نعمة بن هبة الله بن محمد
أبو الخير الجاسمي، الفقيه من قرية جاسم.
حدث نعمة: أن شيخاً من أهل قرية كفر عاقب من عمل طبرية، كان عمره زائداً على المئة من أهل الخير، له مدة سنين محتجب عن الناس، خال بعبادة الله عز وجل، حدثه أنه لما خرج داعي طبرية، لعنه الله، يلزم الناس بالاتصال، ذكر هذا الشيخ فيمن ذكر، وهرب جماعة من أهل القرية، ولم يكن في الشيخ نهضة للهرب، فبات مهموماً من ذلك، وموعده أن يجيئه الداعي من غد، وقد خاف من ذلك.
فلما كان في الليل رأى في النوم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبين يديه عليه بن أبي طالب، يطرف بين يديه، وفي يديه قضيب أظنه لوزاً، وعليه جفنان.
قال: فتقدمت إليه لأقبل يده، وأنا أعلم أنه علي بن أبي طالب، فمنعني، وقال: ابدأ بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعلى يمينه ويساره الحسن والحسين عليهما السلام، ومن ورائه أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فجئت لأقبل بين عينيه، فأمال خده إلي، فقبلته وأنا أبكي ثم تبسم حتى رأيت ثنيته المكسورة، ثم شكوت إليه، وقلت: يا رسول الله، ما ترى قد دفع الناس إليه، وما في ما أهرب، وما أبرح؟ فقال: ما عليك مخافة.
ثم أعدت عليه القول، فقال: لا تخف، ثم أعدت القول، وقلت: ما أطمئن، فقال لعلي عليه السلام: اكتب له أماناً.
فأخذ خرقة وعوداً، وكتب رقعة أمان، ودفعه إلي، فقبلته، ثم التفت إلى أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وقال: ألا تنظران ما الناس فيه بسببكما؟ ثم قال: ألا أدلكم على شر البقاع؟ قالوا: نعم، فقال: هذه المدينة - وأشار ناحية بانياس - ولولا رجل في جوارها لأقلب سفلها على علوها.
وانتبهت، فلما كان من الغد قيل للداعي بسببي، فقال: دعوه فلا حاجة لنا فيه.
أبو الخير الجاسمي، الفقيه من قرية جاسم.
حدث نعمة: أن شيخاً من أهل قرية كفر عاقب من عمل طبرية، كان عمره زائداً على المئة من أهل الخير، له مدة سنين محتجب عن الناس، خال بعبادة الله عز وجل، حدثه أنه لما خرج داعي طبرية، لعنه الله، يلزم الناس بالاتصال، ذكر هذا الشيخ فيمن ذكر، وهرب جماعة من أهل القرية، ولم يكن في الشيخ نهضة للهرب، فبات مهموماً من ذلك، وموعده أن يجيئه الداعي من غد، وقد خاف من ذلك.
فلما كان في الليل رأى في النوم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبين يديه عليه بن أبي طالب، يطرف بين يديه، وفي يديه قضيب أظنه لوزاً، وعليه جفنان.
قال: فتقدمت إليه لأقبل يده، وأنا أعلم أنه علي بن أبي طالب، فمنعني، وقال: ابدأ بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعلى يمينه ويساره الحسن والحسين عليهما السلام، ومن ورائه أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فجئت لأقبل بين عينيه، فأمال خده إلي، فقبلته وأنا أبكي ثم تبسم حتى رأيت ثنيته المكسورة، ثم شكوت إليه، وقلت: يا رسول الله، ما ترى قد دفع الناس إليه، وما في ما أهرب، وما أبرح؟ فقال: ما عليك مخافة.
ثم أعدت عليه القول، فقال: لا تخف، ثم أعدت القول، وقلت: ما أطمئن، فقال لعلي عليه السلام: اكتب له أماناً.
فأخذ خرقة وعوداً، وكتب رقعة أمان، ودفعه إلي، فقبلته، ثم التفت إلى أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وقال: ألا تنظران ما الناس فيه بسببكما؟ ثم قال: ألا أدلكم على شر البقاع؟ قالوا: نعم، فقال: هذه المدينة - وأشار ناحية بانياس - ولولا رجل في جوارها لأقلب سفلها على علوها.
وانتبهت، فلما كان من الغد قيل للداعي بسببي، فقال: دعوه فلا حاجة لنا فيه.