أَيَّامَ إِبْرَاهِيْمَ، إِلاَّ ابْنُ عَوْنٍ.
وَحَدَّثَنِي مَيْسُوْرُ بنُ بَكْرٍ، سَمِعَ عَبْدَ الوَارِثِ يَقُوْلُ:فَأَتَيْنَا شُعْبَةَ، فَقُلْنَا: كَيْفَ تَرَى؟
قَالَ: أَرَى أَنْ تَخْرُجُوا، وَتُعِيْنُوْهُ.
فَأَتَيْنَا هِشَاماً الدَّسْتُوَائِيَّ، فَلَمْ يُجِبْنَا، فَأَتَيْنَا سَعِيْدَ بنَ أَبِي عَرُوْبَةَ، فَقَالَ:
مَا أَرَى بَأْساً أَنْ يَدْخُلَ رَجُلٌ مَنْزِلَه، فَإِنْ دَخَلَ عَلَيْهِ دَاخِلٌ، قَاتَلَهُ.
عُمَرُ بنُ شَبَّةَ: حَدَّثَنَا خَلاَّدُ بنُ يَزِيْدَ، سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: بَاخَمْرَا بَدْرٌ الصُّغْرَى.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: لَمَّا قُتِلَ إِبْرَاهِيْمُ، هَرَبَ أَهْلُ البَصْرَةِ بَرّاً وَبَحراً، وَاسْتَخْفَى النَّاسُ، وَقُتِلَ مَعَهُ الأَمِيْرُ بَشِيْرٌ الرَّحَّالُ، وَجَمَاعَةٌ كَثِيْرَةٌ.
قُلْتُ: وَعَرَفَتِ الخَزْرُ باخْتِلاَفِ الأُمَّةِ، فَخَرَجُوا مِنْ بَابِ الأَبْوَابِ، وَقَتَلُوا خَلقاً بِأَرْمِيْنِيَةَ، وَسَبَوْا الذُّرِّيَّةَ، فَلِلَّهِ الأَمْرُ، وَتَشَتَّتَ الحُسَيْنِيُّوْنَ، وَهَرَبَ إِدْرِيْسُ مِنْهُم إِلَى أَقْصَى بِلاَد المَغْرِبِ، ثُمَّ خَرَجَ ابْنُهُ هُنَاكَ، ثُمَّ سُمَّ.
وَبَقِيَ طَائِفَةٌ مِنَ الإِدْرِيْسِيَّةِ، فَتَمَلَّكُوا بَعْدَ سَنَةِ أَرْبَعِ مائَةٍ سَنَوَاتٍ، وَلَقِيْتُ مِنْ أَوْلاَدِهِمْ جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ الإِدْرِيْسِيَّ الأَدِيْبَ، فَرَوَى لَنَا عَنِ ابْنِ بَاقٍ.
الَّذِي خَرَجَ بِالبَصْرَةِ، زَمَنَ خُرُوْجِ أَخِيْهِ بِالمَدِيْنَةِ.
قَالَ مُطَهِّرُ بنُ الحَارِثِ: أَقْبَلْنَا مَعَ إِبْرَاهِيْمَ مِنْ مَكَّةَ نُرِيْدُ البَصْرَةَ، وَنَحْنُ عَشْرَةٌ، فَنَزَلنَا عَلَى يَحْيَى بنِ زِيَادٍ.وَعَنْ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: اضْطَّرَنِي الطَّلَبُ بِالمَوْصِلِ، حَتَّى جَلَستُ عَلَى مَوَائِدِ أَبِي جَعْفَرٍ، وَكَانَ قَدْ قَدِمهَا يَطْلُبُنِي، فَتَحَيَّرتُ، وَلَفَظَتْنِي الأَرْضُ، وَضَاقَتْ عَلَيَّ، وَوَضَعَ عَلَيَّ الأَرصَادَ، وَدَعَا يَوْماً النَّاسَ إِلَى غَدَائِهِ، فَدَخَلتُ، وَأَكَلتُ.
وَجَرَتْ لِهَذَا أَلوَانٌ فِي اخْتِفَائِهِ، وَرُبَّمَا يَظفَرُ بِهِ بَعْضُ الأَعْوَانِ، فَيُطلِقُه لِمَا يَعْلَمُ مِنْ ظُلمِ عَدُوِّهُ.
ثُمَّ اخْتَفَى بِالبَصْرَةِ، وَهُوَ يَدْعُو إِلَى نَفْسِهِ، فَاسْتَجَابَ لَهُ خَلقٌ، لِشدَّةِ بُغضِهم فِي أَبِي جَعْفَرٍ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ظَهَرَ مُحَمَّدٌ، وَغَلَبَ عَلَى الحَرَمَيْنِ، فَوَجَّهَ أَخَاهُ إِبْرَاهِيْمَ إِلَى البَصْرَةِ، فَدَخَلهَا فِي أَوَّلِ رَمَضَانَ، فَغَلَبَ عَلَيْهَا، وَبَيَّضَ أَهْلُهَا، وَرَمَوُا السَّوَادَ، فَخَرَجَ مَعَهُ عِدَّةُ عُلَمَاءٍ.
وَقِيْلَ: لَمَّا قَارَبَ جَمْعُه أَرْبَعَةَ آلاَفٍ، شَهَرَ أَمرَهُ، وَنَزَلَ فِي دَارِ أَبِي مَرْوَانَ النَّيْسَابُوْرِيِّ.
