يزيد بن حجية بن عبد الله
ابن خالد بن حجية بن عبد الله بن عائذ شهد صفين مع علي، وكان أحد الشهود في كتاب الصلح، وكان من أصحاب علي، واستعمله على الري فجمع مالها، واحتمله، وقدم به الكوفة، فبلغ علياً، فسأله عن المال فجحده، فدفعه إلى مولاه سعد، فحبسه، فوثب يزيد على سعد فأدرجه في عباءة وهرب، فبعث علي في طلبه زياد بن خصفة، فبلغ هيت، ففاته، فرجع، فقال يزيد بن حجية:
خدعت سعيداً وارتمت بي مطيتي ... إلى الشام واخترت الذي هو أفضل
وغادرت سعداً مدرجاً في عباءة ... وسعد عبام مستهام مضلل
منها:
ولما وردت الشام أحببت أهله ... لأني بحب الصالحين موكل
وأحببتهم من حب عثمان إنه ... إمام الهدى الوالي الذي هو أعدل
وأبلغ علياً أنني من غدوه ... سأسعى مع الساعي عليه وأرحل
وقالوا علي ليس يقتل مسلماً ... فمن ذا الذي يسحي الرقاب ويقتل
أراق دماء المسلمين كأنما ... جرى بدماء الناس في القاع جدول
وقال في زياد بن خصفة أبياتاً. وأتى الرقة، فنزلها، وكتب إلى معاوية يستأذنه في القدوم عليه، فكتب إليه يأذن له. ويمنيه. فارتحل إلى الشام وقال:
أحببت أهل الشام من حبي التقى ... وبكيت من جزع على عثمان
أخبرت قومك أسلموك فسلمي ... واستبدلي وطناً من الأوطان
أرضاً مقدسة وقوماً منهم ... أهل اليقين وتابع الفرقان
فبلغ علياً الشعر، فقال: اللهم، إن ابن حجية هرب بمال المسلمين، وناصبنا مع القوم الظالمين، اللهم، اكفنا كيده، واجزه جزاء الغادرين، فأمن القوم، فقال عفاق بن أبي رهم التيمي: ويلكم، تؤمنون على ابن حجية، شلت أيديكم، فوثب عليه عنق من الناس، فضربوه، فاستنقذه زياد بن خصفة التيمي، ففارقهم عفاق، فقال زياد بن خصفة من أبيات:
ولولا دفاعي عن عفاق ومشهدي ... هوت بعفاق أمس عنقاء مغرب
دعوت عفاقاً للهدى فاستغشني ... وولى عفاق معرضاً وهو مغضب
سنلقى إلهي من عفاق بشيعة ... إذا دعيت للناس جاءت تحزب
فقال عفاق لزياد بن خصفة: لو كنت أحسن الشعر لأجبتك، ولكني أخبركم عنكم: والله لا تصيبون خيراً بعد ثلاث كن فيكم: سرتم إلى أهل الشام في بلادهم، حتى إذا علوتموهم ظهراً خدعوكم برفع المصاحف، فثنوكم عنهم، فرجعتم إلى بلادكم، فلا يعود لكم مثل ذلك الجمع أبداً. ثم بعثتم حكماً، فرجع صاحبكم خالعاً لصاحبه، ورجع صاحبهم يدعى أمير المؤمنين، فرجعتم متباغضين. ثم خالفكم قراؤكم وفرسانكم وأهل البصيرة وأهل النكاية في عدوكم، فغدوتم عليهم، فقتلتموهم، فلن تزالوا بعدهم متضعضعين.