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ سُفْيَانَ: أَتَيْتُ إِبْرَاهِيْمَ وَهُوَ مَرْعُوْبٌ، فَأَخْبَرتُه بِكِتَابِ أَخِيْهِ، وَأَنَّهُ ظَهَرَ بِالمَدِيْنَةِ، وَيَأمُرُه بِالظُّهُوْرِ، فَوَجَمَ لَهَا، وَاغتَمَّ.
فَأَخَذتُ أُسَهِّلُ عَلَيْهِ، وَأَقُوْلُ: مَعَكَ مضَاءُ التَّغْلِبِيِّ، وَالطُّهَوِيِّ، وَالمُغِيْرَةِ، وَأَنَا، وَنَخرُجُ فِي اللَّيْلِ إِلَى السِّجنِ، فَنَفتَحُهُ، وَيُصبِحُ مَعَكَ خَلقٌ.
فَطَابَتْ نَفْسُه.
وَبَلَغَ المَنْصُوْرَ، فَنَدَبَ جَيْشاً إِلَى البَصْرَةِ، وَسَارَ بِنَفْسِهِ، فَضَبَطَ الكُوْفَةَ، خَوْفاً مِنْ وُثُوْبِ الشِّيْعَةِ.
قَالَ أَبُو الحَسَنِ الحَذَّاءُ: أَلزمَ أَبُو جَعْفَرٍ النَّاسَ بِالسَّوَادِ، فَكُنْتُ أَرَى بَعْضَهم يَصبِغُ بِالمِدَادِ، ثُمَّ أَخَذَ يَحبِسُ، أَوْ يَقتُلُ كُلَّ مَنْ يَتَّهِمُه.وَكَانَتِ البَيْعَةُ فِي السِّرِّ تُعمَلُ بِالكُوْفَةِ لإِبْرَاهِيْمَ.
وَكَانَ بِالمَوْصِلِ أَلفَانِ لِمَكَانِ الخَوَارِجِ، فَطَلَبَهمُ المَنْصُوْرُ، فَقَاتَلَهُم بَعْضُ مَنْ هَوِيَ إِبْرَاهِيْمَ، فَقُتِلَ مِنْهُم خَمْسُ مائَةٍ.
وَصَارَ إِبْرَاهِيْمُ فِي أَوَّلِ رَمَضَانَ إِلَى مَقْبرَةِ بَنِي يَشْكُرَ، فِي بِضْعَةَ عَشَرَ فَارِساً، ثُمَّ صَلَّى بِالنَّاسِ الصُّبْحَ فِي الجَامِعِ، فَتَحَصَّنَ مِنْهُ نَائِبُ البَصْرَةِ.
وَكَانَ يَتَرَاكَكُ فِي أَمرِه، حَتَّى تَمَكَّنَ إِبْرَاهِيْمُ، ثُمَّ نَزَلَ إِلَيْهِ بِأَمَانٍ، فَقَيَّدَه بِقَيدٍ خَفِيْفٍ، وَعَفَا عَنِ الأَجنَادِ، فَانْتُدِبَ لِحَرْبِهِ جَعْفَرُ بنُ سُلَيْمَانَ، وَأَخُوْهُ مُحَمَّدٌ فِي سِتِّ مائَةِ فَارِسٍ، فَأَبرَزَ إِبْرَاهِيْمُ لِحرْبِهِم مضَاءً فِي خَمْسِيْنَ مُقَاتِلاً، فَهَزَمَهُم مضَاءٌ، وَجُرِحَ مُحَمَّدُ بنُ سُلَيْمَانَ.
وَوَجَدَ إِبْرَاهِيْمُ فِي بَيْتِ المَالِ سِتَّ مائَةِ أَلْفٍ، فَفَرَّقهَا عَلَى عَسْكَرِهِ خَمْسِيْنَ، خَمْسِيْنَ.
ثُمَّ جَهَّزَ المُغِيْرَةَ فِي خَمْسِيْنَ مُقَاتِلاً، فَقَدِمَهَا، وَقَدِ التَفَّ مَعَهُ نَحْوُ مائَتَيْنِ، فَهَزَمَ مُتَوَلِّي الأَهْوَازِ مُحَمَّدَ بنَ حُصَيْنٍ، وَاسْتَولَى المُغِيْرَةُ عَلَى البَلَدِ.
وَهَمَّ إِبْرَاهِيْمُ بِالمَسِيْرِ إِلَى الكُوْفَةِ، وَبَعَثَ جَمَاعَةً، فَغَلَبُوا عَلَى إِقْلِيْمِ فَارِسَ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى وَاسِطَ هَارُوْنَ العِجْلِيَّ.
فَجَهَّزَ المَنْصُوْرُ لِحَرْبِهِ خَمْسَةَ آلاَفٍ، فَجَرَتْ بَيْنَهُم وَقعَاتٌ، حَتَّى كَلَّ الفَرِيقَانِ، وَبَقِيَ إِبْرَاهِيْمُ سَائِرَ رَمَضَانَ يُنفِذُ عُمَّالَه عَلَى البِلاَدِ، وَحَارَبَ، فَوَلَّى المَنْصُوْرُ، وَتَحَيَّرَ، وَحَدَّثَ نَفْسَه بِالهَرَبِ.
فَلَمَّا جَاءَ نَعْيُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بِالمَدِيْنَةِ، رَجَعَتْ إِلَى المَنْصُوْرِ رُوْحُه، وَفَتَّ ذَلِكَ فِي عَضُدِ إِبْرَاهِيْمَ، وَبُهِتَ، وَصَلَّى بِالنَّاسِ العِيْدَ بِالمُصَلَّى، وَيُعْرَفُ فِيْهِ الحُزْنُ.
وَقِيْلَ: إِنَّ المَنْصُوْرَ قَالَ: مَا أَدْرِي مَا أَصْنَعُ، مَا عِنْدِي نَحْوُ أَلْفَيْ فَارِسٍ، فَمَعَ
ابْنِي بِالرَّيِّ ثَلاَثُوْنَ أَلفاً، وَمَعَ مُحَمَّدِ بنِ أَشْعَثَ بِالمَغْرِبِ أَرْبَعُوْنَ أَلفاً، وَمَعَ عِيْسَى بِالحِجَازِ سِتَّةُ آلاَفٍ، لَئِنْ نَجَوتُ لاَ يُفَارِقُنِي ثَلاَثُوْنَ أَلْفَ فَارِسٍ.فَمَا لَبِثَ أَنْ أَتَاهُ عِيْسَى مُؤَيَّداً مَنْصُوْراً، فَوَجَّهَهُ لِحَربِ إِبْرَاهِيْمَ.
وَأَقبَلَ سَلْمُ بنُ قُتَيْبَةَ البَاهِلِيُّ مِنَ الرَّيِّ، فَكَاتَبَ أَهْلَ البَصْرَةِ، فَلَحِقَتْ بِهِ بَاهِلَةُ، وَسَارَ خَازِمُ بنُ خُزَيْمَةَ إِلَى الأَهْوَازِ، وَبَقِيَ المَنْصُوْرُ كَالجَمَلِ الهَائِدِ، إِلَى أَنْ انْتَصَرَ، وَقَتَلَ إِبْرَاهِيْمَ.
فَمَكَثَ شَهْرَيْنِ، لاَ يَأوِي إِلَى فِرَاشٍ.
قَالَ حَجَّاجُ بنُ مُسْلِمٍ: دَخَلْتُ عَلَيْهِ تِلْكَ الأَيَّامَ، وَقَدْ جَاءهُ فَتقُ البَصْرَةِ، وَفَتقُ فَارِسَ، وَوَاسِطَ، وَالمَدَائِنِ، وَهُوَ مُطرِقٌ يَتَمَثَّلُ:
وَنَصَبْتُ نَفْسِي لِلرِّمَاحِ دَرِيْئَةً ... إِنَّ الرَّئِيْسَ لِمِثْلِهَا لَفَعُولُ
هَذَا وَمائَةُ أَلْفِ سَيْفٍ كَامِنَةٌ حَوْلَه بِالكُوْفَةِ، يَنْتَظِرُوْنَ صَيْحَةً، فَوَجَدتُه صَقراً، أَحْوذِيّاً، مُشَمِّراً.
وَعَنْ وَالِدِ عَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ، قَالَ:
خَرَجنَا مَعَ إِبْرَاهِيْمَ، فَعَسْكَرنَا بِبَاخَمْرَا، فَطُفنَا لَيْلَةً، فَسَمِعَ إِبْرَاهِيْمُ أَصوَاتَ طَنَابِيْرَ وَغِنَاءً، فَقَالَ: مَا أَطمَعُ فِي نَصْرِ عَسْكَرٍ فِيْهِ هَذَا.
وَعَنْ دَاوُدَ بنِ جَعْفَرِ بنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: أُحصِيَ دِيْوَانُ إِبْرَاهِيْمَ عَلَى مائَةِ أَلْفِ مُقَاتِلٍ.
وَقِيْلَ: بَلْ كَانُوا عَشْرَةَ آلاَفٍ - وَهَذَا أَصَحُّ -.
وَكَانَ مَعَ عِيْسَى بنِ مُوْسَى خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفاً.
وَأُشِيْرَ عَلَى إِبْرَاهِيْمَ أَنْ يَكبِسَ الكُوْفَةَ، وَلَوْ فَعَلَ، لَرَاحَتْ عَلَى المَنْصُوْرِ، فَقَالَ: بَلْ
أُبَيِّتُ عِيْسَى.وَعَنْ هُرَيْمٍ، قَالَ: قُلْتُ لإِبْرَاهِيْمَ:
لاَ تَظهَرْ عَلَى المَنْصُوْرِ حَتَّى تَأْتِيَ الكُوْفَةَ، فَإِنْ مَلَكْتَهَا، لَمْ تَقُمْ لَهُ قَائِمَةٌ، وَإِلاَّ فَدَعنِي أَسِيْرُ إِلَيْهَا، أَدْعُو لَكَ سِرّاً، ثُمَّ أَجهَرُ، فَلَوْ سَمِعَ المَنْصُوْرُ هَيْعَةً بِهَا، طَارَ إِلَى حُلْوَانَ.
فَقَالَ: لاَ نَأمَنُ أَنْ تُجِيْبَكَ مِنْهُم طَائِفَةٌ، [فَيُرسِلُ إِلَيْهِم أَبُو جَعْفَرٍ خَيْلاً، فَيَطَأُ البَرِيْءَ، وَالنَّطِفَ، وَالصَّغِيْرَ، وَالكَبِيْرَ]، فَتَتَعَرَّضُ لإِثْمٍ.
فَقُلْتُ: خَرَجْتَ لِقِتَالِ مِثْلِ المَنْصُوْرِ وَتَتَوَقَّى ذَلِكَ؟!
لَمَّا نَزَلَ بَاخَمْرَا، كَتَبَ إِلَيْهِ سَلْمُ بنُ قُتَيْبَةَ: إِنَّكَ قَدْ أَصحَرْتَ، وَمِثْلُكَ أَنْفَسُ بِهِ عَلَى المَوْتِ، فَخَنْدِقْ عَلَى نَفْسِكَ، فَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَفْعَلْ، فَقَدْ أَعْرَى أَبُو جَعْفَرٍ عَسْكَرَهُ، فَخُفَّ فِي طَائِفَةٍ حَتَّى تَأْتِيَهُ، فَتَأْخُذَ بِقَفَاهُ.