وقال يزيد بن حجية، ويقال: إن الذي قاله ضبة بن محصن العنزي:
يا طول ليلي بالرقاب لم أنم ... ما إن يؤرقني حزني ولا سقمي
إلا مخافة أمر كنت أحذره ... أخشى على الأصل منه زلة القدم
أخشى عليهم علياً أن يكون لهم ... مثل العذاب الذي عفى على إرم
ويروى:
........ مثل القعود الذي عفى على إرم
ابن خالد بن حجية بن عبد الله بن عائذ شهد صفين مع علي، وكان أحد الشهود في كتاب الصلح، وكان من أصحاب علي، واستعمله على الري فجمع مالها، واحتمله، وقدم به الكوفة، فبلغ علياً، فسأله عن المال فجحده، فدفعه إلى مولاه سعد، فحبسه، فوثب يزيد على سعد فأدرجه في عباءة وهرب، فبعث علي في طلبه زياد بن خصفة، فبلغ هيت، ففاته، فرجع، فقال يزيد بن حجية:
خدعت سعيداً وارتمت بي مطيتي ... إلى الشام واخترت الذي هو أفضل
وغادرت سعداً مدرجاً في عباءة ... وسعد عبام مستهام مضلل
منها:
ولما وردت الشام أحببت أهله ... لأني بحب الصالحين موكل
وأحببتهم من حب عثمان إنه ... إمام الهدى الوالي الذي هو أعدل
وأبلغ علياً أنني من غدوه ... سأسعى مع الساعي عليه وأرحل
وقالوا علي ليس يقتل مسلماً ... فمن ذا الذي يسحي الرقاب ويقتل
أراق دماء المسلمين كأنما ... جرى بدماء الناس في القاع جدول
وقال في زياد بن خصفة أبياتاً. وأتى الرقة، فنزلها، وكتب إلى معاوية يستأذنه في القدوم عليه، فكتب إليه يأذن له. ويمنيه. فارتحل إلى الشام وقال:
أحببت أهل الشام من حبي التقى ... وبكيت من جزع على عثمان
أخبرت قومك أسلموك فسلمي ... واستبدلي وطناً من الأوطان
أرضاً مقدسة وقوماً منهم ... أهل اليقين وتابع الفرقان
فبلغ علياً الشعر، فقال: اللهم، إن ابن حجية هرب بمال المسلمين، وناصبنا مع القوم الظالمين، اللهم، اكفنا كيده، واجزه جزاء الغادرين، فأمن القوم، فقال عفاق بن أبي رهم التيمي: ويلكم، تؤمنون على ابن حجية، شلت أيديكم، فوثب عليه عنق من الناس، فضربوه، فاستنقذه زياد بن خصفة التيمي، ففارقهم عفاق، فقال زياد بن خصفة من أبيات:
ولولا دفاعي عن عفاق ومشهدي ... هوت بعفاق أمس عنقاء مغرب
دعوت عفاقاً للهدى فاستغشني ... وولى عفاق معرضاً وهو مغضب
سنلقى إلهي من عفاق بشيعة ... إذا دعيت للناس جاءت تحزب
فقال عفاق لزياد بن خصفة: لو كنت أحسن الشعر لأجبتك، ولكني أخبركم عنكم: والله لا تصيبون خيراً بعد ثلاث كن فيكم: سرتم إلى أهل الشام في بلادهم، حتى إذا علوتموهم ظهراً خدعوكم برفع المصاحف، فثنوكم عنهم، فرجعتم إلى بلادكم، فلا يعود لكم مثل ذلك الجمع أبداً. ثم بعثتم حكماً، فرجع صاحبكم خالعاً لصاحبه، ورجع صاحبهم يدعى أمير المؤمنين، فرجعتم متباغضين. ثم خالفكم قراؤكم وفرسانكم وأهل البصيرة وأهل النكاية في عدوكم، فغدوتم عليهم، فقتلتموهم، فلن تزالوا بعدهم متضعضعين.
وقال يزيد بن حجية، ويقال: إن الذي قاله ضبة بن محصن العنزي:
يا طول ليلي بالرقاب لم أنم ... ما إن يؤرقني حزني ولا سقمي
إلا مخافة أمر كنت أحذره ... أخشى على الأصل منه زلة القدم
أخشى عليهم علياً أن يكون لهم ... مثل العذاب الذي عفى على إرم
ويروى:
........ مثل القعود الذي عفى على إرم