فَشَاورَ قُوَّادَه، فَقَالُوا: نُخَنْدِقُ عَلَى نُفُوْسِنَا وَنَحْنُ ظَاهِرُوْنَ؟!
وَقَالَ بَعْضُهُم: أَنَأْتِيْهِ وَهُوَ فِي أَيْدِيْنَا مَتَى شِئْنَا؟!
وَعَنْ بَعْضِهم، قَالَ: الْتَقَى الجَمعَانِ، فَقُلْتُ لإِبْرَاهِيْمَ: إِنَّ الصَّفَّ إِذَا انْهَزَمَ، تَدَاعَى، فَاجْعَلْنَا كَرَادِيسَ.
فَتَنَادَى أَصْحَابُه: لاَ، لاَ.
وَقُلْتُ: إِنَّهُم مُصَبِّحُوكَ فِي أَكمَلِ سِلاَحٍ وَكُرَاعٍ، وَمَعَكَ عُرَاةٌ، فَدَعنَا نُبَيِّتْهُمْ.
فَقَالَ: إِنِّي أَكرَهُ القَتْلَ.
فَقَالَ: تُرِيْدُ الخِلاَفَةَ، وَتَكرَهُ القَتْلَ؟ - وَبَاخَمْرَا عَلَى يَوْمَيْنِ مِنَ الكُوْفَةِ -.
فَالتَحَمَ الحَرْبُ، وَانْهَزَمَ حُمَيْدُ بنُ قَحْطَبَةَ، فَتَدَاعَى الجَيْشُ، فَنَاشَدَهُم عِيْسَى، فَمَا أَفَادَ، وَثَبَتَ هُوَ فِي مائَةِ فَارِسٍ.
فَقِيْلَ لَهُ: لَوْ تَنَحَّيتَ؟
قَالَ: لاَ أَزُولُ حَتَّى أُقتَلَ، أَوْ أُنْصَرَ، وَلاَ يُقَالَ: انْهَزَمَ.
وَكَانَ المَنْصُوْرُ يُصغِي إِلَى النُّجُوْمِ، وَلاَ يَتَأَثَّمُ مِنْ ذَلِكَ.
فَيُقَالُ: إِنَّهُ قَالَ لِعِيْسَى: إِنَّهُم يَقُوْلُوْنَ: إِنَّكَ لاَقِيْهِ، وَإِنَّ لَكَ جَولَةً، ثُمَّ يَفِيءُ إِلَيْكَ أَصْحَابُه.
قَالَ عِيْسَى: فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي وَمَا مَعِي إِلاَّ ثَلاَثَةٌ أَوْ أَرْبَعَةٌ.
فَقَالَ غُلاَمِي: عَلاَمَ تَقِفُ؟!
قُلْتُ:
وَاللهِ لاَ يَرَانِي أَهْلُ بَيْتِي مُنْهَزِماً، فَإِنَّا لَكَذَلِكَ، إِذْ صَمَدَ ابْنَا سُلَيْمَانَ بنِ عَلِيٍّ لإِبْرَاهِيْمَ، فَخَرَجَا مِنْ خَلْفِهِ، وَلَوْلاَهُمَا لافْتُضِحْنَا، وَكَانَ مِنْ صُنْعِ اللهِ أَنَّ أَصْحَابَنَا لَمَّا انْهَزَمُوا، عَرَضَ لَهُم نَهْرٌ، وَلَمْ يَجِدُوا مَخَاضَةً، فَرَجَعُوا، فَانْهَزَمَ أَصْحَابُ إِبْرَاهِيْمَ، وَثَبَتَ هُوَ فِي خَمْسِ مائَةٍ.وَقِيْلَ: بَلْ فِي سَبْعِيْنَ.
وَاشتَدَّ القِتَالُ، وَتَطَايَرَتِ الرُّؤُوْسُ، وَحَمِيَ الحَرْبُ، إِلَى أَنْ جَاءَ سَهْمٌ غَرْبٌ، لاَ يُعْرَفُ رَامِيهِ فِي حَلقِ إِبْرَاهِيْمَ، فَتَنَحَّى، وَأَنْزَلُوْهُ، وَهُوَ يَقُوْلُ: {وَكَانَ أَمْرُ اللهِ قَدَراً مَقْدُوْراً} [الأَحْزَابُ: 38] أَرَدْنَا أَمراً، وَأَرَادَ اللهُ غَيْرَه.
فَحَمَاهُ أَصْحَابُه، فَأَنْكَرَ حُمَيْدُ بنُ قَحْطَبَةَ اجْتِمَاعَهُم، وَحَمَلَ عَلَيْهِم، فَانْفَرَجُوا عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، فَنَزَلَ طَائِفَةٌ، فَاحْتَزُّوا رَأْسَه -رَحِمَهُ اللهُ- وَأُتِيَ بِالرَّأْسِ إِلَى عِيْسَى، فَسَجَدَ، وَنَفَّذَه إِلَى المَنْصُوْرِ، لِخَمْسٍ بَقِيْنَ مِنْ ذِي القَعْدَةِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ.
وَعَاشَ: ثَمَانِياً وَأَرْبَعِيْنَ سَنَةً.
وَقِيْلَ: كَانَ عَلَيْهِ زَرَدِيَّةٌ، فَحَسَرَ مِنَ الحَرِّ عَنْ صَدْرِه، فَأُصِيْبَ.
وَكَانَ قَدْ وَصَلَ خَلقٌ مِنَ المُنهَزِمِيْنَ إِلَى الكُوْفَةِ، وَتَهَيَّأَ المَنْصُوْرُ، وَأَعَدَّ السُّبَّقَ لِلْهَرَبِ إِلَى الرَّيِّ.
فَقَالَ لَهُ نُوْبَخْتُ المُنَجِّمُ: الظَّفَرُ لَكَ.
فَمَا قَبِلَ مِنْهُ، فَلَمَّا كَانَ الفَجْرُ، أَتَاهُ الرَّأْسُ، فَتَمَثَّلَ بِقَوْلِ مَعْقِرٍ البَارِقِيِّ :
فَأَلْقَتْ عَصَاهَا وَاسْتَقَرَّتْ بِهَا النَّوَى ... كَمَا قَرَّ عَيْناً بِالإِيَابِ المُسَافِرُ
قَالَ خَلِيْفَةُ: صَلَّى إِبْرَاهِيْمُ العِيْدَ بِالنَّاسِ أَرْبَعاً، وَخَرَجَ مَعَهُ أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، وَهُشَيْمٌ، وَعَبَّادُ بنُ العَوَّامِ، وَعِيْسَى بنُ يُوْنُسَ، وَيَزِيْد بنُ هَارُوْنَ، وَلَمْ يَخْرُجْ شُعْبَةُ، وَكَانَ أَبُو حَنِيْفَةَ يَأمُرُ بِالخُرُوْجِ.
قَالَ: وَحَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ حَمَّادَ بنَ زَيْدٍ يَقُوْلُ:
مَا بِالبَصْرَةِ إِلاَّ مَنْ تَغَيَّرَ أَيَّامَ إِبْرَاهِيْمَ، إِلاَّ ابْنُ عَوْنٍ.
وَحَدَّثَنِي مَيْسُوْرُ بنُ بَكْرٍ، سَمِعَ عَبْدَ الوَارِثِ يَقُوْلُ:فَأَتَيْنَا شُعْبَةَ، فَقُلْنَا: كَيْفَ تَرَى؟
قَالَ: أَرَى أَنْ تَخْرُجُوا، وَتُعِيْنُوْهُ.
فَأَتَيْنَا هِشَاماً الدَّسْتُوَائِيَّ، فَلَمْ يُجِبْنَا، فَأَتَيْنَا سَعِيْدَ بنَ أَبِي عَرُوْبَةَ، فَقَالَ:
مَا أَرَى بَأْساً أَنْ يَدْخُلَ رَجُلٌ مَنْزِلَه، فَإِنْ دَخَلَ عَلَيْهِ دَاخِلٌ، قَاتَلَهُ.
عُمَرُ بنُ شَبَّةَ: حَدَّثَنَا خَلاَّدُ بنُ يَزِيْدَ، سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: بَاخَمْرَا بَدْرٌ الصُّغْرَى.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: لَمَّا قُتِلَ إِبْرَاهِيْمُ، هَرَبَ أَهْلُ البَصْرَةِ بَرّاً وَبَحراً، وَاسْتَخْفَى النَّاسُ، وَقُتِلَ مَعَهُ الأَمِيْرُ بَشِيْرٌ الرَّحَّالُ، وَجَمَاعَةٌ كَثِيْرَةٌ.
قُلْتُ: وَعَرَفَتِ الخَزْرُ باخْتِلاَفِ الأُمَّةِ، فَخَرَجُوا مِنْ بَابِ الأَبْوَابِ، وَقَتَلُوا خَلقاً بِأَرْمِيْنِيَةَ، وَسَبَوْا الذُّرِّيَّةَ، فَلِلَّهِ الأَمْرُ، وَتَشَتَّتَ الحُسَيْنِيُّوْنَ، وَهَرَبَ إِدْرِيْسُ مِنْهُم إِلَى أَقْصَى بِلاَد المَغْرِبِ، ثُمَّ خَرَجَ ابْنُهُ هُنَاكَ، ثُمَّ سُمَّ.
وَبَقِيَ طَائِفَةٌ مِنَ الإِدْرِيْسِيَّةِ، فَتَمَلَّكُوا بَعْدَ سَنَةِ أَرْبَعِ مائَةٍ سَنَوَاتٍ، وَلَقِيْتُ مِنْ أَوْلاَدِهِمْ جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ الإِدْرِيْسِيَّ الأَدِيْبَ، فَرَوَى لَنَا عَنِ ابْنِ بَاقٍ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=131841&book=5528#e1a518
إِبْرَاهِيم بْن رجاء، أَبُو إِسْحَاق المقرئ:
حدث عَن يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم الدورقي وحميد بْن الربيع اللخمي، ومحمد بْن حسان الأزرق، وأبي السائب سلم بْن جنادة ومحمد بْن مسلم بْن وارة، وعباس بْن مُحَمَّد الدوري. روى عنه مُحَمَّد بْن عُمَر بْن زنبور الوراق.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَرَجِ الطناجيري، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ زُنْبُورٍ الْوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَجَاءٍ الْمُقْرِئُ- سَنَة ثَلاثَ عَشْرَةَ- قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، حدّثنا يزيد بن هارون، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قَالَ: «إِذَا بَاتَتِ الْمَرْأَة هَاجِرَةً فِرَاشِ زَوْجِهَا، بَاتَتْ تَلْعَنُهَا الْمَلائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ»
. حرف الزاي من آباء الإبراهيمين
حدث عَن يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم الدورقي وحميد بْن الربيع اللخمي، ومحمد بْن حسان الأزرق، وأبي السائب سلم بْن جنادة ومحمد بْن مسلم بْن وارة، وعباس بْن مُحَمَّد الدوري. روى عنه مُحَمَّد بْن عُمَر بْن زنبور الوراق.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَرَجِ الطناجيري، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ زُنْبُورٍ الْوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَجَاءٍ الْمُقْرِئُ- سَنَة ثَلاثَ عَشْرَةَ- قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، حدّثنا يزيد بن هارون، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قَالَ: «إِذَا بَاتَتِ الْمَرْأَة هَاجِرَةً فِرَاشِ زَوْجِهَا، بَاتَتْ تَلْعَنُهَا الْمَلائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ»
. حرف الزاي من آباء الإبراهيمين
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=73483&book=5528#f857b9
إبراهيم بن مرة
عن الزهريّ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تنكح البكر حتى تستأذن، وللثيب نصيب من أمرها ما لم تدع إلى سخطة، فإن دعت إلى سخطة وكان أولياؤها يدعون إلى الرضا رفع ذلك إلى السلطان".
قال الدارقطني: إبراهيم بن مرة ضعيف.
عن الزهريّ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تنكح البكر حتى تستأذن، وللثيب نصيب من أمرها ما لم تدع إلى سخطة، فإن دعت إلى سخطة وكان أولياؤها يدعون إلى الرضا رفع ذلك إلى السلطان".
قال الدارقطني: إبراهيم بن مرة ضعيف.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=73483&book=5528#3362c1
إبراهيم بن مرّة
حدّث عن الزهريّ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" سيكون بعدي خلفاء يعملون بما يعلمون، ويفعلون ما يؤمرون، وسيكون بعدي خلفاء يعملون بما لا يعلمون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن أنكر عليهم برئ، ومن أمسك يده سلم، ولكن من رضي وبايع ".
وعن الزهريّ، عن عبيد الله بن عديّ بن الخيار، عن المقداد بن الأسود الكنديّ، قال: سألت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقلت: يا رسول الله، أرأيت إن لقيت كافراً فقاتلته، فقطع بي، ثم أهويت لأضربه فلاذ بشجرة، فقال: أسلمت لله، أأقتله؟ قال: لا، قلت: يا رسول الله، إنه قطع يدي أأقتله؟ قال: لا قلت: يا رسول الله، إنه قطع يدي أأقتله؟ قال: لا، لأنك إن قتلته كان بمنزلتك قبل أن تقتله، وكنت بمنزلته قبل أن يقولها.
حدّث عن الزهريّ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" سيكون بعدي خلفاء يعملون بما يعلمون، ويفعلون ما يؤمرون، وسيكون بعدي خلفاء يعملون بما لا يعلمون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن أنكر عليهم برئ، ومن أمسك يده سلم، ولكن من رضي وبايع ".
وعن الزهريّ، عن عبيد الله بن عديّ بن الخيار، عن المقداد بن الأسود الكنديّ، قال: سألت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقلت: يا رسول الله، أرأيت إن لقيت كافراً فقاتلته، فقطع بي، ثم أهويت لأضربه فلاذ بشجرة، فقال: أسلمت لله، أأقتله؟ قال: لا، قلت: يا رسول الله، إنه قطع يدي أأقتله؟ قال: لا قلت: يا رسول الله، إنه قطع يدي أأقتله؟ قال: لا، لأنك إن قتلته كان بمنزلتك قبل أن تقتله، وكنت بمنزلته قبل أن يقولها.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=73483&book=5528#6ff7b9
إِبْرَاهِيم بْن مرة
روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن عجلان، قَالَ لِي أَحْمَدُ حَدَّثَنَا خَيْرَانُ قَالَ حَدَّثَنِي الأَوْزَاعِيُّ سَمِعَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُرَّةَ قَالَ حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سَيَكُونُ بَعْدِي خُلَفَاءُ يَعْمَلُونَ بِمَا يَعْلَمُونَ، وروى شعيب بْن إِسْحَاق عَنِ الأوزاعي قَالَ حَدَّثَنَا ابراهيم ابن مرة، ولم يذكر أبا هُرَيْرَةَ، وروى الوليد عَنِ الأوزاعي ولم يذكر إِبْرَاهِيم بْن مرة - وذكر أبا هُرَيْرَةَ، قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه والأول أصح، وقَالَ عَمْرو بْن أَبِي سلمة عَنِ الأوزاعي مثل حديث خيران، وقَالَ سلامة عَنْ عقِيلَ عَنِ ابْن (شهاب عَنْ أَبِي - 1) سلمة حدثني أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نحوه.
حدثني مُحَمَّد بْن مُقَاتِلٍ أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه قَالَ ثنا الأوزاعي قَالَ حدثني إِبْرَاهِيم بْن مرة عَنْ عطاء بْن أَبِي رباح قَالَ زوج رجل ابنته وهي كارهة فرده النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن عجلان، قَالَ لِي أَحْمَدُ حَدَّثَنَا خَيْرَانُ قَالَ حَدَّثَنِي الأَوْزَاعِيُّ سَمِعَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُرَّةَ قَالَ حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سَيَكُونُ بَعْدِي خُلَفَاءُ يَعْمَلُونَ بِمَا يَعْلَمُونَ، وروى شعيب بْن إِسْحَاق عَنِ الأوزاعي قَالَ حَدَّثَنَا ابراهيم ابن مرة، ولم يذكر أبا هُرَيْرَةَ، وروى الوليد عَنِ الأوزاعي ولم يذكر إِبْرَاهِيم بْن مرة - وذكر أبا هُرَيْرَةَ، قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه والأول أصح، وقَالَ عَمْرو بْن أَبِي سلمة عَنِ الأوزاعي مثل حديث خيران، وقَالَ سلامة عَنْ عقِيلَ عَنِ ابْن (شهاب عَنْ أَبِي - 1) سلمة حدثني أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نحوه.
حدثني مُحَمَّد بْن مُقَاتِلٍ أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه قَالَ ثنا الأوزاعي قَالَ حدثني إِبْرَاهِيم بْن مرة عَنْ عطاء بْن أَبِي رباح قَالَ زوج رجل ابنته وهي كارهة فرده النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=131842&book=5528#4f9606
إِبْرَاهِيم بْن زياد القرشي :
حدث عَن ابْن شهاب الزهري، وعبد الكريم بْن مالك، وعن خصيف بْن عَبْد الرحمن الحربيين، وسليمان الأعمش، وخلف بْن أَبِي يزيد السلمي. روى عنه مُحَمَّد ابن بكار بْن الريان الرصافِي، وَهُوَ شامي سكن بغداد، وفِي حَدِيثه نُكْرَةٌ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ النَّجَّارُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سليمان المخرمي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَيُّوبَ، حدّثنا محمّد بن بكّار بن
الرّيّان، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ أَعَانَ عَلَى بَاطِلٍ لِيَدْحَضَ بِبَاطِلِهِ حَقًّا فَقَدْ بَرِئَ مِنْ ذِمَّةِ اللَّهِ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ، وَمَنْ مَشَى إِلَى سُلْطَانِ اللَّهِ فِي الأَرْضِ لِيُذِلَّهُ أَذَلَّ اللَّهُ رَقَبَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ- أَوْ قَالَ: إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ- مَعَ مَا يُدَّخَرُ لَهُ مِنْ خِزْيٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَسُلْطَانُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ كِتَابُ اللَّهِ وَسُنَّةُ نَبِيِّهِ، وَمَنِ اسْتَعْمَلَ رَجُلا وَهُوَ يَجِدُ غَيْرَهُ خَيْرًا مِنْهُ وَأَعْلَمَ مِنْهُ بِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ فَقَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَجَمِيعَ الْمُؤْمِنِينَ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ لَهُ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يَنْظُرَ فِي حَاجَاتِهِمْ، وَيُؤَدِّي إِلَيْهِمْ حُقُوقَهُمْ، وَمَنْ أَكَلَ دِرْهَمَ رِبًا كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ إِثْمِ ست وثلاثين زنية فِي الإِسْلامِ، وَمَنْ نَبَتَ لَحْمُهُ مِنْ سُحْتٍ فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ»
. أَنْبَأَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عيسى البَزَّاز، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بْن عُمَر بْن سَلْمٍ القاضي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عبيد الشهرزوري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بكار قَالَ:
سمعنا من قيس بْن الربيع وإبراهيم بْن زياد القرشي ببغداد قديما. دفع إلي أبو الحسن ابن رزقويه أصل كتابه الَّذِي سمعه من مكرم بْن أَحْمَد الْقَاضِي فنقلت منه.
ثم حَدَّثَنِي الأزهري، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْن عثمان بْن يَحْيَى، أخبرنا مكرم، حَدَّثَنَا يزيد بْن الهيثم البادا قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين يقول: إِبْرَاهِيم بْن زياد القرشي لا أعرفه.
حدث عَن ابْن شهاب الزهري، وعبد الكريم بْن مالك، وعن خصيف بْن عَبْد الرحمن الحربيين، وسليمان الأعمش، وخلف بْن أَبِي يزيد السلمي. روى عنه مُحَمَّد ابن بكار بْن الريان الرصافِي، وَهُوَ شامي سكن بغداد، وفِي حَدِيثه نُكْرَةٌ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ النَّجَّارُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سليمان المخرمي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَيُّوبَ، حدّثنا محمّد بن بكّار بن
الرّيّان، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ أَعَانَ عَلَى بَاطِلٍ لِيَدْحَضَ بِبَاطِلِهِ حَقًّا فَقَدْ بَرِئَ مِنْ ذِمَّةِ اللَّهِ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ، وَمَنْ مَشَى إِلَى سُلْطَانِ اللَّهِ فِي الأَرْضِ لِيُذِلَّهُ أَذَلَّ اللَّهُ رَقَبَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ- أَوْ قَالَ: إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ- مَعَ مَا يُدَّخَرُ لَهُ مِنْ خِزْيٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَسُلْطَانُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ كِتَابُ اللَّهِ وَسُنَّةُ نَبِيِّهِ، وَمَنِ اسْتَعْمَلَ رَجُلا وَهُوَ يَجِدُ غَيْرَهُ خَيْرًا مِنْهُ وَأَعْلَمَ مِنْهُ بِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ فَقَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَجَمِيعَ الْمُؤْمِنِينَ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ لَهُ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يَنْظُرَ فِي حَاجَاتِهِمْ، وَيُؤَدِّي إِلَيْهِمْ حُقُوقَهُمْ، وَمَنْ أَكَلَ دِرْهَمَ رِبًا كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ إِثْمِ ست وثلاثين زنية فِي الإِسْلامِ، وَمَنْ نَبَتَ لَحْمُهُ مِنْ سُحْتٍ فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ»
. أَنْبَأَنَا عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عيسى البَزَّاز، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّد بْن عُمَر بْن سَلْمٍ القاضي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عبيد الشهرزوري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بكار قَالَ:
سمعنا من قيس بْن الربيع وإبراهيم بْن زياد القرشي ببغداد قديما. دفع إلي أبو الحسن ابن رزقويه أصل كتابه الَّذِي سمعه من مكرم بْن أَحْمَد الْقَاضِي فنقلت منه.
ثم حَدَّثَنِي الأزهري، أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْن عثمان بْن يَحْيَى، أخبرنا مكرم، حَدَّثَنَا يزيد بْن الهيثم البادا قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْن معين يقول: إِبْرَاهِيم بْن زياد القرشي لا أعرفه.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=131850&book=5528#78709c
إِبْرَاهِيم بْن سعد، أَبُو إِسْحَاق العلوي:
أحد شيوخ الصوفِية وزهادهم انتقل عَن بغداد إِلَى الشام فاستوطن بلادها، ويحكى عنه كرامات وعجائب.
أخبرني إِسْمَاعِيل بن أَحْمَد الحيري، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي. قَالَ: إِبْرَاهِيم بْن سعد العلوي أَبُو إِسْحَاق كَانَ حسنيا من أهل بغداد، وكَانَ يقال له الشريف الزاهد، وكَانَ أستاذ أَبِي الحارث الأولاسي، حكي عنه أَبُو الحارث.
قَالَ: كنت معه فِي البحر فبسط كساءه عَلَى الماء وصلى عَلَيْهِ!! أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا عَبْد المنعم بْن عُمَر بْن عَبْد الله الأصبهانيّ، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن يَحْيَى بْن حمويه الكرماني- بمكة- قَالَ: قَالَ أَبُو الْحَسَن التمار. قَالَ: أَبُو الحارث الأولاسي خرجت من حصن أولاس أريد البحر، فَقَالَ بعض إخواني: لا تخرج فإني قد هيأت لك عجة تأكل قَالَ: فجلست وأكلت معه ونزلت إِلَى الساحل فإذا أَنَا بإبراهيم بْن سعد العلوي قائما يصلى، فقلت فِي نفسي ما أشك إلّا أنه يريد أن يقول امش معي عَلَى الماء، ولئن قَالَ لي لأمشين معه، فما استحكمت الخاطر حتى سلم ثم قَالَ: هيه يا أبا الحارث امش عَلَى الخاطر، فقلت: بسم اللَّه فمشى هو عَلَى الماء، وذهبت أمشي فغاصت رجلي فالتفت إلي وَقَالَ: يا أبا الحارث العجة أخذت برجلك.
أحد شيوخ الصوفِية وزهادهم انتقل عَن بغداد إِلَى الشام فاستوطن بلادها، ويحكى عنه كرامات وعجائب.
أخبرني إِسْمَاعِيل بن أَحْمَد الحيري، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن السلمي. قَالَ: إِبْرَاهِيم بْن سعد العلوي أَبُو إِسْحَاق كَانَ حسنيا من أهل بغداد، وكَانَ يقال له الشريف الزاهد، وكَانَ أستاذ أَبِي الحارث الأولاسي، حكي عنه أَبُو الحارث.
قَالَ: كنت معه فِي البحر فبسط كساءه عَلَى الماء وصلى عَلَيْهِ!! أَخْبَرَنَا أَبُو نعيم الحافظ، حَدَّثَنَا عَبْد المنعم بْن عُمَر بْن عَبْد الله الأصبهانيّ، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن يَحْيَى بْن حمويه الكرماني- بمكة- قَالَ: قَالَ أَبُو الْحَسَن التمار. قَالَ: أَبُو الحارث الأولاسي خرجت من حصن أولاس أريد البحر، فَقَالَ بعض إخواني: لا تخرج فإني قد هيأت لك عجة تأكل قَالَ: فجلست وأكلت معه ونزلت إِلَى الساحل فإذا أَنَا بإبراهيم بْن سعد العلوي قائما يصلى، فقلت فِي نفسي ما أشك إلّا أنه يريد أن يقول امش معي عَلَى الماء، ولئن قَالَ لي لأمشين معه، فما استحكمت الخاطر حتى سلم ثم قَالَ: هيه يا أبا الحارث امش عَلَى الخاطر، فقلت: بسم اللَّه فمشى هو عَلَى الماء، وذهبت أمشي فغاصت رجلي فالتفت إلي وَقَالَ: يا أبا الحارث العجة أخذت برجلك.
Permalink (الرابط القصير إلى هذا المقطع):
http://hadithtransmitters.hawramani.com/?p=73485&book=5528#257638
إِبْرَاهِيم بن المختار أبو اسمعيل التميمي (2) من اهل
خوار (1) موضع بالري سَمِعَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، يقال بين موته وبين موت ابْن المبارك سنة، قَالَ مُحَمَّد حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن المختار عَنْ شُعْبَة عَنْ هارون بْن سعد عَنْ ثمامة بْن عقبة عَنْ زيد بْن أرقم قَالَ كنا إذا سلم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علينا قلنا وعليك السلام ورحمة اللَّه وبركاته ومغفرته.
خوار (1) موضع بالري سَمِعَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، يقال بين موته وبين موت ابْن المبارك سنة، قَالَ مُحَمَّد حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن المختار عَنْ شُعْبَة عَنْ هارون بْن سعد عَنْ ثمامة بْن عقبة عَنْ زيد بْن أرقم قَالَ كنا إذا سلم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علينا قلنا وعليك السلام ورحمة اللَّه وبركاته ومغفرته.